العراق دولة المنظمة العلنية / الجزء الثالث

                                                    

                         بقلم المحامي المستشار
                        محي الدين محمد يونس

         

العراق دولة المنظمة العلنية /الجزء الثالث

3- حرب الخليج الثالثة (حرب تحرير العراق, حرب احتلال العراق)

والتسمية التي اطلقها الرئيس العراقي على هذه الحرب (أم المعارك): وهي الحرب التي بدأت في 19 آذار ولغاية 1 مايس 2003 والتي أدت الى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى بالاستناد على مجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام الداخلي والعالمي بشرعية الحرب وأهم هذه التبريرات:-
 عدم تطبيق الحكومة العراقية لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة وإصرارها على عرقلة عملها دون أسباب مبررة وشهدت هذه الفترة من عام 1991 ولغاية عام 2003 ونشوب الحرب تصرفات غير منطقية في مجال التعامل في تنفيذ هذه القرارت بحجج واهية منها حرص العراق على سيادته والخصوصيات الأمنية له, في حين كان الأجدر بالنظام العراقي ورئيسه (صدام حسين) باعتباره صاحب القرارالوحيد في العراق أن يسمح لهذه اللجان في القيام بأعمالها بحرية ودون عراقيل وعدم خلق المبررات للولايات المتحدة في تنفيذ ما عزمت عليه وخلق القناعة لدى المجتمع الدولي من سوء نوايا هذا النظام لاسيما وقد تبين فيما بعد وبعد احتلال العراق عدم امتلاكه لأية مواد من المشمولة بالتحريم والمنع والبحث.
 المبرر الثاني هو اتهام النظام العراقي بتصنيع وامتلاك أسلحة دمار شامل وعدم إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من هذه الأسلحة والذي تبين فيما بعد وليومنا هذا عدم امتلاك الحكومة العراقية لها ولكن ذلك لا يعني عدم امتلاك هذا النظام لهذه الأسلحة مطلقاً فامتلاكه واستعماله للأسلحة الكيماوية في حلبجة عام 1988 هو أمر لا يقبل النقاش والنفي, كذلك قيام الرئيس العراقي (صدام حسين) بالتهديد في بداية عام 1990 باستخدام الأسلحة الكيماوية في حرق نصف إسرائيل في حال قامت إسرائيل بضرب العراق بالأسلحة النووية, كما كشف (حسين كامل) الذي كان وزيراً للدفاع ووزيراً للتصنيع العسكري عن تطوير العراق لأسلحة كيماوية وامتلاكه لمخزون كبير منها عند هروبه من العراق إلى الأردن عام 1995 .

                                              

                                حسين كامل

 المبرر الثالث علاقة النظام العراقي بالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة بزعامة (أسامة بن لادن) وغيرها من المنظمات الأخرى وقد ثبت فيما بعد عدم وجود أي علاقة للنظام العراقي بهذه المنظمات واقتصر الحال في هذا المجال حصول محاولات بسيطة لإيجاد علاقة في هذا الشأن لم تسفر عن نتيجة وعدم تحمس الرئيس العراقي (صدام حسين) لمثل هذه العلاقة لعدم وجود قاسم مشترك في المصالح والأهداف بينهما وتضارب شكل البناء الأيدلوجي بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحركات الإسلامية والتي تعتبر هذا الحزب العلماني كافراً لا سيما وأن مؤسسه (ميشيل عفلق).

                                   

                                 ميشيل عفلق

وقبل أن نكمل بقية الحديث والذي أطلت فيه رأيت من الضروري أن أعرج على ذكر أسماء القادة السياسيين والعسكريين في حرب الخليج الثالثة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف والعراق:

   

قادة التحالف المشتركين في احتلال العراق 2003

   


جورج دبليو بوش             توني بلير           جون هوارد

 

              

الرئيس البولندي    رئيس الوزراء البولندي  رئيس أركان الجيش الأمريكي

                       

               بريان بوريدج قائد سلاح الجو الملكي البريطاني

قادة الحكومة العراقية المشتركين في حرب احتلال العراق 2003

     

    

عزت الدوري          حسن المجيد        برزان التكريتي 

    


عبد حمود محمود        سلطان هاشم     رعد مجيد الحمداني

            

      سلطان هاشم                                                                رعد الحمداني


نظرة بسيطة مجردة إلى هذه الأسماء تظهر لنا الفرق الشاسع بين القيادتين من حيث القدرة والكفاءة والإمكانيات الشخصية للتصرف في هكذا مواقف عصيبة, فالقيادة الأولى كانت تتضمن مجموعة من السياسيين والعسكريين المخضرمين والذين لهم باع طويل من المتراكم الشخصي من التجارب في المجال السياسي والعسكري وعلى العكس منهم القيادة العراقية فعندما نمعن النظر إلى أسمائهم وأشكالهم يخال لنا وكأننا مقبلون على نزاع عشائري أو كما جرى التحضير والهجوم على دار (حسين كامل وأهله) في بغداد عند عودته من الأردن, ويلاحظ مشاركة أغلب القيادات في هذه المعركة التي نفذت بقرار عائلي عشائري ضمن دولة القانون وبموافقة رأس النظام بعد تخليه عن دوره الرسمي والسياسي , وأدت إلى إبادة وقتل جميع من كان في الدار من عائلة المذكور من الأبرياء, والغريب أن قيادات هذه المعركة العائلية أصبحوا لاحقاً قيادات في حرب الخليج الثالثة.
أما الفريق الأول الركن سلطان هاشم والفريق رعد مجيد الحمداني فقد كان دورهما مهمشا في هذه الحرب وكان الأول على دراية وعلم من نتائجها السلبية على العراق باعتباره عسكريا مخضرماً في الجيش العراقي وعلى قناعة تامة من السلوك الخاطئ للرئيس العراقي صدام حسين في اقدامه على هذه المغامرة الوخيمة العواقب عليه وعلى شعبه وتوقعه دخول الامريكان العاصمة بغداد خلال أسبوع نابع من معرفته بقدرات الجيش العراقي المتواضعة. 

     

            أحمد حسن البكر وصدام حسين

انتهى الجزء الثالث

للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:

https://algardenia.com/maqalat/41583-2019-09-13-06-44-06.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع