عباس العلوي
أحزاب العار : ماذا بعد داعش ؟ الحلقة الرابعة
الكلكْجيـّة !!
الكلكْجية : مفردها كلكْجي
وتعني : المحتال الذي يتميز بالخداع وتغيير المواقف !!
والكلمة اصلا مأخوذة من طائر الكلكْجي الذي ينتشر في غابات الأمزون ويتمكن بذكاء من تقليد اصوات وحركات اكثر من عشرين حيوانا / ومن عجائبه ايضا تقليد صوت المنشار الكهربائي الذي يقص اشجار الغابات وكذلك صوت سيارات الأسعاف التى تنقل الجرحى !
والكلمة المرادفة للكلكْجي في دول الخليج العربي : الجمبازي
وتطلق مجازاً على الشخص الذي يتلاعب بالكلام والعقول والمواقف .
وهي مشتقة أصلا من كلمة < جمباز > نوع من الرياضة البدنية التي تعتمد على النط والقفز !
وقريبا منها يطلق العراقيون كلمة : الكلاوجي على المحتال / جاءت من كلمة
< كلاو > وجمعها < كلاوات > هي كردية الأصل تعني حرفيا < طاقية الرأس >
وبأصطلاح العامة من الناس / صار يتميز بها صاحب الدجل والخداع ومن يضحك على ذقون الناس !
دائما مايثير الكلكْجي بأفعاله وحركاته المريبة علامات استفهام يصعب على الآخرين فهمها إلا ّ بمعنى المرواغة والدجل ومثال ذلك :
سياسيو العراق الديمقراطي [ المعمّمون والأفندية ] ممن فرخوا لنا داعش أخواتها وأدخلوا العراق في ديون فلكيّة / لعبوا بنا كما يلعب الكلكجي بضحيته !
ما أجمل الماضي وما أقبح الحاضر ؟
فرق كبير بين عمامة محمد باقر الشبيبي ومحمد رضا الشبيبي وعلي الشرقي وجعفر أبو التمن / وعمامة علي العلاق وهمام حمودي وتقي المولى وخالد العطية < أبو البواسير> !
ومن الأفندية / ثمة فرق كبير بين فاضل الجمالي واحمد مختار بابان وهاشم جواد / وبين إبراهيم الجعفري < صاحب القمقم الذي يهشم الزجاجة > وحرامية الدولار من
[ حيدر الملا والكربولي والمساري والمطلك / الى اخر الأسماء التي تقزز النفوس ] !
توافق الكلاوجية في فن الأحتيال / ادعوا جميعاً انهم يمثلون [ السنة والشيعة ] في العراق / وهي واحدة من مهازل زمن الانحطاط !
في هذا السياق / اعجبني الكلمة المؤثرة التي وردت في مقال كاتبنا حسن حاتم المذكور :
[ من بابكم الى محرابكم ومن فاسدكم الى أفسدكم ومن معممكم الى متأنقكم بربطة العنق ومن جاهلكم الى أجهلكم ومن منكم الى منكم / أحفاد المراسيم الجمهوريه تخفون البعث تحت جلدكم تتداعشون معه على سرير بغداد في كرخها الأخضر ثم تشتموه / تفجرون الشوق في قلوب العائدين وتصطادون فرحاً مهرباً وتستجوبون أفكار الناس عن براعم وعي أو لهفةٍ على جدار الذاكره / تغتالون الأغنيات في حناجر البهجةِ / تمشطون أسنان النساء عن كلمة حب قيلت يوماً في وداع الأحبةِ / تثقبون الشفاه ربما إختبأت فيها قبلة وداع تركها زوج أو شقيق / من أنتم إذن أيها الأموات مؤجلي الدفن وما هي وظيفتكم في حياة الناس ؟!
ـــ منذ مئآت السنين وأنتم تستغفلون الضحايا للجهاد نيابةً عنكم / ثم تستبدلون دمائهم بالذهب والعملات الصعبة في أسواق التبعيه / قفزتم على موجة الله وإرتديتم ورع الأنبياء والرسل والأئمةِ وقلنا "ربما..." إغتصبتم مقدسات أصحاب النوايا الطيبه وأشعلتم فيها زيت الفتنةِ والكراهيةِ للآخر وقلنا " ربما ... " إستعرتم دموع التماسيح لتمطروها خدعة للمرور عبر منافذ عاشوراء الى قلوب البسطاء / وألبستم عمائم الأتقياء وقلنا " ربما ... " وعندما إختبرتكم أمريكا وهي أشطر الماكرين سقطتم في حضيضها / وتحاصصتم وطناً لا تنتمون إليه ! ] .
سياسيونا :وطنيون شرفاء مخلصون < حتى النخاع > / باعوا ثلث العراق بثمن بخس / و حينما حلت داعش ضيفاً رقصوا لها ورفعوا شعار : قادمون يا بغداد يتعاملون بوجهين [ امام الكاميرات أعداء وفي الغرف المغلقة حبايب ] / حرصهم على الوطن دفعهم لبيع المناصب الكبرى بالدولار والشراكة المطلقة في العمولات والمشاريع الوهمية / ومن يقع في مستنقع رذائله ينفخ في بوق المؤامرة والتسقيط السياسي
ـــ ولك ان ترى صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد الأسبق وعلى لسان المحافظ الذي جاء بعده قال :
[ اشترى (شفل) 450 مليون / و(قلاب) 350 مليون/ وزحليكة للاطفال 50 مليون / وتنظيف كل طابق في بناية المحافظة القديمة بـ240 مليون دينار شهرياً ] !
ـــ صالح المطلك قبض مليار دولار من المالكي لأغاثة النازحين / لا أحد من العراقيين
يعرف مصيرها ــ في أي جيب دخلت ـــ و< على هالرنة طينج ناعم > !
ـــ اثيل النجيفي : كان المسؤول الأول عن الموصل بحكم عمله / لم يزعل على احتلال مدينته / لكن جن جنونه حينما لطش داعش خيوله / دفع فدية بمبلغ فلكي لاسترجاعها / هكذا تدار الأمور وتحفظ الأمانات !
ـــ أما المتسربلون بسربال الإسلام السياسي / يجيدون اللعب على الحبال مثلما يجيدون صناعة الفتوى / يقفزون من الطائفية الى الوطنية / ومن العصابة < المذهبية > الى شلة < علي بابا > العابرة للطوئف والقوميات / يبدلون يافطات احزابهم كما يبدلون احذيتهم / ويسبقوها بعبارة [ تيار ] !
تتحول السعودية عند العمائم < بيوم وليلة > من عدو ذميم الى صديق حميم / كل شيء جائز في بازار الدولار !
جعلوا العراق [ فرْجه ] للعالم كله / كل من يفشل بالانتخابات يكرموه بمنصب وزير / وإذا كان من صنف الحمير يسندون له وزارتين / وإذا كان حرامي محترف يضعوه على رأس هيئة مستقلة بدرجة وزير !
رئيس وزائنا < محصّن بالله ومحروس > / كلامه في الليل لايشبه النهار !
يطلب من تركيا سحب قواتها وأردغان يضحك عليه / الكرد على وشك الأنفصال وإعلان الدولة المستقلة وهو يتحدث عن الدستور/ كل مرّة في مؤتمراته الصحفية يعلن عن قطعه شوطا بعيداً في محاربة الفساد / < حجيك مطر صيف ميبلل اليمشون >
محافظ البصرة يهرب في وضح النهار رغم صدور مذكرات القاء القبض بحقه !
قديما قالوا : فاقد الشيء لا يعطيه
وهل يوجد عند الكلكجية والجمبازية
غير تقلب المواقف / والضحك على العقول ؟!
عباس العلوي
السويد في : 26 / 8/ 2017
1055 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع