د.منير الحبوبي
راسي وجعني
راسي وجعني گومي شديه
ودوايه من العطار جيبيه
شد الغريبه مانفع بيه
مقوله كان يقولها احدهم وهو يتألم كثيرا مخاطبا زوجته مثلا للأستنجاد بالعطار من اجل ان تشتري له منه الأعشاب اللازمه لعلاج مرضه. وكانت تقال ببدايات القرن الماضي حيث لم تكن المستشفيات ولم يكن هناك اطباء بل فقط العلاج بالطب الشعبي او الطب العربي من قبل العطارين الذين يعالجون المرضى بالأعشاب
كان العطار بعض الأحيان يعمل كالصيدلي فيخلط العديد من الأعشاب وتعطى للمريض لكي يتناولها. وطبعا لم تكن هذه الوصفات تضمن الشفاء بشكل الزامي ومن هنا اتت المقوله الشهيره " لا يصلح العطار ما أفسده الدهر " اي ان الأمراض الخبيثه او من كبر بالسن وزادت امراضه فالعطار لن يكون قادر على شفاء كل الامراض
كمثال على هذه الأدويه العشبيه التي يبيعها العطار هي" الزرقيون" و "مي غريب" و "الكحل" و "الطين خاوه" و "عرگ السوس" وكان العطار يبيع "الورد ماوي او ورد لسان الثور" كمهدىء للأعصاب ولتخفيض درجة حرارة الشخص المصخن ويبيع "اليانسون" للمريض الذي يشكي من انتفاخ البطن اي هو يستعمل لطرد الريح ويبيع "السنه مكي" للشخص الذي يعاني من القبض اي لتسهيل الخروج وينصح زيت الخروع كملين وعلاج الأمساك ولتقليل سقوط الشعر
كذلك كان العطارون ينصحون الأمهات بأستخدام " الفروك" فهي وصفه من الاعشاب تقوم الام بوضعها على اصبع يدها وتبدا بفرك اسنان الرضيع الذي يتألم بفعل ظهور اول الاسنان في فمه ويبيعون " الچوب چيني" للمرضى الذين عندهم امراض نفسيه اما "الزرقيون" فكان يستعمل في منطقة المخرج لمعالجة الالتهابات وهو ايضا استعمل كدواء للتخلص من الدود داخل الجهاز الهضمي كالدوده الشريطيه وكذلك كان العطارون يبيعون " حب دبچ" لمعالجة الدمامل والخراجات كما هو موضح بأحد الصور التاليه والعطارون في معيتهم الكثير من الأعشاب لمعالجة الكثير من الأمراض حيث كانوا يضعون خلطتهم من الأعشاب الموضوعه بقواطي من التنك فيضعونها في ورق ملفوف بشكل مخروطي وتعطى للزبون
كذلك كان البعض من العطارين يعالج بعض الأمراض الجلديه بأستخدام طرق عجيبه غريبه قد رأيتها بنفسي وكان عمري لا يتجاوز العشر سنوات فشاهدت المعالجه لفتاة كان يظهر في جسمها دنابل او دمامل تسبب الحكه بشكل رهيب لجسم المريض فنصحوا لعلاجها العطارين بخلط الدهن مع رماد حيه قد تم حرقها ومن ثم تدهين جسم المريض وكذلك الأستحمام بحمامات الكبريت ذي المياه المعدنيه كحمامات العليل بالموصل وشرب ماء وأغتسال بآبار النبي ايوب بالحله وكذلك شرب حليب الحمير وبالذات الحماره او المطيه او الزماله ولكن كل هذه العلاجات لم تفد على الأطلاق في الشفاء من هذا المرض الجلدي فيما يتعلق بالشخص الذي اعرفه والله اعلم ان كانت تفيد الآخرين
أضيف هنا ان البعض من البدو الرحل المتخصصين بمعالجة المرضى والذين كانوا يمرون بالقرى والمدن كما يذكره لنا الأجداد وكانوا يقترحون على بعض المرضى المصابين بأمراض معينه عجز الطب عنها لبس جلد الماعز الأسود لمعالجة بعض الأمراض المستعصيه ويسمى الواحد من هؤلاء البدو المعالجين ب "صلبي" والبعض الآخر من هؤلاء المعالجين بالطب القديم يقترحون على بعض المرضى لبس جلد الحماره اي المطيه لمدة يوم كامل متعرضين طيلة النهار لأشعة الشمس الحارقه وقد ثبت حديثا ان البعض من هذه الجلود لها الكثير من الأهميه في تصنيع ادويه جديده باليابان والصين وان الصين حاليا قد ذبحت العديد من الحمير في بلادهم وبدأ عددها يتناقص بشكل رهيب وهي ايضا تستورد الحمير بشكل مرعب وكبير جدا من الدول الأفريقيه حتى ان البعض من هذه البلدان مؤخرا منعت تصدير هذه الحيوانات الى الصين ويجب التذكير بأن سعر الطن الواحد من هذه اللحوم قد تضاعف لعدة مرات
ويجب ان لا ننسى ان العديد من دول الخليج العربي ابناؤها يشربون بول البعير وفعلا بالعراق بالنصف الأول من القرن الماضي كان بول البعير ايضا يباع بالأسواق العراقيه وهذا ما ينصح به العديد من العطارين في هذه الدول وما هو جدير بالذكر قبل عدة سنوات قد تمكنت الشرطه السعوديه من القبض على عطار اجنبي يبيع بطالة البول للجمال ولكن بالحقيقه كان هو من يتبول بالبطاله ويبيعها ولا اخفيكم امرا ان اخبرتكم بانه هناك قله من الناس في بعض الدول الأوروبيه وهم قله نادره يغتسلون ببولهم وايضا يشربون منه وهم يعملون في مجال الصحه اي ليسوا اناسا غير عارفين بالموضوع وهناك صابون مصنع بنسب معينه من البول الذي يعتبر وحسب تفسيرهم كماده حامضيه ومطهره وهذا يذكرني بالمثل العراقي الشهير الذي يقول " هذا على ايد مجروح ما يبول" لتبيان بخله ولكن علميا فالبول في بعض الحالات الأضطراريه يستخدم كمطهر للجروح.
1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع