علي المسعود
داخل حسن قيثارة الحزن العراقي ..!!
من اجمل اللقاءات الفنية التي تابعتها كان لقاء المذيعة الرائعة نضال المهداوي التي تتصف بالبساطة و عفوية الحوار مع الفنان داخل حسن, الصوت الذي يمثل الحزن العراقي ومازالت الاجيال تتذكر ذالك الصوت الجميل، إذ كان يمتلك حنجرة فريدة من نوعها وله بصمة واضحة في الغناء الريفي الذي الذي شاع وانتشر في مدن العمارة و الناصرية وكذالك في مدن وارياف الفرات الأوسط. ويغلب على هذا اللون من الغناء طابع الحزن النابع من الهم الانساني والذي يمتد جذوره الى الأف السنين ويتجسد في هموم الحياة وقد تجسد هذا الحزن في الاساطير والموروثات الشعبية .
وللتعريف بالمطرب الراحل فهو داخل حسن علي الغزاوي مطرب عراقي ريفي، ولد في ( قرية دار الشط ) التابعة لقضاء الشطرة ( قرب الناصرية في عام 1912، كان يمتاز صوته بحنجرة قوية ونفس طويل وكذلك كان يملك بحة في صوته ميزته عن جميع أقرانه من مطربي الريف ، وأتخذ من المسبحة( السبحة ) جزءاً من الآلات الموسيقية التي كانت ترافقه .
و في عام 1927 في زمن الملك فيصل الأول كان داخل حسن "حالته المعيشية على كد الحال". في هذا العام افتتح التطوع إلى الشرطة العراقية من أبناء المحافظات, فقدم داخل حسن وصديقه ناصر حكيم إلى الشرطة كمتطوعين فيها. ونسبا إلى سرية الخيالة لان الخيل كانت آنذاك الوسيلة الرئيسة للنقل. وعملهم يتضمن تبليغ المتهمين أو المطلوب حضورهم إلى المحاكم او مراكز الشرطة وغيرها , فيذهبون على الخيل للتبليغ.
ترك عمله في الشرطة وسافر إلى بغداد عام 1936 وتقدم للعمل في دار ألإذاعة كمطرباً للغناء الريفي. وأصبح مطرباً ريفياً معتمداً في الإذاعة العراقية، وسجلت اغاني الفنان داخل حسن على اسطوانات لشركات تسجيل صوتي كبيرة ومشهورة عالمياً مثل شركة سودا وكولومبيا وچقماقچي ووجهت له دعوات من خارج العراق الى سوريا ولبنان ومصر ودول الخليج وكانت له حفلات كثيرة في هذه البلدان وبثت له الاذاعات العربية اجمل اغانيه الريفية وبجميع الاطوار وكان له الفضل الكبير في انتشار الاغنية الريفية العراقية والتي ابقاها على مستواها الفني من حيث الجودة ورخامة الصوت
وعند تأسس تلفزيون العراق في الخمسينيات قام بتسجيل أغانيه وحفلاته للتلفزيون العراقي، ووجهت له دعوات من دول عربية مثل ( سوريا / لبنان / مصر ) وبدأ بتسجيل أغانيه والاطوار الريفية في أحدث الاستوديوهات للتسجيل الصوتي في ذلك الوقت.
التقى داخل حسن مع أم كلثوم في حلب أثناء تسجيله لإحدى الاسطوانات فسمعت صوته واعجبت به كثيرا ودعته إلى القاهرة ليغني هناك ولكنه أعتذر لها قائلا: (يا ست الله ايخليج آنه في بغداد كوة امدرج لهجتي بالله تريديني اغني بالقاهرة اشلون ادبره وياهم ) فضحكت ام كلثوم وقدمت له هدية عبارة عن قطعة من الملابس إلى زوجته وقدم لها شال ظلت محتفظة به إلى ان توفيت .
تأثر بداخل حسن كثير من المطربين ولكن الذي أجاد في اغانيه الفنان حسين نعمة والراحل رياض احمد . أحيل عام 1978 على التقاعد وعاد إلى الناصرية وظل فيها حتى توفي رحمه الله عام 1985
أتمنى لكم متعة الاستماع الى هذا اللقاء الممتع والعفوي للمطرب الراحل داخل حسن
https://www.youtube.com/watch?v=9jQAXEAwSmA&sns=em
علي المسعود
المملكة المتحدة
1036 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع