عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا : العراق بين طاحونة النفاق والعدوانيــــة أمريكا وحرب الحقد والانتقام من حكام طهران
( 1 ) التنسيق الامريكي الايراني في العراق تحت عنوان الصراع
التنسيق بين الادارة الامريكية و القيادة الايرانية لاحتلال العراق ثم تهديم كل ركائز الدولة والارادة الوطنية في العراق قبل احتلال 2003 لم يعد سرا ‘ ليس فقط من خلال اعترافات المشاركين الفعليين من المسؤولين في الادارة الامريكية والحكومة الايرانية بل نشرت وثائق سربت ( او وجه تسريبه لاسقاط ارادات متشككة في التعاون بين المتضادين الظاهريين ...! وظهر انهم متفقين على المدى الابعد حول مصير ليس العراق بل المنطقة برمته ) فهذا زلماي خليل زاد ( ربيبة عصر العولمة الذي بارك اسقاط كل القيم الوطنية في بلده افغانستان ليخدم بذلك الوحش الامريكي في الهيمنةعلى العالم عن طريق تشوية رسالة الاسلام اولاَ ) يعترف في مذكراته عن اجتماعات سرية جمعت عدد من المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في إيران تناولت مستقبل العراق ( ودائما نؤكد ليس لاحتلاله ) بل بعد اسقاط ركائز دولته و اذلال ارادته الوطنية واكد هذا الافغاني المنكر أن الاجتماعات بدأت قبل الغزو الأمريكي للعراق وان وزير الخارجية الإيراني الحالي ، محمد جواد ظريف، والذي كان يشغل آنذاك منصب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة — كان يقود المباحثات التي استمرت حتى بعد سيطرة القوات الأمريكية على بغداد في نيسان من العام 2003 ‘ ومتابعي الاحداث في تلك المرحلة يتذكرون ان اول بادرة اشارة لبدء التعاون الجدي للوصول الى الهدف ( اسقاط ارادة العراق ) هو توجيهات واضحة ممن كانوا يسمون انفسهم ( معارضي النظام الديكتاتوري في بغداد كانوا يعيشون في ايران ) بعدم مهاجمة سياسة امريكا في المنطقة عموما وموقف ادارتهم تجاه العراق بدا من الحصار لتجويع العراقيين كبوابه يوصلهم الى قرار الاحتلال بل وعدوا العراب الامريكي انهم وبمساعدة الحكومة الايرانية يتعاونون مع المحتل في إقامة حكومة جديدة في العراق ‘ منذ ذلك الوقت كان ظاهرا للجميع ‘ أنه لاخلاف بين الادارة الامريكية ومصدر قرارها وبين نهج النظام الايراني تجاه ( كل العراق ...! ) إلا في نهج وتصرف من اجل اذلال العراق بطريقة قاسية اذا لن يكون نهوضه مستحيل ‘ في الاقل يطول لاقصى فترة زمنية .
( 2 ) الاصرار على التمسك بشرور التاريخ وليس عنفوانه
من يقرأ تاريخ العلاقة بين العراق وايران ( من أمثال المؤرخين الطفيليين توجهوا الى كتابة التاريخ بالزيف و كنهج للصعود عن طريق نشر الحقد كان بينهم من تسلموا مراكز الاذاعة والاعلام من اجل نشر الحقد فقط من اجل الحقد ) يرى ان امثال هؤلاء توجهوا الى طريق ‘ مزقوا كل حدث تاريخي ادى الى نسيان الحقد و روح الانتقام وساروا على نهج بناء الدولة والامة في العراق ‘ قتلوا نوري سعيد لياتي مع مرور الايام نوري المالكي ‘ كما ادى حماقة معاوية ابوسفيان الى ظهور اسماعيل الصفوي ‘ فهولاء المؤرخين المزيفين لهم الدور الرئيسي في ايصال بلدهم وشعبهم الى هذا اليوم عندما كتبوا ما شجع المتطرفين يصلون الى مواقع المسؤلية دعوا الى بدعة فلسفة ( إعادة كتابة التأريخ ) بحيث ليس فقط اشعلوا نار الحقد داخل البلد تجاه الاخرين ‘ بل شجعوا الاخر العدو ايضا ان يتوجه الى نفس النهج في تشجيع الحقد والانتقام ‘ ان انقلاب القاسم مزق كل مظاهر الاستقرار في مستقبل العراق ‘ عندما اتهموا كل من شارك في بناء اطيب علاقة عراقية مع دول الجوار ليتفرغ العراقيين الى البناء بالعمالة وبعد ذلك نفس هولاء صفقوا للانقلاب واتهام الحكام بالعمالة اصبحوا عملاء ( جدا صغار ) لادارة الشيطان الاكبر لاسقاط دولتهم واذلال شعبهم .
ان عزف هؤلاء على وتر انبعاث الحقد وتشجيع الانتقام ‘ اداى الى حرب ثمانية سنوات ‘ في حين أن الحكام قبل الانقلاب بنوا علاقة مع نفس الدولة بشكل اضطر لاحترام ارادة العراق بدل ان ياتي نظام نبش كل تاريخ الحقد واوصله الى انفجار كبير ترك ملايين الايتام والارامل وقدم للمجتمع ( التعبان لحد العظم – كما يقول المثل ) عشرات من عديمي الضمير قاموا هم ودون اي خجل يبحثون عن من ياتي ويسقط اخر ركيزه من ركائز دولتهم ويستلموا ( الكرسي ) فقط من اجل ان يسرقون ويتركون الارض والناس الطيبين وكل ثروات الوطن لالد العدويين ‘ الاول ادارة الشر الامريكي المصمم تنفيذا لرغبة اشد حركات العنصرية يسقط دولة العراق كانذار لكل من يفكر ببناء ارادة مستقلة في العراق والمنطقة الاسلامية ‘ والثاني الحكم الايراني حامل اثار 8 سنوات حرب مدمره ادى الى صعود كل ذو روحية انتقامية في تلك النظام
( 3 ) الغرور الفارغ
نتيجة لكل هذه الملابسات التاريخية لعبه تشويه الحقائق دور مؤثر فيها و ادى بالتالي إلى أن تاتي ايام يسلم ادارة البلد لاناس لاتاريخ لهم ولم يتعلموا الا التقليد وباسوء طريقة في النظر الى التاريخ في البلدين و بذلك تم تقديم خدمات مجانية لاصحاب القرار في الادارة الامريكية الشريرة التي كل العالم يعرف ان اكبرهم دمية بيد اشرس بؤرة شر المستطير ( الصهاينة ) لخدمة ادامة وجود الكيان العنصري المسخ الذي فرض كأكبر ظلم في التأريخ بعد نهاية الحربين الكونيين ( بعد ظلم معاهدة سايسكبيكو ) وهذا الكيان له كل امكانيات الشر لتدمير ليس المنطقة فقط بل العالم كله ‘ مع ذلك يقدم نفسه ومنذ تاسيسه كانه كيان مرعوب بين الدول الاسلامية و يتصدق عطف الغرب ( حامي الحضارت الانسانية المعاصره ) ليحفظهم من الاشرار الفلسطينين المشردين ‘ علما أن الكيان يمتلك افتك اسلحة تدميرية محذوره دوليا ‘ ورغم تقديم كل الادلة بالارقام انه يمتلك تلك الاسلحة فانه ينكر احيانا و يسكت في كثير من الاحيان مستهزئا بكل المؤسسات مايسمى الاممية .
ولكن هنا في الطرف الاخر ‘ عند حصول على اول تجربة ناجحة لامتلاك سلاح الردع اعلن امام ( عالم النفاق ) انه اصبح لديهم ( كيميائي مزدوج ) وسيحرق اسرائيل ( اذا تجرء و اعتدى ...!! ) على العراق .... ولكن بعد مرور الايام استعمل ذلك السلاح لقتل الكرد المشاركين بصدق في بناء العراق ...!!
أن وجود هذه التوجهات السطحية وقصيري النظر تحت ادعاء امتلاك مجد التاريخ احيانا و الغرور الفارغ في كثير من الاحيان في حياة امة يحكم اكثر من نصفهم قبليين لايرون ابعد من باب اماكن لذتهم الذاتية ‘ ادى الى اذلال العراقي الذي أجبر أن، يحمل مكناسه ويكنس بناء قنصلية ايران الذي يريد الان وليس غدا خنق كل مواطن عراقي لايخضع لهيمنته .....!!!
حكام ايران أيضا وفي نظرتهم الى العراق ‘ مصابين ايضا بعمى التأريخ الا في جوانب الحقد والانتقام و الرغبة في احياء المجد الظلامي الذي اطفئته رسالة اسلام الحضارة وليس اسلام الضلالة .... ذلك بعد ان غر حكامه بما حققه بمساعدة الشيطان الاكبر من الهيمنه واستحواذ مما جعله تستبسط البديهيات ونسوا صفعات الغضب العراقي عندما يصل السيل الذبا وعند ذلك ان المصدر القرار الامريكي الذي ليس في تاريخه صفحة يظهر التزامة بالتعاون مع اي ( عامل مساعد ) وان ظهور بوادر الغضب العراقي بعد ان صبر طويلا تجاه تسلط الحقد الايراني تجاههم له حساب ضمن نهجها العدواني في المنطقة كلها وليس ايران فقط ...أن غرور الحكام ايران شبيه بنفس الغرور الذي يصيب الكثير من حكام الشرق الذي يستغلة طموح هيمنة الغرب عموما و مصدر القرار الامريكي على وجه الخصوص وهولاء الحكام هم الذين علموا الغرب الاستعماري فن التوجه لاشعال الحروب بالنيابة في هذه المنطقة منذ عشرينات القرن الماضي لان هؤلاء الحكام ‘ يبقون اسرى روح الانتقام طريقا لاعادة بعض الامجاد التي خسروها في كثير من الميادين .
في حال موقف ايران تجاه العراق و الشعوب الاخرى في المنطقة ‘ بدل أن يقدم نموذج للتعاون البناء مع طموحات الشعوب ‘ فأن حكامه يتصرفون بنفس روحية الحقد واستصغار الاخرين بمجرد ان اصبح لديهم ( على حساب تجويع شعوب ايران ) بعض الاسلحة التدميرية وهم يهددون بها كل من لايعجبهم من البشر على الارض علناً .
أليس لصين العظيمه اسلحة تدميرية ؟ فلماذا اختار طريق الصداقة ونقل تطور صناعة البناء للدخول الى بلدان العالم ؟ من هنا ان هؤلاء الحكام يرثون رغبة الحكم من الصفحات المظلمة في التاريخ ( حروب وتدمير وانتقام ودخول بيوت الاخرين برمح القتل و قوة تدمير لايمكن ان يكونوا جزء من بناء الحضارة الانسانية الحقيقية ... وليكون الله في عون العراقيين ‘ اصبحوا الان بين صراع احقر قوة هيمنة في تاريخ البشرية وهم اصحاب القرار الامريكي برعاية اشرس حركة عدوانية وهم الصهاينة ‘ وبين مجموعة الحكام في شرقهم المصرين على التمسك بكل مامكتوب في صفحات التاريخ من احداث الحقد والانتقام بكل انواعه ....
على العراقيين أن لايتخلوا عن الامل ‘ ويستغلون كل تحولات التى تحصل لصالح حريتهم رغم انها تاتي ببطء ‘ ان التحولات الحاصلة يجب ان ينظم وبعقلانية باتجاهي صد توجهات الحقد والانتقام الاعمى الايراني و محاربة منظمة تجاه الهيمنة الامريكية وعليهم ان يعلموا ان ( تحالف الطرفين : حقد التاريخ و طمع الهيمنة بشكل عدواني ) ممكن في اي لحظة كما حصل عام 2003 .
وخلال سنوات الاحتلال الى الان حصل ذلك اكثر من مرة ‘ حصل عام 2015 عندما اتفقوا تبديل وجه في حاكم العراق كان يسمع كلام ايران ويجامل امريكا الى حاكم يجامل ايران ويسمع كلام امريكا ‘ اذن المتوقع ان يتحول بمرور الزمن هكذا صراع الى تحالف لتقاسم المصالح .
• واخيرا ‘‘ كونوا اكثر حذرا ايها العراقيين ‘‘ لان الحكمة القائلة ( السري يمشي سافراَ ولايراه احد ) صحيح وخطير ...والله اعلم
968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع