سيف الدين الألوسي
مدينة بغداد في نظر فرانك لويد رايت (( الغريت ميغا سيتي ! )) وحلم الملك فيصل الثاني
مثل اي شخصية وطنية مثقفة تتطلع إلى الحداثة والتقدم والسير مع تطور الزمن مع الحفاظ على الموروث والاستفادة منه، كان الملك الشهيد فيصل الثاني ملك العراق ، يؤمن بفكرة ان المشاريع المعمارية الكبيرة والضخمة لديها القدرة لتحويل أي مدينة إلى مدينة ثرية ذات قيمة في المستقبل، مدعوما بالطبقة الوسطى المثقفة من معماريين وفنانين عراقيين ومن رجال دولة وطنيين ونزهاء وبعض المال القليل من تصدير النفط، وأيضا كان يأمل بفرصة لتنظيمه الألعاب الاوليمبية في العراق.
في الخمسينات من القرن الماضي، بدأ الملك فيصل الثاني بجمع عدد كبير من كبار المعماريين واساطين العمارة في العالم لوضع تصور جديد لمدينة بغداد كمدينة عالمية صاخبة تنافس مدن العالم الكبرى، ومن هؤلاء المعماريون «فرانك لويد رايت، والتر غروبيوس، ليكوربوزييه، جوزيف لويز، ألفار وأينو ألتو».
كان حلم الملك فيصل في مخطط مدينته الضخمة بتجميع عدة أفكار من عدة أنواع:
- مخطط مدينة الجزائر الذي وضعه لوكوربوزييه سنة 1933
- مخطط مدينة أديس أبابا -الذي فشل- ولذي رسم سنة 1936 للمعماري موسيليني
- مخطط مدينة شانديغار الهندية والتي اتسمت بحيويتها سنة 1951
- مخطط مدينة لعاصمة البرازيل ، برازيليا التي بنيت من الصفر في الفترة 1956 لـ 1961
أراد الملك فيصل بتجميع تلك القطع او الاحلام ووضعها في مدينة بغداد -أستشهد سنة 1958 عن عمر 23 سنة- في خلال ثلاثة عقود بعده و من العمل الشاق والتعديلات الكثيرة والكبيرة ووجود تنازلات من أجل استمرارية المشروع ، فقد فشل الجميع.
حصلت أحداث كتيرة في المهمات والمشاريع المعمارية التي كان من المفروض ان تنفذ أيام الملك فيصل، مثل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ، وملعب بغداد الاولمبي –تصميم لوكوربوزييه ، ترك على الرف ونفذ الملعب المغلق لاحقا وليصبح للاحتفالات اكثر من الرياضة، ومشروع متحف المعماري ألتوس الذي الغي بالكامل، 15 مشروع نفذ من ضمن الـ 137 مشروع المقرر تنفيذها ،، والسبب الانقلابات للاسف وتغيير الانظمة والحروب !! ، علما ان ميزانية العراق بالخمسينيات كانت بقدر ميزانية متنزه الزوراء !!
مخطط مدينة فرانك لويد رايت والتي كانت جوهرة وحلم المدينة الجديدة للملك فيصل رحمه الله، رسمت صورة جديدة ومختلفة لبغداداحدى الرسومات التخيلية لمدينة بغداد موجود اسفل المقالة، تصميم المعماري فرانك لويد رايت «1956-1968»
ولما سأل الملك فيصل المعماري فرانك لويد رايت – وكان وقتها رايت عمره تسعين سنة – رد عليه: «بالنسبة لي فرصة كبيرة إني أساعد ، وكأني ولدت متأثرا بمتعة وسحر الليالي العربية »، وكان مخطط مدينة بغداد آخر إنجازات فراك لويد رايت. وهو من أشهر المعماريين بالعالم واشهر واعظم معماري اميركي .
كان هناك جزيرة حب فرانك لويد رايت انه يغير اسمها من «الجزيرة الكبيرة» لـ «جزيرة عدن» وهذه كانت نواة المشروع (جزيرة أم الخنازير)، وفي جسرين لونهم ابيض يوصلوا بين الجزيرة وباقي أجزاء مدينة بغداد، جسر متجه إلى جامعة بغداد والجسر الآخر متجه باتجاه مكة المكرمة.
وكان في المخطط المقترح زقورات تعمل على إخفاء أماكن انتظار السيارات وبعض الرموز العربية والمجمعات، ومجموع كل هذه التصميمات كانت عبارة عن حزمة كبيرة من التصميمات المعمارية الشرقية التي تصف الطبيعة الاصلية للمكان، يعني على سبيل المثال دار الاوبرا لرايت كانت ترمز لتمثال لعلاء الدين و مصباحه.
وقام المعماري روبيرت توومبلي بشرح مخطط المدينة الذي دفن للاسف مع الملك الشهيد فيصل الثاني رحمه الله .
باقي الاعمال اللي تعاقد عليها الملك فيصل وحاول ينفذها قبل وفاته:
- تصميم مسجد في حرم جامعة بغداد، للمعماري والتر غروبيوس، 1958 تم تخطيطه- نفذ1963
- ملعب بغداد، المعماري لوكوربوزييه، 1955تم تخطيطه – 1983 نفذ جزء منه
- السفارة الامريكية، خططت1957-1959 انتهت الاعمال
- مشروع تصميم متحف للفنون الجميلة في بغداد مع المركز المدني، المعماريين ألفار وأينو ألتو،1957-1963
عدد اخر كبير من المشاريع الكبرى الخدمية والصحية والتعليمية والسدود وغيرها متوزعة على كل العراق .
ولا نلام عندما نذكر العهد الملكي ورجاله بالخير والرحمة .
388 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع