علي الكاش
مفكر وكاتب عراقي
الألقاب الرسمية معناها واصولها
عندما أطلق على جواد (نوري) المالكي رئيس وزراء العراق السابق لقب (دولة رئيس الوزراء)، وأطلق لقب فخامة الرئيس على جلال الطلباني في ألقاب جديدة لم يألفها العراق منذ إنتهاء العهد العثماني، وصارت بعيدة عن التداول الشعبي والرسمي، حتى أن بعض المسؤولين لم يفرقوا بين (فخامة الرئيس) و(ضخامة الرئيس)! كالعادة طبل المزايدون في الحكومة والإعلام العراقي المأجور على ترويج هذه الألقاب، دون ان يفطنوا لأصلها كما تبين من أقوال البعض منهم.
وتعظيم الرئيس ليس بشيء مستغرب عن العراقيين والعرب عموما، سيما بعد العهد الملكي، حيث كانت تستخدم عبارة جلالة الملك وهي عبارة عامة ومألوفة تطلق على كل الملوك وليس ملوك العراق فقط، وهم أصلا أولاد ملك، ولم يكن بعيدا عنهم الحضور الملكي. وأحيانا يطلق على الملك العاهل، كما هو عليه الآن في العاهل الأردني والعاهل السعودي. واطلق بعدها على الرئيس السابق عبد الكريم قاسم (الزعيم الأوحد) وهو أيضا لقب قديم، مع أنه لقب تتجسد فيه الدكتاتورية بشكل واضح. يذكر د. حسن الباشا " أول من أطلق عليه هذا اللقب (الأوحد) هو الوزير أبو القاسم علي بن أحمد في نقش على نسيج بتأريخ 427 هـ، وأستعمل لقب الأوحد في عصر المماليك". (الألقاب الإسلامية). كما أطلق لقب (أوحد العصر) على الملك العادل أبو بكر ابن السلطان الملك الكامل، فقد ذكر القلقشندي بأن لقب الأوحد " وجد في نقش تأريخي عام 637 هـ على طست من النحاس من مصر". (صبح الأعشى). وتوالت الأسماء والصفات في عهد الرئيس السابق صدام حسين بشكل غير مسبوق في المنطقة، حتى وصلنا الى دولة الرئيس ومختار العصر.
المختار يعني إختيار أصحاب الأمر لمن يرونه مناسبا لعملهم أو مهمتهم"، وهو لقب خاص بالرتب العسكرية الصغيرة في العصر المملوكي". (الألقاب الإسلامية). لذا كان إختياره غير موفق للمالكي، حتى لو كان تشبها بالسفاح الدموي المختار الثقفي.
غالبا ما يضفي الإعلاميون خلال لقاءاتهم مع رئيس الوزراء العراقي عبارة (جنابكم). و(الجناب) لغة جمعه أجنبة يقصد به الفناء أو الجوار من إقامة القوم، وهو إستخدام لا ينفع البتة، وقد أولٌ معناه. وأول من إستخدمه في المكاتبات الرسمية هو السلطان السلجوقي سنجر بقوله " مازال الجناب العالي الشاهنشاهي الأعظمي".(صبح الأعشى). والأنثى يطلق عليها الجنابية، فقد ورد في نص جنائزي في القاهرة عام 667هجري" هذا قبر الجنابية آصلة خاتون إبنت الأمير حسام الدين لاجين". (الألقاب الإسلامية).
بعد إتساع الدولة الإسلامية وتمددها والتعرف على ثقافات الشعوب تداخلت المفاهيم الفارسية مثل (خسرو، ديوان، شاه) والتركية (أغا، خانم، خاتون، اتابك ، أصله أتا أي الأب، وبك اي السيد) الى العربية، وهذا أمر طبيعي جراء التداخل الحضاري، فهناك أيضا الكثير من الكلمات العربية دخلت اللغتين الفارسية والتركية. وتختلف الكنايات والألقاب من عصر الى عصر لأسباب عديدة، في أوقات الجهاد مثلا استخدمت القاب تتعلق بالجهاد وفقا لمعطيات ومتطلبات الموقف الحربي مثل (المجاهد في سبيل الله) و(أمير المجاهدين) و(سيد المجاهدين)، (ملوك المجاهدين) كذلك الكلمات القريبة منها كالمرابط وحامي الثغور وغيرها. وفي العصر الفاطمي والايوبي إستخدمت عبارة (أمير المؤمنين) وهي عبارة مركبة للتفخيم مثل (سيف أمير المؤمنين) و(صفوة أمير المؤمنين) و(خالصة أمير المؤمنين) و(ذخر أمير المؤمنين).
قال أبو شامة " في عام 570 هـجرية حصل صلاح الدين الأيوبي على توقيع من الخليفة المستضيء بتقليده سلطنة مصر والشام وتلقيبه (خليل أمير المؤمنين)". ( الروضيتين في أخبار الدولتين1/240). وأطلق على الظاهر بيبرس (قسيم أمير المؤمنين) وهكذا.
في سنة 530 هـجرية أدخل لقب الملك مضافا لخصلة طيبة مثل (الملك العادل) و(الملك الفاضل) و(الملك الصالح)، و(الملك الناصر) وهو لقب صلاح الدين بن أيوب. قال إبن الأثير مع إنه اي الأيوبي" في مكاتباته للخلافة العباسية كان يترجم لنفسه ب(المملوك) و(الخادم)". (راجع المثل السائر/16). وسبقه أيضا لقب في بعض الأحيان مثل (ذخيرة الملوك) و(اختيار الملوك) و(عمدة الملوك). كما أضيف لفظ الجلاله الى الألقاب أيضا سيما في العصر العباسي الثاني مثل (المستنصر بالله)، (المقتدر بالله). (الحاكم بأمر الله) و(المعز لدين الله) و(العاضد لدين الله) سيما عند العبيديين ( يُسمون خطئا الفاطميين). وإضيفت كلمة ( الدين) للتعظيم في زمن الأتابكة مثل (علم الدين) و(بهاء الدين) و(سيف الدين). (تاج الدين) (ركن الدين)، (ناصر الدين) و(مظفر الدين) وغيرها.
لقب دولة الرئيس الذي روجه الأعلام البائس في العراق بعد تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء معرب عن التركية، ويسمى أيضا (اولو وزير) ويعني رئيس الوزراء. وقد سأل بعض الأخوة عن أصل هذا اللقب وغيره بعد إطلافه على المالكي، وقد وجدت معلومات متناثرة هنا وهناك وظفتها في هذا المبحث المتواضع لغرض الإستفادة منها. فهو لقب تشريفي يخاطب به رئيس الوزراء ومن يحمل رتبة مشير في الجيش، ومشايخ الاسلام وامراء مكة، كان الصدر الأعظم يخاطب بصيغة (دولتلو فخامتلو) وقادة الجيش (صاحب الدولة والعطوفة) والمنتسبون لآل عثمان (صاحب الدولة والنجابة) ومشايخ الاسلام (صاحب الدولة والسماحة)، وامراء مكة (صاحب الدولة والسيادة). للمزيد راجع (المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التأريخية).
ونود أن نبين بهذا الصدد بأن الألقاب في الدولة العثمانية تصنف الى ثلاثة أصناف وهي العسكرية والمدنية والعلمية، وسنتحدث عن العسكرية والعلمية بإقتضاب ونركز على المدنية فقط لأنها مرتبطة بموضوعنا.
الألقاب العسكرية العثمانية مأخوذة ومعربة عن الجيوش الأوربية، ولا يزال الجيش العراقي وعدد من الجيوش العربية تستخدمها أو بعض منها، وترتيبها التصاعدي يبدأ من ملازم ثانِ، ملازم أول، يوزباشي، بكباشي، قائمقام، ميرلاي، ميرلوا، فريق، فريق أول، مشير.
أما الألقاب العلمية فهي تطلق حصريا على علماء الدين والقضاة، وترتيبها تصاعديا يبدأ من درجة، (سليمانية) ويكنى بلقب مكرمتلو. تليها درجة (كبير المدرسين) ويطلق عليه نفس اللقب السابق، ودرجة المخرج، ويحمل نفس اللقب أيضا، ودرجة البلاد الخمسة (أي أقاليم الشام وبغداد وقونية وبوسة وأدرنة) ويلقب ( أفندي).
مصطلح أفندي فهي ذات أصول يونانية من (افنديس) وإستعارها الأتراك في القرن (13) ميلادي وتعني السيد، ولقب به قاضي إستانبول حينها، كما استعمله العرب كنية لنقيب الأشراف. الأفندي إصطلاحا تعني المالك والمولى والسيد والكتاب عموما، ويطلق أيضا على كتاب ديوان الروزنامة بمعنى عنوان تفخيم وأبهة. أما كبير الأفندية (الروزنامجي) فهو المسؤول عن جباية الأموال والضرائب، واخيرا سمي قاضي عسكر أناضول (سماحتلو أفندم حضرتلري). وذكر سهيل صابان بأنها" أستخدمت في العقد الثاني من القرن الخامس عشر، وحلت محل كلمة الجلبي". ( المعجم الموسوعي). وإختص به العلماء فيما بعد. وصار لقبا رسميا بعدها يُطلق على أمراء المناطق والأقاليم. كما أطلقت على طلاب الكلية الحربية. ومن رتبة ملازم إلى بكتاشي.
مصطلح الأغا: يقال ان المصطلح فارسي الأصل ويعني السيد، وجمعه (آغاوات) إستعمله الأتراك لدلالات منها تسمية الضباط الأميين كالإنكشاريين، وقيل: كلمة مشهورة واغلبهم يتلفظون بها بالهمز لا بالمد". (مجلة لغة العرب). في الحقبة الأخيرة من العهد العثماني أطلق اللقب على ذوي المكانة العالية في المجتمع. وذكر محمد فريد " يذكر ان هذه الكلمة محرفة من كلمة (آقا) المغولية". (تأريخ الدولة العلية). وكان مدراء مكاتب الوزراء يسمون (آغا أفنديم). أما (آغا باشا) فكان يطلق على الوزراء الإنكشاريين. و(آغا بك) يعني الأخ الكبير يستخدم من قبل الطبقات الإجتماعية المتوسطة. و(أغا الحرم) هم الذين يستخدمون في أقسام الحريم في قصور السلاطين، وهم من الزنوج المخصيين.
أما الرتب الحكومية فهي تبدا تصاعديا من الدرجة الخامسة، ويلقب (حميتلو)، ويقابل رتبة الملازم الأول. والدرجة الرابعة ويلقب (فتوتلو) ويقابل رتبة اليوزباشي. الدرجة الثالثة، ويلقب (آغا أو رفعتلو)، ويقابل رتبة البيكباشي. اأما لأغوات فهم الضباط، و(أغا اغات الوجاق) هو اكبر ضابط في الفرقة العسكرية. اما (أغا السراي) فهو شيخ الحرمين. وتطلق صفة (أغا بيت المال) على المسؤول عن بيت المال، و(أغا الطواشين) على رئيس الشرطة، و(أغا جمليان) و(أغا انكشارية) على قادة الفرسان والجند الانكشارية. الدرجة الثانية ويلقب (عزتلوبك) او أفندي، ويقابل رتبة القائمقام. الدرجة الممتازة ويلقب (عزتلو)، ويقابل رتبة الميرتلاي. كما أن لقب ( روم ايلي بكلر بكي) ويلقب سعادتو يقابل رتبة فريق. وما قبل الأخير درجة (بالا ويلقب عطوفتلو)، ويقابل رتبة فريق أول.
واخيرا الوزير ويطلق علية (دولتولو أفندي حضرتلري)، ويقابل رتبة فريق أول، لكنه يتقدم على الفريق برتوكوليا في المناسبات الوطنية.
مصطلح وزير أختلف فقهاء العربية في أصلها، البعض أرجعها إلى أصل فارسي، والبعض الأخر أرجعها لأصل عربي بإعتبارها مشتقة من الوزر أي الملجأ، لكننا نرجح عربيتها، فقد وردت في سورة طه/29 (( واجعل ليٌ وزيرا من أهلي)). وقال علي بن أبي طالب" دعوني وإلتمسوا غيري، أنا لكم وزير خير لكم مني أمير". (نهج البلاغة لصبحي الصالح). وأحيانا كان يطلق على الصدر الأعظم لقب ( الوزير الأعظم).
لم يستخدم العرب كلمة مركبة من الدولة ولفظ آخر قبل تسمية إبن عمار بـ (أمين الدولة) وذلك خلال الحكم الفاطمي في مصر(صبح الأعشى5)، كما لقب المعز لدين بلكين بـ (سيف الدولة) في المغرب عام 361 هـ. (خطط المقريزي). وتبعته أوصاف أخرى مثل (شرف الدولة)، (معزٌ الدولة)، (سديد الدولة)، (علم الدولة)، (نجيب الدولة)".(راجع الألقاب الإسلامية). وأطلق الغزنويين لقب (إقبال الدولة). ولقب بدر الجمالي في دمشق والقاضي بن ميسر القيسراني كلاهما (ثقة الدولة). من المعروف أن كلمة الدولة تعني السيادة، وأستخدمت الكلمة بمعنى الحكم والحكومة. وغالبا ما يستخدم اللقب مركبا مثل (سيف الدولة) و (ناصر الدولة) وغيرها، خصوصا في القرن الثالث الهجري. وسُكت قطعة نقود في الدولة الحمدانية عام 331 هـجرية حول اللقب الأخير. أما (مجد الدولة) فقد أطلق على رستم من بني بويه. كما أستخدم المصطلح أيضا من قبل زعيم الدروز حمزة بن علي " كتب مولى دولة أمير المؤمنين سلام الله عليه في شهر ذي القعدة سنة 411 هـجرية". (مخطوط السجل المعلق/ دار الكتب المصرية).
مصطلح الباشا: يقصد به وكيل السلطان في الولاية ويعين لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد وفقا للإرادة السلطانية. وكان يطلق حصريا على رتب (روم ايلي بكلربكي، ميرميران وأمير الأمراء) فقط. وارجع البعض أصلها الى الفارسية (باي شاه) اي قدم الملك، او (باد شاه) أي الملك. وهناك من ذكر بأنها تركية (باش) تعني الزعيم والحاكم، ومنها أشتقت ألقاب (باشكاتب) و(حكيمباشي) وغيرها. وربما أصلها التركي (باشكال) اي الحاكم العسكري، او (باش آغا) أي الأخ الأكبر الذي يوجب طاعته من قبل الأصغر منه. وأول من لقب به هو علاء الدين بن عثمان، اضفاه عليه الصدر الأعظم أخوه اورخان. ذكر سهيل صابان بأن لقب الباشا" أختص به حكام الولايات، وأخيرا صار أعلى لقب شريفي في الدولة، واطلق على وظائف مدنية وعسكرية، وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر أطلق على الوزراء وأمير الأمراء، وعلى العسكريين برتبة لواء وفريق ومشير". ( المعجم الموسوعي). أما المؤرخ الجبرتي فقد إعتبرها كلمة تركية وهي مشتقة من (باش آغا) اي كبير الأغاوات، أو كبير الخصيان، وإدعى البعض إنها فارسية وتعني (بادشاه) أي الرئيس. (للمزيد راجع سالنامة ولاية الحجاز). ويطلق اسم باب الباشا (أو قصر الباشا) على مقام السلطان الأعظم، وتغير إسمه في عصر السلطان عبد الحميد الأول إلى الباب العالي. وصار هذا الأخير يطلق على مقر رئيس الوزراء. ويلاحظ ان كلمة الباشا صغرت الى (بشه) سيما عند الإنكشاريين، وتستخدمها العشائر إشارة إلى الإبن الأكبر.
مصطلح بك: كلمة تركي مشتقة من (بيوك) أي الكبير، وهو لقب فخري، كان يُكنى به أبناء الباشاوت وكبار رجال الدولة والإقطاعيين. وبك في الأصل كلمة قديمة الإستعمال سبقت الفتح الإسلامي تطلق على صاحب الأمر، استعارها منهم المغول، كما أطلقت على النساء ذوات المكانة الرفيعة في المجتمع. ثم اطلقت على أمراء الاقاليم (بك اقليم)، ويسمون أمير الأمراء (بك لربكي). ويذكر محمد عبد اللطيف هريدي "لم يكن في هذا المنصب سوى لأثنين أحدهما للأناضول والآخر للروملي". (شؤون الحرمين الشريفين). وكان صاحب هذا المنصب يأتي بعد السلطان. ولكن بمرور الزمن تعدد منح اللقب ففقد بريقه. ويلاحظ ان البعض يخلط بين البك والبيك، في حين الثانية تطلق على حاملي البريد في الدولة العثمانية ممن يتصفون بسرعة المشي لتبليغ الأوامر السلطانية لأصحاب العلاقة، وكانوا يتسمون برشاقة القوام، ويحافظون على أجسامهم بقلة الطعام، وأحيانا يسمون (التتاري). ( راجع معجم المصطلحات التأريخية)
ونود الإشارة بأن منصب الصدر الأعظم، أي السلطان، كان أعلى منصب في الدولة ويلقب (دولتلو سماحتلو أفندم حضرتلري). والأعظم كان يطلق على السلطان والخنكار والوزير والباشا فقط. والسلطان هو الذي يمنح الألقاب لأصحابها، وهو صاحب الحق بنزعها وفقا للضرورات السلطانية، وكان اللقب الأول للسلطان (بادشاه) أي (صاحب العرش)، وعلى مراحل التأريخ كانت هناك ألقاب عديدة للسلاطين من بينها ( سلطان العالم) و(سلطان سلاطين العالم) و(ملجأ السلاطين) و( السلطان الأعظم والخاقان الأفخم) والخاقان يعني السلطان العظيم وكان يطلق أول الأمر على ملك المغول وإستمده الاتراك منهم وقد أطلق على سليمان القانوني. يلاحظ أن لقب السلطان مستمد مما جاء في سورة سبأ/21 (( وما كان له عليهم من سلطان)). وهو يقابل لقب (شاهنشاه) الفارسي الذي يعني ملك الملوك. ولقب ملك يقصد به أعلى سلطة في البلد، وقد أستخدم في الحضارات القديمة، كما ورد في سورة يوسف/43 (( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهنٌ سبع عجاف)). ولم يستخدمه العرب قبل وبعد الفتح الإسلامي أو يتسموا به.
ومنها أيضا (مالك رقاب الأمم) و(ظل الله) و(أمين الخلافة العظمى) و(سلطان العرب والعجم والروم)، و(خليفة الله في أرضه) مستمدا مما جاء في سورة البقرة/ 30(( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)). أما لقب (كاسر رقاب الأكاسرة) فإختص به سليمان القانوني لإنتصاراته الباهرة على الفرس. والأكاسرة جمع كسرى، مأخوذ من لقب (كسرى، خسرو في الفارسية). وكان عمر الفاروق يسمي معاوية بن أبي سفيان (كسرى العرب).
خادم الحرمين الشريفين: ومن الأسماء الخاصة بالسلطان (خادم الحرمين الشريفين) وهو نفس اللقب الذي يستخدمه العاهل السعودي في الوقت الحاضر.
ويطلق على أصهارالباشا لقب (عطوفتلو أفندم حضرتلري)، أما الملوك والرؤساء الأجانب فقد كان يطلق عليهم في القرن السابع عشر لقب (بادشاه)، وكان اول من إستخدمه مراد باشا في مخاطباته الرسمية، ويكنى(حشمتلو)، أما البطاركة فيكنون (رتبتلو أفندم). أما لقب (خان) وتعني الأمير فقد كان يطلق على أمراء ومشايخ القبائل ويعني زعيم القبيلة أو أميرها، ويرجع أصله للعصر المملوكي. و لقب (مرزا) يطلق على ابن الأمير.
مصطلح السلحدار: يتألف من كلمتين هما (السلاح) و(ماسك) أي المسؤول عن السلاح. وهي كلمة قديمة ذكر د. حسن باشا إنها جدت على ضريح خالد بن الوليد في حمص" أيبك السلحدار بحمص". (الفنون الإسلامية2/596). وأطلقها الأترك على مستودع الأسلحة، والغي اللقب عام 1830. ولقب الأفندي. . ذكر ابن بطوطة عن الهند " يقف مائة من السلحدارية عن يمين السلطان ومثلهم عن يساره بأيديهم الدرق والسيوف والقسي ويقف في الميمنة والميسرة بطول المشور قاضي القضاة ويليه خطيب الخطباء ثم سائر القضاة ثم كبار الفقهاء ثم كبار الشرفاء ثم المشايخ ثم إخوة السلطان وأصهاره ثم الأمراء الكبار ثم الكبار الأعزة وهم الغرباء ثم القواد". (رحلة ابن بطوطة).
مصطلح الجلبي: تعددت معانيها وقيل إنها يونانية وتعني برمي (علم الله) وتعني أيضا (عابد الصليب) و(القس)، و(الأمير) في التركية، وكانت تطلق على شيخ الطريقة المولوية أيضا حيث كان يسمى (جلبي أفندي)، وأيضا على الأديب والفقيه، وهناك من ذكر أن أصلها عربي من (الجلب) أي جلب البضائع، والجلب يعني أيضا العبد. بشكل عام جلبي (يُسمى شلبي عند المصريين) وتعني السيد. ويمكن القول انها تعني الرجل المثقف والرجل حسن الهندام وقد أطلق اللقب على أمراء العثمانيين لغاية عصر السلطان محمد جلبي، كما أطلق اللقب على أحفاد جلال الدين الرومي. (راجع معجم الألفاظ التأريخية في العصر المملوكي).
مصطلح الخاصكي: كلمة مركبة من (خاص أسكي) وتعني القديم الخاص، وهو جماعة السلطان يكونوا معه في اوقات خلوته، ويخدمون القصر والأصطبل، يتميزون بملابسهم المزركشة وسيوفهم الطويلة.وتطلق أيضا على حارس الباشا. كما جاء في رحلة إبن بطوطة لقبا على" ملك العلايا يوسف بك، وبك هو الملك". (رحلة أبن بطوطة). ثم أطلق على أمراء آذربيجان ودبار بكر في القرن التسع الهجري.
من القاب السيدات من حريم السلطان، (الآدرة الشريفة) اي السيدة الجليلة. و(الخانم) وهي كلمة فارسية تعني الزوجة أو السيدة ومنها إشتق المصريون (هانم). و(سيدة النساء) و(صاحبة الخيرات) و(المصون) أي صيانتها من اللمس والنظر من قبل الغير، وأستخدمت في العصر المملوكي لأول مرة.
الخلاصة:
ما نود ان نذكره بهذا الصدد أن لقب (دولة رئيس الوزراء) لقب غريب لأنه يجعل الدولة ملك خاص لرئيس الوزراء، ولا يجوز في أي حال من الأحوال إختزال الدولة بالرئيس أو الملك أو رئيس الوزراء، مهما قدموا للشعب من تضحيات ومآثر ومنجزات. ولا أحد يجهل الحقبة السوداء في تأريخ العراق خلال ترأس المالكي رئاسة الوزراء، فقد مسخ إسم الدولة تماما بسبب الفساد الحكومي والعمالة والجهل والفقر والجوع والمرض والنهب والقتل والإرهاب والخطف والتزوير والرشاوي والدجل وغيرها.
الدولة مفهوم أوسع من الحكومة وممن يمثلها، والحاكم جزء منها وليست هي جزء منه، إنها الكل وهو الجزء، ولا يختزل الكل من قبل الجزء. الدولة تضم الحكومة بكل مؤسساتها، والشعب بأجمعه والأرض والسيادة الوطنية. الدولة كيان شمولي يتصف بالديمومة، في حين الحكومة كيان سياسي متغير يمثل مرحلة تأريخية معينة من حكم الدولة. ومن خلال إستعراض الألقاب السابقة الخاصة بالدولة لم نشهد لفظ الدولة يتقدم على صفة الحاكم كما في التسميات (علم الدولة، شرف الدولة) وغيرها.
علي الكاش
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع