عامر السلطاني
مما لاشك فيه ان التوقعات كانت تُشير الى فوز المرشحه الديمقراطيه هيلاري كلنتون ، وحسب استطلاعات لمراكز متخصصه في هذا المجال بينت الاحصائيات بفوز كلنتون فوزاً مؤكداً أضافه الى وقوف اغلب وسائل الاعلام وكبرى الصحف الامريكيه الى جانبها ،
الا أن النتيجه كانت خارج التوقعات وكانت دهشه للجميع ، ولا أبالغ بالقول او التباهي والمقربين مني كانوا على علم ماقلته فتوقعت فوز ترامب في هذه الانتخابات على الرغم من تقدم السيده كلنتون بنتائج الاستطلاع والمناظرات التي تمت بين الطرفين ، الا أن احساس في داخلي وحقائق على الواقع جعلتني اتوقع فوزه وفيما يلي اهم الحقائق التي استغلها ترامب في حملته الانتخابيه وبنى عليها خطته للوصول للبيت الابيض ...
اولاً : ان السيد ترامب عرف كيف يخاطب الداخل الامريكي بمغازلته والعزف على وتر حساس جداً وهو استياء الاغلبيه الامريكيه من التطرف الديني الاسلامي بعد الاعمال الارهابيه المتفرقه وتفجيرات باريس ، وشعارات ترامب والتصريح بطرد المسلمين وعدم السماح لهم بدخول امريكا ، فهذه النقطه كسب بها اصوات الكثيرين من المتشددين من الطرف الاخر والمعادين للفكر المتطرف والغير راغبين بتواجد المسلمين في بلادهم .
ثانياً : خطاب ترامب في نيويورك لتجمع للجاليه اليهوديه ووعوده بنقل السفاره الامريكيه الى القدس وجعلها عاصمه اسرائيل وتعهده بالدفاع عن امنها مما كسب ود واصوات اليهود المتواجدين في امريكا وهم لهم تأثير قوى على الاقتصاد الداخلي والسياسه .
ثالثاً : تعهد ببناء جدار عازل بين امريكا والمكسيك على ان تدفع الاخيره كلفته ، لمنع دخول المهاجرين الغير شرعين ومنع تهريب المخدرات ومكافحه الجريمه وطرد كافه اللاجئين الغير شرعين واللذين لديهم مشاكل ، مماكسب ود واصوات الكثيير من الامريكيين التي اصبح تدفق المهاجرين الغير شرعين يثير قلقهم على الاستقرار الداخلي والاقتصاد الامريكي .
رابعاً : تعهده بأعاده امريكا الى عظمتها وقوتها واشار خلال حملته الانتخابيه الى العلاقه مع دول الخليج وايران والصين وروسيا ، وكانت خطاباته تبعث في الداخل الامريكي شعوراًلأعاده قوه وعظمه امريكا ، وهذا ايضاً كسب ود واصوات الكثيرين .
هذه اهم النقاط التي جعلت الغلبه والفوز لترامب اضافه الى الرغبه لدى الناخب الامريكي بضروره التغير واستعاده مركز القوى والغلبه والسياده للعالم دون منافس ،
السؤال المهم هو ماهو القادم في المنطقه العربيه وماهي التغيرات المحتمله في الواقع السياسي لمنطقه الشرق الاوسط ، علينا ان لانستبق الاحداث ونعود بذاكرتنا للوراء عندما فاز اوباما في الانتخابات الرئاسيه أستبشر العرب خيراً بمجيئه وعندما زار مصر وبدأ خطابه الذي القاءه من جامعه القاهره ب ( السلام عليكم ) وانهال التصفيق الحار له واذا بمنطقه الشرق الاوسط تشتعل ويهل علينا مايسمى بالربيع العربي فتبدل الربيع الى خريف اسود في بلدانه فعمت الفوضى في تونس وليبيا ومصر ، وظهور داعش وسيطرته على مناطق واسعه من سوريا والعراق ، ثم القتال في اليمن والحرب الدائره لحد الان ، فهل هذا السلام الذي كنا ننتظره وبدأنا نردد عباره ( ياريت اللي جرى مصار ) على قول اخواننا المصريين ، علينا ان لانطلق الاحكام مسبقاً ، فليس كل مايقال في الحملات الانتخابيه يتم التعويل عليه في السياسه الخارجيه للولايات المتحده الامريكيه ، ولكن من المتوقع وهذا استنتاج شخصي ان خارطه السياسه في المنطقه العربيه والشرق الاوسط سوف تشهد تغييرات جذريه خلال فتره حكم الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب وهذا ماستكشفه الايام !!!!
وان غداً لناظره قريب .
871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع