محي الدين محمد يونس
مواقف طريفة في حياتي
في 11 آذار 1991 أنقطعتُ عن الوظيفة التي كنت اشغلها وهي نائب مدير شرطة محافظة أربيل وذلك لان الحكومة في بغداد قد سحبت جميع الإدارات التابعة لها من إقليم كردستان بعد ان فرضت دول التحالف حظرالطيران في أجواء العراق من خط العرض 36شمالاً، وجنوباً حتى خط العرض 32.وأنصرفتُ الى العمل التجاري حيث فتحتُ محلاً في احد أسواق مدينة أربيل المسمى
(شيخ الله) لتجارة السكَائر ،وكانت اغلب المحلات في ذلك السوق الكبير مملوكة للمرحوم الحاج محمد ،وكان شخصاً امياً بسيطاً همهُ الوحيد العمل ليلاً ونهاراً لزيادة دخلهُ من خلال عمله في تجارة السكَائر في تلك الفترة .
في احد الأيام كنت جالساً في المحل المذكور وكان جالساً معي الدكتور صلاح عثمان أبو بكر عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة صلاح الدين في أربيل آنذاك وصادف مرور الحاج محمد من امام المحل حيث كنا نجلس ،اسرعت الى فتح باب المحل والمناداة عليه وطلبت منه الدخول الى المحل ثم قمت بتعريفه لضيفي قائلا : الحاج محمد والتفتُ اليه وقلت :الدكتور صلاح عثمان أبوبكر عميد كلية الإدارة والاقتصاد .اجابني الحاج محمد ماذا تقصد وما ذا يعني عميد كلية الإدارة والاقتصاد ؟ أجبته هو عميد الكلية التي تُدّرس مجمل النشاط الاقتصادي والتجاري من بيع وشراء وربح وخسارة ،وارجو ان تستغل وجوده معنا للاستفسار والاستفادة منه في مجال عملك التجاري .التفت الحاج محمد نحوي وقال :دعك من هذا وقل لي كم هو وارده اليومي ،رد عليه الدكتور صلاح قائلاً :لا شيء فقط راتبي الشهري،عندها وجه الحاج محمد كلامه للدكتور قائلاً اذن يا اخي أنتَ تعال تعلم مني فأنا لا ارضى بأقل من الف دولار ربحاً في اليوم!! .
3018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع