بثينة خليفة قاسم
ليس جديدا أن تصدر الأمم المتحدة بيانا لا يحترم الأديان السماوية وغير السماوية، فقد سبق لمؤتمر السكان الذي عقد في القاهرة في العام 1994 أن طالب بإباحة الاجهاض وتوفير الوسائل الآمنة للقيام به، وأباح ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية الشرعية التي تقرها وتقدسها الأديان.
ولذلك فلإعلان الذي صدر مؤخرا والذي يطالب بمنح الحرية الجنسية الحرية الجنسية الكاملة للفتيات وإعطاء جميع الحقوق للمثليين هو مجرد تأكيد على ما سبق ولا جديد في الأمر، فالأمم المتحدة الخاضعة لإرادة الغرب لا تراعي ثقافتنا ولا ديننا ولكنها تتعامل فقط مع مبادئ المدنية الغربية، ولا نقول الحضارة الغربية، لأن كلمة الحضارة تعني الرقي في كل شيء.
والمعروف والثابت أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية يعتبر القيم الغربية قيما عليا لابد لها أن تسود العالم كله، بل إنه يقوم بإصدار أحكامه الظالمة على الذين يرفضون هذه القيم ويصفهم بأنهم ينتهكون حقوق الانسان.
وطالما أن الغرب قرر الزنا الذي يسمى في المصطلح الغربي “ممارسة الجنس خارج الزواج”، هو من حقوق الإنسان، فعلى كل المسلمين والمسيحيين وغيرهم أن يفعلوه وأن يسمحوا لنسائهم وبناتهم بممارسته بكل رضا وسرور، وإن لم يفعلوا فهم يمارسون نوعا من القمع المرفوض لبناتهم ونسائهم.
ورغم كل هذا، فالجديد في الأمر بالنسبة لنا ليس تلقينا لهذا الإعلان الذي يهين ثقافتنا وقيمنا العربية والإسلامية، ولكن الجديد هو ترحيب نساء ورجال عرب مسلمين بحرينيين بما ورد في هذا الإعلان!.
لن أذكر أسماءهن ولا أسماءهم، فهم موجودون في الأخبار وعلى الانترنت فابحثوا عنهم إن شئتم، وقولوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
الذي نعرفه تاريخيا أن المرأة أكثر حياء من الرجل وأن حياء المرأة هو من أهم عناصر جمالها وكمالها،ولكن للأسف هناك نساء يرحبن بهذا الإعلان الأممي الساعي لهدم ثقافتنا وقيمنا الدينية.
قد يكون هؤلاء المرحبون بالحرية الجنسية صادقين مع أنفسهم، نساء كن أم رجالا، وأنهم يسعون فقط لجعل سرهم كجهرهم في مسائل الجنس، على العكس من غيرهم ممن يفعلون الأفاعيل في الخفاء وهم يلبسون مسوح الرهبان في العلن، ولكن المسألة مسألة دين يدعو إلى عدم المجاهرة بالمعصية ويعطي الفرصة للتوبة ويرفض شيوع الفاحشة بين الناس على النحو الذي يريده الغرب، ومسألة ثقافة ومبادئ شرقية وعربية لا يجوز لجيل من الأجيال أن يشارك في هدمها دون تفكير.
الشعوب التي تسمح بهدم ثقافتها وفتح الباب لثقافات غيرها لتحل محلها، هي شعوب في طريقها للموت أو في طريقها للتحول إلى دمى يتلاعب بها أعداؤها كما يشاءون.
إنني أعتقد أن المرحبين والمرحبات بإعلان الزنى الصادر عن الأمم المتحدة غير مقتنعين من داخلهم بما صرحوا به ولكنهم يسعون إلى نوع من النجومية والقبول لدى جهات معينة على المستوى الدولي، وهي نجومية لا تتحقق إلا بتقديم الولاء والطاعة لمآرب هذه الجهات.
1144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع