عبدالله عباس
تحت العنوان اعلاه وقبل عام او اكثر ‘ كتبت تحليل مطول ( باللغة الكرديه ) وارسلته للنشر في احد المواقع والذي يعلن عن نفسه على انه ( ميديا حرة مستقلة ) في نفس اليوم جأني رد نصاً يقول : ( عذراً استاذ .. احنا لاننشر هكذا مواضيع ....! ) دون ان يوضح وباختصار : لماذا لاينشرون هكذا مواضيع) علما ان الاخ يعرفني و نتبادل بين حين واخر التحيات والاستفسارات.
في حين ‘ أتذكر ‘ أن الاستاذ الراحل حلمي علي شريف ‘ وهو كان سياسي مشهور و
أحد القادة البارزين ضمن الحركة القومية الكردية والمعروف بصفتين على مستوى العراق وأكثر ‘ حيث كنت محرر اعتيادي في جريدة ( هاوكاري – التضامن وهو كان رئيس تحريرها ‘ جلس معي في مكتبه ونقاشني لمدة ساعة ليقنعني بتغير صياغة بعض الجمل في دراسة مطوله كتبتة عن قصائد الشاعر الراحل شيركو بيكه س نشر بثلاث حلقات في نيسان 1974 في صفحة الثقافة في ( هاوكاري ) ولكي نفهم موضوعياً عن افرازات الظاهرتين نقول :ان فهم نموذجي ( الاخ مسؤول موقع الصحفي الحر والعصري ونحن دخلنا الالفيه الثالثه و رئيس تحرير صحيفة هاوكاري فى عقد السبعينات القرن الماضي ) هو احد افرازات ظاهرة انقطاع تسلسل مراحل التاريخ ودروسه ‘ وكنت اقصد في تحليلي شرح سلبيات هذه الظاهرة معتمدا على احداث التاريخ في حياة الشعوب والقوميات موضحا خطورة حدوث انقطاعات حادة في مسيرة التاريخ في حياة البشرية ‘ واعيد كتابة الموضوع ( مترجماً ) مع عرض نماذج .
قلت في التحليل :
تقول لنا التجارب المتنوعة في تاريخ الانسانية أن اي قوم او شعب ‘ إان كان باختياره وتكوينه او نتيجة لوقوعه في مشاكل معقدة لعدم وجود اراده قوية يقوده للامان ‘ أو نتيجة لتدخلات خارجة عن ارادته يخطط لاضعافه والسيربه باتجاه معاكس لتحقيق مصيرة كما يريد ويمنعة من التقدم ‘ و نتيجة لهذين السببين تحصل تقاطعات حاده في تاريخ ذلك الشعب او القومية يمنعهم من تنمية الارادة بينهم لتقرير مصيرهم .
وذلك عكس الاقوام والشعوب الحية الذين احتفضوا بارادتهم في تقرير مصيرهم ولم ينحنوا بالاتجاه الذي يؤدي الى انقطاعهم عن اصالة التأريخ و كونوا ارادة قادرة على مواجهة اي هجمة خارج ارادتهم تحاول انقطاع مراحل تاريخ وجودهم وفي كل انعطافات التاريخية لم يتخلوا عن التاكيد بالتمسك بالحقيقة ان وجودهم مرتبط بعدم التخلي عن ارادة واقرار مصيرهم بأنفسهم ‘ وطرحنا في تحليل امثلة حية في تاريخ الشعوب والقوميات للنموذجين ‘ ووصلنا الى حقيقة ان تفاعل الاسباب الخارجية ومع الانتكاسات من الداخل ( تداخل ظاهرة عدم وحدة الارادة من الداخل مع الهجمات والمؤامرات من الخارج ) ادى الى تفكك شواهد التوثيقيه للوجود التاريخي والتقاطع الحاد في مراحلها المختلفة أوصل الكثير من الشعوب والقوميات الى الذوبان داخل وجود الاخرين أو استسلموا للامر الواقع حيث انقسم وتفكك وجودهم كتفكك تأريخهم عندما سمحوا لتداخل الاسباب التي ادت الى تقاطع مصيرهم في التاريخ الممتد والمستمر .
واخطر ما في هذه النتيجة (سماح لتقاطع مراحل التاريخ ) في حياة تلك القوميات هو نموذج المستسلم للامر الواقع و اكتفاء بالعمل فقط من اجل انسجام ماتبقى مع الواقع بدل العمل الجماعي من اجل النهوض والجهد لاعادة ارتباط وجود التاريخي وذلك عن طريق عدم السماح بانهيار مرتكزات وحدة وجودهم التأريخي : كـ( اللغة ‘‘ التراث ‘ الارض ‘‘ ) وذكرنا القوميتين الكرد والعرب الضحيتين اكبر تضررا نتيجة لمعاهدة ( سايكسبيكو ) كنموذجين لضحية الانقطاعات الحاده في مسيرة تاريخهم ‘ و ذكرنا نموذج اكثرحياً لشعوب لم يسمح لفرض انقطاع مراحل التاريخ لوجود هم الموحد في تكوين الارادة و اقرار المصير وهما نموذجين ( هند ) و ( فيتنام ) .... عند البحث عن كارثة تقطيع مسيرة التأريخ ‘ نرى بوضوح ان من اسوء افرازاته : انه كلما يتأخر ظهور ارادة قوية تهتم اوتناضل من اجل اعادة ربط مراحل التاريخ ‘ ينتج هذا التاخير ظهور ارادة تنطلق من فرض فئوي بديل تلجأ الى صنع تاريخ على اساسها من جديد مع محاوله لتزيف المراحل التاريخية السابقة واعتبار الارادة بديلة منقذه حيث تقوم بتنظيم كل توجهات المجتمعية التربوية و الثقافية على هذا الاساس معتبرا ان تلك الارادة بداية التاريخ ‘ وظهور تلك الارادات المنفصلة اصبح ارث القوميات والفئات في منطقة الشرق الاوسط بعد تفكيك تاريخ المنطقة عندما سمحو للتدخلات الخارجية الطامعة لتدخل وتفكيك كل الروابط التأريخية بينهم .
عندما احتل الاستعمار البريطاني شبه جزيرة الهند واسقط امبراطوريتهم ‘ ولمعرفته بتنوع الاعراق والاديان والمذاهب على ارض الهند توجة الى تنفيذ سياسة ( فرق تسد ) سيء السيط ‘ ولكن ظهر من بين ابناء ذلك التنوع رجل ( غاندي )لم يسمح بانقطاع الهنديين عن جذور تأريخهم الموحد والمتنوع ‘ وطرد اشرس واحقر استعمار كان ( ولايزال ) مهمته تفكيك الارادات الموحده للشعوب لفرض هيمنته .
والشعب في فيتنام الذي قسمه الاستعمارين الفرنسي والامريكي ‘ وبعد ان طرد انتفاضة الشعب في الاقليم الشمالي لفيتنام في معركة ( ديان بيان فو ) الفرنسين واعلن تاسيس الحكومة الوطنية و احتل الامريكين الجنوب كافح الجنوبيين بدعم من الشماليين الى ان طردوا الامريكين شر طرد ‘ ولم يتبادلوا الوفود للمباحثات من اجل توحيد الشطرين او طرح كل اقليم مطالبه ‘ بل وفي اول يوم بعد خروج اخر جندي امريكي مهزوم ودون مفاوضات اعلن توحيد الجنوب والشمال و توحيد كل جهود الشعب الموحد لبناء فيتنام.
وفي بقعة اخرى من ارض الشرق ‘ خدع الانكليز العرب عندما وعدهم بعد ان يساعدوا لاسقاط امبراطورية الترك العثماني ‘ سيساعدهم لاعادة مجدهم الموحد وتاسيس دولة العرب الكبرى ‘ ولكن عندما كانوا يقاتلون جنبا الى جنب مع الحلفاء ضد العثمانيين ‘ كان الانكليز وفرنسا يخططون لتقسيم اهل المنطقة وارضهم وهكذا كان الخاسر الوحيد في نهاية ذلك الحرب هم القوميتين العرب والكرد حيث قسم الكرد الى ثلاثة اجزاء والعرب الى اثنى عشر كيان والان بعد بذل جهد كبير للتوحيد اصبحوا اثنان وعشرون كيان ...!! ومنذ ذلك التقسيم عقد الاف المؤتمرات للتوحيد ‘ لم يحصل اية نتيجة بل بعد ان خسروا في الاربعينات نصف الاراضي في فلسطين ‘ الان خسروا كل فلسطين ....!!
أما نحن الكرد ‘ ففي اقليم كردستان ( الجنوبي – العراق ) لنا الان سلطة شبه مستقلة ‘ تتحرك كما تشاء بكل الاتجاهات ‘‘ رغم ان وجود ظاهرتين واضحتين للعيان والتي تعقد الامور الانيه ويهدد المستقبل ويبعدنا عن تحقيق وحتى اقتراب من ان نقرر مصيرنا بايدينا ‘ اخطر ظاهرة هي التنافس الشديد ( مخفي احيانا ومعلن احيانا اخرى ) بين النخب السياسية بحيث ان هذا التنافس اصبح برنامج عمل والخطورة فيها ان كل نخبة مستنده على ارادات خارج الطموح الشرعي المستقبلي للكرد كقومية .
وعلى سبيل المثال : صحيح هناك ممارسة العمل تحت عنوان الديمقراطية ‘ كالانتخابات بما يظهر انها ملتزمه بالنهج العصري في ممارستها ‘ ولكن عندما تظهر النتائج لاتخدم طموح احد من الاطراف النخبوية ‘ يظهر طرح تقاسم وشراكة مع الفائز في السلطة خارج نتائج ممارسة الانتخابات واذا لم يتم ( التفاهم ) تحت عنوان الشراكة تتأزم الاوضاع وفي المقدمة ( استقرار المظهري ...!! ) ... وليستر الله ماياتي به المستقبل ...!!!
922 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع