علي المسعود
هشاشة الحياة.....؟؟
ما أجمل الحياة عندما ننظرها من جانب مشرق، وما أجمل شعاع الشمس عندما تشرق أشعته الذهبية بالتفاؤل، فلنعش بنور الأمل، ولنزرعها في أعماق قلوبنا. أنّ من أسرار السعادة أن نعيش الحاضر بكل معانيه. نستمتع برحلتنا بكل لحظاتها، ونستغل كل لحظة في الحاضر في تطوير وتنمية أنفسنا. ومن أسرار السعادة أن نستشعر لذة النجاح في كل خطوة من خطواتنا، وإن كانت صغيرة . ونتعوّد على مكافأة أنفسنا من وقت لآخر، بعد عمل شاق، بهدية حتى لو كانت بسيطة، فسنشعر بالسعادة, علينا أن نتسلح بالأمل، والتفاؤل، والإقبال على الحياة . ونركز طاقتنا على النتائج الإيجابية التي سنحصل عليها. والحياة خضم واسع وعميق وطويل وقوانينها حافلة بالمتناقضات والمتآلفات,
وعلينا أن نُحاول في جعل تلك الطرقات مهما كانت وعرة وضيقة حدائق خضراء لنمشي في شوارعها ونحن مستمتعين بمناظرها الخلابة وبمنتزهاتها التي نشعر من خلالها بجمال الطبيعة لندرك من حقيقتها أسرار الكون!!. نعلم جيداً بأن الحياة لا تحلو ولا يطيب العيش فيها إلا بذلك البصيص من الأمل الذي به تزهر القلوب. وتضاء الأنفس ويمنحنا القوة بمواجهة المشاكل والألآم و بكثير من الشجاعة و الصبر.واذكر هنا قصة أمرأة أصابها سرطان الثدي من سنتين ,وهي ألان ميتة. وفور موتها قرأ زوجها خطاب مؤثر وهو عبارة عن رسالتها التي تركتها و المليئة بالشجاعة و ألالم و الفرح الحزين والحزن المفرح وكذالك العظمة , ملخص خطاب " هيثر مكانمي " وهذا هو إسمها وعمرها عند رحيلها كان عن عمر ( 36) سنة تقول في رسالتها :
"مرحبًا بكم،
((أحمل بعض الأخبار السيئة وبعض الأخبار الجيدة. الأخبار السيئة هي أني ميتة الآن، والأخبار الجيدة هي أنك، بما أنك تقرأ هذه الرسالة، لست ميتــًا، أحب أن أقول أن الموت والإنفصال عن الأحباب شيء أبشع من قدرة الكلمات على التعبير، ولكنني سعيدة جدًا أنني أستطيع أن أقول وبكل أمانة أنني عشت حياتي بأقصى فرحة وسعادة ممكنة وأنني لست نادمة على أي شيء وأحب أن أشكر جميع الناس التي ساهمت في هذا. رجاءًا ألا تقولوا لابنتي أنني في الجنة، لأنني لا أريدها أن تعرف أنني في أي مكان بعيد عنها، وأحبها فقط أن تعرف أنه لا يوجد أي مكان على الإطلاق أحب أن أكون فيه سوى بجانبها وبجانب زوجي ( جيف) , ولا تقولوا أنني خسرت معركتي مع السرطان، لأن السرطان أخذ مني تقريبًا كل شيء ولكنه لم يستطع للحظة واحدة أن يأخذ مني الفرحة أو الأمل، هي لم تكن معركة ولكنها الحياة والتي تبدو أحيانــًا أنها عشوائية بوحشية وغير عادلة . قلبي منكسر حزنــًا على أني مضطرة أن أودعكم, وإذا كان الموضوع يحزنكم نصف ما يحزنني, فهذا يزيد من من حزني!!. ولكن أحب أن أقول لكم أنني علميًا سأكون معكم بشكل أو بآخر. أتمنى لكل أصدقائي ولكل الناس حياة سعيدة وطويلة والأهم من ذلك أحب أن أقول لهم أن يقدروا أن كل يوم عندهم هدية وأن يستمتعوا بالحياة لأقصى حد ويقدروا الهبة الموجودة معهم كما فعلت أنا، وأعرف أن طلبي هذا يبدو غريبًا ولكن أريدكم أن ترقصوا وتفرحوا في عزائي، أريدكم أن تقيموا إحتفالًا كان سيجعلني في غاية سعادتي لو كنت على قيد الحياة، وهذا ليس وداعًا بقدر ما هو "أركم لاحقــًا" وأتمنى أن تتأملوا كل يوم في هشاشة الحياة وتدركوا أن كل يوم مهم)).
بناء على ما سبق، الحياة فرصة ولا تعوض، علينا أن نعيشها بكل لحظاتها ، فلا تنفقها هباء منثوراً. أعطِ لنفسك قيمة واستفد من كل ثوانيها، علينا أن نفرق بين المهم والأهم ونحسن الاختيار بينهما .. وننقي حياتنا من كل ما يعكر صفوها أو يضيع وقتنا ويستهلك طاقتنا، فلنعش العمر الذي مُنحناه، لأن الوقت كالسيف ودقائق الحياة لن تعود ثانية.
علي المسعود
المملكة المتحدة
2098 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع