حسن ميسر صالح الأمين
يا خيل نينوى أركبي وإلى الموصل أرغبي
(بسم الله الرحمن الرحيم - وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ - صدق الله العظيم ) .
السادة الكرام :
(يا خيل نينوى أركبي وإلى الموصل أرغبي)
إن الناظر لحال محافظتنا الحبيبة والموصل العزيزة والأهل المعذبون الصامدون الصامتون هناك ومنذ عام 2003 وحتى الآن يدرك تمامًا أن ما حدث لها طيلة ما مضى من قتلٍ وتدمير وظلمٍ وحيفٍ هو نتيجة ضعفنا وتفككننا ومجافاتنا لقول الحقيقة وفضح الفاسدين والسراق والمتلونين ، وما هو إلا مصداق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها - فقيل ومِن قلة نحن يومئذٍ؟ قال بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله مِن صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهَن ( أي حب الدنيا وكراهية الموت) ، فنحن كثرة ولكننا مستضعفون ولا حول لنا ولا قوة ، وحيث أن المشكلة الحقيقية تكمن فينا بالمقام الأول فنحن من وقعت علينا المصائب وحلت بنا الفواجع ونحن أيضًا وقع ويقع وسيقع علينا اللوم والعتب والتقصير لأننا طوال السنين الماضية لم نستفد من الأخطاء الماضية ونُعدّها درسًا قاسيًا بليغًا نستنبط من نتائجه ما يقينا شر التكرار ولم نستعد كما المطلوب منا لنتمكن من أخذ دورنا وإنتزاع حقوق نينوى وأهلها ودرء الأخطار عنهما .
واليوم وبعد أن من الله علينا وعلى محافظتنا بالتحرير والنصر وفك ألأسر بعد سنين ثلاث عجاف ولإستكمال الفرحة وتتويجُا للنصر بغية الحفاظ عليه وعدم إنتزاعه وتجييره لأشخاص أو احزاب أو جهات فئوية معينة ، وإكرامًا لمدينتي ولشهداءها الأبرار وجرحاها الأبطال من عسكريين ومدنيين والكل يعلم حجم الكارثة التي حلت بنينوى وأهلها ومعالمها وآثارها ومؤسساتها الأخرى قبل أو خلال فترة أحتلال الدواعش الأنجاس أو أثناء العمليات العسكرية لتحريرها أو عمليات النزوح وإجلاء المدنيين .
أقترح وأدعوا كل الخيرين من الصفوة الطيبة من أساتذة الجامعات والتدريسيين والقضاة والمحاميين والكتاب والمثقفين والمخلصين الشرفاء والصادقين النبلاء من أهالي محافظة نينوى ومن خلال هذا المنبر الصادح والفضاء الواسع بالبدء بحملة كتابة ونشر مكثف وواسع لتوحيد المطالب التي تُمثل إرادة أهل نينوى سعيًا لإيصال الصوت الموصلي المغّيب والذي نخشى أن يراد به أن يبقى مُغيبًا ومحصورًا لفئة معينه أو جهة تأبى الأُفل عن المشهد السياسي لنينوى إلى المجتمعين في المؤتمر المزمع عقده منتصف شهر تموز القادم وإلى الحكومة المركزيه والمتمثل :
بالرفض التام لحضور أي من السياسيين السابقيين والحاليين عن محافظة نينوى من (ممثلي الحكومة المحلية أو المركزية أو مجلس النواب وشاغلي المناصب والمسؤوليات منذ 2003 ولحد الآن ومهما كان مستوى تمثيله وكذلك ممثلي نينوى الأعضاء في مجلس النواب والوزراء وكل من كان ذو منصب أستحوذ عليه تحت أسم نينوى في تلك الفترة وكل من كان ذو علاقة وطيدة أستخدمها في التوسط لأخراج المعتقلين زورًا وبهتانًا لدى القوات العسكرية المتواجدة في الموصل أو لدى الجهات المعادية مقابل فدية ماليه وقام بأخذ الأموال أو جمع الأتاوات من أهالي المعتقلين وتسليمها لذوي العلاقة مقابل الإفراج وإطلاق السراح وكذلك جميع من وقف في ساحات الذل والمهانة ونحر الذبائح وقدم الولائم وقتئذ والتي كانت السبب في خلط الأوراق وتقديم نينوى وأهلها على مذبح الدواعش الأنجاس نتيجة الدجل والنفاق والشعارات الطائفية والمزايدات الجهويه وحصول ما حصل من مآسي وويلات طالت البشر والحجر وما أتت على شيء إلا جعلته كالرميم) بمنعهم وإستبعادهم من حضور أي مؤتمر أو إجتماع لتمثيل نينوى والتحدث عن لسان أهلها في قادم الأيام وكذلك المطالبة بتشريع قانون يقضي بعدم السماح لهم بتولي أي منصب يعود لنينوى أو تحت أسم نينوى لاحقًا دون أي إستثناء وبدون أي مبررات إضافة إلى المطالبة بضرورة الإسراع بمحاكمة وإعادة تفعيل مقررات اللجنة النيابية للتحقيق في أسباب سقوط الموصل من العسكريين والمدنيين وكل ذي شأن والإسراع بالشروع بحمله إعمار كبرى لمحافظة نينوى بشكل عاجل وإعادة الخدمات الاساسية ليتسنى للنازحين العودة والإستقرار المنشود .
السادة الكرام : بعد ان خاب الظن وخيم اليأس بأن يُقدم هؤلاء طوعيًا على تقديم أعتذارهم وإستقالاتهم حياءًا وخجلًا من الأحداث وينزوا بعيدين عن المشهد السياسي نهائيًا لفشلهم بإدارة المحافظة طيلة الفترة الماضيه وحيث أن الفاشل والغبي والإنتهازي يبقى كما هو وكذلك ذو النظرة المصلحيه والمنفعة الشخصية يبقى كذلك وحيث أن الأمور تقاس بنتائجها والشعارات بمدى تطبيقها والوعود بما نُفذ منها ، الأمر الذي أصبح بمثابه المستحيل وتحقيق المعجزة ، أناشد كبار السن من أهالي نينوى وأساتذة الجامعات وحملة الشهادات والشيوخ وسليلي العوائل العريقة والمعروفة في نينوى بأن يضطلعوا لأخذ دورهم وبذل ما بوسعهم وبكل جدٍ وفاعليةٍ وتبرئة ذمتهم وعتق أنفسهم من فظاعة السؤال يوم الحساب والسؤال لدى العزيز الجبار (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ، تجاه نينوى وأن يسجلوا موقفًا مشرفًا في خدمة محافظتنا وأهلنا بأن يتولوا مهمة تقديم وإسداء النصح الرشيد لأي من المشمولين بالإبعاد ومفاتحهم بشكل شخصي وبحكم ما تربطهم من وشائج إجتماعيه أو علاقات عائلية أو جيرة حسنه أو صداقة حميميه والطلب منهم الكف عن التمسك بالمناصب أو الحنين للعودة إليها وأن عليهم إحترام نينوى وأهلها بكل مكوناتها أولًا وإحترام أنفسهم وأهليهم وسمعة عوائلهم وأن يعلنوا نهارًا جهارًا بالإنسحاب الكامل عن أي مشهد سياسي يخص نينوى وعدم حضور أي مؤتمر فيما بعد ولا تولي أي منصب يعود إليها .
والله ثم والله ثم والله وجود هؤلاء الأشخاص والاحزاب والتكتلات التي نسمع عن مشاركتها في المؤتمر آنف الذكر وفي رسم السياسة القادمة للعراق عامةً ولنينوى خاصةً سيكونون سببًا في الفرقة والخلاف وستفضي فيما بعد بأصوات أهالي نينوى في الذهاب إلى البعيد من منطلق ليس حبًا بموسى بل كرهًا بفرعون وليس لنينوى من بعد ذلك لا ناقة ولا جمل فيها وسنبقى مراوحين في مكاننا ولا الجهاد الأكبر (الإعمار) ينتظرنا ومحافظتنا ولا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين .
السادة الكرام ، من أعلى درجات العيب والإنتقاص والمهانة بحقنا نحن رجالات نينوى ، أن يتبجح أحدهم ويدلي بتصريحه المشين ليقول بأن لا رجال في نينوى ولا أحد يمتلك القدرة على قيادتها سوانا ومن يمتلك القدرة فَليُقدم متناسيًا ان لنينوى رجالًا أولي بأسٍ شديد كانت لهم صولاتهم وجولاتهم المشرفة وآخرها التجربة اللعينة معه ومع الآخرين أمثاله عندما أخطئوا وسبحان الذي لا يخطيء وصدّقوا بما رفعتم من شعارات وأمنيات وأستفدتم أيما إستفادة في إستغلال طيبة وعفويه ونبل الكثيرين من أهالي نينوى الذين أنتخبوكم وتجشموا فيكم كل أمكانية تقود نحو الأفضل فخنتم القسم والزاد والملح وغدرتم بنينوى وأهلها لتغدوا اليوم خرابًا يبابًا وأقول له رحم الله إمرء عرف قدر نفسه وأذكره أن للموصل رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه وتركوا طيب الذكر والأثر فأمتلأت صفحات التاريخ بأسمائهم وأزينت بروائع صنيعهم وبطولاتهم ولكن إذا لم تستحي فأصنع ما شئت .
السادة الكرام : الرجاء من الجميع أعتبار هذا الأمر من الأمور الشرعيه تجاه أمانه الوفاء والحديث وصون العهد لنينوى وللموصل ولأهلهما وتبرئة الذمة تجاهما وللتاريخ القادم وللأجيال اللاحقة ولوفي الزمن ويحذوني الأمل بتاييدكم والخيريين المخلصين ليتسنى لنا العمل على نشر هذه المطاليب وتعميم مضمونها وإيصال الغاية المرجوه منها لمن بيده مقاليد الحكم بغية تحقيق هذه المطالب وتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان ويوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، فيا خيل نينوى أركبي وإلى الموصل ارغبي .
وأختم معكم سادتي الأفاضل بأبيات مختارة من قصيدة الشمس شمسي للشاعر المبدع كريم العراقي :
أنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي ،
ووصية الفقراء فوق نطاقي .
قدري بأن كل الحروب تجيئني ،
مجنونة تسعى لشـــد وثاقي .
فمن السيوف الى الرصاص مدائني ،
ذابت من الإحراق والإغراق .
ومن الشموع الى الدموع حبيبتي ،
محفوفة بخناجر الســــــراق .
وتحالفت كل العـــصور لمقتلي ،
فأغضتها بتماسكي الخـــــلاق .
وتذمرت وإستأسدت وتفرعنت ،
فحملتها جبلا على الأعــــناق .
لكنما همس العراق بمسمعي ،
يفنى الأسى وجبين عزك باقي .
الشمس شمسي والعراق عراقي ،
ما غير الدخلاء من أخـــــلاقي .
(رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين) ،
عذرًا للإطالة وتقبلوا تحياتي وتقديري .
والسلام عليكم ورحمة تلله وبركاته .
حسن ميسر صالح الأمين
30/6/2017
1263 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع