قراءات في صحف عراقية قديمة

                                               

                        ماجد عبد الحميد كاظم


م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

اعمال العصيان والتمرد التي قام بها " آلآثوريين" في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين

بتاريخ 23/ 8/ / 2018 نشرت الجزء اول حول هذا الموضوع بعنوان "ثالثة الاثافي" اقتباسا من جريدة الاهالي بعددها 343 الصادر في بغداد بتاريخ 19 آب 1933 واليوم اتبعه بالجزء الثاني والذي اوردته نفس الجريدة تحت عنوان 

حوادث واخبار محلية

قضية التياريين

نزع الجنسية العراقية من مار شمعون وبعض من ذويه وابعادهم عن العراق

ما قبل الحادث وبعده
اتجهت الافكار في الايام الاخيرة الى " ايثاي مار شمعون " بطريك آلآثوريين الذي جاءت به الحكومة الى بغداد فوضعته في دار الشبان المسيحيين - وادعت بعض الصحف الاجنبية ان الاعمال التي قام بها " التيارييون " هي نتيجة لهذه الحركة منها- وقد راح الناس يطالبون ان تحيله الى المحاكمة معتقدين انها لو تحرت في اسباب الاتعاب التي لاقتها في الايام الاخيرة لوجدت له يد فيها وقد بلغ فيهم الحرص على هذه العملية الى حد شاع بينهم انها ستحاكمه فعلا ولكن يظهر ان الحكومة كانت قد اعدت نفسها للتخلص من هذا المأزق بشكل آخر
وقد اطلع الناس في صحف آخرى على صدور مرسوم بنزع الجنسية العراقية عنه واخراجه خارج البلاد مع ابوه " اغا داؤد واخوه تيادور واخوه تيادور وبادرت وزارة الداخلية فاستعدت لاخراجهم من البلاد

كيف قابل الناس هذا النبأ
وعلم الناس بهذه الحركة فادركو ان الحكومة تخلصت بها من احالته الى المحاكم ومحاسبته على اعماله وقد يكون فيها شيئ من الكياسة الادارية في
هذه الاضطرابات ولكنها تركت كبير الفتنة دون ان يتلقى جزاءه اللازم وكما تركت له المجال لان يعيش طليقا خارج العراق فيشنع عليه ما يشاء

حوادث ليلة تسفيره
ضابطان تياريان من " الليفي " يقاومان الشرطة وطوقت الشرطة دار جمعية الشبان المسيحيين منذ مساء الخميس وقد لاحظت عند العشاء شخصا آثوريا يتقدم وهو مرتد بملابس رثة من الدار الى جانبه شخص آخر لم تتبين ملامحه جيدا، طلب الرجلان الدخول الى الدار فطلبت منهما الشرطة هويتهما فقابلها الاول بخشونة وادعى انه ضابط في الجيش البريطاني وحاول الدخول فمنعتهما الشرطة فحاولا المقاومة ولما وقد ظهر بعد التحقيق ان المقبوض عليه يدعى قاسم زيتو وانه قريب " المار شمعون " وهو ضابط في " الليفي "، فلم تر لديهما ما يدعو الى الاشتباه فاطلقت سراحهما وارسلتهما الى الانضباط العسكري في الهنيدي للتحقيق في كيفية خروجهما لمحاكمتهما

كيف سمع الناس بهذا الحادث
وقد راجت في بغداد بعد هذا الحادث اشاعات كثيرة وقيل ان الرجلين الذين هاجما الشرطة كانا فدائيين يتظاهران وبانتظار الضابط الذي سيأتي من المعسكر لمعالجة الموقف

تياران آخران
وقد انتبهت الشرطة اثناء الحادث الى وجود تياريين آخرين داخل الدار هما كوركيس ولاجين ولدي هرمز وقد فتشتهما فل تر لديهما ما يدعو الى الاشتباه فاطلقت سراحهما

كيف سفر " الما شمعون وقريباه"
وقد شاع ان " المارشمعون " وقريباه اجذا بعد الحادث الى مطار الهنيدي وظلوا هناك حتى الرابعة من صباح امس فحملا على احدى الطيارات الى جهة خارج حدود العراق وقد حاولنا ان نعرفها من بعض الجهات الرسمية فلن تعطنا جوابا ولكن يرجح انهم اخذوا الى فلسطين

حديث لرئيس وزراء العراق عن قضية التياريين

لندن في 18 منه - تحادث مراسل التايمس في بغداد مع رئيس وزراء العراق في يوم الخميس فبين له رغبته في وجوب تصحيح الاخبار المبالغ فيها والتي نشرت عن الحوادث الاخيرة في شمال العراق والحوادث المؤسفة التي هاجمت بها الاكراد قرى آلآثريين في غير مناسبة ولكن آلآثوريين هم انفسهم المسؤولون عن الخسائر التي تحملوها في هذه الخلافات وقد انكر رئيس الوزراء ان حملات دبرت لمثل هذه الاعمال ، وقال ان الحكومة ستؤلف لجنة لتعوضهم عن الخسائر التي انزلها بهم الاكراد وستتحمل الحكومة النفقات وقد الفت عشرون مفرزة جديدة من الشرطة لتقف حائلا دون مهاجمة الاكراد اياهم في المستقبل

اما جريدة الاهالي فقد نشرت بعددها 241 الصادر في بغداد يوم الاثنين 7 آب 1933 الموافق 15 ربيع الاول 1352

بيان الحكومة حول التياريين

تحقق امس ان العصاة آلآثوريين الذيا اصطدموا مع وحدات الجيش العراقي يتجاوزون الالف وان جميع اسلحته اعيدت اليهم من السلطات المحلية قبل عبورهم الى الحدود العراقية وقد اشتركوا في وقائع 4 ، 5 من الشهر الحالي، وان الجيش والشرطة قائمين في تعقيب آلآثوريين المشتتين

ملاحظة : يقصد من السلطات المحلية اعلاه - السلطات الفرنسية - في سورية

الاهالي

اذاعت الحكومة في بيانها الاول عن قضية " التياريين " ان السلطات الفرنسية في سورية جردت العابريم منهم اليها من السلاح وكان ذلك واجب على تلك السلطات بحكم معاهدة تبادل المجرمين بين العراق وسورية
واليوم نذيع الحكوكة في بيانها المنشور اعلاه ان تلك السلطات نفسها اعادت السلاح الى أولئك " التياريين " فكان هذا الامر الفجائي اكبر دافع يدفعنا الى الاعتقاد بأن اليد الاجنبية في سورية والعراق تلعب في هذه القضية، اوليس اعادة السلاح الى اشخاص بعد تجريدهم منه تعني تحريضهم على استعمال هذا السلاح وخاصة في مثل هذه الضروف
اننا لاندري كيف تعيد السلطات الفرنسية السلاح بعد اخذه فتخرق المعاهدة المعقودة بين العراق وسورية ، كما اننا نعتقد ان السلطات الفرنسية في سورية لاتقدم على امر خطير كهذا الا بايعاز من باريس ولا نخال باريس بمعزل من لندن عند وقوع مثل هذا الحادث
نحن نعتقد انه كان على السلطات المحلية الفرنسية ان تتجنب مثل هذا العمل على الاقل بصفتها عضو في عصبة الامم التي انتسبنا اليها ، بغض النظر عن الصداقة المزعومة وحسن الجوار ، لذلك نعتقد " ان الصلات الودية بين الدولتين" لا تعالج الا بدرس الوضع بصراحة دراسة عميقة تستند على علاقة الدولتين الفعلية وشعور العراقيين من جهة وعلى اسباب فقدان انكلترة اعتبارها الادبي من جهة آخرى لتعيد النظر في وضعها الغريب، ويجري بعد ذلك تحديد العلاقات تحديدا صريحا يؤدي الى تجنب بريطانية كل ما من شأنه مس كرامة العراقيين والازدراء بشعورهم القومي والوطني
وبهذه المناسبة نود ان نلفت انظار الحكومة الى ما قامت به الصحف البريطانية من الحملات العنيفة ضد حكومة العراق وشعبه ورجاله وسنورد آلآن بعض ما جاء في تلك الصحف على سبيل المثال
نشرت جريدة " الصندي ديسباج" في عددها الصادر في 30 نيسان مقالا بعنوان " العراق في طريقه الى الخراب " وقد نعت كاتب المقال العراقيين بالجهلة الاميين واصحاب العقول المضطربة المحتالة الانانية ، ونعتهم بطلاب وظائف وادعى ان الرشوة والمحسوبية بالغة حدها الاقصى وادعى انهم غير جديرين بالحمك الذاتي وان العدل في العراق يباع ويشترى وان الموظف هناك رجل همه اشغال وظيفته في الحكومة كي يتخذها وسيلة ليكسي عشه ريشا ، وختم مقاله بان هذه الدولة في طريقها الى الخراب والى غير ذلك من امور يضيق المجال بنا المقال ذكرها
ولمناسبة زيارة صاحب الجلالة الملك الى لندن نشرت جريدة " المانجستر ايفينيك كرونيكل " امور تسيئ الى سمعة العراق كل الاساءة ومن جملة ما قالته - نحن الذين اقمنا فيصلا الحجازي على عرشه بعد ان اخرجه الفرنسيين من دمشق وقد دافعنا عن حدود ( العراق ) من الاكراد ثم ظلت تتبجح من ان بريطانيا اقامت المستشفيات في العراق وحسنت تجارته ونظمت ريه وسارت به الى طريق الرفاه و الخ ثم جاء في آخر المقال - ان العراق عق اباه عقوقا لايقل فضاعة عن عقوق بعض مستعمراتنا

وقد نشرت كذلك جريدة " الايفننك ستاندر" مقالا بعنوان " ثلاثة عقلاء من الشرق" وصفت فيه الوفد الوزاري ( الجنرال ياسين الهاشمي والجنرال نوري باشا السعيد ورستم بك حيدر ) بافضع الاوصاف

          انتهت الاقتباسات وللحديث صلة ان شاء الله
وتقبلو تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة

ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع