ثوابت السياسات الامريكية لايمكن ان يتجاوزها رؤسائها

                                                       

                                  فلاح ميرزا

دائما يسبق مرحلة الاعداد للانتخابات الامريكية محاور وبرامج ومقابلات تتخللها مشادات ونقاشات اشبه بالحروب الكلامية التى ينتهى مفعولها بمجرد الاعلان عن الفائز برئاسة البيت الابيض للسنوات الاربعة التى تحددها تلك الانتخابات وبمجرد ان يتولى الرئيس المنتخب مهامه فى قيادة امريكا تقدم له مائدة الطعام (الخطط) التى تحتوى على مختلف انواع من الطبخات العالمية (المشاريع )التى سيتناولها الرئيس وهى بالطبع تحتوى على مالذ وطاب من مختلف الانواع من المقبلات والمشهيات (الازمات) من بلاد الشرق والغرب

وعندما ينتهى من استيعاب نوع الطعام يسال عن ايهمها نال اعجابه منه واستذوقها حتى يستمروا بتقديمها اليه ويبدو دائما وخلال ربع قرن كانت اكلات الشرق الاوسط هى المحببة لكل الرؤساء الجمهورين والديمقراطين لاسباب عديدة اهمها انها غير مكلفة وسهلة الهضم وسريعة فى الاعداد ولا تحتاج الى وقت وبالتاكيد فان الرؤساء بوش الاب والابن وبارك اوباما قد تذوقوا الكثير من تلك الاكلات الى حد الاشباع وبقى لنا ان نتعرف على راى كل من المرشح الجمهورى ترامب عنها وغيره من الحزب الجمهورى وكذلك هيلارى كليتن اللذان مازال خبراء الطبخ يجهلون طبيعة مذاق كل واحد منهما من حيث استخدام السكر والملح (الدبلوماسية والخداع) خشية ان يؤثر ذلك على صحتهما , فالمرشح الجمهورى دونالد ترامب قال إن الولايات المتحدة مسؤولة عن الفوضى في الشرق الأوسط، وإن غزوها للعراق خطأ فادح. لايمكن تجاوزه , بالطبع هكذا كان الرؤساء قبله يتعهدون بشئ ولكنهم يعملون خلاف ذلك . فمثلا قال دونالد ترامب يوم 13 شباط في أثناء مناظرة مع منافسه من الحزب الجمهوري جيب بوش، إن الولايات المتحدة صرفت على غزوها للعراق 2 ترليون دولار، وفقدت آلاف الأرواح.واوضح ان غزو الولايات المتحدة للعراق  هو "خطأ جورش بوش" الأخ الأكبر لجيب بوش، قائلا "كلنا يمكن أن نرتكب أخطاء، ولكن هذا الخطأ كان مختلفا، كان يجب علينا أن لا نذهب إلى العراق، نحن من دمر الشرق الأوسط" . واتهم ترامب الرئيس جورج بوش الإبن بالكذب: "لقد كذبوا علينا. قالوا إن هناك أسلحة دمار شامل، ولكن لم تكن هناك أي أسلحة، وكانوا يعرفون ذلك جيدا". ورد جيب بوش بحدة على الهجمات التي شنها ترامب عليه وعلى شقيقه، قائلا "لقد ضقت ذرعا من قيام باراك أوباما بتحميل شقيقي مسؤولية كل المشاكل التي واجهها، وبصراحة أنا غير آبه بالاهانات التي يوجهها إلي دونالد ترامب". وجرت ملاسنات حادة بين المرشح الجمهورى ترامب، الذي يتقدم الساعين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وكل من جيب بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا والساعي أيضا للترشح، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز لكنهم لم يستمروا منافسين لترامب . فى حين اظهرت المرشحة الاخرى عن الديمقراطين هيلارى كليتن امتعاضها على مافعلته الولايات المتحدة فى العالم ردا على اتهامات المرشح الجمهورى بتحميلها مسؤلية عن تدمير الشرق الاوسط كما اتهم ترامب الاسلاميين بالارهاب العالمى وشدد على تشديد المراقبة عليهم ومنعهم من الدخول الى الولايات المتحدة واشار ان الشرق الاوسط كان سيصبح اكثر استقرارا لو ظل صدام والقذافى على راس السلطة فى بلديهما قال ذلك فى مقابلة مع قناة ان بى سي وذكر ايضا ان شخصا سيكون اسوء من بشار الاسد اذا اطيح به ودعم الجهود التى تقزم بها روسيا للتصدى لداعش وفى تصريح لمجلة فورن بوليسي   Foreign Policy بان منطقة الشرق الاوسط سيشهد حروب محتملة ومن ابرزها سوريا والعراق واليمن وجنوب السودان وافغانسان وليبيا وتشاد وان النزاع فى تركيا (بين انقرة وحزب العمال الكردستانى) يثير مخاوف كبيرة واعرب محللون عن اعتقادهم بان تطورات الاوضاع فى نوروندى حيث تتزايد استياء الشعب بسبب نية الرئيس الحالي الترشح على الفترة الرئاسية الثالثة، وفي بحر الصين الجنوبي، حيث تتنازع بكين وواشنطن على النفوذ فيه، ستؤدي إلى زيادة التوتر وظهور نقاط ساخنة جديدة وابدت المجلة تشاؤما تجاه امكانية تحسن الوضع فى مجال تسوية النزاعات العسكرية في العام 2016، "بسبب انخراط جماعات متشددة فيها، حيث لا تسمح أفكارها وأهدافها لتسوية الحروب عن طريق الحوار، الأمر الذي يجعل الجهود الرامية إلى إقامة السلام بلا جدوى".واشارت المجلة الى ضرورة مضاعفة دول العالم لجهودها الدبلوماسي وتوفير أدنى الإمكانيات للتوصل إلى حل وسط. وقالت إن الوقت قد حان "للتخلي عن الفكرة القائلة أنه لا توجد هناك خطة لإقامة نظام عالمي، أو على الأقل تسوية الأوضاع في اي من البلدان، وضرورة مكافحة التطرف". (المصدر نوفوستى) لذلك ليس باستطاعة احد ان يتوقع ماذا سيكون عليه القادم من الايام فلا زال التوتر بين الاقطاب الدولية المؤثرة مستمر لان بؤر الخلاف بينهما قائما لحد الان بالنسبة بالرغم من بعض المواقف التى تشهد هدوء مصحوب بحذرموضوع سوريا واوكرانيا كما وان موضوعات اخرى كان لها شان اخر فى تلك السياسات , الحركات الجهادية والارهاب الدولى و الطاقة والغاز والنفط والديون والعملات والبرنامج النووى الايرانى واسيا الوسطى  وموضوع الدولة الفلسطينية ,والدولة العبرية ولكن هذا لايمنع من العودة الى الماضى والتذكير بان للولايات المتحدة استراتجيات للمنطقة نفذتها بواسطة حلفائها وعلى راسها اسرائيل واشعال الحرب بين العراق وايران وموضوع حركات التمرد او بدون واسطة قيامها  بالحرب واحتلال دول كالذى قامت به فى  1991- 2003 واحتلالها العراق ودفع قوات النيتو لاسقاط زعيم ليبيا معمر القذافى , ولاشك بان لهذا التدخل اسباب جوهرية لم ينتبه زعماء انظمة تلك البلدان واهمها موضوع النفط الذى اعتبرته الولايات المتحدة انها تملكه بعد ان تنازلت عنه بريطانيا وفرنسا وهولندا نتيجة انتصارها على المانيا الهتلرية فى الحرب العالمية الثانية وتخليصهما منها الى جانب تسرع الدول المنتجة للنفط على تاميم حصص تلك البلدان وكذلك المسالة الاهم وهى الاتفاق الذى تم التوصل اليه فى الجزائر تحت رعاية هوارى بومدين وشاه ايران وصدام حسين  واثمر عن انهاء  تمرد الاكراد فى شمال العراق الذى اعتبر تجاوزا على الخطوط الحمراء لتلك الدول وتقرر التخلص من الزعماء الثلاثة تدريجيا فتم تسميم هواري بومدين والتخلص من الشاه ونظامه واحتلال العراق واعدام الرئيس صدام تلك هى ثوابت السياسات الامريكية التى ليس لاى رئيس ان يتجاوزها ولكن الغريب  فى تلك السياسات انها تدعى انها تعبر فى بياناتها اللرسمية واتصالاتها مع اقرانها على احترام مبدء الخصوصية وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول ثم تكتشف  ان اجهزتها الامنية لاتترك شاردة ولا واردة للتعرف على الشبكات الالكترونية والتجسس عليها بحجة الامن القومي ومكافحة الارهاب كما وانها لاتكف عن اعطاء دروس فى الديمقراطية وحرية التعبير ولكن لها مواعن  ضد نظام الملالى فى ايران الا ان واقع الحال يقول عكس ذلك والدليل على ماقاله الخبير الاستراتيجى الكوبتى عبد الله النفيسى فى محاضرته الاخيرة بان هناك اتفاق استراتيجى بين الطرفين ايران وامريكا حول المنطقة بحيث ادعى حسن روحانى اثناء لقاءه به عام 1992 بان الكويت ودول المنطقة البحرين وقطر والامارات وعمان ايرانية وبالطبع كلام كهذا يقال فى 1992 يعتبر بمنتهى الغرابة والخيال ولكنه بالحقيقة تم الاعداد له بالاتفاق بين الطرفين وهناك خارطة ايرانية تؤشر بان الكويت تعتبر جنوب عبادان وهي بديل لمعاهدة سايكسبيكو التى انتهى مفعولها لمرور مئة عام على ابرامها فما يقوله الرؤساء الامريكان ليس الا جعجعة فى الفجان لن يغير من ثوابت السياسات الامريكية التى اعدت للقرن الحالى الذى يدعون انه قرن امريكى بامتياز وما خفى كان اعظم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1185 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع