د.منير الحبوبي
مخلط يا لوز
- تعلمت من خلال مسيرتي بالحياة انك بعض الأحيان لا تستطيع ان تصلح جهاز حصل به عطل ما فتتضجور وتنزعج لأنك لست قادر على تصليحه وهذا امر سيء فكان عندي صديق يقول يجب ابدا عدم الأنهزام امام التحديات وأننا او نحن لسنا اغبى من الشخص او الناس الذين عملوا هذا الجهاز وفعلا بالأيمان بهذه المقوله تستطيع بعض الأحيان النجاح والوصول الى الهدف الذي تريد.
وبعض الأحيان فعلا الشغله صعبه لا تستطيع حلها او تصليحها فما عليك الا تركها والرجوع اليها اليوم التالي ومحاولة ايجاد الحل وستجد ان ذلك ممكن بعض الأحيان وايضا قد يساعدك ان توجد اجهزه مشابهه للجهاز العاطل فتحاول المقارنه ومن ثم العمل على التصليح
- قديما ومنذ ايام الطفوله علمتني جدتي وسمعنا من الأطفال الآخرين وهم يغنون او ينشدون مثل الحمام الذي نسمعه يغني قائلا :
كوكوكتي ...وين اختي ؟ بالحله...اشتاكل ؟ گوگله او باگله لا اتذكر جيدا . أشتشرب ؟ ماي الله....
فكنت فعلا احس وأتألم لكل حمامه تغني هذه الكلمات ولكن وبعد مغادرتي للعراق تفاجئت ان الحمام بالهجره وبكل الدول ينشد ويغني بنفس الكلمات وهنا انصدمت فهذا الشيء غير معقول فهل كل الحمامات فقدت اخواتها ؟ ولماذا لم تفقد ابويها او اطفالها او اخوتها ؟وكيف بالغربه الحمام يتكلم عربي كما بالعراق؟ وهل كل حمام العالم فقد اخته بمدينة الحله ؟وشجابهم يمنه!!!! كلها اسئله جعلتني اصل الى الحقيقه ان الكلام هذا لا اصل له من الحقيقه اي هي ترهيم بترهيم ولكن تبقى هذه الأنشوده تطربني وتجعلني أنشد اكثر فأكثر لمعتقداتنا وماضينا وتراثنا...
- قبل فتره كنت قد كتبت مقاله اتساؤل بها حينما ارى هنا ببلاد الغربه ان اكثر اصحاب الكلاب يطلعون كلابهم صباحا قبل الذهاب للعمل وهكذا بعد عودتهم من الدوام لأن هذا ضروري للكلاب فهي تنزعج جدا ان كانت محبوسه بالبيت وبنفس الوقت يقمن بالتفريغ بالهواء الطلق ولكني كنت اتسائل هل هم فعلا يحرصون على رعاية كلابهم ام الكلب هو الذي يحرص على رعاية صاحبه بالخروج من الشقه وتنفس الهواء الطلق وبالتالي يكون صحيا ترك الروتين القاتل بالعزله طول الوقت بالشقه او البيت فلم اكن اعرف الجواب الحقيقي على تساؤلاتي هذه؟. ولكن قبل ايام تعرفت على جار لي يخرج دوما كلبه كالمعتاد الى الشارع والى الحديقه المجاوره للحي فسألته ما خطر ببالي فقال لي ومن خلال جوابه ان الكلب يريح زوجته لأن زوجته مخبله وتجيها نوبات عصبيه شديده وهكذا الحال لبنتهم التي عمرها حوالي 13 عام فهي تريد الأنتحار بعض الأحيان وهي ماله لحياتها معهم فتعجبت من ذكره لي كل هذا وبسهوله ودون اي اهتمام لما يقول عن افراد عائلته وجرنا الحديث الى سؤاله واين سيقضي هو عطلته الصيفيه فقال لي بأنه لا يحب الأجازات والسفر لأنه بطبيعته انسان انعزالي وقال بأنه كمن يقال عنهم بأصحاب او بشر الكهوف وهم كالدببه ينعزلون بالكهف عدة اشهر وعندما يخرج من الكهف يكون جائعا وشرسا فيهاجم ضحاياه ويقتلهم عندها تركته بسرعه وقلت أحسن لي الذهاب وقطع الحديث قبل ان يفترسني وظل سؤالي بدون جواب هل الكلب ام الأنسان الذي يفيد الآخر برفقته؟
- صادفت الصدفه ان اتحدث مع جارة لي بالحي الذي نسكنه وكان ذلك من خلال اجتماع سنوي لساكني الحي او البنايه والبيوت للمناقشه حول مشاكل الحي وكيف يمكن حلها وحيث انا الآن متقاعد ولا شغل ولا عمل على گولة سليم البصري وجرنا الحديث فأخبرتني بأن بنتها تشتغل ولا تستطيع اخذ اجازه صيفيه هذا العام ولكن حفيدتها اي ابنة بنتها ستغادر بالعطله الصيفيه الى جنوب فرنسا فقلت لها من دون قصد يعني تسافر مع ابيها فقط فقالت لي لا ستغادر مع اطفال الحي حيث البلديه هي التي تشرف على هكذا حالات وأن بنتها اي ام الطفله هذه لا تعرف من هو ابو البنت؟!!!! فصدمت من هذا الجواب وكذلك فأن مرافقها اي صديقها الذي هو عايش معها منذ ستة اشهر فهو الآخر قد ترك العيش مع بنتها وحينما ترك البيت فهو لم يخبر بنتها بذلك وكذلك فهو بتركه للبيت ماخذ ويا المواعين مالته التي جلبها معه حينما ارتبط مع بنتها فهنا لا أعرف ما أقول واندهشت من هذه المعلومات ولم استطع ان الزم نفسي من الضحك الى اين وصلنا ...... وهنا قلت مع نفسي گام الداس يا عباس....!!!!!
- طيا معلومات ارجوا ان لا تصطدم البعض منا فأنا اذكر لكم هذه المعلومات فقط لتبيان الأختلاف الكلي بين المجتمع الشرقي والغربي وهي ليست للحكم من احسن من. وهي ايضا ليست للكثير من عامة الناس ولكن هي حالات موجوده بالمجتمعات الغربيه فعلى سبيل المثال واحد من أصول عربيه يملك سوق ماركت اتاه احدهم وأخبره بأن بنته حامل منذ اربعة اشهر وليس هذا فحسب بل ان من حبلها هو من بشره سوداء فثار الأب من الغضب وترك محله وخابر بنته لتأتيه بسرعه فأتت ومن يروي لي هذه القصه كان يتوقع انه سيذبحها واذا به يسألها لماذا يا بنتي عملتي هكذا وخاصة من شخص ذو لون مغاير فأجابته والدي هذه حياتي الخاصه ولا يحق لك التدخل بها.
وفي روايه اخرى فأن احد العرب حينما مرض واصابه مرض خطير فأن من تعيش معه او حبيبته وعنده منها ولد وبنت فأنها بدأت تتركه ينام بغرفه بالبيت وتأتي بصديق لها الى البيت ويمارس علاقه معها وكأنه زوجها فلم يتحمل ذلك وترك البيت وبعد فتره مات من علته . وكذلك في روايه اخرى امرأه عربيه بعد انتهائها من العمل تأتي مساءا الى الماركيت وتشتري ربع زجاجة ويسكي والعديد من بطالة البيره وطبعا حين تسألها فهي تجيبك بكل اعتزاز وبكل بساطه انها عربيه مسلمه. ومن الروايات الأخرى التي سمعتها هي ان امرأه بعمر الخمسين وعندها بنت شابه عمرها حوالي 25 عاما والأثنان عايشات مع شاب في نفس الشقه وهو يمارس الحب مع الأثنتان ويقول من روى لي هذه الحكايات بأنه سأل الوالده التي هي عربيه مسلمه كيف تسمح لنفسها بهذا السلوك فأجابته اين هي المشكله فنحن كلنا مرتاحين بهذه الحاله.
هذه حالات ليست شائعه بالمجتمع الغربي ولكنها موجوده وأحب هنا ان ابين بأن الكثير من البنات الأوربيات ايضا يصدقن بحبهن ويخلصن للحبيب كحال مجتمعانا الشرقيه اي انها كما يقولون لو خليت لقلبت والحمد لله بالغربه توجد ايضا العوائل الشريفه ولكن هنا الحريه هي الغالبه وطبعا يوجد حكايات مماثله لهذه لا يسع الوقت لروايتها.
- قبل اربعين عاما توفى المرحوم والدي رضوان الله عليه عن عمر 49 عاما وكان المغفور له لا يسمع نصح الأطباء فأصابته اول ذبحه صدريه وخرج منها بسلام ونصحوه بالراحه عن العمل ولكنه لم يسمع الكلام وهكذا بعد ستة اشهر اصابته ذبحه ثانيه وهكذا العاده نصحوه ولكن هو لا يؤمن بذلك ويؤمن فقط بأن الأعمار بيد الله ومع ايماننا بهذا الا انه يجب على الانسان ان يعتبر ويأخذ العبر والنصيحه وهكذا الثالثه كانت قاتله وكما يقولون الثالثه ثابته, ما اريد ان اقوله هنا هو انه الف رحمة الله عليه كان كلما حصلت وفاة لأحد من معارفه او اقرباءه او اصدقاءه او من جوارينه فلا يؤلوا جهدا بالسفر الى النجف من بغداد وحضور مراسيم الدفن او العزاء وفي آخر سنين عمره لا انسى ذلك فكان يطلب مني ومن اخوتي مرافقته وكنا قد اصبحنا رجالا او شبابا لعزاء من يموت من معارفه فكنا نتذرع بكل الذرائع للأعتذار منه ويوم فارق الحياة فهمت لم كان يلح علينا بأداء الواجب وحضور مراسيم عزاء اي شخص يموت حيث كان يذكرنا بقوله انه يمكنكم الأعتذار من عدم خضور مراسيم عرس او زفاف او ختان ولكن اي مراسيم حزن يجب عدم الأعتذار منها للأعراب لأهل الميت عن الحزن والمواساة وهكذا يوم توفي والدي واقمنا الفاتحه له بحسينية الكراده عرفت وتذكرت لم كان يحث على ذلك فأتت لمراسيم عزاؤه مئات الناس ومن كل المدن والمحافظات معزية لنا به وهنا فهمت قدره وأن الحياة أخذ وعطاء وفرح وحزن ويوم لك ويوم عليك واليوم نحن احياء وغدا في عداد الأموات فرحمة الله عليك والدي ورحمة الله على والدتي وعلى كل ارحامنا وعلى كل المؤمنين
- طيا گولات او مهوالات او عبارات جميله اتذكرها من وقت لآخر لا تذهب عن ذاكرتي فتؤنسني وترسم الأبتسامه على محياي:
عندي وتخاف عليك وأدورك أمك....موش بسواد العين بصبيهه أضمك
كلچن يا مظلومات للكاظم أمشن....يم سيد السادات فكن حزنچن
أنعل ابو السادات يابو الخلفه.....بجيبه ربع دينار محد صرفه
نوري السعيد القندره.....وصالح جبر ق.يطانه
لا احب الكلام البذيئ او الأساءه لأحد وخاصة من الأموات ولكن هو هتاف كانت تردده مئات الآلاف من العراقيين المتظاهرين أواخر سنين الحكم الملكي الذي ارتأيته احسن فتره ديمقراطيه مر بها العراق مقارنة مع أحداث ما حصل بعدها
ختاما احب ان اذكر ان التسميه مخلط يا لوز أصلها وعلى ما اظن هو ان الباعه وخاصة بسوق الشورجه او بياعي المملحات تراهم يخلطون الجوز واللوز والبندق والكاجو والفستق الحلبي والصنوبر وكل ما نسميه بالمكسرات.
1126 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع