الدكتور/ علوان العبوسي
في مطلع هذا العام كتبت موضوع غاية في الاهمية تحت عنوان ( الطائفية ليست مشروعاً وطنياً ) اوضحت فيه الابتعاد عن هذه المشاريع الهدامة في مجتمعنا العراقي متعدد الطوائف والاعراق موضحاً علمياَ السبل السليمة المطلوب ان تتبعها الحكومات العراقية والحد من دور المليشيات العاملة بعلمها والمشرعنة في الامر 91 مع مجتمعنا العراقي مؤكداً ايضاً الابتعاد عن خارطة الطريق التي وضعها (بول بريمر) الذي ارتكز في هذا الامر على التعاون المشترك مابين الولايات المتحدة الامريكية وايران (انظر بول بريمر عامي في العراق- صص20-26 ).
في مقالي هذه بودي ان اتناول هذا الموضوع بصراحة اكثر وواقعية طالما بات موضوع الطائفية الشغل الشاغل لدى الحكومة العراقية مع سبق الاصرار والترصد ودعمها لانسب السبل لتحقيق ذلك .
يبدوا ان الحكومة قد لاتعي او لاتعلم او قد تتعمد في انتهاج النهج الطائفي وتجعله لصيقاً بالطائفة السنية تحديداً متخذه من ذلك ذريعة في اتهامها باعمال مضادة لاصلة لهم بها لامن قريب ولا من بعيد كرغبتها بعودة النظام السابق وهم من البعثيين والصداميين والقاعدة ...الخ وقد اكد ذلك هذا اليوم (23/2/2013 )رئيس الحكومة نوري المالكي اثناء لقاء خطابه امام عشائر محافظ البصرة ، وتبعه مباشرةً وكيل وزير الداخلية عدنان الاسدي مؤكداً دخول العجلات المفخخة التي ضربت بعض مناطق بغداد من الفلوجة بهذه الصراحة والاطلاق دون ادراكه لما قد يتسبب تاكيده هذا من مشاكل وازمات اضافية جديدة بين ابناء العراق والجميع يعلم ان الفلوجة محاصرة منذ امد بعيد ، ومن بعدهم ظهر عامر الخزاعي مسؤول المصالحة الوطنية ليعلن ان مطالب المتظاهرين غير مشروعة ضارباً بعرض الحائط كل ما يصبوا المتضاهرون تحقيقة من خلالها ...الخ ، ولكن من ينظر لهذه الامور بواقعية اكثر يجد العكس هو الصحيح وتوجيه الحكومة لهذه التهم هوالسبيل الايسر والاسهل لتغطية فشلها في قيادة الدولة وتحميل المواطن مسؤولية ذلك وهذا قد اشغلها عن تادية مهامها الوطنية وهذا بطبيعة الحال عذر غير مقبول فالدولة لديها الموارد والامكانيات ولكن ليست لديها العقول والضمائر والشخصيات الهادءة المتعلمة والخبيرة الساعية لبناء البلد وتوحيد الشعب كقوة اساسية في دفاعها الوطني الشامل ( اقصد كافة قوى الدولة الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمعنوية) والعراق يملك ميزانية انفجارية لم يملكها طيلة تاريخه الحديث ولكن!!! ان نهجها هذا المباشر او بالوكالة يسعى في حقيقة الامر لبث روح الكره والعداء بين الشيعة والسنة المتعايشة مع بعضها منذ مئات السنين ، وبناءً عليه فان الطائفة الشيعية العربية خاصةً باتت غير راضية هي الاخرى لهذه الافعال وهذا النهج الذي ارتكزت عليه الحكومة ، وقد اتضح هذا من خلال التظاهرات السلمية لشعبنا العراقي شيعتاً وسُنة منذ اكثر من شهرين للمطالبة بابسط الحقوق المشروعة للمواطن وبناء الدولة ، وبالمقابل كان رد فعل رئيس الحكومة وحزبه الحاكم وكتلته النيابية تجاه المتظاهرين عدم المبالات والتسويف ومحاصرتهم ونعتهم بالفاض لاتليق به ثم عدم السماح لهم حتى باقامة الصلاة الموحدة والتعرض للذوات من السنة بالقتل والتهديد والقاء القبض بتهم الارهاب في كافة محافظات العراق .
لقد استشعر العراقيون بخطر التدخل الايراني و تقسيم المجتمع العراقي الى سُنة وشيعة بشكل واضح وجلي منذ الاحتلال الامريكي البريطاني الفارسي للعراق والذي تمثل بتصدير الثورة الايرانية ونشر قنصلياتها وشركاتها المخابراتية تحت غطاء انساني كاذب في معظم المحافظات التي تعتقد بانها موالية لهم والمباشرة بملاحقة الضباط والطيارين ممن شاركو بالحرب العراقية الايرانية والمطالبة بتعويضات هذه الحرب بالاضافة الى تفريغ العراق من الكفاءات العلمية الاخرى وردود الافعال الايجابية من قبل الحكومة وبعض احزابها العميلة لايران لهذه السلوكيات والمطالب .
ليعذرني اخواني من الطائفة الشيعية العربية ونحن جزءً منها بان الكلام بالمفاهيم والمصطلحات السياسية العلمية والمبدئية بات غير نافع واصبح لزاماً على كل العراقيين ان يقولو كلمتهم الفصل وبالطرق السلمية المشروعة دون تسويفها من قبل السلطة الحاكمة ، ان ما اردت ايصاله في مقالتي هذه ونحن من دافعنا عن العرض والشرف العراقي طوال سنين عملنا في قواتنا المسلحة مضحين بالغلي والنفيس من اجل هذا الوطن ان السكوت عن افعال الحكومة الحالية دون رد فعل ولو باضعف الايمان انما هو جريمة كبرى يرتكبها ابناء العراق بحق ابنائهم وتاريخهم وحضارتهم وان ما يجري من اعتصامات وتضاهرات هو حق لكل عراقي كفله القانون الوضعي والعرفي كون الشعب هو مصدر السلطات دون مخالفة لدستور او قانون ، ولو انها جاءت متاخرة كثيراً وظني بان الشعب العراقي صبر على ذلك ولكن صبره لم يثمر ولو بابسط ردود افعال الدولة وسلطاتها الثلاث تجاهه وثار مطالباً بحقوقه التي همشتها هذه السلطات بتعمد مفتعل وبتوجيه اكيد من ايران الكارهة للعنصر العربي فالفرد السني محروم من التعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها مالم ينضوي تحت الاحزاب التي كفلها أمر (بول بريمر) المشار اليه آنفاً ، وهو مطارد ومهجر خارج وداخل العراق ومشروع قتل من قبل العصابات الاجرامية الايرانية الطائفية المنضوية تحت قيادة فيلق القدس الايراني امثال جيش المختار وعصائب اهل الحق وثار الله وغيرها من المليشيات العاملة برعاية ايران ، حتى بات قانون المسائلة والعدالة وقانون مكافحة الارهاب بمادتة الرابعة يبدوا وكانه مخصص ضد الطائفة السُنية ، السجون مليئة بالابرياء منهم بالوشاية الكيدية من قبل المخبرين السريين المنتشرين بشكل ملفت للانتباه دون محاكمة ، اغتصاب النساء والرجال على السواء في السجون وامور اخرى جانبت الحقيقة طالب المتضاهرون بالغائها وتعديل مسارات الدولة بشكل متوازن مع الجميع .
دعوني اناقش ذلك مع من يسمون انفسهم بالسياسيين منذ الاحتلال وحتى الان اقول ما الذي قدمتموه لابناء العراق يصب في خدمتهم ، واي نهج منطقي وعلمي تتبعون والحقيقة المره التي يعاني منها ابناء العراق واضحة وجلية جداً امامكم ولا تحتاج الى من يوضحها لكم ( انتهاك حقوق المواطنة ، مرض ، فقر ، جهل ،فساد مالي واداري وسياسي واجتماعي وامني واعلامي ازمات متداخلة مع بعضها دون اصلاح ، خدمات بسيطة يجب توفيرها للمواطن معدومة ، النائب خائف من الشعب يحتمي خلف اسوار شاهقة خصصت له الدولة رواتب خيالية لايحلم بها جعلته فاحش الثراء ترك واجبه الذي اوكل له من قبل العراقيين عشرات الحمايات والعجلات الخاصة لحمايته والمفروض ان يكون العكس اي الشعب هو الذي يحمية ، رواتب الدولة غير متجانسة ، قوانين جائرة وضعها المحتل لاتريدون الغائها او تغييرها كونها تخدمكم ولا تخدم المواطن ...العراق البلد الذي دمره الاميركان والصهاينة والفرس بعضكم تحالف معه من اجل ان تكونوا ولاة امورنا ومع ذلك قبلناكم منطلقين من مبدأ الشراكة الوطنية بعد حل الجيش وكافة مؤسسات الدولة ، بعد حصار شامل طوال 13 سنة دمر بنيته الاساسية ومع ذلك كان العراق طوال هذه السنين بوحدته وتكاتفه قد عزز صموده بابسط الموارد من منح الغذاء والدواء التي لم تتجاوز 1,6 مليار دولار كل ستة اشهر ، اين انتم من ذلك وميزانية العراق الان تجاوزت 136 مليار دولار سنوياً جُلها يُسرق ويبدد في الفساد والصفقات المشبوهة وتموين الاحزاب المعادية والخلايا الارهابية ، وعليه اليس من حق العراقي اليوم ان يصرخ باعلى صوته ياريت الذي جرى ما كان ويحن الى الماضي رغم قسوة ظروفه آنذاك ...والله عيب عليكم تدعون بان لكم دستور يخدمكم وينظم اعمالكم الخاصة دون العامة وسلطات دولة ثلاث ولكن الاعمال بنتائجها ماهي النتائج فالمال يذهب الى ايران ومليشياتها والجيش مع احترامي لمعناه الاصطلاحي الحقيقي لكنه الان بمثابة مليشيات مسيسة فوضوية لايملك عقيدة ونهج مهني ثابت سوى قتل الابرياء والشرفاء من العراقيين وحدود العراق الذي اقسم على حمايتها مستباحة من قبل ايران وغيرها من دول الجوار .
في الختام اصبح لزاماً على كل عراقي اصيل وشريف لا يهدف الى تقسيم العراق ان يحيي المتضاهرين في ساحات الشرف بالموصل والانبار وديالي وصلاح الدين وكركوك وبيجي وسامراء وبغداد وباقي المحافظات ويشد من ازهم حتى تتحق مطاليبهم المشروعة بقوة الله العلي العظيم ...والله من وراء القصد .
826 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع