اللواء المتقاعد فوزي البرزنجي
الإخلاص في العمل الوظيفي والولاء للوطن - القسم الأول
1. منذ فترة تزيد على أربع سنوات أنا متوقف عن الكتابة لأسباب صحية و إجتماعية ، ماشدني لكتابة هذا المقال والعودة بالتأريخ الى الوراء أكثر من عقد من الزمان تحديداً منتصف سنة 2006 عند تبوء السيد عبد القادر محمد جاسم العبيدي منصب وزيرالدفاع في الحقبة الأولى لتبوء السيد نوري المالكي منصب رئيس وزراء العراق .
2 . تم نشر مقاطع فديو في الأونة الأخيرة لقنوات فضائية عراقية يشرح فيها مقدمي البرامج إسلوب النهب الممنهج لأموال الدولة من قبل أشخاص متنفذين يتبؤون مناصب عليا في الحكومة.
3. سبق أن كتبنا موضوع بعنوان ( عملي الوظيفي بين الجيش العراقي الباسل والجيش العراقي الجديد ) ونشر في مجلة الگاردينيا الثقافية ، كما مبين في الرابط أدناه .
https://www.algardenia.com/maqalat/9226
-2014-03-04-09-10-23.html
بينا في المقال المشارإليه آنفاً بشكل موجز الواجبات التي كلفنا بها ، بداية تم نقلي من دائرة شؤون المحاربين إلى منصب آمين سرالمتابعة الأقدم في مكتب آمانة السرالعام في وزارة الدفاع وبعد مايقارب الشهرتم نقلي إلى منصب آمين سر مجلس الدفاع في مكتب آمانة السر العام ، في أحد جلسات مجلس الدفاع الإسبوعية طرح السيد وزير الدفاع موضوع المبالغ المالية التي سلمت من قبل مديرية الموازنة والبرامج إحدى الدوائرالمالية لوزارة الدفاع إلى عدد غير قليل من الضباط القادة لأغراض تأمين سكن لهم في المنطقة الخضراء بدون موافقات أصولية ، سنأتي على شرح ذلك بالتفصيل.
4. بعد إحتلال بغداد في 9/ 4 / 2003 قامت مجموعة من العوائل ( الحواسم ) التجاوزعلى الدورالكائنة في حي التشريع القريب من بناية القصرالجمهوري وكذلك الدورالملاسقة للجسر المعلق وشقق العمارات السكنية المجاورة لمبنى القيادة القومية لحزب البعث وشقق العمارات السكنية المجاورة لقصرالزهورالملاسقة لشارع الزيتون الواقع ضمن حي الحارثية ، وإشغال الدوروالشقق االسكنية الخالية فيها ، جميع هذه العقارات تابعة لدائرة عقارات الدولة وجميع هذه المناطق أطلق عليها لاحقاً إسم المنطقة الخضراء .
5. في شهرآب من سنة 2004 صدرقرار بإعادة تشكيل وزارة الدفاع وخصص لها بناية المجلس الوطني ضمن المنطقة الخضراء لغرض السكن فيها والتي كان جزئها الأيمن مدمر نتيجة لقصف الطائرات الأمريكية .
6. في هذا التأريخ بدأ تزايد نشاط المجموعات المسلحة بمختلف إنتمائتها السياسية ضد الإحتلال الأمريكي للعراق وكانت تتعرض المنطقة الخضراء للقصف بالهاونات الثقيلة والراجمات الخفيفة عيار 107 ملم من إتجاهات مختلفة محيطة بالمنطقة ، كذلك كان يتعرض الضباط المتقاعدين الذين إعيدو للخدمة للعمل بوزارة الدفاع إلى التصفيات وكان جميع الضباط يذهبون إلى الدوام متنكرين بالملابس المدنية خشية مهاجمتهم وإغتيالهم مما إضطر الكثيرمنهم للسكن في المنطقة الخضراء .
7. من أجل الحصول على دار أو شقة سكنية في المنطقة الخضراء كان يتطلب الأمر إخلاء الدار أو الشقة السكنية من شاغليها الذين إستولوا عليها عنوة بالرغم من صدور آمر رسمي من حكومة الدكتورأياد علاوي إلا إنه لا أحد يأبه لتنفيذ هذا الأمر إلا بعد دفع سر قفلية للذين إستولو على هذه العقارات .
8. سبق أن تم تعيين (السيدة سوسن )لإشغال منصب مدير عام مديرية الموازنة والبرامج في وزارة الدفاع من قبل سلطة الإحتلال ليس لديها أي خبرة في الأمورالمالية لإدارة هذا المنصب وتم سجنها لاحقاً ، كان كبارالضباط وكبار الموظفين المدنيين يذهبون إلى هذه السيدة سوسن ويطلبون منها مبلغ بشكل شفوي لغرض تخلية العقارالمطلوب السكن فيه وكانت تسلم المبلغ لقاء قصاصة ورقية يوقع عليها الشخص المعني أو أحد أفراد حمايته ، بعد تخلية العقار يطلبون مبلغ أخر لغرض ترميم العقار لأن العائلة التي كانت تسكن العقار تقوم بخلع الأبواب والشبابيك وتفكيك سويجات الكهرباء وحنفيات الماء وأحياناً قلع حتى البلاط ويتم تكسيرالزجاج في حالة عدم إمكان خلع الشبابيك ، ثم يقدمون طلب أخر لغرض تأثيث العقاروكانت هذه السيدة سخية جداً في منح الطلبات ، قد يستغرب القارئ الكريم من الأرقام التي سأذكرها وطبعا الصرف بعملة الدولار وهي مبلغ 20000 عشرون ألف دولارلغرض التخلية ومبلغ 20000 عشرون ألف دولار لغرض الترميم ومبلغ 20000 عشرون ألف دولار لغرض التأثيث فيصبح مجموع المبلغ 60000 ستون ألف دولار وأحيانأً يصل المبلغ إلى أكثر من هذا الرقم قد يتجاوز 80000 ثمانون ألف دولار ، وللتأريخ قسم من العوائل تركت العقارات بدون إستلام سر قفلية لكن النفس أمارة بالسوء ولإن المال العام سائب ولأن الموظف مغفل لذلك تم إستغلال هذه السيدة أبشع إستغلال
9. توجيهات السيد وزيرالدفاع في جلسة مجلس الدفاع كانت توثق من قبلي في محضر مجلس الدفاع بصيغة
الأمروتصدر بتوقيع السيد وزيرالدفاع وتوزع إلى كافة دوائرالوزارة وتكون واجبة التنفيذ من قبل الدوائرالمعنية والمتابعة من قبل أمين سر مجلس الدفاع .
10. فوراً بدأت بالتنسيق مع مدير الموازنة والبرامج المالية بالتحري في الملفات القديمة لغرض توثيقها بشكل صحيح وإستمرالعمل أكثر من ثلاثة أشهر، علما كان قسم من الذين إستلموا هذه المبالغ قد تركوا العمل في الوزارة وغادرو العراق وقسم تعرض للإغتيال ، لقد تعرض مدير الموازنة وأنا شخصياً إلى ضغوط كبيرة من قبل قسم من هؤلاء الأشخاص بغية طمس الحقيقة لكن لم نكترث لهم ، كانت أرقام المبلغ النهائي صادمة لمن يقرئها حيث بلغ الرقم النهائي بالدينارالعراقي 875 مليار دينار وبعملة الدولار أكثر من 750 مليون دولار .
11. عرضت أسماء الأشخاص و مناصبهم ووحداتهم والمبالغ مؤشرة أزاء كل منهم على السيد وزيرالدفاع وأمر سيادته رفعها إلى مكتب رئيس الوزراء ، بدوره مكتب رئيس الوزراء رفعها إلى ديوان الرقابة المالية حيث أبدت رأيها بإن هذه المبالغ تم صرفها خلافا للتعليمات المالية وبدون موافقات رسمية ويجب تسديدها حتماً من قبل الأشخاص الذين إستلموها .
12. قد يتصور القارئ الكريم بإن ما ذكرليس صحيحاً لكن الأشخاص الذي عملنا معهم لا يزالون على قيد الحياة والملفات محفوظة في دائرة أمانة السرالعام للوزارة تشهد على صحة ماتقدم ، هكذا بدئنا كفريق عمل من أجل وضع طابوقة في الأساس الصحيح ، لكن للأسف الشديد كانت مكافأة الذين يعملون لوطنهم خيبت أمالنا و أترك شرحها لحين أكتب بقية الأقسام .
اللواء المتقاعد
فوزي البرزنجي
20 تموز 2019
1705 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع