تذبذب العلاقة بين قطاع الطيران العراقي والمنظمات الدولية المعنية ... تصحيح مسار ؟

                                                  

                           فارس الجواري
                     استشاري خدمات طيران

تذبذب العلاقة بين قطاع الطيران العراقي والمنظمات الدولية المعنية ... تصحيح مسار ؟

تاريخ الطيران في العراق مشرف وقديم بقدم حضارته ويعود الى ثلاثينات القرن الماضي , حيث كان العراق من بين (52) دولة موقعة على اتفاقية الطيران المدني الدولي في سنة 1944 من قبل مندوب العراق في عصبة الامم المتحدة حينها السفير علي جودت.


هذه الاتفاقية نظمت العلاقة مابين قطاعات الطيران المدني في العالم ومنها قطاع الطيران العراقي من جهة والمنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO ) من جهة أخرى , هذه العلاقة هي احد أسباب جعل سجل الطيران المدني العراقي حافلا بساعات الطيران الخالية من الحوادث والكوارث مما أكسبها شهرة وسمعة جعلتها موضع ثقة واطمئنان من جميع المسافرين منذ تأسيسه ولغاية فترة الحظر الذي طال الطيران العراقي بسبب مشاكل ( الحروب والحصار والادارات السيئة التي مر بها البلد ككل ), مما وتر العلاقة مع المنظمات الدولية المعنية بالطيران وأدت الى وضع الطيران العراقي ضمن قوائم الطيران المحظورة من الطيران , مما قلل من سمعة تاريخ الطيران العراقي وخلق فجوة بينها وبين هذه المنظمات أثر عليها بشكل مباشر وغير مباشر .
أن التوتر والتباعد بين قطاع الطيران العراقي والمنظمات ذات العلاقة له اسباب ونتائج سلبية تدعونا للتسائل حول دور المسؤولين الحاليين في حل هذه المشكلة التي بدأت تاخذ منحا أخر ممكن ان يحولها الى أزمة ؟ والتسأل الاهم هل يملكون التصور الصحيح لحل هذه المشكلة التي عزلت الطيران العراقي عن اوربا حاليا ؟ هذا ماسوف ان أطرحها كرؤية خاصة بي من خلال مقالتي هذه .

إن صناعة النقل الجوى في العالم عامة وفي العراق خاصة تواجه عدة تحديات التي تؤثر على قدرات هذا النشاط الحيوى فى النمو والتطور، وبالتالى تؤثر سلباً على معدلات التنمية والاستثمار، ولتحقيق هذا التحدي ارتأت الدول أن تتكتل في منظمة دولية واحدة فكانت منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو ICAO ومن رحمها أنبثقت منظمات ثانوية لكل مجموعة دول أصبحت فيما بعد أهم من الايكاو من حيث سيطرتها على سلطات الطيران التي تقع ضمن مسؤوليتها كالوكالة سلامة الطيران الأوروبية والمعروفة اختصار باسم الاياسا (EASA) وايضا منظمة الطيران الفيدرالية الامريكية the Federal Aviation Administration (FAA) وايضا هناك الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) International Air Transport Association هذه المنظمات التخصصية تعمل على تزويد سلطات الطيران المدني في الدول الأعضاء بإطار للعمل المشترك من أجل وضع تخطيط عام للطيران المدني بينها بقصد تنميته وتأمين سلامته، والنهوض بالتعاون والتنسيق اللازم بين الدول الأعضاء في مجال الطيران المدني.

تهدف منظمات الطيران المدني الدولية إلى تحقيق العديد من الأهداف الإستراتيجية التي من بينها تحسين سلامة الطيران المدني العالمي، وايضا زيادة قدرة شبكة الطيران المدني العالمي وتحسين كفاءته، بالارتكاز على تحديث الملاحة الجوية والبنية الأساسية للمطارات، وإعداد إجراءات جديدة للوصول بأداء شبكة الطيران إلى حدّه الأمثل , كما تعمل على تعزيز أمن الطيران المدني العالمي وتسهيله , وتواجدها الدائم في دورة حياة الطيران لاي دولة هو دافع ايجابي نحو التقدم والتطوير ومواكبة فعلية لاي تغيير يحصل في لوائح وقوانين الطيران مما يقلل من ووجود أخطاء وسلبيات تؤثر على قطاع الطيران .
نعم نحن في قطاع الطيران العراقي الحالي علاقتنا بهذه المنظمات علاقات رسمية بحتة من خلال رسائل الكترونية ترسل من قبلهم لاي تبليغ لنا او تحديث يحصل وهو مايتم ارساله لكل الاعضاء وبضمنهم العراق, في حين ان اغلب قطاعات الطيران في العالم تتجه الى خلق تواجد لهذه المنظمات داخل بلادها لتعزيز فرص تعاون واستفادة اكبر لها بوضع منهاج عمل رصين لتنفيذ هذه اللوائح والتشريعات على سلطة الطيران والمطارات بالاضافة الى شركة الخطوط الجوية العراقية والخطوط الجوية الاخرى العاملة من خلال عدة طرق ممكن تلخيصها كالاتي :

- البحث عن آلية لتعزيز التواصل مع الخبراء من هذه المنظمات وتواجدهم القريب من سلطة الطيران المدني العراقي , لان تواجدهم يعمل على نقل خبراتهم لتطوير البنى التحتية ومعالجة مشاكل النقل الجوي على النحو الأمثل، وإتاحة فرص التدريب المتخصص،وإطلاق البرامج المشتركة، وعقد المؤتمرات المتخصصة، وتقديم الاقتراحات البناءة بما يخدم قطاع الطيران المدني واستراتيجياته.
- الاستفادة من المبادرة التي أطلقتها المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) تحت مسمى " عدم ترك أي بلد وراء الركب " No Country Left Behind هذه المبادرة التي تعمل من خلالها الايكاو مساعدة الدول على تطبيق القواعد والتوصيات الدولية التي تهدف إلى تطبيق القواعد والتوصيات الدولية على المستوى العالمي بما يتيح لجميع الدول فرصة الاستفادة من المنافع الاجتماعية والاقتصادية للنقل الجوي الموثوق والآمن من خلال تحقيق الأهداف المقترنة بالسلامة والأمن وخفض الانبعاثات.
- التدهور الحاصل في شركة الخطوط الجوية العراقية منذ إيقافها عن الطيران فوق أوربا عام 2015 من قبل الوكالة الاوربية لسلامة الطيران (الاياسا) والتداعيات الخطيرة لهذا الملف الحيوي تدعو الى وضع برنامج للتحول الى نظام الاياسا لما يمتاز به هذا النظام من المرونة والحداثة وسهولة التطبيق كما أنه يمتاز ايضا باشتراطاتها الصارمة في سلامة الطيران من ناحية تجهيز المنشأة، ومرافق الصيانة، وأتباعها التشريعات الدولية، ومهنية المشغلين، والتزامهم بالتعليمات والأنظمة التي تؤدي الى تطوير الطيران المدني فنيا واقتصاديا بما يضمن سلامة الطيران المدني وآمنه وكفاءته وانتظامه.
- الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) تواجدها بالقرب من سلطة الطيران المدني العراقي يسهل مهمة تنسيق العمليات المختلفة لشركات الطيران لأنه يعمل على إيجاد الحلول المشتركة للمشـاكل التي تعجز عن حلها شركة بمفردها.وفضلاً عن ذلك فهو المجمع الدولي للخبرات والمعلومات وكذلك الوسيط للخدمات والمشروعات المشتركةالتي تعمل على تحقيق أعلى مستوى ممكن للتشغيل الاقتصادي، مع الكفاءة وتأمين سلامة الركاب.
- فتح مراكز تدريبية معتمدة من هذه المنظمات داخل البلد , كفتح مركز تدريبي معتمد من الايكاو لاعطاء كورسات متخصصة بلوائح وقوانين الطيران الدولية ,أو مركز معتمد من الاياسا لاعطاء دورات تثقيفية حول البرامج منظمة السلامة الاوربية الاياسا متضمنة البرامج المتعلقة بطيران شركات النقل الجوي التي من خارج الاتحاد الاوربي فوق أوربا وهو مايسمى ( TCO Program ) , وكذلك الاختبارات التي تحصل خارج الاتحاد الاوربي ومنها اختبارات مهندسي صيانة الطائرات للحصول على رخصة الاياسا .

هدفي الاساسي من هذه الرؤية ومن جميع كتاباتي ... خلق منظومة طيران مدني عراقي آمنة ورائدة ومستدامة , وتقديم خدمات مريحة للمسافرين وتسهيل عملية الربط الجوي والتعاون الدولي ,لانه يسهم بشكل فاعل في النهوض بقطاع الطيران العراقي ليصبح في مصاف قطاعات الطيران في العالم , كونه من القطاعات الاستراتيجية الرئيسة التي يجب أن تستهدفها الخطط المستقبلية لاي حكومة قادمة تسعى لبناء اقتصادي قوي وخصوصا ... ((نحن على ابواب تشكيل حكومي جديد نتمنى أن تكون حاملة لشعار الوطنية بأمتياز , وتهدف الى تغيير شامل وخصوصا للمسؤولين الذين شغلوا المناصب ولم يحققوا نتائج حل مشاكل الطيران على ارض الواقع )) .

... أمنيات أحلم بتحقيقها ...

فارس الجواري
استشاري خدمات طيران
7/10/2018

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2803 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع