د.منير الحبوبي
الچفيه
كل الرجال والاولاد وكل تلاميذ المدارس كانوا يحملون في جيوبهم الچفيه ولم يكن الكلينكس موجود بتلك الايام اقصد منذ منتصف سنوات القرن الماضي وكلما اراد الواحد ان يتمخط فيخرج چفيته وينظف خشمه بها وكان ابدا من غير اللائق التمخط على الارض وليس كما هو الحال الان الناس تتمخط دون اي احترام للذوق العام وهنا اتساؤل كيف كان يتم تنظيفها من قبل امهاتنا لأنها لم تكن ترمى بل تغسل بالايدي ولم تكن هناك الغسالات فرحمة يا ربي بأمهاتنا ولنقبل ايديهن الكريمات وجه وگفه
وللعلم ايضا كان العمال والفلاحين حال خروجهم للعمل صباحا من بيوتهم فكل واحد منهم عنده چفيه يضع بها الاكل الخاص بغداه مثل خبزه وبصل اخضر او يابس او بيضه او كراث ويتم لفها بشكل يشبه لفة البقچه للعروس والچفيه كانت ايضا تستخدم لمسح عرق الوجه والراس وخاصة للگرعين
كذلك بأيام الجو الحار وبلهيب الصيف يتم وضعها على الراس بعد عمل اربع عگد في زواياها لحماية الراس من حرارة الشمس اللهابه
كذلك بأيام اللهيب الحار في الصيف كان يتم تبليلها ووضعها على الوجه لتخفيف قساوة الحراره على الوجه والراس
كذلك منهم من يستخدمها بعض الاحيان لمسح الحذاء الذي يتترب بسرعه وهكذا ما كان يعمله الشباب وخاصة بالطلعات في المساء وللكشخه والظهور بمظهر جيد امام البنات
ايضا كانت الچفيه تستخدم لوضعها على الخشم في حالة التحسس باقتراب حصول العطسه لكي لا يذهب رذاذ العطسه على الاخرين وهذا مثال على احترام الاخرين كما يفعل اليابانيون بلبسهم للقناع في حالة كان احدهم مصاب بالزكام وايضا لتجنب التلوث في الجو
كذلك كانت الناس ولحد الان تستخدم الچفافي لوضع المصقول بها وتوزيعها على الاقارب والضيوف بالاعراس وهي ما نسميها بچفافي العرس
كذلك كنا نستخدمها في حالة دخول جسم غريب بعين احد من الاخوان او الاصدقاء فنضع الچفيه على عينه وننفخ من فمنا عليها لتقليل الام العين لان هواء النفس شويه حار فيرخي اعصاب العين ويقلل من الامها
قسم من السيدات وجداتنا وخاصة من يمارسن البيع بالسوق يضعون خردات الفلوس بالچفيه وبعض السيدات المسنات يضعن بداخل الچفيه القطع النقديه الورقيه ويلفنها بشكل معين ويتم وضعها او اخفائها بالصدر
وفي المناسبات الدينيه وقراءة المقتل بعاشوراء فيتم استخدامها لمسح الدموع او في حالة كنت بالسينما وانت تشاهد فلم هندي فتحتاج لاكثر من چفيه وخاصة في فلم من قتل ولدي كذلك تستعمل الچفيه عند الاكل بوضعها على الصدر لحماية الملبس والصدر وكذلك لمسح الفم بعد الانتهاء من الأكل
واخيرا هي تستخدم من قبل الشخص الموجود في بداية حلقة راقصي دبكة الچوبي بعد ان يعمل عگده واحده في زاويه من زواياها
ويقال ايضا ان بعض الفتيات تسقطها عمدا امام من تحب لكي يركض الشاب ويلتقطها ويستطيع ان يكلمها عن طريق هذه الالعوبه الجميله
انا كنت استخدمها كثيرا بوضعها على الدچه او الارض للجلوس عليها وبالتالي الحفاظ على البنطلون من ان يتوصخ اما احد اخوتي فكان يحملها لكي ينظف بها حذاؤه وانتم اعلم الناس بالأتربه عندنا فما ان تمشي عدة امتار الا وترى ان الحذاء الاسود اصبح ابيض والعكس صحيح واذا واحدنه أنجرح فنلف الجرح بالچفيه
واما اذا گبت العجه فنعمل منها لفه نلف بها نصف الوجه ونغطي الانف والفم بعد لفها على الوجه مثل رجال العصابات بأفلام الكابوي
كذلك اذا اردنا مسك جسم حار او اكل سندويچه حاره فنحملها بالچفيه لكي لا تنچوي اليد وكثير من الرجال بعد ان يتوضؤوا قبل الصلاة فأنهم بعد الوضوء يمسحون الوجه او الايدي بالچفيه
كذلك اتذكر ان البعض من الشباب كان يلفها على رقبته كالعصبه في افلام الكابوي وتصبح شبيهه بالرباط وهنا اختي الفاضله ام حسين ذكرتني ان البعض من الشباب كان يضعها على رقبته لكي تمتص العرق وتقلل الزمن الذي به تتوسخ ياخة القميص
واما الچفافي الجميله البيضاء الراقيه الناصعه فكان يلبسها ذوي المواقع الاداريه والباشوات والرجال المتهندمين في جيب الصدر للستره
وعند عقد الزواج فيتم وضع چفيه بيضاء على يدي العريس وووكيل العروسه من قبل رجل الدين الذي يقوم بمراسيم الزواج الشرعي بين العروسين ويتم عندها قراءة سورة الفاتحه وبعدها تبدأ الهلاهل
ولها منافع اخرى قد اكون نسيتها كحال حمل المنديل من قبل كوكب الشرق ام كلثوم والتي لها حكايه جميله جدا حيث في بداية ظهورها الفني تفاجئت بالحضور الكبير من ارقى مستويات الشعب وكبارات رجال الدوله فكانت تتعرق وتخجل من هذا فما كان من امها الا ان تعطيها قطعة قماش بسيطه على شكل كفيه لتمسح عرقها الكثير الذي يتصبب من وجهها
طيا رابط بالنقر عليه تسمع اغنية لا خبر ...لا چفيه لا حامض حلو لا شربت
https://www.youtube.com/watch?v=O2EUnRydxKA
783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع