عبدالله عباس
أصحاب (ألاقلام السياسية الحرة ....!! ) حالهم ‘ حال بعض حكام هذه المنطقة الذين ومنذ عشرات السنين منبطحين امام المتنفذين الاشرار في الادارة الامريكية ‘ كتبوا كلمات الفرح لمناسبة رحيل ( فيدل كاسترو) قائد الثورة الكوبية و قائداً لادارة وطنه طوال 60 عاماً ‘
الرجل الذي أثبت شجاعته عندما لم يقبل ‘ هو ورفاقه في الحكم المساومة امام من يقود الادارة الامريكيه و ولاياتها المتحدة او المسؤولين عن مصدرالقرار في تلك الادارة الخالية من القيم الانسانية ‘ وهم في الواقع مجموعة من العصابات المافيا منذ ان اعلنوا ولاياتهم يخدعون العالم بنصب تمثال حجري لاروح فيه ‘ الذي يسمونه ( تمثال الحرية ) وكل اعمالهم لايؤدي الا الى نشر نفس الخراب الاخلاقي الموجود لديهم وهو : كبس كل 25 ثانية شخصاً يبيع المواد المخدره ليستلمه الشرطي ويبعها مرة اخرى لمدمنون في ولاياتهم ‘ وبعد ذلك ولا يزال يقتلون السود المتشردين في جنة أمريكا الخادعة ‘ ولكن ‘ في الوطن كاسترو ‘ وبعد أقل من خمسة اعوام من الثورة ‘ أصبح اول بلد خالي من المخدرات تماماً .
ان رحيل ( فيدل كاسترو ) وهو في عمر 90 عاماً وبعد أن حكم لمدة 60 عاماً بعد إنتصار ثورته واسقاط نظام ( باتيستا )الذي وبحسب الوثائق التي نشرت بعد انتصار الثورة خادماً لامريكا حيث أن أراضي كوبا كان مملوكا للامريكان واعوان باتيستا بنسبة 75 % وبقيت 25 % فقط لاهل البلد وكان مركزا لتهريب المخدرات ومركزاَ للتأمر ضد نضال شعوب دول امريكا اللاتينية ‘ نقول أن رحيله ‘ لايعني اطفاء شعلة الحالمين بالحرية الحقيقية ‘ بل أن قراءه دقيقة من منطلق البحث عن الحقيقة والتمعن في مراحل صمود هذا القائد وأكثرية شعبه يبقى مناراً يضيء طريق الذين ينشدون حرية الانسان الحقيقي الذي يعني الجهاد من اجل البناء بروح المسؤولية الانسانية وليس ( تجارة حرة ...!) وبمفهوم المافيا مصدر القرار في واشنطن فقط .
أن التغيير الذي قاده كاسترو استند على ارادة الشعب وحيث انه ضمن الثورة له الوعي بالمسؤولية تجاه ارادته ‘ ضمن ايضا تكوين الانسان الذي لايسمح ان يفرض عليه اي ارادة خارج كبريائه الوطني وشعوره بان يحافظ على كل مستلزمات الحرية التي يسيره دائماَ الى الامام لضمان البناء بالمسؤولية .
أن الاحداث والارقام والوثائق ونتائج ثورة ( فيدل كاسترو) ثبتت ان القادة الكوبيين على هذا النهج اوصلتهم الى نتائج مبهرة جديره باحترام الانسانية ‘ ولكن وخلال عشرات الاعوام من عمر تلك الثورة ‘ وبداً بالحصار الشديد الذي فرض على كوبا ‘ فكان التأمر ومحاولات الادارة الامريكية تعمل وبشكل مكثف وعن طريق بعض ايتام باتيستا الذين يعيشون خدم داخل امريكا ويرغبون عودة كوبا واهلها مملوكا للراسمالية الامريكية ‘ كل ذلك منع وصول حقائق تطور والازدهار الحقيقي لتجربة كوبا الى العالم .
في وطن فيدل كاسترو وتحت الحصار الخانق الذي فرضه ادارة مافيا الامريكية علية ولمدة 60 عاما ولايزال ‘ ولكن و بشهادة المنظمات الدولية ان في كوبا يطبق افضل نظام تعليمي نموذجي لامثيل له في كل دول امريكا اللاتينية وانه يتم تطبيق برنامج التعليم المجاني في كافة مراحل الدراسة ولا يوجد بين كوبين امية ‘ وانه ونتيجة لتطبيق برنامج الرعاية الصحية الراقية فأن متوسط عمر للكوبين يصل الى 78 عاما بذلك وضع كوبا في مقدمة بلدان المتقدمة بين بلدان امريكا اللاتينية من ناحية الخدمات الصحية و في تسلل العالمي فأن كوبا من بين 25 دولة متقدمة يحافظون بشكل متطور على الحالة الصحية الجيدة لشعوبهم ‘ وفي كوبا لكل الف مواطن ( 7 "6 ) من اطباء ‘ ان هذه النسبة لبلد مثل كندا تصل الى (6 " 2 ) وفي داخل امريكا ( 4 " 2 ) .
أن الثورة التي قادها فيدل كاسترو ‘ لم تكن نموذجاً لثورة منتصرة والتغيير الحقيقي نحو الافضل داخل كوبا فقط ‘ بل وصل ضؤها الى كثير من بلدان العالم ويقدم كوبا مساعدات علمية وطبية الى اكثر من 66 بلداً من خلال خبراء ‘ و في مجال تقديم الخدمات الطبية فأن لكوبا 15 الف طبيب في تلك البلدان .
رحل فيدل كاسترو الانسان والقائد من هذه الدنيا ‘ والذين يعشقون الفساد وانحراف اخلاق الانسان ويعشقون كل الانفلات للقيم المنظمة للحرية التي من المفروض ان تكون اعلى مستوى للشعور بالمسؤولية تجاه القيم الانسانية وهم تحت تاثير وتخدير ثقافات التي تنشرها وتشرف عليها اقوى قوة غاشمة للمافيا الرأس مالية من خلال عمل منظم في اقبعة مظلمة في واشنطن ‘ هولاء فرحوا برحيل هذا الانسان الكبير ‘ وكذلك فرح شخصيات متداول اسماءهم كـ ( حكام ) للبلدان وشعوب ‘ ولكن في الحقيقة هم من منبطحين امام ليس فقط مسؤول الاول في ادارة الشر الامريكي بل امام مسؤولين من الدرجات الثالثة وانت نازل من من يعملون في اجهزة مخابرات تلك الادارة .
ولكن لمحبي الحرية الحقيقية مؤطرة بمعاني قيم السماء والارض ‘ حزنوا لرحيل فيدل كاسترو ‘ دون أن يعني عندهم هذا الحزن احباط او يأس أو تخلي عن حتمية تحقيق الحلم بظهور يوم نصر الحق على الباطل الوحشي المختفي خلف الوان الادعاء الدفاع عن الحرية البشرية والمسيطر وبشكل تعسفي حتى على ( تلك المنظمة التي تسمى الامم المتحدة وهي في الحقيقة يتعامل معها وحش الادارة الامريكية كاحدى المؤسسات التابعة لها وهي تشرف منذ عشرات اعوام على اختيار امينها العام من بين السياسيين هم في الحقيقة خيال مأته ) ... واكيد أن البشرية تحمل في رحمها ‘ عشرات النماذج من امثال كاسترو و غاندي ومانديلا ...
1222 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع