سيف الدين الألوسي
أمتحانات القبول في كلية بغداد - ١٩٦٨
بعد انتهاء امتحانات البكلوريا للسادس الابتدائي ،، وحتى قبل الامتحانات ،، كنت مصمما على دخول كلية بغداد ،، كان معدلي ٩١ في البكلوريا للسادس الابتدائي
وقد امتحناها في مدرسة دجلة النموذجية ،، كنت في مدرسة المنصور التأسيسية وهي مدرسة اهلية محترمة جدا ، وفيها من الاساتذة الذين لا تزال بصماتهم مؤثرة علينا لليوم ،، ومثل المرحوم استاذنا الكبير بالعربية عبد الحميد المحاري والست ماري بخايا مدرسة العلوم ، والست ملڤينا للاجتماعيات والجغرافية التي ابرع فيها لليوم ،، والاستاذ عتيق للرياضيات ،، والاستاذ الدكتور سامي الصفار للرياضة والموسيقار الاستاذ جميل جرجيس للموسيقى وغيرهم ،، الف رحمة على الارواح الطاهرة للمتوفين منهم وطول العمر للباقين .
ذهبنا الى مدرسة دجلة لمعرفة اماكن الجلوس قبل يوم ، وكانت المديرة الازلية لدجلة هي المربية الفاضلة والكبيرة الست بثينة السامرائي ، وهي تدقق بكل شئ ، ولتوفر مركز امتحاني مريح للطلاب ،، وهي تمت بصلة قرابة بعيدة مني ، ومديرة اصدقائي ، واولادي لاحقا ،،،، الف رحمة عليها .
طلعت النتايج وانا بمعدل ممتاز ،، فاصررت على كلية بغداد رغم اغراءات البعض بالبقاء في متوسطة التأسيسية الحديثة وكنا نحن ثاني دورة بعد افتتاحها سنة ١٩٦٧ بصف واحد تم بناؤه داخل الابتدائية لحين اكمال البناية الجديدة والتي اصبحت لاحقا اعدادية المنصور وكانت مختلطة قبل تأميمها والحاقها بوزارة التربية سنة ١٩٧٥ وجعلها اعدادية المنصور للبنين .
المهم ،، كان قبولي في كلية بغداد مصيري وانا اسأل خريجيها وطلبتها من الاقارب عن المناهج ،، ثم اصطحبني قريبي المهندس فاروق محمد ناصر احد طلابها السابقين، وهو نجل وزير التربية السابق الدكتور محمد ناصر
في تموز ١٩٦٨ لمقابلة فاذر هسسي وفاذر كوين في مكان سكناهم جنب الكنيسة ،، وليعرفني عليهم وليعلمهم اصراري القوي على كلية بغداد ،، كنت طفلا بعمر ١٢ سنة مصرا على كلية بغداد ولهذا كنت من الطلاب المقربين لفاذر هسسي مدرسنا للانكليزية في الاول متوسط ،، وكان يحثني على لعب كرة القدم ،، ويجب ان اتي بمعدل فوق ٦٥ في الدروس شهريا وناجحا لكي استطيع لعب الكرة بالفريق !!! كان معدل ٦٥ هو الحد الادنى للنجاح !!!
ذهبنا الى امتحانات القبول الثلاثة وبعد ان شارك كل المتقدمين من معدل ٨٠ فاعلى فقط ،، وهي امتحان الانكليزي وامتحان الذكاء IQ ،والمقابلة ،،
لبسنا احسن لبس وانا كنت واثقا من النجاح ورغم التنافس الكبير بين عدد كبير من المتقدمين ،، وكانت نوعية الاسئلة والامتحان مختلفة علينا ،، فهي من نوع الصح والغلط والغلط ياكل الصح ،، واكمال الفراغ واسئلة الخيارات ،،الخ ،،،
ثم انتظرنا النتائج ،، وعندما نجحت ،، فرحت اكبر فرحة وكأنني مولود من جديد ،، وللحق والأمانة ،، كانت فرحتي بمكانها ،، فأنني انقبلت بمدرسة هي الاحسن على مستوى العراق والشرق الاوسط ومن احسن المدارس بالعالم ،، وكانت مدرسة الحياة بصدق ، وتعرفت فيها على اروع الاصدقاء والاخوة لليوم ،، وكذلك تعلمت منها الثقافة والاعتماد على النفس والاهم تنظيم الوقت واحترامه والاستفادة من كل ثانية منه ، ومساعدة الفقراء وذوي الحاجات الخاصة ،، وحيث كنا نتبرع شهريا بالملابس والنقود للفقراء، ولحين جاء العكس لاحقا حيث لا اهمية للوقت ولا حتى للعمر كله ، وحيث تم حرقه اجباريا !!
كلية بغداد معلم تعليمي ثقافي ورياضين والاهم اخلاقي تربوي ،، يجب اعادة نهضتها ، فهي احد معالم بغداد في القرن العشرين وكما الثانوية المركزية وغيرها من المدارس الكبرى ،، انا شبهت التنافس بين كلية بغداد الاهلية والاعدادية المركزية الحكومية كالتنافس بين جامعتي ستانفورد ويو سي بيركللي الحكومية ،، وحده احسن من الاخرى !!
كل الرحمة الى اساتذتنا الكبار المتوفين من اميركان وعراقيين ،، والعمر الطويل للاحياء منهم ،،، فافضالهم دين في رقابنا طيلة العمر ،، على كل كلمة تعلمناها منهم ، وللاسف حال المدرسة اليوم لا يسر الناظر وكذلك المدرسة العريقة الكبيرة الاعدادية المركزية ،،،،
كل التقدير للجميع .
1120 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع