تباين الخدمات الارضية في المطارات العراقية

                                                

                        المهندس الاستشاري
                           فارس الجواري
                     باحث في شؤون الطيران

تباين الخدمات الارضية في المطارات العراقية

الخدمات الارضية للمطارات بمفهومها العام والمعتمد من اتحاد النقل الجوي الدولي IATA وبرنامج الأياتا لتدقيق و سلامة العمليات الأرضية (ISAGO) هي إمكانية إدارة كل ما يتعلق بالنقل الجوي من إدارة المخاطر وسلامة العمليات التشغيلية والهيكلة في مواقع تقديم هذه الخدمات بالمطار , فهي تعمل على تقديم مجموعة متكاملة من خدمات المناولة الأرضية لشركات الطيران تشمل على ( استقبال الطائرات وتنظيم حركتها , تحميل وانزال الامتعة من الطائرة ,توفير وحدة الطاقة والمكيف الهوائي ووحدة الدفع وسحب للطائرة , وايضا تعمل على نقل المسافرين وطاقم الطائرة بين الطائرة ومبنى المطار) , كما تقدم خدماتها للمسافرين من استقبال وترحيل واكمال الاجراءات الروتينية للأمتعة.

تتعرّض أغلب مطاراتنا العراقية بين الحين والاخر لانتقادات كثيرة في حسن الاداء بعملها او قلة جودة الخدمات المقدمة للمسافرين لاسباب عديدة منها سوء الادارة اوالاهمال في اداء العمل او ضعف في ادء العاملين, ولم تنجح الجهات الحكومية المتعاقبة في اصلاح هذا الموضوع الحيوي بالرغم مما أنفقته من أموال لتطبيق السياسات الاصلاحية في هذا القطاع بصورة عامة ولجزئية خدمات المطارات بصورة خاصة , فلكل مطار من مطارات العراق جهة واسلوب في تقديم هذه الخدمات تختلف عن الاخرى في تناقض وتباين واضحين في اسلوب العمل لكل جهة , فالخدمات المقدمة لمطاري بغداد والبصرة تقوم بها شركة حكومية تابعة للخطوط الجوية العراقية ومطار اربيل تقدم خدماتها شركة اجنبية من الامارات العربية المتحدة وأما مطارالنجف فتقديم الخدمات يشرف عليها مستثمر تابع لمجلس المحافظة وبمعدات شركة اجنبية كانت هي المسؤولة عن المطار سابقا , فقط مطار السليمانية الخدمات الارضية لها تقدمها شركة عراقية متخصصة بهذه الاعمال منذ عام 2010 ولحد الان تدعى (مجموعة أزمر للطيران ).
هذا التباين والاختلاف في تنوع هذه الشركات واختلاف مستوى خدماتها بين الجيد والمقبول وحتى مادون ذلك يفرض على المعنيين في قطاع الطيران العراقي وخصوصا قطاع الخدمات الارضية للمطارات في التفكير جديا بصياغة وتحديد سياسات جديدة ناجحة لادارة مجمل عمليات الخدمة الارضية في المطارات العراقية كسياسة التحرير الاقتصادي للأعمال والتي تشمل الخصخصة للمؤسسات الحكومية والاعتماد على الشركات المحلية مما يساعد على توفير فرص العمل للشباب العاطل عن العمل , وتعمل جديا على تحسين جودة الخدمة المقدمة للمسافرين وفق معايير منظمة الطيران المدني ICAO التي من شأنها ان تزيد من ثقة المسافرين والمتعاملين مع المطارات العراقية من شركات النقل الجوي كمرحلة اولى يتبعها مستقبلا مراحل اكثر اهمية وفائدة تتمثل بتقديم وسائل التقنية الحديثة في تنظيم وتطوير عمليات تقديم الخدمات الأرضية بشكل آلي في المطارات مما سيعمل على توفير الجهد الإداري والمساعدة على إتمام المهمات في الأوقات المحددة، وبالتالي يؤدي الى رفع الكفاءة والجودة المقدمة لشركات الطيران والمسافرين معا.


أن سلطة الطيران المدني العراقي الحالية هي الجهة الرسمية والوحيدة التي يقع على عاتقها تطوير جميع مفاصل هذا القطاع وفقا لإختصاصاتها الواردة في قانونها الأساسي , ومن هذا المنطلق يفترض عليها العمل على التخطيط المركزي لتكوين استراتيجية اعادة بناء وتطوير هذا القطاع الحيوي لاحداث تغييراً جذرياً في مستواها نحو الاحسن والافضل بالتزامن مع دخول هذه المؤسسة المهمة في البلد مرحلة جديدة نتأمل منها خير , ألا وهي فصلها عن وزارة النقل وتشكيل هيئة الطيران المدني العراقي والتي أقترح على المسؤولين فيها ان تكون تتالف هيكلتها الجديدة على شركة قابضة فيها عدة شركات فرعية واحدة منها الشركة العراقية الوطنية للخدمات الارضية على غرار تجارب هيئات الطيران المدني في الدول العربية وحتى العالمية التي أثبتت نجاحات متميزة في اسلوب تقديم الخدمات للمسافرين في مطاراتها .
هذه الشركة يجب ان تتميز عن الباقي بأمتلاكها الكفائات الفنية المدربة جيدا التي تعمل باحترافية عالية في تقديم الخدمات الأرضية لعملائها من خطوط الطيران المحلية والدولية في جميع مطارات العراق , بالأضافة الى أمتلاكها المعدات المتخصصة ذات التقنية العالية لخدمة الطائرات وركابها من المسافرين مثل معدات دفع الطائرات والسلالم والمعدات الساندة الاخرى,, وان تكون مؤمنة من شركة تأمين عالمية ذات سمعة دولية , ويجب ان تتمتع الشركة بتاريخ نظيف من الحوادث التي تحصل في المطارات نتيجة عملها , وهناك موضوع اساسي في عملها هو الامكانية لإنشاء مجمع وقود في المطار يعمل على توفير الوقود النفاث لمختلف شركات الطيران العاملة فيها بأسعار معقولة ومطابقة لكافة مقاييس السلامة الدولية , والاهم في اختيار هذه الشركة ان تكون حائزة على شهادة (ISAGO) برنامج الأياتا لتدقيق و سلامة العمليات الأرضية وهو نظام معتمد لتقييم عمليات الشركات التي تقدم الخدمات الأرضية في المطارات باعتمادها أفضل الممارسات والمعايير الدوليةً .
من خلال متابعتي للشركات العاملة في المطارات العراقية استطيع القول ان المواصفات و الامتيازات أعلاه تنطبق على ( مجموعة شركات ازمر) وخصوصا انها شركة عراقية 100% وناجحة في تقديم خدمات المناولة الأرضية لمطار السليمانية الدولي, حيث بدت كمنافس قوي لباقي الجهات التي تقدم الخدمة الارضية في مطارات العراق سواء الحكومية منها او المحلية الاخرى اوالاجنبية , بالاضافة الى ميزة مهمة جدا هي أمتلاكها لشهادتين عالميتين مهمتين هي شهادة (ISAGO) برنامج الأياتا لتدقيق و سلامة العمليات الأرضية , وشهادة التأمين على المطار ومعداته من أبرز شركة تأمين عالمية (شركة أليانز Allianz الالمانية).

أن انشاء هذه الشركة سيحدد لسلطة الطيران المدني العراقي دور الإشـــراف والتـــدخل والرقابـــة على العمل والاداء والمحاسبة على النتائج في تقديم الخدمات المتعلقة بالمطارات وشركات النقل الجوي والمسافرين على حد سواء , وتتفرغ السلطة لمشاكل باقي الادارات والاقسام فيها على أمل اعادة هذا القطاع الحيوي الى ريادته حاضرا ومستقبلا من خلال الاتجاه نحو الخصخصة وتعزيز الشفافية بما يسهم في تحسين وتطوير البنية التحتية لخدمات قطاع النقل الجوي ومرافقه وفق أحدث النظم والمعايير الدولية .

المهندس الاستشاري
فارس الجواري
باحث في شؤون الطيران

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

935 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع