اليود وأهميته والحساسيه من اليود

                                              

                             د.منير الحبوبي

               

    

        اليود وأهميته والحساسيه من اليود

أكتب هذا المقال وكلي حذر ان لا اخطأ بالشرح والتفصيل من اجل الفائده العامه متمنيا ان كان هناك من هو مختص وعارف بهذا الموضوع ان لا يبخل بالتصليح والأناره او ابداء الملاحظات علما اني والحمد لله لا يوجد عندي مشكله مع الغده الدرقيه وانا لست طبيبا

     

عموما لليود اهميه عظمى في عمل الغده الدرقيه ونقص اليود هذا قد يسبب الى تضخمها ولأهمية اليود هذه فهو يضاف لملح الطعام المستعمل في مطابخنا وللمعلومات العامه فأنه ينسب لعالم الأمراض الأمريكي ديفيد مارين الفضل في وضع اليود في الملح وأصل هذه الحكايه هو انه في يومه الأول كطبيب جديد عين في كليفلاند في عام 1905 بالولايات المتحده صدم هذا الطبيب من تورّم رقاب عدد كبير من الناس بهذه الولايه ، وحتى من الكلاب مما يدل على وجود مشكلة واسعة النطاق لتضخم الغدة الدرقيه والواقع أنه كان هذا المرض متفشّياً في منطقة كبيرة عرفت باسم «حزام تضخم الغدة الدرقية» وهي تمتد من منطقة جبال الروكي إلى منطقة البحيرات الكبرى إلى غرب نيويورك.

وبعد جهود مضنيه من قبل هذا الطبيب لعلاج المشكله , فبدأ هذا الطبيب ديفيد مارين في تجربة مكملات اليود على نطاق واسع حيث أعطى2،000 طالباً لا يعانون من تضخم الغدة الدرقية جرعات صغيرة من اليود في مدينة أكرون، بأوهايو وبالمقابل راقب عن كثب 2000 طالبا آخرا لا يعانون ايضا من تضخم الغدة الدرقية دون أن يعطيهم جرعات من اليود فكانت النتائج مذهله فمن أصل 2000 الذين تلقوا اليود، أصيب خمسة فقط بتضخّم الغدة الدرقية، مقارنة بـ 475 فرداً في المجموعة الثانيه وعلى الرغم من وجود بعض البحوث في ذلك الوقت التي تربط اليود بالغدة الدرقية، فقد أثبت ديفيد مارين بشكل قاطع أن اليود عنصراً أساسيا للحياة، وقد يؤدي غيابه إلى مشاكل صحية حاده وقد أدت نتائج ديفيد مارين الهامة إلى إنتاج أول ملح معالج باليود و الذي تم بيعه في الولايات المتحدة في عام 1924. وبعد فترة وجيزة من ترويجه، نجح الملح المعالج باليود إلى حد كبير من القضاء على انتشار تضخم الغدة الدرقية.


نقص اليود بالجسم طبعا هو ايضا احد اسباب مرض الصداع النصفي وكذلك سرطان الثدي عند النساء وكذلك سرطان الغده الدرقيه لذلك نقصه يؤدي الى مضاعفات مرض السكري حيث ان اليود له دوراً هاماً في إنتاج الأنسولين في جسم الإنسان إذ ان نقصان اليود يؤدي الى حدوث قصور في إنتاج الأنسولين في الجسم لذلك يؤثر سلبياً وبشكل أكبر على مرضى السكري في حال زيادته أو نقصانه،

هنا احب ان اذكر ان العراقيين من سكنة شمال العراق والمناطق الغربيه منه يكونون اكثر عرضه لنقصان اليود بأجسامهم وخاصة بالغده الدرقيه على العكس من اهالي وسط وجنوب العراق فلا يوجد عندهم نقصان باليود باجسامهم وطبعا هذه نتائج احصائيه طبيه موثقه وكل هذا يتعلق بنسبة اليود الموجوده بالماء بهذه المناطق وهناك معلومات دوليه بخصوص شعوب كل الدول التي فيها نسبة اليود ناقصه او معتدله اي متوازنه فللعلم اهالي دول سوريا والاردن وفلسطين والذين يستخدمون مياه الآبار وقليلا من مياه الأنهار

     

وكذلك ندرة اكلهم الى اللحوم السمكيه فأكثر أهالي هذه المنطقه يعانون من نقص اليود بأجسامهم وهذه الأحصاءات معطاة من قبل منظمات دوليه كاليونيسيف ولهذا الأتجاه الطبي العالمي لهذه المنظمه ينصح بأضافة اليود الى الملح من أجل التعويض عن هذا النقص وكذلك فمن المعروف ايضا ان المياه المستخلصه من مياه البحر تكون قليلة اليود

     

عموما اليود المضاف للأملاح ليس له اي دور او علاقة بزيادة او نقصان التحسس بالملوحه عند استخدامه مع الطعام واليود هذا له دور كبير في منع تسوس الأسنان وكذلك على عمل الغده الدرقيه التي تسيطر كليا على كل هورمونات الجسم وهنا احب ان انوه بالخروج قليلا عن الموضوع وهو الى ان مياه الآبار ببلاد الشام تكون بها املاح الكالسيوم كثيره او عاليه فلهذا نرى ان نسبة الأصابه بغلق المسالك البوليه وتكون الحصى بالكلى عاليه جدا في بلدان هذه المنطقه ويحصل عموما عندهم عجز كلوي وخاصة ان كانت المياه غير معالجه ومنقيه صحيا وهنا فقط للمعلومات فتنصح المنظمات الدوليه بان لا تقل نسبة اليود المستهلك بجسم الانسان عن 150 ميكروغرام يوميا للبالغين الذكور وضعفها للنساء الحوامل وان لا تتجاوز ايضا ال 1000 ميكروغرام يوميا


من ناحيه اخرى البعض من الناس تكون غدته الدرقيه نشطه جدا اي غير خامله " هيپرتيرويدي" وبالتالي هذا له نتائج سلبيه ايضا على الحاله الصحيه للشخص المصاب بها ولهذا فيتم علاجها باليود المُشع حيث يعتبر اليود المُشع علاجاً لفرط نشاط الغدة الدرقية، وذلك عن طريق تقليص نشاطها بشكلٍ تدريجي , ويتميز العلاج باليود المُشع بأنّه أكثر شيوعاً لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو علاجٌ دائمٌ وفعال على عكس الأدوية المُضادة للغدة الدرقية ويتم إعطاء اليود المُشع على شكل كبسولة مرةً واحدةً، وتستغرق الغدة الدرقية بعدها ما بين 8-14 اسبوعاً لتعود تعمل بشكل طبيعي بعد العلاج

     

اما اهم مصادر اليود بالاضافة لملح الطعام فهي الألبان: ونخّص بالذكر حليب البقر واللبن، وتعّد هذه المنتجات من المصادر الغنية باليود وكما هو الحال في جبنة المازوريلا و المأكولات البحرية حيث تعّد الأسماك من أهم مصادر اليود من بين المأكولات البحرية باختلاف أنواعها،واليود موجود ايضا في أغذية أخرى: كالخضروات التي تزرع في التربة أي الجذريات وكذلك السبيناغ ، والحبوب والبيض والفراوله.

للمعلومات فأن الأطباء ال "أندو كرونولوگ" المختصين بأمراض الغدد وبالذات الغده الدرقيه فهم لكي يتفحصوا الغده الدرقيه ويقرروا الحاله الصحيه وكفائة عمل الغده عند المريض فهم بالبدايه يطلبون من المريض عمل تحليل دم تقوم به مختبرات خاصه وليس كل المختبرات الطبيه وعلى ضوء هذا التحليل يقرر المختص الوضعيه الفعليه للغده الدرقيه ان كانت نشطه جدا " هيپرتيرويدي" او خامله " هيپوتيرويدي" او لا انها تعمل بشكل متوازن ومنتظم

هنا احب ان اذكر لكم بعض الأعراض التي تسبق الذهاب الى طبيب الغدد المختص فأحدى السيدات ذكرت بأنه بدأت تظهر عندها بالبدايه زياده بضربات القلب اي الخفقان السريع بحيث تسمع او تتحسس ضرباته بشكل كبير جدا ثم بدأت ترتفع درجة حرارة الجسم نسبيا مثلا 38 او 38,5 درجه مئويه وتحسس بروده بالأطراف وألم بالرأس وكآبه وتعب وبعد زياره للطبيب العام لم يستطع تشخيص الحاله رغم ان هذه الأعراض قد دامت لأكثر من سنه فقررت زيارة طبيب الغدد بعد ان نصحها بها طبيب عام آخر وهذا المختص وصف لهاعياده لفحص الغده الدرقيه فوجدها نشطه جدا وافرازاتها كبيره جدا

على العموم في كلتا الحالتين الأعراض السابقه التي ذكرت هي مشتركه سوى انه للغده النشطه يكون هناك نقصان بوزن المريض وبالحاله الأخرى تكون مصحوبه بزياده بالوزن وبعدها بدأ العلاج بال ليڤوتيروكس مع مراقبه شهريه لتحاليل الدم وحصل استقرار للحاله الصحيه هكذا لعدة سنوات وطبعا الجرع من الدواء بعض الأحيان يتم زيادتها وبعض الأحيان يتم تنقيصها ولكن بعد حوالي اربع سنوات رجعت عندها نفس الأعراض المرضيه السابقه وبدأ يحصل هذه المره تضخم للرقبه فتم عمل سونار وتم رؤية تليفات وزوائد لحميه داخل الغده فأقترح الطبيب المختص سحب سائل منها وتحليله للتأكد من عدم وجود مرض سرطاني, وبعد سنه من هذه الفحوصات تم ملاحظة زياده في حجم هذه التليفات فقرر الطبيب ازالة الغده الدرقيه بعمليه جراحيه حيث من المعلوم طبيا بزيادة الحجم اكثر من حد معين يقرر ازالتها جزئيا او كليا والتعويض عنها بالدواء,


طبعا هنا يجب التذكير انه لكل شخص او جسم خصائصه الصحيه فلا يستطيع الطبيب المختص اعطاء جرعه او تحديد كميه معينه ثابته من العلاج طول العمر بل يجب كل عدة اشهر اجراء التحاليل وبالتالي يتم تغيير قيمة الجرعه والقيم تختلف من شخص لآخر فللبالغين جرعه اوليه من 12,5 الى 25 ميكروغرامً باليوم بالحالات السهلة ؛ ومن 50 الى 100 ميكروغرام باليوم بالحالات الصعبه وعموما كمية الجرعه يتم تحديدها وتغييرها حسب النتائج المتعلقه بأجراء تحليل جديد للدم وذلك عن طريق كتابة عياده من الطبيب المختص ان لم اخطأ اسمها Dosage T.S.H

حيث هذا التحليل يساعد على تشخيص ضرورة زيادة او تنقيص الجرعات الدوائيه من ال "ليڤوتيروكس" الذي سيعمل على تنظيم عمل الغدد وبالتالي التحكم بعمل الهرمونات وللمعلومات عند ازالة الغده الدرقيه بعمليه جراحيه والعلاج بالدواء فهذا سيكون علاج دائمي مدى الحياة كحال مرضى السكري المعتمد على الأنسولين

وللمعلومات يجب ان نكون على علم للتمييز بين اليود وصبغة اليود فهما شيئان مختلفان جدا حيث ان صبغة اليود هي بالحقيقه عباره عن محلول محضر من خلال إضافة غرام من اليود إلى غرامين من يوديد البوتاسيوم، ثمّ إضافتها إلى 300سم³ من الماء المقطّر، وهو كان يباع بالصيدليات واسمه التنتريوك ان لم أخطأ ويجب التنويه إلى أنّ هذه الصبغة تستعمل للاستخدام الخارجي فقط، ومن أهم استخدامات صبغة اليود وفوائدها للجسم هي في عمليات تطهير الجروح على اختلاف درجاتها فتعقمها، وكذلك يتم استخدامها لتعقيم حروق الجلد وتنظيفها، حيثُ تقتل الجراثيم الموجودة على الجروح والحروق وتمنع نموها وأخيرا وبصوره عامه تم استبدال التنتريوك منذ فتره ليست بالقصيره بالميكروكروم والبيتادين وينصح الشخص المجروح او الذين عندهم حساسيه من اليود لعدم استخدام البيتادين لأنه يحوي على اليود ايضا.

والآن انتقل الى موضوع آخر متعلق بموضوع اليود وأمراض الغده الدرقيه وهو " الحساسيه ضد اليود " فاذا حصلت عند احد منا فمن علاماتها هو حكه قويه بالجلد وقد تستمر لمدة اسبوع ومن علاماتها او نتائجها احيانا هو التهاب الأغشيه المخاطيه بالأنف او ضيق التنفس والربو وقد يظهر طفح جلدي وانا شخصيا قد حصل عندي حساسيه من هذا اليود تمثل بانتفاخ محيط العينين بشكل جدا بفعل تناولي بشكل يومي وبكثره للروبيان وخلال عدة اشهر , ومن حينها توقفت عن اكل الروبيان ولكن النفس دائما امارة بالسوء فبعد عام واحد وكنت بمطعم صيني فشاهدت عدد قليل جدا من الروبيان ذات الحجم الصغير داخل الزلاطه فقلت لنفسي "يلله ابو علي" هاي قليله ما بيهه مشكله !! وبأكلي لها ايضا حصل عندي انتفاخ بمحيط العينين بشكل كبير ومن وقتها توقفت كليا وعلى الأطلاق من تناول هذه النوعيه من الاسماك المسماة بفواكه البحر والمسمات هنا باوروبا بصدفيات البحر او فواكه البحر

ولتجنب تعرض المريض الذي عنده "حساسيه من اليود" فعليه حينما يصف له احد الأطباء أخذ أشعه بأستخدام السونار والذي بعض الأحيان يستوجب حقن المريض باليود ان يبلغ الطبيب بان عنده حساسيه من اليود كما تقولها العامه من الناس لأنه نسيان اخبار طبيب الأشعه بذلك سيكون المريض عرضه لعديد من الام الحساسيه وهنا طبعا بأخبار الطبيب فأنه سيحاول ايجاد طريقه بديله اخرى لعمل الاشعه دون استعماله لليود

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع