قراءة مستقبل العراق في غياب الاراده الوطنية ...!

                                            

                           عبدالله عباس

               

    قراءة مستقبل العراق في غياب الاراده الوطنية ...!

اغرب شيء في الحديث عن وضع العراق ( الان و ما ستاتي به الايام بعد داعش وتحرير الموصل ) هو غياب التصور الوطني العراقي والذي يؤكد انه ورغم المصاعب يرى في نهاية النفق ضوء يعوض ما عاناه العراقيين منذ 2003 ( عدا الجانب الكردستاني الذين  يدرسون المرحلة بدقة بقدر تعلق بمصير مساهماتهم وتضحياتهم وهم على حق في ذلك مع امنية ان يختاروا طريق الوحدة بينهم لاتجاه المستقبل )  ‘ كل ما يظهر حول المرحلة القادمة هو تصورات من الخارج اقليمياً و دولياً عند الاطلاع عليه يظهر بوضوح ان تلك التصورات يعتبر ان ماموجود في العراق من ارض و حجر و زرع زائداَ بشر هناك من يخطط لهم و عليهم مساعدة ( اي جهة محللة للمرحلة القادمة ) ينقذهم من مرحلة داعش الى مرحلة اخرى  والا سيكون لـ ( داعشيات توابع وسلسال ) وعلى العراقي الاختيار ‘ فقط بين حين واخر يتحدت ( المحللين المحليين ) عن مايسمى بمشروع ( مصالحة الوطنية ) مسجل باسم ( الحكيم او كتلته الاكثرية .....)  وعلى ذمة بعض من المحللين ان هذا المشروع مبني على اساس تجارى في التحالف الوطني المطلوب طريقا للمصالحة الوطنية علما انه حتى الاميين من المواطنيين العراقيين يعرفون أن هذه المصالحة موجود بين كافة الكتل منذ خروج ( بريمر ) بدليل ان كل كتلة شكل ضمن تنظيماته الفعالة ( مكاتب ولجان و هيئات استشارية مهمتهم تنظم عائدات الاقتصادية لكتلهم ) وأن قرارات  و اقتراحات وتصورات هذه المكاتب تقرر مع من يستجيب ويتم المصالحة معه دون ان ينخفض ( فلس احمر ) من عائدات مشاركتهم في ( الحكم الوطني الجبهوي العريض ) وان كل رئيس كتلة هو صاحب القرار الاول حسب ( ما مقسوم للجيب ) في حسم كل شيء الا استقلال العراق الناجز و وحدة العراقيين لان في هذين العنوانين لايعني الا ( تفليش مكاتب ولجان و الهيئات الاستشارية المتخصصين في الاقتصاد ) .
كدليل ان ( اقتصادين الكتل الوطنية ) لايتحدثون مباشرة لاللقاعدة لكتلهم مايجرى خارج الارادة العراقية من تخطيط وطرح تصورات للجواب ( ما العمل بعد داعش ) ليس لشيء فقط حتى لاتؤثر هذه المعلومات على جمع ارزاق اتي من محاصصة ومحسوب ومقسوم من قبل ( تلك المكاتب ولجان ...ألخ ) وبالتالي يؤثر على معنويات الساده ذو العيون الحمرة لايخاف حتى من الدين والكتاب المقدس الذي ادى باسمهم اليمين ( الدستوري .....!! ) يوم قفز من الخارج الى الداخل وجلس على الكرسي ‘ مثلا لايتحدثون على خطورة اجتماعات عقدت  للثلاثي الامريكي ‘ الروسي ‘ التركي في انطاكيا بحضور قائدي الجيشين الروسي فاليري غيراسيموف و الامريكي جوزيف دانفورد و خلوص اكار رئيس اركان التركي بحثوا بالتفصيل مستقبل العراق و سوريا ما بعد داعش ...!
ولان صاحب فلسفة ( نهاية التأريخ –فوكوهوما ) وجه السؤال : هل نحن بصدد الفشل في العراق ؟ طبعاً هو كان من المتحمسين لاسقاط دولة العراق وبعد هذه السنوات وكما نشر في مجلة (المصلحة الامريكية ) الان هو صاحب تصريح المهم القائل ( حرب العراق كلها مدعاة للندم ...) ولان ارادات الخارجية وادارة الامريكية في المقدمة ينظرون الى وضع العراق الان بهذة الصورة ‘ وهم الذين فعلوا فعلتهم الذي اوصل العراق الى مرحلة الشعور بالندم ( ولم ياخذوا موافقة – القوى الوطنية الا بعهد استلامهم الكيكه ) الان ايضا لتعويض العمل الذي نادمين علية اكيد لايسمعون راى من منشغل بمكاتب ومكاسب لجانهم الاقتصادية والتجارية ...!! ) ( وبالمناسبة ان فوكوهاما حضر قبل مدة مناقشة سياسية في السليمانية وصرح تصريح مهم عن معنى الحكومة الديمقراطية حيث قال نصاَ : ان الحكومة الديمقراطية هي الحكومة تستطيع ان تضمن 24 ساعة كهرباء لشعبه ......ياعيني يافوكوهاما ....!! )  .
من هنا وبغض النظر عما تنقله المصادر المعلوماتية و شبكات الاعلام في بلدنا ( التعبانه جداً ) ..فالتعمق في وجوه المواطنين ‘ بعيدا عن اضواء تلك الشبكات  ‘‘ يبين لنا بوضوح وتحت عنوان المقولة العراقية : ( الحجي بيناتنه ...) العلامة البارزة في وجوهم هو اليأس الحقيقي .
  في ضوء هكذا الوضع أن القول الواضح هو : في الداخل  نتوقع اسوء ما يحدث ... و ان مايعلن ليس الا خداع  وكل طرف يطرح توجهاته  بعكس هذه  ا لحقيقة ‘ لايعني انه يريد تغير النتيجة ‘ بل كل طرف في حالة المراوغة والتسابق مع الزمن  لينقذ مايمكن انقاذه  ‘ ولكن .... هذا ( ما يمكن انقاذه ) لايقصد الوطن و الوجوه المتعبه من مواطنيه ‘ بل انقاذ ما كسب كل طرف من مشاركته في ( إذية الارض والناس ) ... وبعد صحوة ( بعضهم وليس كلهم ... من المشاركين في عملية إلاغفال ..... تحت عنوان عملية السياسية ..! ) من غفلته  وعرف ان ماحدث لبلده واهله ‘ كان مخطط لعملية إنسلاخ الطرفين  ا و معنيين : ( البلد واهلة ) من الارادة الوطنية الموحدة لرسم المستقبل مابعد نيسان 2003 ... اشرنا في تحليل سابق اشرنا انه :
يقول البعض : أن هذا البلد الذي يسمى العراق ماكان له وجود وهو صناعة الإنكليز !! وإستناداً الى هذا القول الذي روج له ومن خلال جمل مؤثرة في الاعماق تم صياغته في غرف مظلمة في واشنطن ‘ ولأنه تم صياغته بطريقة تكون مؤثره وفعاله ‘ رأينا ومنذ (التحرير) ومع مرور الايام ترفع
وتيرة الكلام وكذلك العمل للتأكيد على صحة ماروج له المحتل في الصعود ‘
رغم أن العمل من أجل تحقيق الهدف يجري من قبل البعض في الخفاء ‘ وبعكسهم هناكَ منسجمين مع الفكرة وهم يعملون في العلن ‘ هكذا ورغم  إلادعاءات المختلفة بحيث يظهر ( إختلاف) إلا أن إلانسجام لتفكيك البلد كما يدعي المتنفذين الأمريكيين (كلهم دون إستثاء) انه بلد مصطنع ! تسير على قدم وساق لتحقيق حلم (بوش) الذي فتح الطريق لتحقيق الحلم علناً وعمل (أوباما) بهدوء لنفس الغرض والفارق فقط أن هدوء أوباما يؤدي إلى نتيجة أفضل ويظهر ان ترامب لايغير كثيرا من الثوابت ‘ حيث أن الصراعات التى أوجدها (المحرر المحتل) لو نفذ بسرعة وفي حينها لتم محاربة الفكرة بالقوة لأنه كان من الصعب تفكيك كل الروابط الروحية التى تصلبت مع مرور الزمن ‘ فلابد العمل لإضعاف روحية الشعور بالوحدة وكلما يكون هذا على حساب العراقيين أنفسهم ودمأئهم يؤدى إلى إفتراق سيكون نتائجه أفضل لتنفيذ مخططهم ‘ ولكن الغريب في الامر والذي يؤكد اغفال ( اصحاب مكاتب واللجان الاقتصادية الكتلية ) حقيقة ماجرى ويجرى ان جميع اجتماعات السرية والعلنية لمن شارك في تدمير هذا البد يؤكدون ضرورة حفاظ على وحدة العراق لذا ترى أن القساوة التي يمر بها العراقيين والصورة المؤلمة وصلت ألى حد عدم شعورهم بوجود أي ظاهرة فعلية يعطي معنى وجود دولة بما فيه العلم الذي لم يعترف به الكثيرين منهم بما فيهم المشاركين في مايسمى بالعملية السياسية  ‘ والدستور الغريب الذي يشرح بنوده كل مسؤول في الحكم  (في المؤسستين التشريعية والتنفيذية ) كل حسب مصلحته الفئوية بل حتى العشائرية  ‘‘ وتم أضافة مصلحته التجارية الخارجية (وتطيب المصلحة الداخلية كل الامراض حيث لو يستطيعون لاستوردوا الهواء من دول الجوار والتقاليد العصرية من الغرب...!!)
 ومع الاسف ‘ يرى العراقيين أن كثير من المتنفذين يشعرون أن خريطة العراق كبيرة والسيطرة عليه صعب يتطلب الجهد وأن العراقيين ماكانوا يوماً من الأيام متوحدين بل (هذا ما يدعيه اصدقاء كل الاطراف) ماكان بين من كانوا يسمونهم شعب العراق ‘ أي صلة رحم وكانوا دائماً وفي الخفاء خناجر تلمع تحت عبارات التعايش ‘ وماكانت كل إلأنتفاضات والتضحيات لبناء العراق إلا كذب وماكانت تسمى باللحمة الوطنية والترويج لها إلا عمل في الخفاء ليأتى المحرر الامريكى ويفسح المجال لتطير هذه اللحمة عند أول فرصة وكما يحصل الأن .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

526 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع