عباس العلوي
قبل ان ابدأ:
حديثي اليوم ليس للدفاع عن السيد مسعود البرزاني ولا عن نظام حمكه ولا عن سيل التهم التي وجهت اليه في السنوات الأخيرة سواء كانت حقيقية ام زائفة / بقدر ما هو تسليط الضوء على طبيعة الأنظمة العائلية الحاكمة [ بخيرها وضرّها ] في دول المنطقة!
نظام العائلة يستمد شرعيته من رمزه الكببر الذي حرّر البلد من قيد الاحتلال او الاستعباد او الوصاية بعناوين مختلفة / هذا ما هو قائمٌ بالفعل في كافة الأنظمة الملكية شرقً وغرباً وفي < مشيخات > دول البترول الخليجي ايضاً / وأكثر من هذا تحولت بعض الأنظمة الجمهورية الى عائلية كما حصل في سوريا وكوبا وكوريا الشمالية وغيرها وكادت ان تحصل في [مصر مبارك] لولا ثورة يناير الشعبية التي أطاحت به / وهناك العديد من الجمهوريات الأخرى التي تُدار طولاً وعرضاً من قبل عائلة الرئيس!
دول الخليج [من السعودية وحتى عمان] أنظمة عائلية وراثية بعضها أضاع ثروة البلد والآخر نهض به / فرق كبير بما قام به الشيخ محمد بن راشد المكتوم حينما جعل من دبي ثالث مركز تجاري في العالم والسلطان قابوس الذي حافظ على هيبة عُمان / وبين ما قام به ملوك السعودية وقطر من هدر للأموال ونشر للفكر التكفيري الارهابي في انحاء العالم!
تاريخياً / تغيير الحاكم في هذه الأنظمة يأتي من داخل العائلة فقط كما حصل مرارا في الامارات والكويت وعمان وقطر والسعودية / يُقصى الأب ويُؤتى بالأبن او الأخ [ بطريقة حجر الشطرنج ] كبديل تقتضيه الضرورة / السبب معروف ان التركيبة الوراثية لهذه الأنظمة لا تسمح لأي جهة من خارجها ان تنجح في انقلابها / لأن مقاليد الجيش والامن والاستخبارات وخزائن المال فضلاً عن الطبقة الأولى من اعيان الدولة وقادتها هي تحت امرة العائلة فقط!
سقت هذه المقدمة كي أبيّن أن السيد مسعود البرزاني حاكم إقليم كردستان العراق / سواء ان اتفقت معه او اختلفت هو ابن القائد الذي أصبح رمزا للشعب الكردي / السيد جلال الطالباني بكل تاريخه الطويل لم يرتق مرتقى < الراحل مصطفى البرزاني > / لا عجب في مثل هذا الحال ان تبقى كردستان العراق عدا السليمانية تحت حكم العائلة البرزانية وأي تغيير مستقبلي فيها يأتي من داخلها فقط / لا تسمح لأي طرف من تغيير هذه المعادلة حتى لو أجريت في الإقليم عشرات الانتخابات بعنوان الديمقراطية وكي أكون أكثر وضوحا في التعبير:
هو ليس نظام دكتاتوري مثلما هو ليس ديمقراطي إنما عائلي كما هو في دول الخليج
هذه الحقيقة يجب ان يفهمها الجميع بدءاً من الأحزاب الكردية المتخاصمة الى آخر الأحزاب الأخرى التي تحكم العراق حالياً / وقطعاً للمهاترات السياسية [ القديمة الجديدة] التي اوصلتنا الى طريق مسدود / أقول للجميع [ عرباً وكرد ] :
أيها السادة الكرام / لا تلعبوا بأعصابنا / اما ان تقبلوا السيد مسعود البرزاني بكل ما فيه من حسنات وسيئات أو. لا / وإذا كان خياركم الرفض / لا تكونوا منافقين قولوا له علناً:
لا نريدك
اذهب وأعلن دولتك المستقلة التي تلوح بها كل يوم في تصريحاتك الصحفية وكفى تهديداً! اللعب على الحبلين لا يخدم الشعب الكردي ولا الشعب العراقي ولا أمن المنطقة!
السويد في : 7/ 2 / 2017
845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع