صباح الراوي
كانت كلية التربية في الستينيات من القرن المنصرم من اهم معاهد الثقافه في العراق.
وكان قسم اللغة ألعربيه فيها وكذلك قسم التاريخ يمثلان هيئة استشارية للعديد من الإصدارات الثقافية في حينه وعلى سبيل المثال لا الحصر ( مجلة الاقلام ) وهي مجلة كانت تعنى بالأدب واللغة وكانت رصينة بحق تحتوي على آراء الأساتذة من علماء جامعة بغداد وعلى رأسهم الاستاذ الدكتور المرحوم مصطفى جواد وهو اقدم الأساتذة في هذه الكلية .
ولد العلامه مصطفى جواد ( ١٩٠٤-١٩٦٩) من أبوين تركمانيين من عشيرة البيات . اكمل دراسته في دار المعلمين العاليه عام ١٩٢٤ وفيها وجد اثنين من أساتذته يعتنيان بموهبته وهما الاستاذ العلامه طه الراوي الذي أهداه كتاب المتنبي لما وجده يحفظ له قصيده طويله بساعة واحده . اما الاستاذ الذي حظي برعايته ايضا فهو المربي ساطع الحصري . حصل التلميذ مصطفى جواد على بعثه لتطوير دراساته في باريس فقضى سنه كامله في القاهرة لتعلم اللغة الفرنسيه وهناك التقى برواد الثقافه وعلى رأسهم الدكتور طه حسين والأستاذ عباس محمود العقاد واحمد حسن الزيات فباحثهم وجادلهم في اخطائهم ولم يذعنوا لأنهم كما يقول هو بنفسه ( مدارس وقدرات ) ولايجوز انتقادهم . سافر الى فرنسا خلال الفترة (١٩٣٤-١٩٣٩) وأكمل دراسة الماجستير والدكتورا من جامعة السوربون في الأدب العربي ونالها عن أطروحته الموسومة ( الخليفة العباسي الناصر لدين الله ) .
كنت انتهز الفرص لسماع محاضراته على مدرج كلية التربية ( دار المعلمين العاليه سابقا ) في الأعوام (١٩٦٤-١٩٦٧) ولا زلت اتذكر احدى محاضراته في الحديث عن معاناته في فرنسا حينما كان يراجع احدى المكتبات التي لا تسمح باستعارة الكتاب فكان رحمه الله يقرأ الفقرات التي تفيده في بحثه ويعود مسرعا الى منزل إقامته ليكتب ماحفظه عن ظهر قلب من ذلك المصدر ويعاود الكره في نفس آليوم الى ذلك الكتاب . وهذا مايدلل على مقدرته الفائقة في الحفظ . ومن غير المبالغ فيه فان الدكتور مصطفى جواد قد حفظ الاجرومية في النحو بغضون ثلاثة ايام فقط عندما كان طالبا في المدرسة الجعفرية الأهلية في بغداد . اشرف رحمه الله على تدريس وتثقيف المرحوم الملك فيصل الثاني . ولابد لنا ان نرجع الى الوراء والى عام ١٩٢٥ حين تعرف مصطفى جواد على العلامه اللغوي الأب انستاس الكرملي وراح يرتاد مجلسه الأدبي واللغوي في الكنيسة اللاتينية التي تحتوي على مكتبة الأخير الشهيرة في بغداد . وتوطدت اواصر الصداقة بينهما مما جعل الأب انستاس يدعوه للكتابة في مجلته ( لغة العرب ) فكتب أبحاثا لغوية ونقدا في التراث اللغوي وزاوية خاصة (بالتصويبات اللغوية ) . ولعل العراقيون يتذكرون برنامجه الاذاعي الشهير ( قل ولا تقل ) . وقد قام رحمه الله بجمع احاديثه تلك في مؤلفه الشهير (قل ولا تقل ) . كما نتذكر نحن جميعا برنامجه التلفزيوني الاسبوعي في اللغة والتراث الذي كان يعده الاستاذ المرحوم سالم الالوسي . اما عن مؤلفاته التي قاربت ال (٤٦) اثرا نصفها مطبوع ونصفها الاخر مازال مخطوطا ومن أوقعها في النفس ( خارطة بغداد قديما وحديثا) مع الدكتور احمد سوسه و( دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة ) و( الضائع في معجم الأدباء ). ومن آرائه العلميه رحمه الله ان ( الشيخ عبد القادر الجيلاني هو من ولادة قرية جيلان العراق قرب المدائن لا جيلان طبرستان . وان سكان الجيل العراقيه من الأكراد وهذا مايفسر تعلق الأكراد بالزاهد عبد القادر الجيلاني لأنهم يعتبرونه منهم ) وأخيرا وخلاصة القول ان الدكتور العلامه المرحوم مصطفى جواد كان عالما موسوعيا عاش ومات في بلد لايحترم علماؤه.
وللحديث صلهذكريات...........
كانت كلية التربية في الستينيات من القرن المنصرم من اهم معاهد الثقافه في العراق. وكان قسم اللغة ألعربيه فيها وكذلك قسم التاريخ يمثلان هيئة استشارية للعديد من الإصدارات الثقافية في حينه وعلى سبيل المثال لا الحصر ( مجلة الاقلام ) وهي مجلة كانت تعنى بالأدب واللغة وكانت رصينة بحق تحتوي على آراء الأساتذة من علماء جامعة بغداد وعلى رأسهم الاستاذ الدكتور المرحوم مصطفى جواد وهو اقدم الأساتذة في هذه الكلية . ولد العلامه مصطفى جواد ( ١٩٠٤-١٩٦٩) من أبوين تركمانيين من عشيرة البيات . اكمل دراسته في دار المعلمين العاليه عام ١٩٢٤ وفيها وجد اثنين من أساتذته يعتنيان بموهبته وهما الاستاذ العلامه طه الراوي الذي أهداه كتاب المتنبي لما وجده يحفظ له قصيده طويله بساعة واحده . اما الاستاذ الذي حظي برعايته ايضا فهو المربي ساطع الحصري . حصل التلميذ مصطفى جواد على بعثه لتطوير دراساته في باريس فقضى سنه كامله في القاهرة لتعلم اللغة الفرنسيه وهناك التقى برواد الثقافه وعلى رأسهم الدكتور طه حسين والأستاذ عباس محمود العقاد واحمد حسن الزيات فباحثهم وجادلهم في اخطائهم ولم يذعنوا لأنهم كما يقول هو بنفسه ( مدارس وقدرات ) ولايجوز انتقادهم . سافر الى فرنسا خلال الفترة (١٩٣٤-١٩٣٩) وأكمل دراسة الماجستير والدكتورا من جامعة السوربون في الأدب العربي ونالها عن أطروحته الموسومة ( الخليفة العباسي الناصر لدين الله ) .
كنت انتهز الفرص لسماع محاضراته على مدرج كلية التربية ( دار المعلمين العاليه سابقا ) في الأعوام (١٩٦٤-١٩٦٧) ولا زلت اتذكر احدى محاضراته في الحديث عن معاناته في فرنسا حينما كان يراجع احدى المكتبات التي لا تسمح باستعارة الكتاب فكان رحمه الله يقرأ الفقرات التي تفيده في بحثه ويعود مسرعا الى منزل إقامته ليكتب ماحفظه عن ظهر قلب من ذلك المصدر ويعاود الكره في نفس آليوم الى ذلك الكتاب . وهذا مايدلل على مقدرته الفائقة في الحفظ . ومن غير المبالغ فيه فان الدكتور مصطفى جواد قد حفظ الاجرومية في النحو بغضون ثلاثة ايام فقط عندما كان طالبا في المدرسة الجعفرية الأهلية في بغداد . اشرف رحمه الله على تدريس وتثقيف المرحوم الملك فيصل الثاني . ولابد لنا ان نرجع الى الوراء والى عام ١٩٢٥ حين تعرف مصطفى جواد على العلامه اللغوي الأب انستاس الكرملي وراح يرتاد مجلسه الأدبي واللغوي في الكنيسة اللاتينية التي تحتوي على مكتبة الأخير الشهيرة في بغداد . وتوطدت اواصر الصداقة بينهما مما جعل الأب انستاس يدعوه للكتابة في مجلته ( لغة العرب ) فكتب أبحاثا لغوية ونقدا في التراث اللغوي وزاوية خاصة (بالتصويبات اللغوية ) . ولعل العراقيون يتذكرون برنامجه الاذاعي الشهير ( قل ولا تقل ) . وقد قام رحمه الله بجمع احاديثه تلك في مؤلفه الشهير (قل ولا تقل ) . كما نتذكر نحن جميعا برنامجه التلفزيوني الاسبوعي في اللغة والتراث الذي كان يعده الاستاذ المرحوم سالم الالوسي . اما عن مؤلفاته التي قاربت ال (٤٦) اثرا نصفها مطبوع ونصفها الاخر مازال مخطوطا ومن أوقعها في النفس ( خارطة بغداد قديما وحديثا) مع الدكتور احمد سوسه و( دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة ) و( الضائع في معجم الأدباء ). ومن آرائه العلميه رحمه الله ان ( الشيخ عبد القادر الجيلاني هو من ولادة قرية جيلان العراق قرب المدائن لا جيلان طبرستان . وان سكان الجيل العراقيه من الأكراد وهذا مايفسر تعلق الأكراد بالزاهد عبد القادر الجيلاني لأنهم يعتبرونه منهم ) وأخيرا وخلاصة القول ان الدكتور العلامه المرحوم مصطفى جواد كان عالما موسوعيا عاش ومات في بلد لايحترم علماؤه.
وللحديث صله
1045 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع