سيف الدين الألوسي
الاستاذ المهندس الاستشاري المرحوم رشيد الدبيسي ،،، المدرسة الكبيرة بكل شئ !
أبو زينب او هكذا يعجبه ان يناديه الجميع ولتواضعه الجم وبغداديته الاصيلة ،، الاستاذ المرحوم رشيد الدبيسي معاون أمين بغداد لشؤون الانشاءات ورئيس هيئة تنفيذ المقاولات فيها ولسنين عديدة منذ نهاية السبعينيات ولغاية نهاية الثمانينات ، اي وقت النهوض العمراني الحقيقي لبغداد .
ولد في بغداد ، مدينة الكاظمية المقدسة من اسرة نبيلة عريقة كظماوية بغدادية ، درس في الجامعة الاميركية ببيروت ، وتزوج من سيدة نمساوية هي السيدة ام زينب ، توفاه تعالى سنة٢٠١٠ ، وبعد ان ارسى معاني كثيرة ودروس نبيلة ، سأحاول ان اذكر البعض منها وبعض المواقف معه والتي ، روى قسم منها الخال المعماري معاذ الالوسي الذي زامله كثيرا واحبه كثيرا كما أحبه كل من عرفه وعمل معه وتعلم منه وسمع به .
الاستاذ رشيد رحمه الله كان يرأس واحدة من أهم و اكبر دوائر امانة العاصمة ،ودائرته مسؤولة عن تنفيذ وأحالة كل مشاريع امانة العاصمة وبالتنسيق مع وكيل الامين الفني الاستاذ هشام المدفعي أطال الله بعمره .
فقط للتذكير بأن في فترته كانت تنفذ هذه المشاريع العملاقة ، شارع حيفا ، تطوير منطقة الكرخ ، تطوير مدينة الكاظمية ، مشروع باب المعظم السكني ، مشروع البتاويين السكني ، مواقف السيارات في السنك والمطعم التركي وابو نواس وجسر الشهداء ، مشروع ابو نواس السكني ، معمل طابوق ابو نواس للطابوق المرزوم ، نصب الشهيد ، نصب الجندي المجهول ، مشروع البياع السكني ومشاريع في السيدية والدورة ،ساحة الاحتفالات ، الجسور المعلقة داخل بغداد وشارع محمد القاسم السريع ، الاسواق المركزية وسوق الثلاثاء ،تطوير باب الشيخ ، تطوير مدينة الثورة ، بالاضافة الى العديد من المشاريع والنصب الفنية لا يسعني تذكرها ، وكانت دائرته مسؤولة عن العشرات من الشركات الكبرى الاجنبية المنفذة للمشاريع وهي شركات عملاقة مهمة ، امثال هيليت اند وورنر وولف اند مولر الالمانية ، انرغو بروجيكت اليوغسلافية ، هيوانداي وهانك يانغ الكوريتين ، انسال الهندية والمكاتب الاستشارية العراقية والاجنبية العديدة ، وكذلك كانت تضم عشرات دوائر المهندسين المقيمين والمئات من المهندسين والموظفين المنتشرين داخل المواقع في ارجاء بغداد !! ورغم وجود مئات السيارات الحديثة في دائرته ومئات السيارات من الادخال المؤقت ، فأنه كان يستعمل سيارته الخاصة في الدوام !!!
كان هذا الرجل عنوانا للاخلاص والتفاني في عمله ، متمكن جدا من ادارته ، كفوءا ،صاحب قرار ، لايخاف الا من ضميره ووجدانه. وهذا هو ديدن كل نزيه .
نرجع على بعض المواقف :
الموقف الاول : اتصل بالاستاذ رشيد احد كبار المسؤولين ، طالبا منه احد المهندسين الانشائين المدنيين لمشكلة في مسبح بيته الذي تحت الانشاء !
اتصل تلفونيا بالخال معاذ طالبا تنسيب احد مهندسي فريق الادارة والتنسيق ، فتم تكليف الاخ المهندس الاستشاري عفيف زاري لمعالجة الامر ، وتم علاج الموضوع بسرعة ، بعد ايام التقى الخال معاذ بالمرحوم ، ففتح جرار مكتبه واذا بمسدس مغلف هدية من المسؤول للاستاذ رشيد ،، وقال للخال هذا المسدس لك لانني لم امسك مسدسا طيلة حياتي ، فاجابه ابو بكر ، انا ايضا ،، واعتذر منه وهم يضحكون !!!! شلون ورطه ، تعال جيب واحد يقبل المسدس !!
الموقف الثاني: في احد اجتماعات الاستاذ رشيد وابو بكر ، دخل خير الله طلفاح رحمه الله ،،،، فسلم على معاذ وهو لا يعرفه سلاما باردا وعلق ، هذه لحيتك للهوى ، فاجابه هذه لحى الاجداد ! خرج معاذ مزنبرا عصبيا !!!!! وجلس ينتظر خروجه ، وبعد خروج خيرالله طلفاح ، اتى على ابو بكر مسلما سلاما حارا !
عرف معاذ بأن ابو زينب تكلم بشجاعة مع خير الله طلفاح ولامه بادب على زعل معاذ !!
الموقف الثالث : كان المقاول الثانوي. شمشون جودو يشتغل اعمال الحفر والردم لشارع حيفا وهو من المقاولين الملتزمين والجيدين ،وكان يملك سوبر ١٩٨٦ اخر موديل حمره !!! تاخرت سلفته لعدم مطابقة بعض المواد ، فقابل المرحوم استاذ رشيد مشتكيا ، وقال له ، مهندسيك رح يخلوني بطرك هدومي !!! فاجابه ضاحكا ليطيب خاطره : بطرگ الهدوم والسوبر !! ثم حل المشكلة !!!
كل الرحمة لك استاذنا الجليل ابو زينب، يا مدرسة في العلم والوطنية والخلق والنزاهة والتواضع والانسانية ، حتى السيد سمير الشيخلي أمين بغداد المميز چان يحلف براسك ايها الانسان الخالد ،، لم تعرف حزبا ولا سندا غير اسمك وضميرك ، الفاتحة على روحك الطاهرة النبيلة .
كل التقدير للاصدقاء .
1157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع