سيف الدين الألوسي
أبو وحيد أو فريد الأطرش ( رحمه الله تعالى ) كان من قمم الموسيقى العربية والغناء الراقي فيها , كان هو وسيد درويش والسيدة الراحلة أم كلثوم والمرحوم محمد عبد الوهاب وغيرهم من القمم المصرية , يضاف لهم الموسيقار والمطرب وديع الصافي والقمة فيروز وغيرهم من لبنان ,
والفنانين المرحومين صالح الكويتي و محمد القبانجي وناظم الغزالي والمرحومة سليمة باشا والمرحومة عفيفة أسكندر ويوسف عمر وغيرهم من العراق , ووردة الجزائرية من الجزائر , وغيرهم من مختلف الدول العربية ومن الذين رفدوا هذا العالم المصغر بالكثير من الفنون الموسيقية الرائعة والجميلة في زمن النهضة البسيطة و الذي لم يتعدى النصف قرن من الزمان الحديث .! وبالتحديد من العشرينيات والى السبعينيات .
بيت القصيد المرحوم فريد الأطرش كان المطرب رقم واحد لأبو خليل ( الجندي العراقي ) وفي كافة الأزمنة , وخصوصا قبل الحرب العراقية – الأيرانية , حيث كانت من أسعد أوقات أبو خليل وهو ينفث جكارته بغداد أو سومر سن طويل , وهو يستمع الى أبو وحيد في الأذاعة الداخلية للوحدة وبعد التدريب وفي شمس تموز أو برد كانون , وهو متمدد على حافة ساقية في المعسكر أو على يطغه الوثير , وخصوصا عند أستماعه الى أغنية عذاب أو أنا عمر بلا شباب !!
أبو وحيد كان يون على مريم فخر الدين التي تركته بسبب ضغط الباشا والدها , أو شاديه التي تزوجت غيره كونه طبيب و يملك عربية (سيارة ) بيوك مثل عماد حمدي, أو ميرفت أمين ( أطال الله في عمرها والتي كضه عمره يصرف عليها ثم رجعت الى حسين فهمي وسببت موته آجلا !!! ) , كان معظم الجنود يستمعون الى فريد ومشاكله , ومن هو من كان يفتقد حبيبته في الجامعة أو البلدة أو القرية , أو من هو قد مر بتجربة فريد ( الله يرحمه ) شخصيا , ومن ثم قد تم سوقه الى الخدمة وهو في حالة لا يحسد عليها !!! أو من هو زهكانه روحه من السيد الآمر أ والمساعد أ ورئيس عرفاء الوحدة ( المنقب عن النفط في منخاره دائما ),أ وضابط التوجيه السياسي , والذي خلص جكايره الروثمان بسببهم وكام يدخن لو سومر لو بغداد لو ريم بسببهم ! وهي المتوفرة في حانوت المراتب !
بعد الحرب أفتقدت تلك النعمة الربانية لأبو خليل والتي لم يكن راضيا عنها في حينها , وأصبح حاير بزمانه وزمان أهله وأطفاله !
أما اليوم وبعد بروز العديد والعديدات من المغنيين والمغنيات أصحاب الواسطات الفضائية ( من الجيل الجديد ) , أصبح الكثير من العراقيين والعرب يتمنون لو بعث أبو وحيد من جديد , ولكان قد أبدع في أغنيات جديدة تتجاوز الماضي الحزين الى الحاضر والمستقبل المظلم الأسود و الحالك السواد .....
ان ما نراه اليوم في بلداننا العربية ووطننا العراق الغالي وكل من كان داخل هذه الأوطان أو مهجر خارجها غصبا , يجعلهم جميعا يتمنون عودة ألف فريد أطرش ليحرقوا ما تبقى من أعمارهم في الأستماع لأغنياتهم الصادقة مع عصير التفاح أو شربت الرمان, والتي تنتهي بدمعة يذرفها المرحوم على مأساته , الجميع يتمنون اليوم أستنساخ أبو وحيد بآلاف النسخ بدلا من النماذج الوسخة والمرتزقة التي نراها اليوم .
رحمك الله تعالى يا فريد الأطرش وكانت المحاسن التي عملتها في حياتك لا تعد ولا توصف , وآخرها تكفل جنازة صديقك ورفيق عمرك العبقري الآخر المدرسة عبد السلام النابلسي الذي لم يكن يملك أجرة دفنه بعد وفاته ومرضه .....
التأريخ يكتبه الأصلاء والشرفاء والمبدعين ومهما طال الزمن على رحيلهم , وليس السراق أو أعضاء برلمان فاشل أو مرشح للأنتخابات يوعد بالبناء الشامخ والعزم والثقافة ونظافة اليد والنفس , وهو لا يعرف من أين يجر السيفون بعد دخوله الى الطهارة .
883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع