مرآة الماضي الحلقة -١٥

                                               

                       د.طلعت الخضيري

          

           مرآه ألماضي - الحلقة ١٥
         ألتأريخ مرآه ألماضي ومنظار ألمستقبل

   

رابعه ألعدويه ألعابده ألزاهده
أقدم  اليوم  إلى القارىء الكريم سيره  إمرأه قضت حياتها في ذكر الله والتغزل بحبه .
عاشت رابعه حوالي ألثمانون سنه ، فقد ولدت في ألبصره سنه 100 هجريه(717م) وماتت سنه 180 هجريه (796م) عن عمر 80 سنه قضته في حياه الزهد ، ومخالطه ألعلماء والفقهاء، في تلك ألمدينه ألخالده ، مدينه ألعلماء ،والفقهاء ، والشعراء، ورجال ألأدب.
سيره حياتها
هي رابعه  بنت (إسماعيل ألعدوي) وهو أب عابد و فقير، وهي إبنته ألرابعه، وهذا يفسر تسميتها (رابعه) فهي ألبنت ألرابعه .
توفي والدها وهي  طفله دون ألعاشره، ولم  تلبث ألأم أن لحقت به، لتجد رابعه وأخواتها أنفسهن بغير عائل ، يعينهن على ألفقروالجوع والهزال، فذاقت رابعه مراره أليتم ألكامل ، دون أن  يترك والداها من أسباب ألعيش لهن  سوى قارب ، ينقل ألناس بدراهم معدوده عبر أحد أنهار ألبصره ، فكانت رابعه  تخرج لتعمل  في مهنه أبيها ألسابقه ، ثم تعود بعدعناء ألعمل ، تهون  عن نفسها بالغناء ، وبذلك أطبق ألشقاء عليها ، وحرمت من ألعطف والحنان ألأبوي.
غادرت رابعه وأخواتها ألبيت ، بعد أن دب ألبصره جفاف وقحط أووباء ،  وصل إلى حد ألمجاعه ، ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها ،وبذلك أصبحت ألفتاه وحيده ومشرده, وأدت ألمجاعه إلى إنتشار أللصوص، والمجرمين ، وقطاع ألطرق ، فتم خطفها من قبل أحد أللصوص ، وباعها بسته دراهم لإحد ألتجار ألقساه من آل عتيق ألبصريه،فأذاقها  سوء العذاب والمعامله.
لقد عاشت  بعد تلك ألمرحله( حياه ألزهد والتعبد) في دار متواضعه تتعبد ، وتخالط علماءالدين والفقهاء ، ويتوجه إليها طلاب ألفقه والعلم.
أنشدت ألشعر في ألتغزل بربها وقرائه ألقرآن ألكريم.
شعر رابعه ألعدويه
تمتعت رابعه بموهبه الشعر ، وتأججت تلك ألموهبه بعاطفه قويه  ملكت حياتها في حب محبوبها خالقها، ومن أشعارها في إحدى قصائدها  تصف حب ألخالق فتقول:
عرفت الهوى مذ عرفت هواك    وأغلقت قلبي  عمن سواك
وكنت أناجيك يا  من ترى      خفايا القلوب  ولسنا نراك
أحبك حبين ، حب  ألهوى      وحبا ، لأنك أهلا  لذاك
فأما ألذي هو حب الهوى   فشغلي  بذكرك عمن سواك
رحم ألله تلك ألمرأه ألبصريه ألمتعبده ، ألتي تركت لنا إرثا من أشعارها ، ومثلا رائعا للزهد والفقه وطلب العلم.
ألمرجع :  ألموسوعه الحره

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

642 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع