فارس الجواري / باحث متخصص في شؤون الطيران
رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء العراقي المحترم
تسونامي الفساد العراقي يغرق قطاع النقل الجوي ؟
جل احترامي وتقديري لجهودكم الجبارة في مواجهة عنف موجة "تسونامي الفساد العراقي" , نعم سيادة رئيس الوزراء مانمر به هو أعتى موجة فساد يشهدها بلدنا وانتم تصديتم وبدأتم الخطوة الاولى من خلال طرحكم الموضوع في جلسة مجلس النواب قبل أيام .
وكأي مراقب ومتابع او كمواطن يتمنى ان يرا أجيالنا القادمة منعمون بحياة مستقرة وكريمة مستقبلا من خلال هذه المواجهة للكف عن العبث بالمال العام ومقدرات الشعب في كل قطاعات الدولة العراقية , وكنت أترقب وانتم تشخصون ملفات الفساد المستشري خلال جلسة المصارحة في البرلمان أن تتطرقوا الى ملف النقل الجوي العراقي لما فيه من مؤشرات يعلمها كل مسؤول ومستشار في هذا القطاع بل وحتى الجهات الاعلامية المهتمة بملفات شبه الفساد لهذا القطاع والذي أدى الى هدر مبرمج وصريح لأموال خزينة الدولة وبملايين الدولارات .
سيادة رئيس الوزراء
ماشجعني أن ألفت نظركم لهذا الموضوع هو علمي بأنكم لاتهملون أي ملف فساد يضر بالصالح العام وهذا الملف يخص الناقل الوطني العراقي الوحيد في البلد (شركة الخطوط الجوية العراقية) الواجهه الحضارية التي تعبرعنا كعراقيين , ملف مليء بالمشكلات البنيوية والهيكلية والادارية والتشغيلية بمجموعها اصبحت هذه الشركة تعيش أزمة حقيقية ومنذ سنوات ولم يجدي نفعا تعاقب المدراء العامون والوزراء والمسؤولون على هذا القطاع في حل هذ الازمة التي من أبرز اسبابها هيمنة طبقة فاسدة لجهات متسلطة تعمل لحساب مصالحها الشخصية وتختفي تحت مسميات وأوجه متعددة ظاهرها خدمي وحقيقة الامر هو أملاء جيوبهم بملايين الدولارات من الميزانية العامة للشركة , صحيح يطلق عليه من قبل أغلب الذين تحملوا المسؤولية " بالخلل الاداري المتعمد " ولكن حقيقة الامر هو أنعدام واضح لمعيار المهنية والوطنية لهؤلاء وبدا يؤثر سلبا على تاريخ وعمل هذه الشركة وايضا بدأت تأثر بشكل او أخر على على اقتصاديات العراق ككل كون قطاع الطيران بصورة عامة والنقل الجوي بصورة خاصة ركيزة اساسية لاقتصاديات البلد , هذه السلبية والتراجع يبدوا واضحا عندما نقارن وضع ناقلنا الوطني بنواقل طيران لدول مجاورة لنا مثل الاردنية والتركية والخطوط الاماراتية والتي انطلقت بنجاح في سوق الطيران بعد الخطوط الجوية العراقية بسنوات عديدة .
سيادة رئيس الوزراء
أن التحليل والتشخيص الدقيق للوضع الحالي للناقل الوطني (الخطوط الجوية العراقية) يعكس صورة ضبابية وسيئة لها فالأدارات الضعيفة وشبهات الفساد المستشري في اغلب مفاصله والأهمال المُتعمد نتيجة التدخلات المدبرة لهذه الطبقة الفاسدة التي تحاول بكل ماأوتيت من قوة ومال وسلطة من اجل استمرار عرقلة عملية اعادة بناء وتطويرالشركة لجعلها شركة ثانوية خاسرة تعمل على خطوط رحلات لا عوائد مالية منها، وتكتَّفي بالطيران الداخلي أو للدول المجاورة فقط لكي يتاح لهم اتخاذ اجراءات تلبي مطامحهم الشخصية , تارة بانشاء شركات نقل جوي خاصة أعتمادا على موارد الخطوط الجوية العراقية من طائرات ومعدات وهي غير ملبية لاحتياجات السوق بسبب عدم اعتمادها المعايير العالمية لانشاء الشركات وخصوصا في اعداد وانواع الطائرات والخدمات المقدمة , وتارة اخرى بتمرير الصفقات المشبوهة مع شركات نقل اجنبية لنقل المسافرين العراقيين بواسطة طائرات شركة الخطوط الجوية العراقية الى اوربا لقاء مبالغ وعمولات اهلكت كاهل الشركة وهذا ماحصل عند تعاقدهم مع شركة اطلس جت التركية بأجور عالية جدا عند مقارنته باي عرض من شركة اخرى وهو ما يشير الى شبهة فساد واضحة كلفت ميزانية الشركة خسارة تجاوزت العشرات من ملايين الدولارات الجزء الاكبر من هذا المبلغ هي عمولات الجهة الفاسدة التي وقعت العقد (حسب بيانات داخلية من الشركة ) , كماقامت نفس الجهة وبالاتفاق مع الشركة التركية ذاتها في أنشاء مركز صيانة للطائرات اثيرت حولها علامات استفهام كثيرة على نوع التعاقد مع الشركة التركية وفائدة الخدمات المقدمة منهم ؟ وهناك أمر خطير تقنيا في هذا التعاقد الذي يجعل الشركة التركية تستولي على مفاصل الخطوط الجوية العراقية برمتها وتهلك ميزانيتها برقم يتجاوز العشرات من ملايين الدولارات أيضا من ميزانية الشركة ( حسب كتب رسمية تحقيقية بخصوص الموضوع) ... ولاينتهي الموضوع عند هذا الحد فقد كانت أوجه الفساد عديدة في شركة الخطوط الجوية العراقية والتي كانت أسباب أضافية في هدر ملايين الدولارات الاخرى لعل من أهمها ملف أعطاء موافقات لشركات نقل جوي غير عراقية بالدخول الى سوق العراق على حساب الناقل الوطني , حيث تنزل وتقلع الخطوط القطرية وكذا الشركات التركية الاربعة في اغلب المطارات العراقية بواقع رحلة اواثنتين لنقل المسافرين العراقيين الى أي مكان في العالم في حين كان من المفروض ان هؤلاء المسافرين يتنقلون بالناقل الوطني لبلدهم ! ولكن الادارة الفاشلة هوالسبب الرئيسي في ضياع وهدر هذه المبالغ , بالأضافة الى تلكأ هذه الادرات في تفعيل عقد موقع منذ عام 2008 لجلب طائرات جديدة بعدد 45 طائرة لاسطول الخطوط الجوية العراقية , وملف المكاتب الخارجية وايضا التدريب وغيرها من الملفات التي اصبحت تهلك كاهل الشركة مما ستسبب بنهايتها قريبا اذا لم نتدارك الامر سريعا .
سيادة رئيس الوزراء
ارجو ان يتسع وقتكم وسعة صدركم ان تسمعوا من مواطن عراقي همه الوحيد هو ان يرا قطاع الطيران في بلده مزدهر ومتميز كما كان وان يبقى على فخره بان العراق كان ضمن اول 52 دولة في العالم وقعت على اتفاقية شيكاغو المنظمة للطيران حول العالم, وان الخطوط الجوية العراقية كانت في مقدمة شركات الطيران المدني في المنطقة التي كانت طائراتها تحلق طائراتها في سماء العراق والدول المجاورة بعدد من ساعات الطيران الخالية من الحوادث والكوارث .
نعم هي أزمة لكن تمنياتي ان لاتكون أزمة مستمرة وان تغلق ملفاتها باسرع وقت , وكنت قد طرحت رؤى وحلول واقعية بخطط أنية واستراتيجية لتحسين الاداء الاداري لقطاع الطيران والخطوط الجوية العراقية والايفاء بمتطلبات منظمات الطيران الدولية المعنية وأستعادة حضورها في سماء العالم كي نحافظ معكم على سمعة العراق , وانا على استعداد لأضعها بين أيدي سيادتكم.
أحترامي وتقديري العالي لسيادتكم
فارس الجواري / باحث متخصص في شؤون الطيران
817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع