كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان
تخلت الحسناء تشارلز ثيرون عن مظهرها الفاتن أكثر من مرة كي تثبت موهبتها في التمثيل بعدما عانت كثيرا من فخامة جمالها وقوامها المماثل لعارضات الأزياء وندرة الأدوار المتطلبة جمالا كهذا....مما دفعها مرة أخرى إلى العمل على زيادة وزنها والخضوع للعديد من التغييرات الجسدية لتظهر بكل تلك البشاعة والقسوة التي أوصلتها إلى الأوسكار وهي تؤدي شخصية أيلين ورنوس/فتاة الشارع المتهمة بقتل ستة رجال في فيلم Monester/
ففي هامش الحياة نجد الكثير من الشخصيات المسحوقة تحت سلطات ورغبات قاهرة وظالمة وشاذة قد تبدأ منذ الطفولة..و مع الوقت وغياب الرعاية وفرص العيش الكريمة يتحول الافراد إلى وجودات سلبية ومخيفة ...لن تجد أمامها غير عقوبات قاسية تنهي دورها في المجتمع وتقطع صلتها بالحياة .....
تلتقي أيلين /تشارلز ثيرون/خلال ليلة ماطرة في نادي رخيص.. بالفتاة سلبي /كرستينا ريتشي/وهي تقترب منها طمعا بشخص يكسر وحدتها ورتابة ماتعيشه ..حيث تقضي عقوبة العيش في غيرمدينتها وتحت وصاية عائلة صديقة.........
يؤدي اعتناء الشابة سلبي ماديا بأيلين إلى ود وشغف سرعان مايتحول إلى عشق جارف يمثل المعادل الموضوعي لما تلاقي أيلين من مهانة وقهر في تعاملها اليومي مع الرجال/لقد أصبحت أكره الرجال واحبك انت فقط ياصغيرتي سلبي/
وهنا يبدأ حلم الاستقرار والعيش معا كعائلة. . وتبحث عن وظيفة محترمة تعيلهما. .إلا أنها لاتجد المساعدة حتى من سلبي ..لترغم على العودة للشارع ثانية. .لكنها عودة مختلفة حيث تتحول إلى أمرأة قاتلة ..تتمثل استغلالها واستباحتها وتخلي عائلتها عنها ..بكل ماتملك من غضب وحقد وتفشي . مما يؤدي إلى تدفق تلك القسوة إلى علاقتها مع الحبيبة سلبي وكل من حولها..ويضعها أيام على مفترق طرق . ويخلق التمرد لدى سلبي وتعلو رغبتها في المغادرة ...تذعن أيلين وترسل سلبي إلى مدينتها فقد ضاقت دائرة وجودها كثيرا ولا تملك حلولا للفرار . ولربما لاتهتم فلم تعرف غير الفقدان والقهر ..وهكذا لاتعير أهمية لمحاولة صديقها العجوز توم /بروس ديرن/ لمساعدتها ..وتقع بسهولة في يد الشرطة. ..تشهد سلبي في المحكمة ضد أيلين وتغادر دون أن تلتفت أليها وإلى حزنها وألم الفراق الذي صيرها هزيمة خلقتها الرغبات
888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع