د.ضرغام الدباغ
في ذكرى أستشهاد الأخ والصديق أبو العباس
في مثل هذا اليوم، تمر ذكرى استشهاد الأخ والصديق الحبيب أبو العباس، في ملحمة نضالية على يد قوات الاحتلال الأمريكي، الذين قاموا بقتله عمداً ومع سبق الأصرار والترصد، بطريقة بشعة، بعد أن منعوا عنه الدواء الذي كان يتناوله، والدواء من الأدوية المنقذة للحياة، أي أنهم كانوا على يقين تام أنهم يقتلوه ببطء، وهو ما أدركة البطل أبو العباس، وقال لمن كان حوله من المناضلين في السجن، أنه يمكن أن يتوفى في أي لحظة، وهو ما تحقق، أبو العباس كان عملاقاً بوجه الغزاة، كبيراً أمام المحققين الأمريكان والصهاينة، كان يشع صلابة ويمنح الثقة ويبتسم مستهيناً بما يعدون له .. ورحل كبطل في بغداد يوم 10 / آذار ــ مارس / 2004.
رحلته الأخيرة ... بل قل عمليته الأخيرة يوم دخل جثمانه الطاهر مخيم اليرموك بدمشق الشام، دخلها الفارس محلقاً فوق الرؤوس، يرفعه الرجال إلى الأعلى حيث يستحق، هذا البطل الذي قاتل في ساحات كثيرة، كان يؤمن بشكل مطلق أن " بلاد العرب أوطاني " فمن طيرة حيفا، إلى النيرب بحلب، إلى اليرموك، إلى بيروت، وتونس، وبغداد، هي كلها بلاده، مروراً بساحات نضال وعمل .. أبو العباس كان عن طائر مقاتل لا يعرف الاستكانة، محلقاً حيث يستدعيه الواجب، وآخر ما يسأل عنه هو حياته الشخصية، أو راحة، أو انصراف إلى شأن شخصي. أبو العباس ولد عام 1948، وأنا أعلم أنه منذ أن كان في السادسة عشر يدخل عمليات قتالية في الأرض المحتلة، وفي أواخر الستينات كان قد تمرس ليكون قائد مجموعة، في سيرة نضالية فريدة من نوعها ... وفي مطلع السبعينات ابتدأ يتدرج في المراتب القيادية، وفي سن الخامسة والعشرين كان قد أصبح عضوا في المكتب السياسي.
لا يمكن الحديث عن أبو العباس ببضعة سطور ... والحديث لا يشوبه الحزن بل الفخر والحديث بصدر عال ورأس مرتفع ... نحن نتحدث عن أحد أبطال الأمة الأفذاذ ...
يسرني أن أهدي لمحبيه رسالة بخطه، وصورته التي أهداها لي مع إلعبارات المميزة
يا أبو العباس ... ها أنا صديقك وأخوك ورفيقك ... أرفع قبضتي تحية لك
ـــــــــــــــــــــ
إلى كل الأصدقاء والأخوة والرفاق
شكراً لعواطفكم ومحبتكم لأخي بالروح أبو العباس التي انهمرت علي كالشلال المعطر كتضحيات شعبنا الفلسطيني والعراقي والسوري ...
أحفظوا عني هذه الكلمات ... سينتصر شعبنا في كل مكان .. وهذا أكيد مؤكد .. إني أراه بعيني والله وألمسه وأعيشه، سنرفع العلم في كل عواصمنا .. القتل والإجرام لا يصنع التاريخ، أنظروا نهاية الطغاة في التاريخ، المعتدي سيندحر، دماء الملايين من الشهداء هي من سترسم المستقبل، إننا أمة تعشق الأرض .. أمة لا تموت، لذلك نضحي لها بحياتنا بكل طيبة خاطر .. يأمر ويتدلل الوطن ..أموالنا .. أرواحنا تفدى له بلا ثمن ..!
لذكراه التي لا تنسى، لرفاقه وأصدقاءه، للشعب الذي آمن، لفلسطين الحبيبة
2152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع