علي المسعود
هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب العطاء والمبدعين؟؟
من اقوال شاعر داغستان الراحل رسول حمزاتوف:
(عندما يسالونك من أنت ؟ تستطيع أن تبرزوثيقة أو جواز سفر يحتوي على المعلومات المطلوبة , أما إذا سالوا شعبأ من أنت ؟؟ فأنه سيقدم علماؤه و فنانيه و موسيقيه وكتابه و قادته العسكرين كوثائق ).
خلال متابعتي لحفلة تكريم رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما لمجموعة من الفنانين والرياضيين وكذالك الشخصيات التي لعبت دورا مؤثرا ومنحهم المدالية الرئاسية للحرية في أخر ايام فترة حكم الرئيس الامريكي
رابط تكريم الرئيس الامريكي أدناه :
https://www.youtube.com/watch?v=a9a8Yrp-H5M
شعرت بغصة لحال الكثيرين من المبدعين العراقيين في شتى المجالات وغياب الدعم الحكومي والرسمي لهم , وفي زمن أغبر تسيد فيه المتخلفون و الكارهون للجمال والابداع في بلدي وفيه استبدلت ألموسيقى والفن الراقي بمواكب للطم والزناجيل وفي أسوء مرحلة من مراحل تاريخ العراق الحديث حين يتحول فنانوا الشعب العراقي وعظماء الفن و المبدعين في بلادنا إلى ناس منسيين بعد كل ما قدّموه للوطن وهم في عز شبابهم . يرحل الفنانون العظام في هذا البلد مجرّدين من كل شيء وبمآتم بسيطة ومتواضعة لا تليق بحجم ما قدمه هؤلاء من إنجازات فنية لصالح البلد وصورته. يرحل الفنان بعد أن يكون قد أمضى سنين عمره الأخيرة في الخوف من المرض والخوف على مصير عائلته لغياب الدولة في رعاية هذا الفنان الذي شاخ بعد أن أفنى شبابه في خدمة البلد وصناعة الفن الراقي لمتعة الناس وإسعادهم والمساهمة في تطوير الذائقة الفنية و الادبية للانسان العراقي وهوبمثابة السفير المعتمد لبلاده في سفره وترحاله!!
هل العراق لا يحب مبدعيه؟ وهل العراق الذي يتغنى بالغرباء يجافي أهله و أبنائه المبدعين؟ ولماذا ساسة العراق الجدد يتنكرون لأصحاب العطاء و والمبدعين المخلصين؟؟، قد تكون هذه الاسئلة قاسية ومخيبة للكثيرين بعض الشيء او حتى علي بشكل شخصي!!، لكننا يجب ان لا نترك العاطفة تتحكم بعقولنا وكلماتنا وان تبقى كلمة الحق هي الاعلى، نتشدق بذلك الحب لبلدنا، يا لها من كذبة كبيرة تلك التي نسميها الوطن، فلتذهب الاوطان للجحيم، اذا لم يتوفر في الاوطان مايدفعنا لحبها والانتماء لها، من المسؤول عن الوضع السىء بل المحزن للاديب و الفنان و الكتاب و المبدعين في ظروف العيش الصعبة والضائقة المالية، العوز الحقير الذي يعيشه. اليس عارا على الوطن وحكومته ان يعيش مبدعوه على هذه الشاكلة؟.
إن الظروف التي يمر به فناني و ادباء العراق ومبدعيه اليوم لربما هو صورة من مئات بل الاف الصور الاخرى التي تتكرر في اماكن اخرى من مدن العالم التي التجأ اليها العراقيون هربا من ظلم النظام السابق الذي كنا ندين ممارساته الاستبدادية التي دفعت بالمثقف والفنان الى حالة من العوز المستديم أو ان يجعله جزءا من ماكنته الاعلامية الرخيصة التي لاترى في الوطن الا رجلا واحدا وبطلا واحدا ومنقذا واحدا يصنع الانتصارات الوهمية ويدفع بالشعب من هاوية الى إخرى, وهكذا كانت النتائج بلد مخرب وشعب مشرد لبلد يطفو على بحر من البترول.
انه لعارعلى كل من يجلس علي كرسي السلطة بالعراق ابتداءا من كرسي رئاسة الجمهورية مرورا برئاسة الحكومة والبرلمان ورئاسة الوزراء. وتظل الاسئلة الموجعة والتي تترك مرارة بحجم خساراتنا في نجوم هوت ورحلت دون ان ترى اي تقدير أو أهتمام من الدولة.
لماذا لاياخذ الفنان والمثقف العراقي موقعه الطبيعي والذي ينبغي ان يكون في هذا العراق الجديد؟؟
لماذا تتعمد الدولة والحكومة العراقية ترسيخ مفهوم الاقصاء والتمايز والتهميش له مرة تلو اخرى؟؟؟؟
يا أصحاب السلطة في العراق الجديد ارجوكم دعونا نحب الوطن، أرجوكم فان الإنسان العراقي يستحق الكثير،أعطوه الحق بأخذ ما يتساقط من حقائبكم فقط لاغير .
إن الفنان والمثقف والمبدع العراقي لايريد تكريما بعد وفاته وهو قد عاش أيامه في بؤس و شقاء وفي حياة ذليلة وسنوات قاسية ومواقف من الظلم والتعسف. هل هذه مكافاة المبدعين من الادباء والفنانين الوطنية وحبهم للوطن؟؟.
الا تبا لهذا الحب وتبا لهذا الوطن، تبا لحكومات تهدر ملياراتها من اجل أشباه الرجال وتترك رموزها متشردين!!
من يحمي الفنانين والادباء ورجال الثقافة العراقية الذين على قيد الحياة من شيخوخة قاتلة ومخيفة ستأتي إليهم لا محالة مطيحة بكل إنجازاتهم؟ من يحمي هؤلاء من الفقر والعوز؟ من يحميهم غير الدولة ومؤسساتها، التي وجب عليها رعايتهم في الكبر كما رعوها وهم في الصغر؟. لكن الطامة الكبرى أن الدولة المسؤولة عن رعاية مواطنيها تخلّت عن دورها لصالح الفوضى والعبث فصار المبدع وألاديب و الفنان والمواطن المسكين ومصيره في مهب المماطلة والتسويف واللاالتزام .
علي المسعود
المملكة المتحدة
3145 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع