الحويجة ..

                                                     

                          وسام الطاف عبد الحميد

هل شَاخَت الحُرية في الحويجة أم لازالت طِفله مُشربْ وٓجهها بالحمرة كوجهِ بنات خالتي الصِغار عِندما يٓخرجون من الاستِحمام !

ماهذهِ المدينه التي تَجيشت عليها مُرتزقة الدول متقيئه بشرذمة تٓحكُم بحد السيف وحديده ، هٓل أصبَحت هذه المدينة كوجهِ جدتي عندما تنظر في المرآة تتأمل في اخاديد وجهها التي حفرتها الحرب العراقية الايرانية بفقدان خالي ( هيثم ) .
ام إنها لا زالت طفلة عذراء ترقد في اكناف جدتها  يندلق من ثدي امها حليب مشبع ليس كحليب النيدو المستورد .
كل شئ تغير وأصبح حارقاً في هذه المدينة فبعد ان كانت مدينة تتنفس الجمال والبداوة اصبحت مدينة يتيمة تبحث عن حضن دافئ في ملجأ الأيتام ،  هُنا خِيم تتأوى اليها وافدين معُزين اهلَ ميت جميعهم لحِاهُم مرخاة  بعد ان هجروا شيفرات الحلاقه ، وهناك خيم تتأوى اليها وفود وحشود تتزاحم جاءت بعد أن تسللت منْ بين شبكات الالغام التي تفوح منها رائحة الموت النتنه .
اَما ينقشع ذاك الفيروس المُسبب للألتهاب بتناول جُرعه من الترياق وينتهي كل شئ وتعود الى سابق عهدها .
يوميا هناك خنساء  تندب اخاها صخر  وزوجها بعد ان قطفوا رأسه على حافة الزاب دموعهم تتسابق تغلي تنزل بحرارة عالية كحرارة الماء المغلي المسكوب على المدفئة الكهربائيه ، كل شئ في هذه المدينة ميت لا أحد يحكم الا الشيطان فهو سيد الموقف ، اُخاطِبُ من هل أخاطب الشيطان أن يبقي عليهم أم اخاطب سكيناً اصابته تخمة الدماء . لا أحد يسمعني اسمع صدى صوتي يعود لي ويقول لي هي مدينة اشباح تجوب شوارعها عربة المقصله يقودها جزار  
يتلصص صوتا هاتفياً من أحد الأزقة كي يَفري جُمجُمته ولايبغي سواها .
ثلاثة أعوام من جوعْ وحرمان جَعلت اهلها يستحمون بالتراب المبلل بالماء الارتوازي ، مساكين هم اطفالها سُرقت منهم خارطة مستقبلهم على يد ثلة عَفنة اتخمها الدم تتغذى على عويل النساء " ساديه " ، فبعد ان كانت المساحات الخضراء تغطيها اصبحت جرداء قحلاء مُجرَبه ، من فعل بها هذا ؟ .
كل يوم يهجرها اهلها كما ترك " الغالب بلله " الاندلس متى نقترب من تحقيق الحلم وتعود تلك الرائعه تفيض بجداولها وبساتينها وتفوح منها رائحة القهوة العربيه .  
ادعوك يا الهي تضرعاً وخشية أن تجعل هذه الغيمة تنقشع ويتخللها نور الشمس وتفجر فيها الخير والبهجة فأن اهلها أصابهم سيل من  التعب والحرمان .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع