علي المسعود
سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني وانهكت فينا الاحلام؟؟
إن فقدت قدميك ...فأنك تستطيع ان تصفق وأن تغنى على أرض الوطن ! وإن فقدت يديك ..فأنك تستطيع أن ترقص عل أرض الوطن! ...ولكن حين تفقد الوطن أين ستغني ؟ و أين سترقص؟..كتبها شاعر روسي مجهول . و قرأنا الكثير من القصص و الاشعار والقصائد التي تتغنى في الوطن مثلآ
الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني في روايته ( عائد الى حيفا ) يتساءل: «يا صفية، هل تعرفين ما هو الوطن؟ الوطن هو ان لا يحدث هذا كله", وقال جيفارا "أينما وجد الظُلم فذلك موطنى" وكم أوجعتنا كلمات الشاعر الشعبي كاظم إسماعيل الكاطع والتي يصف بها الوطن تلك التي انشدها المطرب سعدون جابر والتي تقول كلماتها :
اللي مضيع ذهب بسوگ الذهب يلگاه ... واللي مفارگ محب يمكن سنة وينساه .....
بس اللي مضيع وطن, وين الوطن يلگاه
الله يا هالوطن شمسوي بيه الله
نيرانه مثل الثلج تچوي واگول إششاه
ومما كتبه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش : وتسأل: ما معنى كلمة وطن؟
سيقولون:هو البيت،وشجرة التوت ،وقن الدجاج،وقفير النحل،ورائحة الخبزو السماء الأولى
وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات،وتضيق بنا؟”
وتضيق بنا!..نعم الوطن يضيق بنا أحياناً وربما دائماً ! ،ولكن هل نسطيع طرد الوطن من داخلنا؟
نعم تلك البلاد لم تعد لاحد من الذين يرون في العراق موطناُ لانسانيتهم وملاذا لحنينهم ومأثرة لانتمائهم ، وبوجع والم تقطع أوصال جسدها بين القتلة واللصوص والاميين والطائفيين والطامحين الى الغنائم والمال والقلاع والشوارع المقفلة والمواكب الطويلة والاستيلاء على تراث العراقيين وتحويله الى ( خردة) لاقيمة له يباع بابخس الاثمان, ولحسن حظنا أن هناك الكثير من الاحبة و ألاصدقاء من يطبع على جبيننا بصمات الفرح والسعادة والترحيب وهم عزاؤنا الوحيد في ذلك العراق.
صرت ارثي هذا الشعب واندب حظه العاثر بسبب فساد طبقته السياسية وفساد معظم افراد طبقته الثقافية التي باعت نفسها لاحزاب وسياسيين وتخلت عن موقف المثقف و هي ألان ( تناضل؟؟؟ ) من أجل الحصول على ماتبقى من غنائم رخيصة تتركها له الاحزاب والكتل البرلمانية،
لأن ضمير البعض من المثقفين مات بوليمة فساد و رفقة مستدامة مع سدنة عروش التخلف ؟. والحديث عن علاقة المثقف و السلطة هو حديث ذو شجون ومتشعب وهي على مر العصور علاقة ملتبسة وهي ايضأ علاقة يحكمها الشك و الريبة وعدم الثقة و التناقض وهذه الاشكالية نلاحظها في الصراع التاريخي بين المثقف و السلطة و التي تنعكس في كتابات المفكرين و الادباء و المثقفين منذ أقدم العصور ؟.
في عقود الحكومات العسكرية الفردية، كان المثقف محاصرا ومكبوتا وكانت أفكاره تثير الخوف والتحسّب والقلق لأصحاب السلطة، فتمارس مراقبة صارمة على الفكر الحر، ومع ذلك كانت هناك ومضات للتحرر الثقافي يحاول المفكرون والمثقفون أن يمرروا من خلالها أفكارهم الى الشعب عبر الايحاء والتصريح وما شابه، فكان التغيبب الفكري والثقافي لا تتم مواجهته بالصمت أو التراجع، لذلك ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول هذا الموضوع . ولكن في زمن الانحطاط و التجهيل وسلطة رجال الدين و الاسلام السياسي تغيرت الكثير من المفاهيم و القيم الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و
وأصبحت طبقة يسارها يعيش في زمن ستالين ويمينها يعيش في زمن الملوك قبل اربعة عشر قرنا ووسطها يعيش في قيم وثقافة العهد العثماني بينما يتنظر هذا الشعب من يدله على الطريق الى الحياة والى الضوء والى المستقبل .
كم اشعر بالاسى والحزن لطبقة لاتريد ان تتغير ولاتغير، لان مصالحها الايديولوجية والحزبية والمالية ظلت مؤطرة بقوالب الثقافة السياسية العقائدية وكل ماتفعله ان تخوض صراعها من اجل الماضي حتى بالنسبة للذين كانوا يبشرون بمستقبل سعيد .
وأذا ابن المقفع قد حدد وظيفة المثقف في اصلاح حال الحاكم والرعية معاً، وهو ما يعكس العلاقة الملتبسة بينهما. أما ابن خلدون فلم يحدد وظيفة المثقف وانما ربطها بالسلطة وحدد دوره في المسافة التي تربطه او تفصله عن السلطان وحاشيته، ولذاك نجده يسخر من المثقف المستقل عن السلطة الذي لا يجد من يطلب منه العلم او النصيحة .
ولكن في بلادي, بلاد مابين ( قهرين) كل قائد حزبي، مهما انحطت قيمته يصبح قدوة ويحمل كثير من المثقفين والسياسيين الفاشلين رايته لكي تخفق فوق رؤوسنا ، تماما كما فعلوا مع صدام وامدهم بالوقاحة التي يتصف بها المرابي والصفيق والنغل والعاهرة .
سنة بعد سنة يبتعد هذا العراق عن ملايين العراقيين من اهله ويتحول الى جحيم يصطلون به والى سجن كبير يعرفون اوقات طعامه واوقات زيارات الجلادين له ، سنة بعد سنة يطفيء ملايين العراقيين شمعات عيلاد ميلادهم دون ان يحلموا بغد افضل وسنة اسعد واياما اجمل
و أخيرا أنزف بالقول :
سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني و انهكت فينا الاحلام
وتبقي بالروح امنية و حسرة بالقلب وانا انشد حروف شاعر المقهورين العراقيين مظفر النواب وهو يقول :
يجي يوم إنلم حزن الأيام ...
وثياب الصبر....
ونرد لأهلنه ؟؟
الكاتب
علي المسعود
المملكة المتحدة
2121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع