المهندس بدري نوئيل يوسف
ثرثار ولكنه موسوعة تاريخية
١٥ - ١٠ -١٩٧١
الطريق من بغداد إلى السليمانية الجزء الأول
من الفجر أي مع صياح الديك، وأنا واقف في مرأَب النهضة (كراج) لغرض التوجه نحو محافظة السليمانية مرورا بمحافظة كركوك، أشاهد داخل المرأَب مواقف مختلفة لسيارات تتجه نحو المحافظات والمناطق الشمالية، وسائقيها ينادون بصوت عالي للمدينة المتوجه إليها، اتجهت نحو سيارات كركوك وخلال دقائق أصبح عدد الركاب خمسة، وقبل أن يدير السائق محرك سيارته طلب من عندنا الأجرة، وعلى كل راكب أن يدفع دينار ونصف، بعدما جمع النقود ووضعها في جيبه، ثم ذهب السائق نحو شباك لغرفة الإدارة عند بوابة الخروج، وأخذ الإذن بالمغادرة، وهذا يتطلب دفع مبلغ (ضريبة) لنقابة النقل، عاد السائق إلى السيارة يشتم اليوم الذي وضعت هذه الرسوم على السيارات، انطلقت السيارة نحو طريق الخالص والعظيم، والمسافة بين بغداد والخالص حوالي خمسون دقيقة، وشاء حظي العاثر أن يكون معنا راكب ثرثار لم يتوقف لسانه، يكثر الكلام في تكلف وخروجه عن الحد، يجلس بجانبي على المقعد الخلفي للسيارة.
علمت أنه يشعر بالنقص ورغبته في تغطيته أو تعويضه عن طريق الثرثرة، أو لدية معلومات ولا يوجد من يسمعه عندما يقولها، حكى الرجل الثرثار عشرات النكات ولم يضحك أي راكب، وبالأخص كان يحكي بعض النكات متهماً الموصلين بالبخل، وأهل الناصرية بالخبث وأتهم بعض المحافظات بالحيلة والغدر، انزعج السائق من ثرثرة صاحبنا، ورفع صوت مسجل السيارة بعد أن حشر شريطا بعصبية، وكانت الأغنية لفاضل عواد (لا خبر لا جفيه لا حامض حلو)، بدأ صاحبنا الثرثار يغني مع المطرب فاضل ويهز رأسه طربا، لم تمضي لحظات كبس السائق زر التسجيل وأوقف دوران الشريط، عاتبه صاحبنا الثرثار لكن السائق لم يرد عليه.
سأل الثرثار جميع الركاب: مَنْ يعرف حكاية هذه الأغنية؟
لم يرد عليه أحد وقال: أنا سأقول لكم: فاضل عواد مطرب من أهم مطربي الأغنية السبعينية، تميز صوته بشجن، فاضل لعبت المصادفة والحظ دوراً في شهرته، نهاية الستينات من خلال أغنية (لا خبر) ذائعة الصيت هذه الأغنية لحنها الفنان الراحل (حسين السعدي) بنفسه لكن الإذاعة رفضتها، فأراد توريط فاضل بها لأنه لا يعلم بمسألة رفضها لذا حين تقدم بها رفضت أيضاً، لكن الملحن ياسين الراوي الذي كان يقدم ويعد برنامجاً للهواة اخذ بيد فاضل عواد وأغنيته لا خبر، فقدمها وحصل على موافقة لبثها باعتبار أن برنامجه للهواة وليس للمحترفين، وحين بثت الأغنية انطلقت في سماء الشهرة والمجد، وجعلت فاضل عواد من أشهر مطربي العراق، وصارت الأغنية تغنى في الأعراس والمناسبات.
وتابع الثرثار حديثه وكأنه يلقي محاضرة على طلاب مدرسة: كاتبها الشاعر طارق ياسين، نظمها بصدق وبساطة، وجاءت كلمات هذه الاغنية مبنية على قصة واقعية، لشخص يحب فتاة، لكن الخدمة العسكرية اخذته بعيدا عن حبيبته، وانقطعت اخباره، ما جعلها تفضل زوج آخر تقدم لخطبتها، بعدما اصابها اليأس من حبيبها، بأن يقدم لها ما تحلم به، غير أن هذا الحبيب عندما عاد فجأة، صدم بمظاهر الزينة والاحتفال في بيت حبيبته، وصادف مراسيم الاحتفال بليلة الحنة، التي تستقبل الزفاف، وقد تجمع من حول حبيبته، بنات المحلة، للاستعداد للفرح والاحتفال، فراح يتابع المشهد وعيونه تفيض بالعتب لحبيبته قائلا: ( لا خبر لا جفيه لا حامض حلو لا شربت) من عادة العراقيين ان يوزعوا في يوم المهر منديل مزخرف توضع فيه الشكولاتة والحامض حلو وهو نوع من الحلوى، لإعلان خبر الزواج ودعوة الناس والاصدقاء لمشاركتهم فرحة الزفاف، لكن الحبيب المخدوع والمخلوع لم توجه له الدعوة حاله حال عامة الناس.
توقف ثرثارنا عن الكلام لدقائق، وشكرنا الله على أن صاحبنا هدأ وعاد إلى رشده، ولكن لا اعلم ماذا خطر بباله، وتذكر محل لبن أربيل ويتحدث عن محل معروف ومشهور لبيع اللبن في بغداد، وهو عبارة عن دكان صغير مقابل وزارة الدفاع العراقية، ومقر الحكومة العراقية، أيام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في الباب المعظم، ويقال إن لبن اربيل كان أشهر من وزارة الدفاع نفسها، بحيث المواطن إن بعث برسالة بريدية إلى الوزارة كتب على ظهر المظروف (وزارة الدفاع مقابل لبن اربيل) لمساعدة ساعي البريد، في الاستدلال على موقع الوزارة، وضحك صاحبنا ملئ شدقيه ومسح دموعه بكُمُّ قميصه.
ثم قال بفرح وسرور: إن كان لديكم متسع من الوقت لقيلولة صيفية اشربوا لبن اربيل، واقترح عليكم تقليدي وتناولوا اللبن مثلجاً بعد الغداء، وتشعرون ان مفاصلكم ترتخي ويدور رأسكم وتستغرقون في نوم عميق، متأثرين بجرعة لبن اربيل الساحرة.
وتحدث كيف استطاع التعارف مع زعماء في الحكومة ومسئولين في حكومة الرئيس احمد حسن البكر وهم يشربون لبن اربيل وتعرف على كثيرين منه.
سألته مازحاً: يقولون هناك محل أخر يرتاده المسئولين الكبار، لا أتذكر اسمه وماذا يبيع.
(على الفور قاطعني) بصوت خافت قائلاً: رحم الله والديك ذكرتني بهذا المحل الواقع في شارع الرشيد، قرب ساحة الميدان، وهو شربت الحاج زبالة، لم يكن اسم صاحب المحل بالأساس اسمه زبالة، وإنما كان اسمه حسب البطاقة الشخصية عبد الغفور، لكنها عادة القرويين في طرد الحسد عن الولد الذكر، وللعائلة أكثر من ابن، لجأت الأم إلى تسمية المولود الجديد باسم منفّر وقبيح، لتُبعد عنه الأرواح الشريرة وحسد النساء، غير أن شهرته لم يكتسبها من غرابة الاسم، وإنما من جودة العصير الذي يقدمه لزبائنه، والذي يعتقد أنه يطفئ الظمأ ويعالج الكثير من الأمراض، وغالبية البغداديون يحرصون على زيارة زبالة، ربما لإطفاء حرارة الجو بشرابه البارد وتعارفت عام 1958 مع السيد فاضل المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة، وأحد الضباط الأحرار الذين أسهموا في ثورة الرابع عشر من تموز، وشربت شربت زباله معه.
وصلنا الخالص وعلى الطريق العام بين الخالص والعظيم تقع مجموعة من المقاهي والمطاعم. قال صاحبي الثرثار: انظر إلى هذه المقاهي والمطاعم الشعبية الجميلة واعتبرها تراثية وجزء من الفلكلور العراقي، خاصة هذه السلال التي تباع بداخلها الحمضيات ومصنوعة من الخوص، وكذلك أنواع التمور، وتوضع أمام المقاهي، انظر إلى معظم كراسي المقاهي الخارجية المصنوعة من الخوص أي ورَقُ النَّخْلِ (السعف). هذه مهنة يدوية شعبية، تعود إلى حضارة وادي الرافدين، ازدهرت بواسطتها زراعة النخيل، ودخلت في معظم مفردات الإنسان البيئية، من بيت السعف، وأقفاص الدواجن، وسلال والرطب والتمور والحمضيات، وصناعة الخوص واحدة من أقدم المهن الشعبية في العراق، وتكاد تكون الأولى التي عرفها العراقيون منذ القدم، لا تزال قائمة في المناطق التي يكثر فيها النخيل حتى اليوم، ولها زبائنها من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، وتعتمد على الآت بسيطة بعيداً عن المعدات والمكائن الصناعية، مهنة توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، وصارت مصدرا للمعيشة ولها خصوصية تراثية، ويطلق على صاحب هذه المهنة (الخواص) نسبة إلى سعف النخيل التي تسمى في العراق الخوص.
توقفت السيارة أمام إحدى المقاهي الشعبية وترجلنا، ولم تمضي لحظات وارى اثنان من الشباب أحدهما بدأ يمسح زجاج السيارة، والآخر استقبلنا وأدخلنا إلى داخل المقهى والمطعم، جلست حول طاولة شاركني صاحبنا الثرثار، وعرض النادل علينا قائمة بالمأكولات المتوفرة لديهم ونطقها بسرعة، بصراحة لم افهم أي جملة مفيدة طلبت منه أن يعيدها بهدوء وببطء، عرفت أن عندهم (كباب وتكة أي لحم مشوي، بالإضافة التشريب وأنواع المرق، الخ) ترددتُ، ماذا اطلب لتناول الفطور؟ قلت للنادل: أفضل اللبن والخبز مع الشاي.
أجاب النادل على الفور: من عيوني اللبن موجود.
طلب صاحبي الثرثار التشريب، وبعد ما ابتعد النادل، قدم لي شرحا عن هذه الأكلة المفضلة لديه، وقال التشريب هي إحدى أنواع الأكلات المشهورة في العراق، ويأتي تسميتها بسبب استخدام الخبز وإدخاله في مرقه التشريب لكي يشرب ماءه ونكهته ومن ثم يؤكل، ثم سألني: هل تريد تتعلم طريقة عمل التشريب؟
أجبت على الفور: لا ... لا أريد أن أتعلم.
هز رأسه غير مقتنع بكلامي وقال لي: عمرك خسارة ما تتعلم طريقة طبخ التشريب.
توقعت أن مهنته طباخ أو صاحب مطعم، بعدما قدم لي شرحا مفصلاً عن التشريب وأنواعه المفضلة عنده ويحب تشريب لحم الغنم ومرق الطماطم مضاف له (نوم البصرة). وزوجته تحب التشريب الأبيض أي بدون معجون الطماطم مع خبز التنور، وهناك أسماء كثيرة تطلق على التشريب ويمسى في بعض المناطق الثريد،
وأنا متمسك بهذه الاكلة واتفنن وعند طبخها ويبقى التشريب أكلتي المفضلة فهي ترضي الجائع وتشبعه. والتشريب اكلة تمد الانسان بالطاقة ومتنوعة الفوائد ففيها الكثير من الفيتامينات والبروتينات.
سألته: ماذا تشتغل.
أجاب: أنا مدرس تاريخ. خريج جامعة بغداد قسم التاريخ.
سألته بهدوء: لماذا تذهب إلى كركوك.
أجاب: حماتي مريضة وزوجتي سافرت قبل الأيام لزيارة والدتها، وأنا اليوم ذاهب لزيارتهما وأعود غدا إلى
بغداد مع وزوجتي.
قلت له: الله يشفي حماتك من مرضها وعندها العافية، هل زوجتك من أهالي كركوك؟
قال مبتسما: عائلة زوجتي من أهالي بغداد، وبعد زواجي بستة أشهر، توفي المرحوم والد زوجتي، وبقيت حماتي وحدها في المنزل لعدة أشهر، نقلتها لتسكن معنا، وجهزت لها غرفة مؤثثة، وقدمنا لها كل ما تحتاجه، زوجتي تعمل معلمة مدرسة مسائية، وأثناء غياب زوجتي كانت حماتي تجلس معي في غرفة الضيوف، وكل يوم كنت احكي لها حكايات من التاريخ على سبيل المثال، السومريين وهولاكو والثورة الفرنسية وشارل ديغول واتفاقية سايكس بيكو وكثيرة الحكايات، وفي أحد الأيام وبدون سابق انذار قررت حماتي النقل من بغداد واستأجرت منزل بسيط بجانب منزل أخيها الذي يسكن في كركوك.
هنا خطر ببالي أن حماته هربت منه، ومن ثرثرته التي لا علاج لها، مع العلم أن لدي معلومات تاريخية مهمة. جلب النادل التشريب ووضعه على الطاولة، ومعه طبق من البصل يقدر بربع كيلو بناء على طلب صاحبنا الثرثار، وجلب لي النادل اللبن والخبز.
باشر صاحبنا الثرثار تناول التشريب بيده، ويلف الخبز بقطع البصل ويقرطها بأسنانه كأنه يأكل التفاح، ومن يراه يقول إن هذا الرجل قد مضى عليه اسبوع بدون طعام.
أرى سائق سيارة الأجرة يجلس بالقرب من صاحب المطعم، يتناول دجاج مشوي مع الرز، أنهيت تناول الفطور وشربت الشاي، ثم دفعت ثمنه، ووقفت خارج المطعم اترقب خروج الثرثار والسائق. لحظات وخرج صاحبنا وأثناء وقوفنا أمام المطعم سأل صاحبي: تعرف لماذا سميت المنظفة بالخالص.
قلت له: أنا شخصيا لا اعرف ولكن أكيد أنتَ تعرف.
قال: أنها بلدة تقع على نهر الخالص الذي يأخذ مائه من ديالى عند سدود الصدور في منصورية الجبل، وللخالص اسمٌ ثانٍ وهو دلتاوه أي القرية الغنية بثمارها، جزء من سكان مدينة الخالص من قبيلتي العزة والعبيد، وهما قبيلتان عربيتان يرجع أصولها إلى بني قحطان، يعتنقون الدين الإسلامي وكذلك تحوي الخالص عشائر كثيرة وكبيرة مثل عشيرة البيات وبني تميم.
القضاء موسوم بمدينة الأدباء، ولقبت مدينة الخالص بمدينة الأدباء نسبة إلى عدد من الأدباء الذين أنجبتهم ومنهم اللغوي والمؤرخ الأستاذ مصطفى جواد، ويعد من عباقرة اللغة العربية، وموسوعة معارف في البلاغة والسير والأخبار والآثار، كان مؤرخا معروفا وله مصادر تاريخية موثقة يرجع إليها الباحثين والمهتمين.
قلت له: شكرا جزيلا على هذه المعلومات أنتَ تحفظ التاريخ.
خرج السائق من المطعم ينظف أسنانه بعود شخاط (عيدان كبريت)، وطلب من المسافرين الركوب. انطلقت السيارة باتجاه العظيم التفت صاحبنا الثرثار نحوي وقال:
المنطقة مشهورة بالبلابل التي تعيش فوق الأشجار والغابات، خصوصا بساتين النخيل والوديان ذات الغطاء النباتي حيث يعشش في الأشجار والشجيرات ومزارع النخيل، وغالبا يقوم البلبل بحركات وتنقلات سريعة، يتميز بسواد رأسه ويغطي معظم الجسم اللون الرمادي واللون الأصفر بمنطقة العجز، والذيل أسود فاتح وأطرافه الذيل بيضاء، بعد صيده يضع في قفص من الخوص ويحب أكل الرطب.
ساد صمت وهدوء، وطلب أحد الركاب من السائق أن يفتح المذياع وخاصة إذاعة صوت الجماهير، حيث الإذاعة تذيع صباح كل يوم أغاني السيدة فيروز، واستماع الأغاني أصبحت عادة لدى المواطن العراقي قبل
الذهاب إلى عمله أو في طريقه إلى العمل.
استجاب السائق لطلبة وكانت الأغنية (سألوني الناس)، والكل يدعي ويطلب من الله أن يهدأ صاحبنا ويكف عن الثرثرة، ولكن هذه المرة أنا تَحْرَشْتُ معه.
سألته: يقولون لكل أغنية حكاية.
أجاب على الفور: تعود قصة هذه الأغنية، عندما أصيب عاصي الرحباني بنزيف في المخ، مما تسبب في دخوله المستشفى، فقرر أخوه منصور الرحباني كتابة أغنية لفيروز، لكي تعبر فيها عن حزنها لغياب زوجها عاصي، فكانت أغنية (سألوني الناس) ولحن الأغنية الابن زياد الرحباني، وكان يبلغ من العمر وقتها سبعة عشرة عامًا، وغنتها فيروز في مسرحية المحطة التي كانت تقوم بتمثيلها في ذلك الوقت وأبكت فيروز.
وصلنا منطقة العظيم والكل منسجم مع الأغاني الصباحية، وفجأة استدار السائق وتوقف بالقرب من مطعم يقبع على الطريق العام، وترجل مسرعا نحو المرافق الصحية، وبعد خروجه أعلمنا أنه مصاب بإسهال حاد وأنه تقيَّأ ولا يستطيع قيادة السيارة لحين مراجعة الطبيب، طلب منا الانتظار في المطعم لحين مراجعة طبيب المستوصف الصحي. أصبحت الساعة التاسعة صباحا وما زلنا ننتظر عودة السائق من المستوصف الصحي، اشتدّت بي الحيرة والقلق إذا وصلت كركوك متأخراً والمهندس(هاء) لم اجده في دائرة الزراعة، ولا اعرف بيته اين يقع.
اشترى صاحبنا الثرثار بطل سفن آب وتقدم نحوي ووقف بجانبي وأفرغ محتويات البطل في جوفه، وأدار وجهه جانبا وتجشأ أي أخرج من فمه صوتًا مع ريح.
قال لي: هذا ينفع للمعدة، واعتقد سائقنا أصابه تسمم من طعام المطعم في مدينة الخالص، ولا يستطيع إكمال طريقه إلى كركوك علينا أن نجد سيارة نكمل طريقنا.
قلت له: فال الله ولا فالك يا أخي.
تدخل أحد الركاب الذين كانوا معنا في السيارة وقال: ننتظر نصف ساعة اخرى ربما يعود السائق، وبعكسه
علينا الذهاب إلى المستوصف لأخذ حقائبنا منه.
ونحن منشغلون بهذا الحوار وصل سائقنا معتذرا عن إكمال الطريق، لأنه مصاب بتسمم غذائي، وانزل حقائبنا وأعاد لكل راكب دينار، وتركنا واتجه عاداً نحو مدينة الخالص. وهو يشتم ويلعن صاحب المطعم والدعوة المجانية التي تناولها قبل اقل من ساعة.
وقفنا على حافة الطريق نترقب مجيء سيارة وقد أشرنا إلى جميع السيارات التي تتجه نحو كركوك
نكمل الطريق إلى السليمانية في الجزء الثاني
1143 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع