حول اول معجم روسي – عربي للامثال الروسية في العراق

                                              

                           أ.د. ضياء نافع

حول اول معجم روسي – عربي للامثال الروسية في العراق

الكلمة التي ألقيتها باللغة الروسية في المؤتمر الثاني عشر للمستعربين الروس العاملين في معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية , والذي انعقد بتاريخ 27 - 29 / 11 / 2017 بموسكو , وكانت بعنوان – ( كلمة حول اول معجم روسي – عربي للامثال الروسية في العراق ) .

ض.ن.
==========
احييكم – ايها الزملاء – واشكركم على دعوتكم للمشاركة باعمال مؤتمركم في هذا المعهد العلمي العريق , واعتبر هذه الدعوة شرفا كبيرا لي ولزملائي العراقيين المتخصصين باللغة الروسية وآدابها , والذين يعملون في العراق لدراسة اللغة الروسية وآدابها ونشرها في العراق مثلما انتم تعملون في روسيا لدراسة اللغة العربية وآدابها ونشرها في روسيا .
اودّ ان أتحدّث لكم اليوم عن أول معجم روسي – عربي ظهر في العراق للامثال الروسية , وهو من تأليفي , والذي أصدرته (دار نوّار للنشر) في بغداد هذا العام (2017 ).
لقد أسسّت دار النشر هذه في بغداد بعد رحيل ابني قبل عامين تقريبا كي تحمل اسمه , وذلك تخليدا له , وبما ان الراحل ( نوّار ) كان يوحد العراق وروسيا ويجسّد رمز تفاعلهما , فقد خططنا ان يكون الكتاب الاول الذي يصدر عن دار النشر هذه باللغتين العربية والروسية معا , وكان هذا هو الهدف الاول من اصدار هذا المعجم الروسي – العربي .
عندما نقول هنا , ان هذا هو أول معجم روسي – عربي للامثال الروسية في العراق , فان ذلك لا يعني , ان المتخصصين العراقيين لم يتنالوا هذه الامثال في مسيرتهم غير القصيرة في دراسة اللغة الروسية وآدابها ( تأسس قسم اللغة الروسية في جامعة بغداد عام 1958 وسيحتفل عام 2018 بالذكرى الستين لتأسيسه), فقد أصدر الدكتور جليل كمال الدين ( 1930– 2014 )
, التدريسي في قسم اللغة الروسية آنذاك ( والاستاذ البروفيسور في القسم المذكور لاحقا) كتابا مهما وقيّما جدا في بغداد عام 1978 بعنوان – ( دراسة مقارنة في الامثال الروسية والعربية ) , وقد ترجم المؤلف في كتابه هذا الكثير من الامثال الروسية الى العربية وصنّفها حسب مواضيعها وقارنها بالامثال العربية المناظرة لها من حيث المعنى , ولا زال هذا الكتاب لحد الان يعد مصدرا عربيا مهما حول الامثال الروسية في المراجع العربية حول ذلك , الا ان هذا الكتاب كان بالعربية فقط . وعدا ذلك , فقد كتب عدة طلبة من خريجي قسم اللغة الروسية في بغداد أطاريح ماجستير باشراف أساتذة القسم المذكور حول الامثال الروسية ومقارنتها بالعربية عموما وحتى بالامثال باللهجة العراقية ايضا , و أنجز بعض هؤلاء أطاريحهم للحصول على شهادات الدكتوراه في الجامعات الروسية فيما بعد في نفس تلك المواضيع . الا انه لم يصدر في العراق – رغم كل تلك الجهود العلمية الكبيرة – معجم روسي عربي يضم الامثال الروسية , ولهذا فاننا يمكن ان نقول – وليس دون فخر – ان معجمنا هو المحاولة العراقية الاولى في هذا المجال , وقد أشرنا الى ذلك في مقدمتنا للمعجم .
وربما يمكن القول ايضا , ان هذا المعجم هو المحاولة الاولى في العالم العربي ايضا حسب علمنا المتواضع , اذ اننا لا نعرف باصدار مثل هذا المعجم من قبل زملائنا العرب في البلدان العربية الاخرى . أما بالنسبة للساحة الروسية , فاننا لا نعرف سوى قاموس التعابير والامثال السائرة الذي صدرت طبعته الثانية عام 1989 بموسكو , من تأليف فلاديمير شكلياروف و فوزي عطية محمد ( المصري الجنسية) , وهو قاموس روسي – عربي تعليمي يمتلك اهمية علمية وتاريخية كبيرة ومتميّزة في مجال القواميس الروسية العربية بلا شك , الا انه يختلف طبعا عن المعجم الروسي – العربي للامثال الروسية الذي نتحدّث عنه هنا , رغم التقارب الواضح بينهما.
وبناء على ما مر أعلاه, فاننا يمكن ان نعلن هنا , ان المعجم الروسي – العربي للامثال الروسية , الذي نتحدّث عنه اليوم هو اول محاولة في عالم العلاقات الثقافية الروسية – العربية , ويسرّنا الاعلان عن ذلك بالذات في مؤتمركم هذا وفي معهدكم الشهير , باعتباره أحد أهم مراكز البحث العلمي في مجال العلاقات الثقافية الروسية – العربية في العالم .
يقع المعجم الروسي – العربي للامثال الروسية في ( 150 ) صفحة من القطع المتوسط , ويضم اكثر من ( 550 ) مثلا روسيّا مرتّبة حسب حروف الهجاء الروسية , ويعقب كل مثل الترجمة العربية الحرفية له , ثم تعليق حر بالعربية حول ذلك المثل ومجال استخدامه, و يحتوي التعليق ايضا على المثل العربي المناظر او القريب له بالعربية او كيف ترجمته او تعاملت معه القواميس الروسية العربية ( بالاساس قاموس بوريسوف وقاموس جابر أبي جابر ). ان مبدأ المعجم هذا ( اي الترجمة الحرفية ثم التعليق عليها ) – في رأينا – هو بنية جديدة وصحيحة جدا لايصال المعنى الكامل للمثل الروسي الى القارئ العربي , اذ ان القواميس السابقة قد أعطت وركّزت في ترجمة الامثال الروسيّة على الامثال العربية المناظرة ليس الا بالاساس مما أدّى الى عدم الفهم الدقيق من قبل القارئ العربي للمثل الروسي وبنيته وصوره الفنية التي يمتاز بها ولا المجال او الموقف الذي يضرب به .
ختاما لهذه الكلمة الوجيزة اعرض هنا مثلا روسيّا واحدا ليس الا وترجمته الحرفية والتعليق عليها كما جاء في المعجم المذكور ص ( 91 ) –
الترجمة الحرفية – الاعادة ام المعرفة.
التعليق – يضرب في ان الاعادة والتكرار تساعد على تعميق استيعاب المعلومات المختلفة وتثبيتها في أذهان الاخرين. يوجد مثل عربي شهير في هذا المعنى بشكل عام , وهو – في الاعادة افادة . يترجم جابر ابو جابر هذا المثل في قاموسه كما يأتي – التكرار يعلّم حتى الحمار / التكرار يعلّم الشّطار , ولا نريد التعليق على الترجمة الاولى غير الموفقة بتاتا , والتي تتعارض اصلا مع المعنى العام لهذا المثل الروسي .
المصادر
=====
1- بوريسوف ف. م. قاموس روسي – عربي . موسكو 1967
2- جابر ابي جابر. القاموس المعاصر الكبير / روسي –
عربي. موسكو 2012
3- جليل كمال الدين . دراسة مقارنة في الامثال الروسية. بغداد 1978
4- شكلياروف ف. و فوزي عطية محمد . قاموس التعابير والامثال السائرة . موسكو 1989
5- ضياء نافع . معجم الامثال الروسية . روسي – عربي . دار نوّار للنشر . بغداد 2017

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1241 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع