سيف الدين الألوسي
التراث الطبي العراقي ، امانة في الاعناق .
بصفتي أبن عائلة طبية عراقية انجبت العديد من الاطباء والطبيبات وكان أول طبيب فيها هو المرحوم الدكتور أبراهيم عاكف الالوسي تخرج سنة١٩٢٠ والذي خدم في العديد من الوية ومدن العراق، واستوزر ومن ثم ختم حياته الوظيفية بدرجة سفير في تركيا لغاية ١٩٥٨ ،، ومرورا بالعديد بعده مثل الدكاترة مجيد الالوسي وخليل الالوسي وحسني الالوسي رحمهم الله، ومن ثم والدي الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله وهو خريج ١٩٥٥ ،، ووصولا الى الدكتور فايق الالوسي والدكتور رجب الالوسي والدكتور وجيه الالوسي والدكتورات هناء الالوسي وابتهاج الالوسي ونجاة الالوسي وغيرهم وصولا الى ابناء جيلي مثل الدكتور عاكف الالوسي ومعه العديد من هذا الجيل وصولا الى جيل الابناء ،وليتحملنا الاهل للنسيان ونسيان العديد من الاطباء الاخرين مع الاعتذار منهم ،،
ومن كل هذه الاجيال ومن بداية العشرينيات ولغاية اليوم ،،،توجد اسماء طبية عراقية اعلام ، يقف لها الجميع فخرا واحتراما لما قدموه من خدمات لوطنهم وللطب ولشعبهم .
بالنسبة لي انا ارى ان الاسس المتينة في كل بناء ،، تجعل البناء متينا مستمرا رغم طول الوقت والسنوات ،، وهكذا كان الطب في العراق المفخرة لاسمه ولكل الدول العربية ، وعندما كانت المهارات الاكلينيكية للاطباء العراقيين بالتشخيص تفوق العديد من اطباء العالم وسلاحهم الوحيد ،، ( جهاز الضغط الزئبقي والسماعة ويدهم !! ) ونادرا ما يخطئ اي طبيب منهم بالتشخيص !!
أطباء العراق بمعظمهم اكبر من المادة ، فاسمهم واحترامهم بين البشر اكبر من اي بليونير لا تعلم بمصدر ثروته ،، ورغم استحقاقهم لجهودهم وكما يكون اي مصدر رزق آخر ،، ! فهم كانوا الاقل اجرا بين كل الاطباء بالعالم !!
فلا يمكن مقارنة الاستاذ الدكتور سعد الوتري واسمه واحترامه بين الناس او الاستاذ الدكتور زهير البحراني او غيرهم من الاعلام ، مع سياسي خدمته الصدفة للبروز ، او مجهول الشهادة والمهارة ، صار ميلياردير او ؟؟؟
للاسف ارى بأن الطب في العراق ومبادئه الاخلاقية النموذج ، في تراجع ، علميا وادبيا ، وخصوصا عند البعض من الاجيال الجديدة ،، والتي لا تعلم للاسف بأنهم حملوا اكبر ثروة يحلم بها الانسان وهي الاثر الطيب والخلق والتأريخ الطبي الناصع ،،
ولاجل المحافظة على تراث العراق الطبي الفخر ،، اهيب بالدولة وكل الناس ، اعتبار الطبيب وكل من يقوم بعلاجهم قدوة عليا للمجتمع ،، واحترامهم وحمايتهم بقوة ، والمحافظة عليهم ، والحفاظ على مستوى الكليات الطبية ودعمها ،، الطب هو من العلوم الكبرى التي تهتم بالنوع وليس بالكم وكما بقية العلوم المهمة ،، وارجو من الاطباء الشباب العناية بهندامهم وهيبتهم وسموهم ،، فهم النموذج لتطور البلد وانعكاس لانسانية واحترام اي مجتمع ،، رفقا بالتراث الطبي العراقي الذهبي ورفقا بثروتنا الوطنية المهمة اكثر من النفط ،،
تحية الى كل الاطباء العراقيين ومن كل الاجيال وكل الاختصاصات، المدنيين والعسكر سابقا واليوم ،، ورجاء الى الاجيال الجديدة بالمحافظة على تلك النعمة من ارث مشرف فخر ورغم كل الصعوبات ،،
رحم تعالى كل من غادرنا واطال بعمر الباقين ،، ورجاء اخوي لاطبائنا في الخارج بعدم التقصير مع كلياتهم الام واساتذتهم ، وادامة التواصل مع البلد واهله بكل شئ ممكن ،، ويللي نسيتونه بلكي تذكرونه !!
640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع