مهند حمودي ألعنبكي
قرأتُ قصيدة (اختي العزيزه) للدكتور (رعد العنبكي) فكلماتها ومعانيها تجعل الانسان يقف عاجز عن هذا الوصف الجميل والراقي لمعاني الحب والشوق بعد هذا الفراق الطويل واكيد كلنا نتفق على ان الفراق عقوبه مبرحه قاسيه كأنك تمسك الجمر بقلبك لا بيدك .
فكان لي لقاء مع شخص عزيز علي افترقت عنه منذ كنت طفلا صغيرا وشأءت الاقدار ان نلتقي بعد فتره طويله من الزمن وقد بدء البياض يكسو شعر رأس الطفل الذي افترق عنه ولكن يبقى بنظره ذلك الصغير الذي ودعه في المطار
فعندما طلبوا مني ان اتكلم معه لم استطع حصر دقات قلبي والسيطره على لساني لكي تخرج منه اجمل كلمات الشوق والمحبه وتناسي ايام الفراق الاليمه واسبابها ومعاناة الحياه كل ذلك ذاب كذوبان الثلوج من قمم الجبال مع اول (سلام عليكم) وبقي شيء واحد الاوهو الحب الصادق كالجبال الشامخه.
أعود الى قصيده اختي العزيزه وعلاقه الاخوه في حياتنا لما تحمله من مصدر قوه ونعمه فالاخوه وطن ومن دونهم غربه وخير مكسب في الدنيا فهم زينه في الرخاء وعده في البلاء ومعونه على الاعداء كما يقال, وقد استذكرتني هذه القصيده بقصه قديمه حُكيت لي, يقال ان امراً قد صدر بضرب اعناق ثلاثه اشخاص وحين قدموا امام السيًاف لمح الحجاج امراة تبكي بحرقه فقال احضروها فلما حضرت سألها ما الذي يبكيكي فقالت هؤلاء الثلاثه هم زوجي واخي وابني فلذه كبدي فنظر الحجاج اليها وقال اعفوا عن واحد منهم فمن تختارين وكان كل ظنه تختار ولدها.... خيم الصمت على المكان والابصار على المرأة بانتظار من ستختار ففوجئ الجميع بانها اختارت الاخ فسألها لماذا فقالت اما الزوج فهو موجود اي ممكن ان تتزوج واما الولد فهو مولود تستطيع ان تلد واما الاخ فهو مفقود لتعذر وجود الاب والام. فأعجب الحجاج بحكمتها فقرر العفو عنهم جميعا.
ما اجمل الحياه عندما تجد اخاً عزيزاً او صديقاً حميماً يشاركك افراحك واحزانك يحمل همك ويسأل عنك اللهم اجمع قلوبنا على الرحمه التي تجمع فيها الحب والتضحيه والتسامح فحافظوا على علاقه الاخوه لانها شي لايعوض.
806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع