الآشوريون والكلدان الحاليون أو الأسباط العشرة الإسرائيليون /ج٣

                                           

الآشوريون والكلدان الحاليون أو الأسباط العشرة الإسرائيليون ج/٣

يتبع ج٢

22: وقد زار كثير من الرحَّالة اليهود العراق مثل بنيامين التطلي سنة (1165–1173م) للبحث عن أبناء جلدته من الأسباط العشرة الضائعة من اليهود، وأشار الرحَّالة بنيامين التطلي إلى أن الأسباط العشرة الضائعة من اليهود الذين سباهم الآشوريون قبل الميلاد لا زالوا موجودين في مناطق العمادية وذكر أن عدد يهود العمادية كان نحو خمسة وعشرين ألفاً، منتشرين في أكثر من مئة موقع في بلاد مادي، وهؤلاء اليهود هم الذين سباهم شلمنصر ملك آشور، وأنهم يتكلمون اللغة السريانية بلهجة الترجوم. (رحلة بنيامين التطلي، ص186، 192. علماً أن المترجم عزرا حداد ترجم اللغة السريانية كما وردت في النص الإنكليزي إلى كلمة الترجوم، ثم شرحها في الهامش أنها تعني الآرامية الشرقية).

23: معروف أن المسيحيين من أصل يهودي من الذين كانوا في بابل، هم أقل عدداً من المسيحيين من أصل يهود بلاد آشور، ناهيك عن أنه بعد الإسلام تمركز السريان النساطرة في الشمال، وسنة 1553م أنشق العدد الأكبر منهم واعتنق الكثلكة، فسمَّتهم روما (كلدان) فيما بعد، لذلك إن الدكتور آشيل غرانت زار الذين بقيوا نساطرة الذين سَمَّاهم الإنكليز آشوريين سنة 1876م، وألَّف كتابه،The Nestorians or The Lost Tribes، النساطرة أو الأسباط المفقودة"، ولهذا فالمقصود بالنساطرة تاريخياً، هو الآشوريين والكلدان معاً قبل الإنشقاق، وأهم الأدلة التي استند عليها الدكتور غرانت في كون النساطرة من الأسباط الضائعة العشرة من اليهود، هي:
ا: إن النساطرة واليهود يتكلمون نفس اللغة السريانية بلهجة الترجوم، وهي ذات اللهجة التي تكلم بها السيد المسيح ويهود إسرائيل، ويؤكد أن الطرفين يتفاهمان بسهولة، وغرانت نفسه تفاهم مع الطرفين بسهولة، وقد أكَّد له عدد من دارسي اللغة السريانية من الطرفين أنهم يتكلمون نفس لهجة الترجوم السريانية.

ب: إن عادات وتقاليد اليهود والنساطرة في كردستان مشتركة مثل عدم الاختلاط بالآخرين، ويعيشون بشكل قبَلي، ولكل قبيلة اسمها الخاص، ويؤمنون بأخذ الثار، وهذه من عادات اليهود في إسرائيل، والنساطرة واليهود منعزلون حتى فيما بينهم رغم أن أصولهم واحدة، وهذه من تقاليد أجدادهم التي ورثوها عن العداء التقليدي بين المسيحية مع اليهودية، بل أن النساطرة منعزلين حتى عن إخوانهم في الدين مثل الأرمن، وهذا يشبه العداء الذي كان في إسرائيل بين اليهود والسامريين، ولدى النساطرة عادة تعميد الأطفال في اليوم الثامن، وهي نفس عادة الختان اليهودي التي استبدلها النساطرة بعد أن اعتنقوا المسيحية، كما أن الحِرف والملابس والزينة والضيافة..إلخ، مشتركة بين اليهود والنساطرة.

ج: أكثر أسماء النساطرة وبطاركتهم هي أسماء يهودية وردت في التوراة، كذلك أسماء النساء النسطوريات، ومركز البطريرك كان سابقاً مركز الربانيين اليهود، وطريقة ممارسة البطريرك لسلطته الدينية والدنيوية مع رعيته تشبه ما كان سائداً بين اليهود، وهذا يدل على صلتهم بالأجداد، وبنية النساطرة واليهود الجسدية واحدة بحيث يصعب التمييز بينهم، وأن غرانت نفسه لم يكن يستطيع التمييز بينهما، ويستشهد بأسماء مبشرين يؤكدون ذلك.

د: إن كثيراً من مثقفي النساطرة واليهود والعارفين في التاريخ على حدٍ سواء قد أكَّدوا لغرانت أنهم من أصل واحد، ففي اللقاء الذي حضره غرانت بتاريخ 6 آذار 1840م والذي ضمَّ يهوديان من أورميا هما حزقيال ودانيال وعدد من النساطرة من ضمنهم أسقفان نسطوريان هما يوسف وإيليا، قال حزقيال ودانيال: إن النساطرة هم إخوان اليهود الذين اعتنقوا المسيحية، وهذه التفصيلات كانت مسجلة لدى الأحبار اليهود لكنها فُقدت بمرور الزمن، ويضيف غرانت، أن الحاخام الأكبر في أورميا وغيره من اليهود أيدوا هذا الكلام، والنساطرة أنفسهم يعترفون أنهم من سلالة بني إسرائيل، ويُسمُّون أنفسهم أهل الناصرة، وقد شاهد غرانت بنفسه بعض الرسائل من النساطرة موجَّهة إلى البطريرك يلقِّبونه فيها "بطريرك الناصرة"، وهو مصطلح يطلق على اليهود المرتدين أي الذين اعتنقوا المسيحية، أي حصرياً على المسيحيين من أصل يهودي، وأن أسماء عديدة تُطلق على النساطرة مثل، مسيحي، سرياني، نسطوري، كلداني..الخ، لكن اسم Nazareans نصارى، نصراني، يستخدمه النساطرة على أنفسهم، وهذا الاسم محدد في تطبيقه على النساطرة فقط، ولا ينطبق على الأرمن أو الطوائف المسيحية الأخرى، وإذا سألت أي نسطوري للاستفسار عن معلومات متعلقة بأسلافه، ما معنى نصراني؟، أجابك فوراً وبشكل قاطع: يعني بني إسرائيل، وهو مصطلح مألوف جداً يستعمل كدليل على أصلهم العبري، وأحياناً يكون عندهم أكثر تفضيلاً من التسميات السابقة، ليعني "بني إسرائيل"، ويستشهد بمصادر كثيرة منها هندية قائلاً: إن نساطرة الهند هم فرع من نساطرة العراق وهاجروا إليها في القرنين الرابع والسابع، ولديهم أدلة ونقوش تثبت ذلك، وهم أيضاً يطلقون على نفسهم أسم نصراني لأنهم من أصل عبري.

ويضيف غرانت: إنه شاهد مخطوطاً بالسريانية لدى البطريرك يرجع تاريخه إلى سبعمئة سنة يؤيد كون النساطرة من أحفاد الأسباط الضائعة العشرة، وأن البطريرك أكَّد له شخصياً أن عائلة أبونا التي ينتمي إليها البطريرك تنحدر من سبط نفتالي التي سباها تغلاث فلاصر الثالث إلى بلاد آشور، وهذا الأمر كان مُوَّثقاً لدى البطريرك في مخطوطة قديم غرق مع مخطوطات كثيرة قبل ستين سنة عندما فاض نهر الزاب، وأن الكاهن دنخا يقول إني شاهدت سجلات لنا قرب نينوى تؤكد أننا من بني إسرائيل، وقد أكد النساطرة قائلين: إن السجلات أصلاً ليست ضرورية لإثبات أصلنا أننا من بني إسرائيل لأن هذا الأمر يُلقَّن تقليدياً من الأب إلى الابن عبر الأجيال المتعاقبة، ونحن نعتبر هذا التقليد شهادة أفضل من السجلات التي هي عرضة للضياع والتلف، لكن تقاليدنا لا يستطيع أحد أن يشكك فيها، لذلك بالتأكيد أننا من بني إسرائيل وهو معروف للجميع. (أنظر كتابه، خاصة ص144 وبعدها، ص193-197، وص227 وبعدها).

24: للتعليق على أورده غرانت من عادات وتقاليد النساطرة ومقارنتها بالعهد القديم وأسمائهم، نصراني، ناصرة، إسرائيل، وغيرها، أقول:
ا: إن النساطرة أكثر المسيحيين تَمسُّكاً بعادات العهد القديم، وهناك عادات في الناموس الموسوي تُنفّذ إلى اليوم بحذافيرها، وهذا دليل على أصولهم اليهودية، ومنها أخذ الثار، ويُسمَّى الشخص الذي يقوم بذلك ولي الدم، ويستطيع القاتل أن يلجأ إلى الكنيسة التي تمثل مدن الملجأ في الشريعة الموسوية، ويبقى هناك دون أن يَمسَّه ولي الدم إلى أن يأتي الكاهن وشيوخ القبيلة ويفحصون الحالة، فإن كان بسوء نية يُسلَّم إلى ولي الدم ليُقتل استناداً إلى سفر يشوع (20: 3–9)، وإن كان بدون قصد تُحدد دية نقدية، وفي زواج النساطرة يذهب والد العريس عادة إلى خطبة الفتاة، وإذا كانت العروس بعيدة يحق لقريب أو وكيل أن يقوم بذلك تشبهاً بإرسال إبراهيم إليعازر الدمشقي ليخطب فتاة لابنه إسحق استناداً (تكوين 24: 2–3)، وهم يأخذون المهور بكمية ليست بسيطة استناداً (تكوين 34: 12)، والزواج عندهم يدوم أسبوعاً كاملاً استناداً (قضاة 14: 17–18)، وعند وصول العروس إلى بيت العريس ينثرون على رأسها القمح والزبيب استناداً (هوشع 3: 1–2)، ثم يقوم العريس بقذف ثلاث تفاحات على العروس من إناء فيه فواكه وتمر استناداً (نشيد الأنشاد 7: 5–13)، والخطوبة عند النساطرة أشبه بالزواج، حيث تصبح الخطيبة شبه زوجة حتى وإن لم يدخل عليها استناداً (2صمؤيل 3: 14)، ويعدّون طقس الخطوبة نصف إكليل، ويتم فسخ الخطوبة بوثيقة مثل وثيقة الطلاق أحياناً، وعندما يولد الطفل يُمسح بالملح استناداً (حزقيال 16: 4)، وحين تنجب المرأة لا يحق لزوجها الاقتراب منها مدة أربعين يوماً إذا كان المولود ذكراً، وحوالي ستين يوماً إذا كانت أنثى استناداً (لاويين 12: 1–4)، وعند تقديم ذبيحة السلامة هناك حصة للكاهن كالصدر والكتف استناداً (لاوين 7: 11–31، تثنية 18: 3)، وقسم كبير منهم لا يأكل لحم الخنزير والأرنب وخاصة عشيرة التياريين استناداً (لاويين 11: 6–7)، والنساطرة الوحيدون يقدموا الثور كذبيحة ويستعملون نفس الطقس اليهودي استناداً (خروج 29: 11–23)، وإذا مسَّ نسطوري ميتاً يهودياً أو غير مسيحياً، فعليه أن يتطهر بالماء استناداً (عدد 19: 13)، والنساطرة يفتخرون بعشيرتهم ونسبهم كثيراً كاليهود ويتسمون بأسماء العشيرة تياري، جيلو، والطو، وقلَّما تجد بينهم من يُسمَّى باسم المدينة أسوةً بالمسيحيين الآخرين، ألقوشي، تلكيفي، تسقوبي، وفي لقاء ويكرام مع أحد التياريين قال له التياري: إن أعظم شعب في العالم هو الإنكليزي ثم التياري ثم الروسي. (ويكرام، مهد البشرية، الحياة في شرق كردستان، ص241).

ب: إن البطريرك النسطوري تاريخياً من أكثر بطاركة الكنائس المسيحية تدخلاً في السياسة، فهو يمثل السلطة الدينية والدنيوية، وهو الملك والأسقف للمملكة الجبلية في آن واحد، وقد تعوَّدَ أن يسلك في تفكيره كزعيم قوم أكثر من سلوكه بطريركاً، وإن شئت الدقة فهو في أعماق ضميره لا يفصل بين هذين المنصبين، وهو أطرف وأعجب بطريرك كنيسة في العالم، ويشبّه ويكرام البطريرك بالملك القس في أسطورة برستر جون (ص218، 227)، وقد منح الروس في نيسان سنة 1917م البطريرك بنيامين إيشاي وسام صليب القديسة حنة تقديراً لخدماته في الميدانين العسكري والمدني مع كمية من الأسلحة، وكان البطريرك يجلس إلى جانب الأمير الكردي ويناقش الأمور التشريعية للأكراد والنساطرة، هو الرئيس الأعلى للأمة ويخضع له رؤساء العشائر الذين لا زالوا يستعملون كلمة (ملك ، ملكا) وهي تسمية من العهد القديم العبري كانت تُطلق على رؤساء عشائر اليهود، ويستعملها النساطرة لأنهم من أصول عبرية إسرائيلية، وتعادل لقب شيخ القبيلة العربي أو الأغا الكردي، (دائرة المعارف الكتابية، ج7 ص206)، وهذه الأمور هي من عادات اليهود، فطريقة وراثة الأسقفية مستندة إلى العهد القديم المحصورة في سبط اللاويين استناداً إلى سفر العدد (8 :11–19)، ويشترط أن يكون البكر أولاً استناداً (عدد 3: 12–13)، (نَصَّ القانون الثاني من حصر الوراثة في عائلة أبونا الذي صاغه البطريرك شمعون الباصيدي (1477–1497م) على البكر أولاً)، وطريقة نذر الأطفال من بطون أمهاتهم استناداً (1صموئيل 1: 11)، وفي حال عدم رغبة الطفل عندما يكبر تنفيذ النذر يدفع مبلغ من المال للكنيسة وحسب العمر والحالة المادية استناداً (لاويين 27).

ج: بالنسبة ليوم السبت، فالنساطرة استبدلوه بيوم الأحد، لكن مع ذلك بقيت الطقوس اليهودية حاضرة في صلاتهم ليوم السبت، فهم يصلون المزمور (95 هلم نرنم) يوم الجمعة عصراً لاستقبال السبت كما هو عند اليهود ولم ينقلوه إلى عصر السبت لاستقبال الأحد، كما أنهم يتوقفون عن العمل قبل غروب شمس السبت بساعات، ويمتنعون عن إشعال النار عصر السبت استناداً إلى سفر (خروج 35: 2–3) لا تشعلوا نارا في جميع مساكنكم يوم السبت، إلاً لضرورة البرد القارص.

د: إن تصميم كنائس النساطرة هو الوحيد الذي يتفق مع الكنيس اليهودي، حيث ينفرد بمكان البيما، (مكان الإكليروس وكرسي المطران)، وهو عند اليهود في الوسط كأورشليم ومقابل تابوت العهد الذي أقامه سليمان (2 أخبار 6: 12–13)، وهو مخصص لخطبة الملك. (أنظر نحميا 8:4).

ه: إن النساطرة يستعملون في الصلاة نفس الكلمات والطقوس اليهودية للتمييز بين النجس والطاهر من الأكل وغسل الآنية في الكنيسة والتي وردت في سفر التكوين والتثنية واللاويين، مثل كلمة (حف دالا) المشتقة من كلمة هيفيديل العبرية وبيركيتا التي تعني الصلاة والبركة، أمَّا ألحان الكنيسة النسطورية فمتأثرة بالألحان اليهودية وتعتمد بشكل رئيس على المقامات التي يستعملها اليهود مثل مقام النهاوند الذي استعمله يهود أورميا التي كانت الموطن الرئيس للقرائين اليهود، (جي. ساندرس، المسيحيون الآشوريون–الكلدان، ص100– 101)، ويقول البطريرك الكلداني لويس ساكو: إن البركات اليهودية وغيرها واضحة في قداس أدي وماري الذي يستعمله النساطرة.(خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية، ص8).

و: رغم أن المسيحيين يَتسمَّون بأسماء من العهد القديم، إلاَّ أن هذه الأسماء محدودة عند الطوائف المسيحية الأخرى وبصيغة تختلف عن الصيغة اليهودية البحتة التي يستعملها النساطرة، مثل ياقو (يعقوب)، أبراهوم (إبراهيم)، داويذ (داود)، إيشاي (إشعيا)، إيزريا (لعازر)، شليمون (سليمان)، وغيرها، وهذه الأسماء اليهودية كثيرة جداً عند النساطرة مثل، ابشالوم، يوناثان، يوناداب، حزقيال، روئيل، رأوبين، شاول، شمشون، شموئيل، رفقة، ثامار، مرتا، راحيل، استير.....إلخ، وقد قام الأب جان فييه الدومنيكي بالبحث في خمسين صفحة من أسماء أعلام كنيسة المشرق ولم يجد فيها اسماً آشورياً أو كلدانياً واحداً، بينما قمتُ أنا ببحث بسيط فوجدتُ أن اسم إسرائيل هو أكثر الاسماء شيوعاً بين أعلام النساطرة، ومنهم جثالقة ومطارنة وقسس، بل عوائل كاملة ينتقل اسم إسرائيل من الجد إلى الحفيد، مثل:
موسى بن إسرائيل الكوفي طبيب الخليفة المهدي +785م، إسرائيل الكشكري +877م (جاثليق)، إسرائيل أسقف داران 900م، إسرائيل الأول الكرخي +961م (جاثليق)، إسرائيل بن زكريا الطيفوري +1081م (طبيب)، إسرائيل حريف زوعي (مُنظِّم طقوس معاصر للمطران قبريانوس +767م)، إسرائيل بن سهل (طبيب، قرن الثامن)، إسرائيل عيسى أبو الفرج (كاتب الوزير أبي العباس الخصيبي، أيام المقتدر والقاهر)، الحسن بن إسرائيل (كاتب أيام الأمير أبو الفضل بن حسام الدولة قُتله النصيبيون سنة 1017م)، أبو نصر بن إسرائيل (كاتب الناصح أيام الجاثليق بن نازوك +1020م)، موسى بن إسرائيل الكوفي (طبيب ابراهيم بن المهدي) القس إسرائيل الألقوشي 1610م وأحفاده ومنهم: إسرائيل بن القس شمعون بن القس إسرائيل بن القس كوركيس بن القس إسرائيل بن القس هرمز بن القس إسرائيل، (عائلة خطاطين تُسمَّى شوكانا)، إسرائيل بن عوديش بركري (دهوك 1698م)، مرقس بن الشماس، إسرائيل (قرية تلا 1719م)، يوسف إسرئيل الألقوشي (الرهبنة الهرمزدية 1825م)، القس إسرائيل (عينكاوا 1883م تقريباً)، يونان دانيال القس إسرائيل القس ديلو القس، إسرائيل (قرية شليطا- تخوما، نهاية قرن 19)، إسرائيل زورقا باجا (راهب 1883م)، إسرائيل قس هرمز أودو (شقيق البطريرك الكلداني يوسف أودو +1878م)، إسرائيل أودو +1941م (مطران أقارب البطريرك الكلداني يوسف أودو)، إيليا بن مروكي بن إسرائيل +1955م (مطران من عائلة أبونا النسطورية). وغيرهم.

ز: إن اسم نصراني بدون شك منسوب لمدينة الناصرة، لكن لأن النساطرة هم من أصول يهودية آمنوا بالمسيح من منطلق قومي لأنهم من مدينة الناصرة، فهم الوحيدون الذين يُطلقون على أنفسهم اسم نصراني وعلى بطريركهم بطريرك الناصرة أحياناً كما ذكرنا، ومعروف أن لقب نصراني خاص باليهود المتنصرين، (أنظر بادجر النساطرة وطقوسهم، إنكليزي ج1 ص223. ومقالنا مسيحيون وليس نصارى)، ولشدة تعلقهم بنصراني والناصرة بقي الاسم محل اعتزاز عندهم لدرجة أن رجال دينهم يعتقدون أن اسم النساطرة المستمد من اسم بطريرك القسطنطينية نسطور الذين تسمَّوا به لأنهم اعتنقوا عقيدته سنة 497م وهو سرياني من مرعش، فيعتقدون أن اسم النساطرة هو من مدينة الناصرة، ويقول القس (الأمريكي) إيلي سميث والقس داويث اللذان زرا المنطقة بين 1821–1829م وألَّفا كتاباً طبع في بوستن سنة 1833م بعنوان:

Researches of the Rev.E.Smith, and Rev.H.G.O.Dwight in Armenia, including a journey through Asia Minor and into Georgia and Persia,with a visit to the Nestorian and Chaldean Christians of Oormiah and Salmas.
أبحاث القس (الأمريكي) إيلي سميث والقس داويث في أرمينيا، والرحلة عبر آسيا الصغرى وجورجيا وبلاد فارس، وزيارة المسيحيين النساطرة والكلدان في أورميا وسلماس.
قالا فيه: إن مطران أورميا النسطوري يوحانون وشماسه يعتقدان أن اسم النساطرة مستمد من مدينة الناصرة، لكني اشكُّ في ذلك لأنهم معروفين بين جيرانهم باسم نصراني، وأحيانا يقول النساطرة: أنا (Siriany، Syriany سرياني) لتميز أنفسهم، وهو نفس الاسم الذي يستعمله السريان اليعاقبة، ثم أضافا القول المهم:
He declared that his nation derive their name nusrany from Nazareth, where Christ was brought up, but added the singular assertion, that they are descended from the ten tribes of Israel.
إن المطران قال لنا: إننا نستعمل صيغة نصراني للتأكيد على أن أمتنا تستمد اسمها من الناصرة التي ولد فيها المسيح، وأضاف: نحن نستعمل كلمة نصراني للتأكيد على أن شعبنا ينحدر من الأسباط العشرة من بني إسرائيل، )الكتاب المذكور، ج2 ص214-215، ج2 ص242. مع ملاحظة أن هذا كان قبل سنة 1841م، عندما ألَّف غرانت كتابه، النساطرة أو الأسباط الضائعة(.

ح: إن النساطرة هم الوحيدون الذين يرد بطريركهم باسم "بطريرك الناصرة" في التاريخ، وفي نقش كعبة ئي زردشت لكارتير الزرادشتي 280م تقريباً، ينوِّه بقتل المسيحيين، ويُسمِّي أبناء كنيسة المشرق، "نصارى أو اليهود المسيحيين"، بينما يُسمِّي المسيحيين الباقين، مسيحيين، وجاثليق (بطريرك) كنيسة المشرق شمعون بن الصباغين +342م كان يُلقَّب، "رئيس النصارى، ريشا دنصراي"، وحتى في ملابار الهند فكلمة نصرايا كانت تُطلق على المسيحيين من أصل يهودي سامي، بينما المسيحي من الأمم الأخرى (اليونان) يُطلق عليهم كلمة، مسيحيين. (جي بي اسموسن ، أستاذ الدراسات الإيرانية،جامعة كوبنهاكن، فاتحة انتشار المسيحية في إمبراطورية إيران 100-637م، ص19-21).
وشكراً/ موفق نيسكو، يتبعه ج٤

للراغبين الأطلاع على الجزء السابق:

https://algardenia.com/maqalat/37427-2018-10-16-06-30-10.html

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

3377 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع