عبدالله عباس
صدق ولايتي .. لماذا استغرب البعض و أحتج المفلسون اليسار ..؟
أوفد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، مستشاره الأبرز علي أكبر ولايتي، إلى العراق، حيث ألقى كلمة في احتفال نظمته سفارة بلاده ببغداد، أعلن فيه “فشل التجارب السياسية الغربية والشيوعية والليبرالية”، ومؤكدا أن الصحوة الإسلامية هي الحل.
وأثار خطاب ولايتي جدلا واسعا في الأوساط العلمانية العراقية ، التي اعتبرته “انتهاكا للدستور وهجوما على التعددية”. وقال احد اليسارين البارزين في الحزب الشيوعي العراقي ، “أرثي لحال المسؤولين العراقيين الذين جلسوا خاشعين لخطاب علي ولايتي وهو ينتهك الدستور وخاطب ولايتي قائلا، إن “العراق أكبر منك. العراق ليس ولايتك”، مشيرا إلى أن “الذي يسيء إلى أحزاب العراق وقواه الوطنية غير مرحب به بالعراق”.
وقال احدهم يعتبر نفسه ( قائد دعوة لحكم المدني – وهو يعرف ان في العراق وفي دائرة الدفاع المدني سيارات اسعاف يقودها الملالي ......!!! ) وهو يعتقد نفسه انه جالس في ( كرملين ) او مجلس عموم البريطاني يرد على ولايتي قائلا : ، إن “المدنيين والليبراليين والشيوعيين والوطنيين والديمقراطيين العراقيين ( ايه د كلوا ياعم ...؟ ) لن يسمحوا لعلي أكبر ولايتي ولا لغيره من الإيرانيين بالتدخل في الشأن العراقي”. رغم انه واثق ‘‘ وهو عضو في (البرلمان العراق ) لايصدرفيه اي قرار حاسم الا بعد (اوكي ) من ايران ‘ مع ذلك تسائل مستغربا “ما هذا الاستهتار والاستخفاف بالعراقيين ؟”.
اكيد لااحد عاقل من العراقيين يصدق ان هناك احد من المنتمين لوطن الرافدين راضي بما يفعله النظام الايراني في العراق ‘ أما يزايد عضو البرلمان العراقي الذي رفع يده بالموافقة على تغير اسماء المدن والمحافظات والشوارع في العراق ارضاءا لايران ويقول ( ماهذا الاستخفاف بالعراقيين )
فهذا ضحك على الذقون .
وكلام السيد ولايتي "فشل التجارب السياسية الغربية والشيوعية والليبرالية " كواقع صحيح ‘ ليس في العراق فقط ‘ بل في منطقة الشرق الاوسط ‘ ليس فقط فشل السياسات الغربية العلمانية و الشيوعية والليبرالية ‘ بل التوجه الغير مدروس وطريقة نقل تلك التجارب بأسلوب فوضوي دون حساب الارضية الفكرية واعداد مجتمع واعي لتقبل سياساتهم كما فعل نهضة الاوروبين على مدى مئات السنين ‘ نقول ليس فقط فشل بل ادى الى خراب مابعده خراب وتعمق الازمات والصراعات وماحدث في كل بلدان الشرق الاوسط منذ عشرات السنين من الصراعات الدموية و الانقلابات العسكرية بعضهم يمين واخر يسار واخر بتامر من الغرب ....ألخ يؤكد هذه الحقيقة المؤلمة ‘ وإذا هناك الان محاولات منظمة لفرض تدخل التوجهات الدينية في تفاصيل الحكم في المنطقة أكيد هو رد فعل فشل الاخرين من مدعي العلمانية والليبرالية ‘ يسارهم ويمينهم ‘ ففي العراق ‘ هل ينكر احد أن الذي فتح جروح كل انواع الصراعات القومية والعرقية و الطائفيه فيها كان سببه الرئيسي التطرف المتسرع وبشكل فوضوي لتدخل اليسار في حكومة الانقلابيين العسكر وهل ينسى احد ان من ابدع ( بعض يقول اعادوا ) ظاهرة سحل المعارض مهما كان وطني ‘ هم اليسار العراقيين ؟ الظاهرة التي بدأت ولم تنتهي لحد الان ‘ في طريقة القتل ونوعية السحل و تغير ادواتها من حبل ورصاص الى دريل وماشابه ....!!! وشارك في تعميق هذه الظاهرة في الحكم كل الذين ادعوا الليبرالية والقومية والاممية العلمانية و الفارق الان هو مشاركة ادعياء الدين ( وهم متضامنين مع ابطال الدعوة للحكم المدني ) رغم علو اصوات دعوتهم بمنع تدخل الدين في شؤون الدولة ...!!
استمر الحال منذ ذلك التاريخ الى ان تراكمت الاخطاء وبالتالي ادى الى فتح ثغرات وتقدم محرر الشعوب المظلومة أمريكا ( بقيادة حاج بوش ..!! ) وقررت ادارتها احتلال العراق واغرب ما حدث نتيجة هذا القرار ان كل الاتجاهات المعلنة المعارضة للنظام القائم من اقصى اليمين واقصى اليسار حتى وصل الى اشتراك كل الطوائف الدينية المعارضة للنظام و باركوا قرار الادارة الامريكية بحجة ان نظام شرس ولا يمكن مقاومته الا بدعم خارجي قوي ....!!!
وبعد الاحتلال والاعلان الامريكي بانها تؤسس لنظام ديمقراطي نموذجي ينور كل الشرق الاوسط وياخذون درس من التجربة ‘ رأينا ولايزال أن أمر الايام التي مرت ويمر بها العراقيين ‘ هو أيام الحكم الديمقراطي التعددي ذات قاعدة واسعة من النكره ومزوري التأريخ والشهادات ( النضال الوطني ) ...أأ فيها الفساد سيد الموقف ‘ ( والغريب يعترف بهذه الحقيقة وكل الاتجاهات المشاركة في الحكم ) حيث وبدون خجل يظهر فاسد على شاشات التلفاز وهو مسؤول في المسيرة ويتهم الحكم والحاكم بالسرقة والفساد .
وشارك في تأسيس كل حلقات هذا الفساد اليمين واليسار العلماني و طبعا الاحزاب الدينية ايضا ولا احد من هذه الاتجاهات مستعد قيد نمله التخلي عن حصته في هذه المسيرة التى بدأت من 9 نيسان 2003 بل اي طرف مشارك في العملية المسماة بـ ( العملية السياسية ) شعر بانه عليه اي ضغط بهدف محاصرة حصته ‘ له ميليشيات يحرق بغداد في غمضة عين.... والمرتاح الوحيد نتيجة استمرارية مسيرة الفساد هذا ‘ هي الادارة الامريكية رغم انها ايضا كحال ( المحاصصين المشاركين في الحكم الذين يتحدثون عن انزعاجهم من الفساد ( في كل شيء )
واليسار العراقي رغم رقيها تاريخيا في ادعاء النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد ومنذ 1958 وهو المشارك الفعال في هذا التخريب العجيب في العراق ‘ ولكن مشاركتهم في مباركة مافعلته امريكا ومشاركتهم في اول تاسيس للمحاصصة الطائفية والعرقية وحتى المناطقية اكبر خطأ تاريخي كل انسان واعي يستغرب لحدوثة ‘ لابل الاستمرار في المشاركة رغم اداعاءات دعوتهم للحكم المدني ‘ رغم انهم ‘ ( اليسار ) ‘ ليس في جعبتهم شيء قابل للاعتزار منذ 2003 الى الان‘ سوى اعتزازهم المضحك المبكي وهو : " أن قائدهم الذي شارك في دورتين في برلمان المحاصصة لم يسجل اي يوم غياب في حضور جلساته " رغم ان هذا البرلمان لم يصدر منه اي قرار قابل للاعتزاز ( كادحين و مظلومين ) العراقيين سوي زيادة اعداد الفاسدين ومزوري الشهادات وكان اخر انجازهم هو قرار محاصرة اهل اقليم كردستان وتغير اسم المحافظات ‘ كان احدهم ظاهر كالشمس نفذ لارضاء الحكم الذي يمثلة السيد ولايتي .... فلماذا يا اخوة اليسار منزعجيين من تصريحاته ....؟!
• وختام القول أيها السادة : أكثرهم شراَ ‘ من لايرجى خيره ‘ ولا يؤمن شره ...( النبي الكريم محمد " ص " ) والسلام عليكم
1242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع