الذكرى ٣٧ لرد العدوان الفارسي ضد العراق - الجزء الثاني

                                                

                          د علوان العبوسي
                       25 / 9 / 2018

الذكرى ٣٧ لرد العدوان الفارسي ضد العراق - الجزء الثاني

     

     

تدخل القوة الجوية الايرانية للفترة 7 – 22 أيلول/ سبتمبر 1980

كان تدخل القوة الجوية الايرانية سافراً قبل و بعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد للقوات العراقية والمناطق الآهلة منذ 4 /9 /1980 وحتى 22 /9/1980 مسببه خسائر في الارواح والممتلكات وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف/4 وف/5 اضافة الى الطائرات السمتية وقد تم اسقاط احداها يوم 7 /9/1980 نوع ف/5 ،وأسر قائدها الملازم الاول الطيار حسين لشكري (3) ، بواسطة طائرة الميج 21 من السرب التاسع اسقطها الرائد الطيار كمال عبد الستار البر زنجي كما اسقطت طائرة عراقية نوع سيخوي 22 يوم 14/9/1980من السرب 44 يقودها النقيب الطيار نوبار عبد الحميد الحمداني عندما كانت مكلفة بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية بقاطع سربيل زهاب ، في الحقيقة منذ الثورة الايرانية في شباط 1979 كان تدخل القوة الجوية الايرانية كثيف و غير مقبول ولم تعتد عليه القيادة السياسية العراقية في عهد النظام السابق رغم الفتور السياسي ما بين الدولتين حيث لم يأخذ طابع المواجهة العسكرية والتدخل السافر في الشأن الداخلي للعراق ، لقد اعطت هذه التدخلات السريعة للقوة الجوية الايرانية دلائل واضحة للقيادة السياسية العراقية وقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بما لا تقبل الشك بكفاءة القوة الجوية الايرانية ومنظومة دفاعها الجوي ونواياها المبيته تجاه العراق حيث اخذ هذا المبدأ بنظر الاعتبار عند أتخاذ قرار الحرب و التخطيط لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي لاحقاً .

التقييم العام للقوة الجوية والدفاع الجوي العراقية والايرانية 1980
وبعد اجراء العمليات الحسابية نحصل على معامل تفوق = 1 :436 ،0
لصالح القوة الجوية الايرانية ( اي القوة الجوية الايرانية تتفوق بمقدار اكثر من الضعف على القوة الجوية العراقية) .
التقييم العام للقوة الجوية والدفاع الجوي العراقي قبل الحرب مع ايران
لقد كانت الخيارات صعبة ومحدودة امام مخططي العمليات في قيادة القوة الجوية العراقية تجاه المعطيات والحقائق المتوفرة لديهم عن القوة الجوية الايرانية بعد وضوح جوانب محدودة عن قدرة وكفاءة هذه القوة وتفوقها المبدئي على القوة الجوية العراقية والنتائج السلبية المحتملة في حالة خوض حرب معها قد تكون معروفه مسبقاً والقوة الجوية كانت في حالة اعداد شامل لطياريها وباقي منتسبيها وكذلك الدفاع الجوي ناهيك عن ضعف المعلومات الاستخبارية عن القوة الجوية الايرانية فقط كان المتحقق معامل التفوق الجوي العام و المشار اليه آنفاً (بتقدير قيادة القوة الجوية وبنسب ضعيفة نوعاً ما ) ، بالإضافة الى الموقف السياسي الايراني المتحكم وهي تضغط من جانبها وتدق طبول الحرب وتنادي بأسقاط النظام ، كل هذه الامور لم تساعدها في اتخاذ قرار حاسم ونهائي بقبول المنازلة او رفضها ، اذن في مثل هذه الظروف الصعبة يفترض بالقرار العراقي ان تباشر القوة الجوية العراقية بإمكانياتها المتوفرة بضربات جوية شاملة مباغتة ومركزة لشل / تدمير القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني و الاهداف الاستراتيجية الاخرى قبل ان تبدأ ايران بضربتها الاستباقية المحتملة .


الفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية
بعد تصاعد الاستفزازات الايرانية وظهور دلائل تشير الى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تم المباشرة بأعداد خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة التهديدات الجوية الايرانية جاء في غايتها ( تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم) وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل / تدمير القوات الجوية الايرانية وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تأثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري و هزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشأن العراقي . وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك ، و تبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على القيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط استراتيجي من الطائرات يستخدم لأغراض الدفاع الجوي .
الاهداف الايرانية المثبتة في خطة قيادة القوة الجوية العراقية للضربة الجوية الشاملة يوم 22ايلول 1980 . الاهداف الحيوية الممثلة بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية: -
(قاعدة مهر آباد في طهران / قاعدة اصفهان / قاعدة وحدتي في ديزفول / مطار الاميدية او اغاجاري / قاعدة شيراز / قاعدة شاهر وخي / قاعدة بوشهر /قاعدة تبريز /قاعدة كرمنشاه /مطار همدان /مطار الرضائية /مطار سقز /مطار سنندج /مطار شاه آباد /مطار الاحواز /رادار دهلران /رادار ودفاعات كرمنشاه / رادار ودفاعات ديزفول)

فكرة وتسلسل تنفيذ المهام وتركيز الجهود الرئيسة
لقد خُطِط للقوة الجوية العراقية ان تقوم بكامل جهدها الجوي بتوجيه ضربتين جويتين شاملتين لشل القوة الجوية الايرانية يعقبها ضربات جوية مفردة (4 – 8) طائرة لأفشال تحضيراتها اللاحقة ، مركزة في بداية الحرب الحصول على السيطرة الجوية وشل القوات البرية الايرانية المستعدة للهجوم ، ومع تقدم عمليات القوات البرية العراقية تنتقل القوة الجوية بجزء من جهدها الجوي لإسنادها واسناد القوة البحرية ، وبجزء آخر لمعالجة الاحتياطات الايرانية ( اعمال تجريد قصير وطويل الامد ) وحماية القوات والاهداف الحيوية والقيام بأعمال الاستطلاع الجوي والقصف الاستراتيجي وقطع طرق المواصلات البحرية

    

زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الاهداف الايرانية.

للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:

https://algardenia.com/maqalat/37102-2018-09-22-15-46-15.html

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع