جودت هوشيار
يحتضن أقليم كردستان عشرات آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم المجازر الدموية في بلادهم .. وتقول مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك أن تدفق اللاجئين السوريين ما زال مستمرا بشكل يومي.
حيث وصل عدد اللاجئين الذين دخلوا الإقليم عن طريق محافظة دهوك (80 ) ألف لاجئ سوري وهو في ازدياد بمعدل 500 لاجئ يومياً . و يؤي مخيم " دوميز " و حده ، الواقع جنوب غرب محافظة دهوك ( 56 ) ألف لاجئ من النساء والأطفال والشباب . و قد ادت موجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة مؤخراً الى سقوط عدد من الخيم في " دوميز " وأرغمت العديد من الأسر للجوء إلى أماكن أخرى.
و على اثر ذلك تم اطلاق حملة واسعة في الأقليم لجمع التبرعات و المساعدات للاجئين السوريين برعاية مفوضية شؤون اللاجئين للأمم المتحدة حيث تتلقى مئات الأسر السورية المساعدات المقدمة من مواطني الإقليم يومياً.
ووفر القطاع الخاص فرص عمل للشباب السوري لأعالة عوائلهم . و لكن هذا لا يعني عدم وجود صعوبة في تأمين متطلبات الحياة و فرص العمل لعشرات آلاف اللاجئين السوريين ، و لم تتلقى كردستان شيئاً من المساعدات ، التي تقدمها الدول المانحة عن طريق الأمم المتحدة الى الدول التي تؤى اللاجئين السوريين . و مع ذلك فأن ظروف اللاجئين السوريين في الأقليم أفضل من دول الجوار الأخرى .
لم يكن بودي التطرق الى هذا الموضوع ، لأن أغاثة اللاجئين مهما كانت أنتماءاتهم العرقية و الدينية ، واجب أنساني و ليست منة من أحد .
ولكن كان من سؤ حظ بضع عشرات من الشباب السوري الهاربين من جحيم الأسد ، التوجه الى محافظة البصرة بحثا عن فرص عمل لأعالة أسرهم . و كان عددهم ( 82 ) شاباً فقط ، ومع ذلك فقد أخذت محافظة البصرة تستغيث لأنقاذها من الغزو السوري ، رغم العلاقة الحميمة بين النظامين السوري و العراقي حاليا . فقد دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس المحافظة حسن الراشد في حديث لـ"السومرية نيوز"، الحكومة العراقية وبعثة منظمة الأمم المتحدة في العراق الى الإسراع بأنشاء مخيم للاجئين السوريين على وجه السرعة لأعتبارات أمنية بالغة الأهمية، بعد أن بلغ عددهم 82 لاجئاً؛ و أعترف الراشد ان معظمهم يعانون من ظروف معيشية قاسية.
وشدد الراشد على أن مجلس المحافظة لا يريد رؤية اللاجئين السوريين على ضفاف العشار ويتطاير من شرورهم ، مضيفاً أن "المجلس بصدد عقد اجتماع طاريء و موسع في مقره لمناقشة تداعيات تدفق عناصر غريبة عن ثقافة ولاية الفقيه و تشكل خطراً على أمن المنطقة ". ويبدو ان هذه المعضلة الأمنية التي تهدد محافظة البصرة في طريقها الى الحل بعد أن أخذ اللاجئون السوريون بمغادرة المحافظة الواحد تلو الآخر . ويقول اللاجيء السوري عبد الله الذي غادر البصرة الى كركوك ان"عدم الإهتمام بنا والإكتراث لمعاناتنا هو الذي دفعني الى مغادرة البصرة الى كركوك ".
و اود ان أطمئن الراشد انه لن يجد في البصرة بعد اليوم لاجئا سوريا واحدا. ولا خوف علي البصرة من الغزو السوري و ان الكابوس المتمثل ب( 82) شابا سوريا ، كان مجرد حلم مزعج مر سريعا و الحمد لله و لن يتكرر أبداً .
جودت هوشيار
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
3341 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع