عبدالله عباس
الاخلاق و السياسة والانسان
لـ ( بسمارك ) السياسي القومي الماني مقولة تأريخية وهو :( بقدر ما أعمل في السياسة ‘ فأن ثقتي بحسابات الأنسان تصبح أقل ) وقبل أن نتحدث عن مضمون و معنى هكذا قول حول اخلاقية ( الساسة ) و موقفهم تجاه الانسان ‘ فقط للتذكير نقرأ صفحة تعريفية حول صاحب القول ‘ وهو : ( أوتو إدوارد ليوبولد فون بسمارك ) رجل دولة وسياسي بروسي - ألماني شغل منصب رئيس وزراء مملكة بروسيا بين عامي 1862 و1890، وأشرف على توحيد الولايات الألمانية وتأسيس الإمبراطورية الألمانية أو ما يسمى بـ "الرايخ الألماني الثاني"، وأصبح أول مستشار لها بعد قيامها في عام 1871، حتى عزله ( فيلهلم الثاني عام 1890،) ‘ عرف بلقب "المستشار الحديدي ‘ بعد وفاته، اتخذه القوميون الألمان بطلهم القومي، كما أشاد المؤرخون بدوره كرجل دولة ساهم في الوحدة الألمانية ‘ أنفق بسمارك سنواته الأخيرة في جمع مذكراته المعنونة "أفكار وذكريات". مات في 30 يوليو سنة 1898 عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاما في فريدريشسروهه، حيث دفن في ضريحه المسمى ضريح بسمارك. وقد نقش على شاهد قبره الرخامي "الخادم الألماني المخلص للقيصر فيلهلم الأول".
اذا ‘ انجاز ذلك الرجل صاحب مقولة الشهيرة( بقدر ما أعمل في السياسة ‘ فأن ثقتي بحسابات الأنسان تصبح أقل ) ومن خلال عمله العظيم الذي تصدى له يعترف بانه من اجل ذلك بحاجة الى عمل سياسي واسع ودقيق ‘ وليس تفاصيل متعلقة بعواطف الموقف تجاه الانسان ‘ فهذا يعني و أمام هكذا انجاز ‘ مسالة الدخول في تفاصيل ثقتة بالانسان ومتطلباته خاصة يقل ويضعف ‘ وهو أيضاً صاحب القول : ( الضعف يولد الذل و الذل يولد زوال الدولة و زوال النعمة و هلاك الأمة ....!! ) ‘ من هنا ‘ يظهر ان بسمارك لم يوحد 39 كيانا بتصريحات ونصائح و نشر فتاوي بمساعدة الكنائس ‘ بل في بعض صفحات حملته لتوحيد واجهة الحروب ‘ وبلده اصابه الخراب ‘ وواجهة متمردين بوجه فكرة الوحد ة‘ واثناء هذا الوضع ‘ تفاصيل الاهتمام بمتطلبات الانسان يرجع الى الخلف في نهج العمل الذي يقود مسيرة توحيد الامة .
رابط القول او الحديث ‘ أن في العمل السياسي بهدف انجاز ( عظيم ) يرجع الواضع الاخلاقي بمفهومه الانساني في اطار مثالية التعامل بين الناس خلال مسيرة هكذا عمل الى الخلف ‘ ويبقى تقبل او رفض العمل مرتبط بالنتيجة ‘ عندما يقود السياسي الشجعاع امة نحو الوحدة والبناء يكون مستقبل اروع من الراهن فان المنتمين الى الامة ‘ يسامحون أخطاء هنا وهناك عندما يحدث خلف ضباب الصراعات نحو الهدف الاساس ‘ وفي التأريخ نماذج حية من القادة الذين بنوا و وحدوا وقالوا الحقيقة عن الحدث خلال انعطافات مسيرة انجازاتهم التأريخية ‘ لانهم كانوا صادقين في السير نحو الهدف الاساس فيه ( البناء ) ‘ وتحدثنا في مقال سابق عن ملايين صرفت لصنع مداليات تخلد الزعيم الصيني الراحل ( ماوتسي تونغ ) ‘ وقلنا وماذا هذه الملايين امام ماأنجزه ( ماو ) لشعب و الوطن الصيني العظيم نراه اليوم ؟ : و قصة ونستون تشرشل الذي قاد بريطانيا نحو النصر في الحرب العالمية الثانية عن تقرير السري وصلة اثناء الحرب حول الفساد في مؤسسات البريطانية و هامشه على التقرير : ( حققوا هل وصل الفساد الى القضاء ..؟ ) فكان الجواب بنفي ‘ عندها اطمئن الجميع أن قلع جذور الفساد سيكون بعد الحرب سهل جدا .
وها العراق ‘ ومنذ 9 نيسان 2003 اعلن انقاذه من الديكتاتورية ‘ ومولئ المسرح بالسادة من السياسين يقولون عن السياسة و عن البناء وعن البطولة في ساحات وغى ‘ لم يقوله ابرز واعظم قادة السياسين وابطال ساحات المعارك من العالم المعاصر منذ الحرب العالمية الاولى والثانية و الحرب الباردة ‘ نسمع منهم مالم يقوله ستالين ولا تشرشل ولا ديغول ولا ابراهام لنكولن ‘ بل ان احدهم ‘ وهو الان يقود الخارجية العراق هدد امريكا بالاحتلال اذا لم يتخلى عن التحرش بايران و بعضهم يتحدث عن ازدهار حقوق الانسان في العراق ‘ لايتحدث عنة مسؤولي اي دولة ديمقراطية في العالم شرقا وغربا ....
ويتحث عن البناء وكل الناس يرى مدارس العراق واطفاله فارشين الارض وهو يلبس عمامه باسم ( علي ) ويتاجر بالعقار في لندن و يتحدث عن عدل عمر واهل مدينته في الموصل ينامون مع الاموات وهو عينه على اوردوغان لتغلغل اكثر في وطنة الخراب ‘ ويتحدث عن جنة اقليم كردستان وتخطيط لتحويله الى ( دبي ) من جانب ازدهار الحياة ‘ ويوميا نقراء خبر انتحار مواطن من ضنك الحياة وعدم توزيع الرواتب ....!!! .... هكذا يسير عمل السياسي في العراق العظيم ‘ لذا ان مايزعج الناس الان في العراق هم الذين يعملون في اربح واسهل تجارة دون البناء وهي السياسة
وأخيراً للفنان اللبناني الراحل وديع الصافي ايضاَ مقولة تأريخية حول مفهوم ( السياسة ) ... يقول : لاأحب السياسة ‘ أنها تجلب لي الغثيان !!!! صدقت والله يارجل خصوصا اذا جاء الحديث من سياسي عراقي فعال ضمن ( العملية السياسية ) الجارية الان في البلد
568 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع