في ظل الانحطاط الاخلاقي للقوى العظمى ( عفرين ) مذبحه أخرى ضد الكرد على ايقاع الحرب بالنيابة

                                                 

                             عبدالله عباس

في ظل الانحطاط الاخلاقي للقوى العظمى( عفرين ) مذبحه أخرى ضد الكرد على ايقاع الحرب بالنيابة

مع بدء الحملة العدوانية والعنصرية للنظام التركي على ( عفرين ) ‘ عاد شعور الكرد بظلم العالم ‘ كل العالم تجاه حتى احلامهم الى الظهور ‘ ولكن الغريب ‘ وككل مره ‘ رأينا نفس الغرابه في موقف وتصرف الكرد المجزء على اربعة دول عندما توجه الى اعلان موقفه ‘ فكان التعبير المسيطر ‘ هي العاطفة المشحونة بالنعرات القومية التي تتخيل النصر المحتم دون ان يرى اي افق في نهاية النفق الذي وضعه فيها اوباش مدعي حقوق الشعوب المتساوية من خلال هيكل رمزي في احدى مدن يحكمها اشرس اتجاه فكري وحشي الذي بنى اول جدار وجوده على عظم ودم مجموعة بشر كانوا اصحاب الارض ‘ وسمو الهيكل ذلك بـ ( الامم المتحدة ) ويديره رجل كخيال المأته اسمة الامين العام ....!!

ولكن ‘ بعض من الكرد شعروا ومنذ البداية ‘ أن النظام التركي ماكان يتجرأ على فعلته لولم يكن ( يده مليان ) كما يقول المثل العراقي القديم ‘ وهؤلاء البعض ‘ شعروا ( ولايزال وفي كل مرة ...!!) بحزن شديد لسوء حظ شعبهم لبتلائهم ومنذ التقسيم بحكام دول عنصرين لحد العظم و ابتلو بقادة ليسوا باحسن من حكام بلدانهم واذا ظهر بينهم هكذا قائد ‘ توجهوا لاغتياله برصاص او بقهر الزمان .....!!! وابتلاه بمحللين تحت الطلب وبناء على توجيهات الاحزاب مهمتهم الاثارة فقط من اجل الاثارة دون ان يكونوا حتى على معرفة بمايجري داخل وطنهم ‘ولكن ذوالرؤيا البعيدة ‘ كانوا يعرفون ان الهجوم على ( عفرين ) هو ضمن لعبة في جهنم الذي اوجده الغرب عن طريق ( أمراء قطر وبمباركة تركيا اوردوغان ومعهم ادارة البيت الابيض طبعاً * ) ‘ وعندما ادى نتيجة هذا التخطيط الجهنمي الى هذه الحرب العبثيه في سوريا ‘ كان هذا البعض من الكرد يتمنون ان يكون جزء من شعبهم هناك يتخذ عن طريق قادتهم موقف لن يكونوا جزء من اللعبة التي أصبح كل شيء فيه ممكن الا الاخلاق الانسانية وحقوق الانسان ‘ رغم ان ارفع صوت ضمن وخلف دخان هذا الحرب هو صوت : ( الحفاظ على الدم و حقوق الانسان ) بالاضافة الى صوت حكومة بشار الاسد التي لاتخجل تتحدث عن : سيادة سوريا رغم اباحة كل شبر من ارض سوريا إمام مجرمي الحرب بدا من مافيا الصهويني ولا تنتهي بمافيا داعش والكل متغطي بـ ( غطاء الشرعية الدولية ...) المدعومه من تشكيلة غريبة : ( اتحاد اوروبا ‘ روسيا وأمريكا و صديقهما اللدودين تركيا وايران ) ...وللتأريخ ان الموقف الكردي في البداية وحتى تعقيد الامور كان جديرا بالتقدير واختيار ذكي في التصرف الى ان اصبحوا قوة لهم دور في حسم بعض جوانب الازمة ‘ حتى ان اسلوب تعاملهم مع كل اطياف سورية في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم كان تعاملا حضاريا شهدوا لها السوريين ‘ ولكن امام ظهور قوتهم ‘ عندها توجه الخبث الامريكي لاستغلال ذلك وكما هو معلوم هذه احدى ظواهر الانحطاط الاخلاقي للاداره الامريكية لاستغلال قوة الاخرين ليس دعما لصاحب القوة مهما يكون له الحق المشروع ‘ انما لصالح الهدف الاساس للادارة الامريكية ‘ وهو اكيد تخريبية . فهذا التدخل الامريكي استغل من قبل تركيا بعد ان شعر بأن خلف دخان الحرب الجنوني في سوريا فأن توجهاته الاسلامية و تدخلها في عمق سوريا دفع الادارة الامريكية و كذلك الكيان العبري الاستيطاني يتامرون بشكل او اخر لتقويض دور تركيا اثناء هذه الحرب وفي اي التوجهات يبحث عن الحصول على مكاسب لمن له دور على الارض ‘ ولكن لتركيا تجربة في التعامل مع هكذا تحركات بالاضافة الى ضمانه لدعم الطرفين الاخريين في الصراع وهم روسيا وايران .
باختصار ‘ بعيدي النظر من المراقبين عموماً ‘ والمراقبين الكرد على وجه الخصوص ‘ شعروا منذ ادعاء الادارة الامريكية بانها تدعم تطلعات الكرد ‘ وان حماس الكرد لاستجابة الموقف الامريكي سيؤدي في النهاية الي اجهاض طموحهم المشروع وكان عليهم ان لايسيروا بحماس في تصديق الدعم الامريكي و يتذكروا دور تلك الادارة العدوانية في هكذا اوضاع و هدفها الرئيسي في المنطقة التي ليس من ضمنها ابدا اي حصة لصالح حرية اي طرف من شعوب المنطقة غير الكيان العبري الاستيطاني العدواني .
• تكرار المأساة
عندما بدأ الهجوم التركي على (عفرين ) لاحظت الحماس الكردي في الاجزاء الاخرى من كردستان من منطلق العاطفه و شعورهم واضح بأن الغرب عموما و الادارة الامريكية خصوصا ‘ سيدعمون الكرد و صدقوا تصريحات ( متنفذي ومخططي أشعال الحروب بالنيابة في العالم عموما و الشرق الاوسط خصوصاً والعالم الاسلامي تحديدا ) حين يوجهون تهديد مبطن احيانا و على استحياء احيانا و يسمون التجمع هنا وهناك في اوروبا احتجاجا على العدوان التركي بالمبادره‘ معتقدين ان الغرب ونتيجه لذلك سيتحركون ضد تركيا العنصريه ( بأسلامهم و علمانينهم ) يخافون من كل ذلك ويحسم القضية لصالح الكرد ....!! هؤلاء العاطفين المنكوبين ينسون حقائق انحطاط الاخلاق عند ادارات الغرب ‘ ينسون كانت الملايين ‘ وليس مئة وبعض المئات من الغرب وداخل امريكا كانوا يتظاهرون مطالبين بوقف الحرب الامريكيه العدوانيه في فيتنام و لم يستجيبوا الا بعد ان ارغم الشعب الفيتنامي الجائع انف الجبروت الامريكي في تراب ارض فيتنام ‘ ولكن بدون اي مبالغة شعرنا مع كل بعيدي النظر والذين لاينسون التأريخ ‘ ان هجمة تركيا التترية على الكرد في الجزء الغربي من وطنه تم بعد ان ضمن احفاد اتاتورك ان الغرب والشرق من اصحاب القرار في المنطقة لم يضعوا ( الان على اقل تقدير – حتى لاتحسبوننا متشائمين الى ابعد مدى - ) لدعم معالجة الوضع الكردي كما يتمناه الكرد ‘ ولحد الان الكرد وقضيتهم من احتياطي ( الكر والفر لعبتهم الخبيثة ) ‘ و انهم سيحسبون للكرد فقط عندما يكونوا لهم ارادة قيادية ذكية يستطيع وبشجاعة ابعاد شعبه من العيب هؤلاء الاوباش الحقراء المختفين خلف اكاذيب ونفاق العولمة وحقوق الانسان هناك ‘ ولان تركيا اوردوغانية بدأت هجومها العدواني بحماس اسلامي واضح سيمنعونها من تحقيق هدفها .
اولا ان موقف الادارة الامريكية واضح انها تعمل لكل ما يؤدي الى ادامة الازمة السورية لغايات ليس لها علاقة بمصلحة حرية اي فئة وطنية في المنطقة وفي سوريا سوى الكيان العبري ‘ من هنا ان موقفها حول الهجوم التركي واضح في تصريح وزير الدفاع الأمريكي "جيم ماتيس" الأحد 21 يناير 2018،عندما اكد أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل تحركها في عفرين، كما يؤكد الطرفان وجود تواصل بينهما بشأن تطورات الأوضاع. وتكشف التصريحات الأمريكية عدم معارضة الولايات المتحدة للهجوم التركي، لكنها تؤكد على ضرورة ألا تتجاوز حدود نطاق عفرين واخر موقف مزدوج للاداره الامريكيه يؤكد مانقوله حيث اعلن قبل ايام اتفاقها مع النظام التركي لتقويض وضع مدينة منبج في سوريا والتي اهميتها لاتقل عن اهمية عفرين بالنسبه للشعب الكردي .
وهذه الحقيقة كانت واضحة من اول يوم للهجوم التتري التركي على عفرين حيث أعلن أردوغان أنه ناقش وضع عفرين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والرئيس الإيراني حسن روحاني ‘ وقال أن المسالة محسومة ‘ وحتى ادعاء ارسال قوات مواليه للنظام السوري لدعم اهل عفرين لم يكن الا تمثيلية ضمن لعبة الحرب بالنيابة ‘ لانه ظهر منذ اليوم الاول لتحركهم حرص النظام أن لا يترتب على تمثيلتهم هذه مواجهة مباشرة بين أنقرة ودمشق ‘ وهذا كان واضحا في بيان الخارجية الروسية حول عفرين حيث عبر عن قناعته بأن «المصالح المشروعة لضمان أ من تركيا يمكن أن تتحقق عن طريق الحوار المباشر مع حكومة الجمهورية العربية السورية ويتضمن البيان إشارة واضحة إلى أن عفرين قد تكون جسراً إلى استئناف العلاقات الرسمية بين دمشق وأنقرة واعتراف أردوغان بمشروعية الرئيس الأسد ‘ وإلى ذلك ‘ كانت الجهات ذات العلاقة في الوضع السوري يعرفون أن تعاظم التوتر حول عفرين يؤدي إلى زيادة الضغط التركي على الأراضي الكردية الأخرى التي تسيطر عليها «القوات الكردية و سيدفعه على التفاوض مع دمشق ، مما يقوض الجهود الأميركية لبناء «سورية البديلة» في شرق البلاد ‘ وتعثر المساعي الأميركية يصب في مصلحة روسيا ‘وتملك دمشق فرصة لتعزيز قوة مؤيديها في عفرين بأسرع وقت ‘ وعليها تفادي ما يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الجيش التركي ‘ وبعد ذلك، من الممكن الاتفاق مع الأتراك على تقسيم الجيب الكردي. فتسعى روسيا أن تؤدي، مرة أخرى، دور الوسيط.
اما بقدر تعلق الامر بروسيا ‘ واضح أن وراء نأي موسكو بنفسها عن الوضع المربك الحالي أسباب كثيرة ، منها عدم الرغبة في التورط ، والخوف من افسادالعلاقات مع الحلفاء التكتيكيين، وفقدان الحد الأدنى من التفاعل مع الخصوم الإستراتيجيين ‘ واشار اكثر من مصدر معلوماتي الى ان محددات المواقف الدولية تجاه التدخل العسكري التركي في عفرين تدور بشكل رئيسي حول إدارة توازن النفوذ بين أطراف الأزمة السورية، وإعادة رسم مساحاتها من جديد ، وهو توازن شديد الحساسية والتعقيد، وفي هذا الإطار، يمكن الإشارة إلى أبرز مواقف الأطراف الفاعلة من هذا الهجوم كما يلي : أعلنت روسيا عن تبنيها سياسة عدم التدخل تجاه العملية التركية ، وقامت بسحب قواتها وفتح المجال الجوي السوري أمام الطائرات التركية لشن هجومها على عفرين ، ويأتي تطور الموقف الروسي عقب جهودها التي بذلتها من أجل إقناع الأكراد بالتخلي عن السيطرة على أمنهم وحدودهم لصالح النظام السوري ‘ ولكن لم يفعلوا خوفا من وقف الدعم الامريكي .
نعود الى اصل الموضوع ‘ وهو لعب الكبار بالورقة الكردية طوال القرن العشرين وبعد مرور عشرين عام من الفية الثالثة واللعب بهذه الورقة ضمن اصرار الغرب ( كل الادارات الغربية دون استثناء وحتى لانتهم بعدوانية تجاه ارادات الشعوب لانقول الشعوب الغرب الذي ليس له قرار امام استراتيجية ادارات الغرب ) هذه الادارات مصرة على عدم السماح لاي استقرار في هذه المنطقة يقع وطن الشعب الكردي مجزء ضمنها ‘ الا في حالة واحدة وهي ان تضمن الاستقرار الابدي ( وهذه ضمن المستحيلات ) للكيان الاستيطاني العبري ‘ وبعد مرور هذه الفترة التاريخية المعقدة في هذه المنطقة فيها( الامرالواقع المر ) اصبح شبه ثابت ‘ بقدر تعلق بـ ( القومية الكردية ) ‘ كما نؤكد كل مرة ونستمر نكرره في كل حديث حول ما يحصل لها و لقضيتها ‘ لااختيار امامها الا اندماج نضالها بنضال توجهات الشعوب المتعايشه معها في ايران و تركيا و العراق و سوريا ‘ ولكي تتوقف سلسلة اللعب المأساوية مع هذه القومية العريقة في هذه المنطقة والتي بدات منذ سقوط الامبراطورية العثمانية و لم تنتهي بمأسات التقسيم وذبح تجاربها في مهاباد 1946 و تجاربها في تركيا منذ تاسيس دولة اتارتورك و مذابح 1975 و ثمانينات العراق الذي تكرر في فشل مغامرة الاستفتاء الذي لم يؤيده اي طرف اقليمي ولا دولي ‘ عدا ذلك المهرج الصهويني (برنارد ليفي) والذي ادى الى الاساءه لنضال الكرد ‘ واستغل نتائجها حكم المحاصصة التي تبنتها الاداره الامريكية في العراق ليكون طريقا باتجاه اجهاض ما حصل علية الكرد بالدم والدموع منذ انتفاضته عام 1961 ‘ ولكي لايتكرر استغلال توترات المنطقة كالازمة السورية ويحدث ذبح طموحاتهم من خلال تحالفات بعض صفحاتها المعلنة واخرى سرية كالهجوم على عفرين ....ألخ ‘ نقول لتنتهي هذه التراجيديا المؤلمة على الكرد في ايران وتركيا والعراق وسوريا وربط مصيرها ستراتيجيا بالوضع الوطني لتلك البلدان تجاه كل المخاطر من ضمنها الخطر الاهم توجه الغرب لاستغلال قضيتهم كمادة لخلق الازمات ثبت تاريخيا الكرد فيها الخاسر الاول ‘ ان الحكومات و حتى الشعوب في تلك البلدان لايمكن ان يتوجهون الى بناء ثقة النضال المشترك من اجل بناء الارادات الوطنية وبعض القادة الكرد عندما يواجهون الازمات يطلقون الاستغاثة لجهات يعرفون انهم ضد الارادات الوطنية لبلدان هم جزء الاساس في تكونيه وبنائه .... غير هذا الاختيار ان سلسلة ماحصل لكركوك 2017 ولعفرين 2018 يستمر ويأذي الكرد كشعب دون ان يصل الى (حسابات مغلقة) للقادة في صناديق بنوك سرية ....
• وختامه مسك :
مثل برازيلي يقول : للنهر عقاب واحد لايمارسه دائماً وهو اغراق الذين يدخلون قبل ان يتعلموا السباحه
والسلام عليكم
.........
* كشف حمد بن جاسم المسؤول القطري الرفيع السابق، أن بلاده قدمت الدعم للجماعات المسلحة في سوريا، عبر تركيا، بالتنسيق مع القوات الأمريكية وأطراف أخرى، لافتا إلى أن "الصيدة" فلتت.وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، أن الدوحة أمسكت بملف الأزمة السورية بتفويض من السعودية، مشددا على أن بلاده لديها "أدلة كاملة على الاستلام".وأوضح حمد بن جاسم، أن الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سوريا، كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، و"كل شيء يرسل يتم توزيعه عن طريق القوات الأمريكية والأتراك والسعوديين".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1265 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع