عبدالله عباس
الفرق بين فساد ماوتسي تونط و
اولاد الدلالة ام ستوري في العراق :
قادة التخمه لشعب جائع .....!!
في ستينيات القرن الماضي ‘ وعندما كانت مصادر الاعلام الغربي منشغلة بنشر حكايات ( دعائية سيئة) وبشكل منظم ضدالزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونك ‘ اتذكر احد تلك الحكايات تقول : أن القيادة الصينية فرضت على كل مواطن صيني بضرورة ان يزدان صدره بصورة الزعيم ( ماو) ‘ ولتنفيذ هذا القرار قامت الحكومة بصنع صور الزعيم من الرصاص وحسب ما جاءت في الصحف الغربية لو صنع من كمية تلك الصور حزام كان يكفي لشد ذلك الحزام ثلاث مرات حول الكرة الارضية ويزيد ...!! ورغم هذه الحملات الغربية ضد ماو حتى لوكان ادعاء صحيح ان هذا الزعيم هو الذي وضع الخطة الاساسية لبناء وطنه الذي نراه الان . بحيث ان تطوره يسبب يومياً ازعاج نفسي و حتى فكري للغرب المنافق ‘ ولكن ماذا يقول الغربين عن الفساد والنهب والتنكيل بكل القيم الانسانية في العراق ( الحر المستقل ) الأن الذي ادعى اشرار الادارة الامريكية ( منذ بوش ولحد الخبل اوباما ) انهم يحولونه الى مركز الاشعاع الديمقراطي بحيث بدل ما يذهبون اهل المنطقة الى زيارة بيت الله في مكة سيذهبون الى العراق ليتعلموا معنى الحرية واستقلال ارادة الشعوب ..ويتمتعون بالتعايش السلمي وبالمحبه بين كل الاطياف ....,؟
بعد عام من تلك الادعاءات للمحرر الامريكي فتح باب جهنم على العراقيين ا يذانا بصراع طائفي عندما وضعوا دستور في اكثر بنوده و بتوجه المحرر زرع الغام قابله للانفجار كيفما يريدون و اسسوا لحكم المحاصصة ‘ وفي جانب السرقة والفساد اعلن فقدان 400 مليار دولار كان مخصص لاعمار العراق .. وهذا المبلغ هو حمل 60 شاحنة نقل ذات عربتين وحمل احد من هذه الشاحنات يكفي لبناء 18 مستشفى كامل الاوصاف ..! مع كل مستلزمات الخدمات الطبية بما فية رواتب العاملين في تلك المستشفيات ‘ وبعد تشكيل لجان للتحقيق لم يظهر اي نتيجة بل اعلن بعد فترة البرلمان العراقي فقدان 93 مليار دولار و من ميزانية 2015 فقدان 76 مليار اخرى ‘ وإذا فرش اوراق تلك المبالغ ممكن صنع ستار يغطي اربعة مرات حجم الكرة الارضية ....!
في الصين صنعت الدولة مليارات المداليات لصورة زعيمهم ماوتسى تونك ‘ ولكن هذا الزعيم ترك لهم دولة ووطن تمدد يد قدراتها الاقتصادية والصناعية و في مجالات البناء والاعمار الى كافة انحاء العالم . واذا ظهر وبدلائل ملموسه من اي مسؤول في الدولة الفساد سيعدم فوراً وعلناً .
ولكن في العراق (يحكمة سلطة اسست ركائزها الادارة الامريكية ) وفي مساحتها الجغرافية معترف بها دولياً ‘ سرقة هذه المبالغ الضخمة وعندما ظهر هنا وهناك بعض اسماء اللصوص ‘ سهل امر خروجهم من العراق و حصيلة حسب اخر تقرير رسمي ان العراقيين وبالنسبة 25% منهم يعيشون تحت درجة الفقر وعندما واجه ا لبلد ازمة مالية ‘ قرر برلمان الشعب ان يستقطع من رواتب شريحة مسكينة من الشعب وهم المتقاعدين ولم يستطيعوا اعادة ( فلس ) من الحرامية .
وجاء في تقرير اخر من المصادر الرسميه وليس المعارضة او اعداء العملية السياسية يقول : ان عدد من الشخصيات (ذات السلطة ) يصل الى مئة شخصيه اصبحوا منذ 2003 الى 2015 اصحاب مبالغ يكفي لميزانية العراق لمدة ثلاثة اعوام وبعضهم وصل ثرواته بحيث له قدرة ان يكون ذات سلطة يتجول بطائرته الخاصة .
كثير من هؤلاء الشخصيات اذا راجعنا صفحات نضال العراقيين ودور الفرد في ذلك النضال ‘ ليس فقط لاترى لهم وجود ( حتى كشهود ) بل لم يكونوا بعضهم في هامش العلاقات الاجتماعية من المعروفين ‘ لذا من حق بعض العراقيين الساخرين سموهم ( احفاد ام ستوري) تلك ( الدلالة ) الكاريكاتيرية التي اشتهرت في صفحة ( كاريكاتير ) مجلة ( الف باء) .
كارثة الاحباط العراقيين ونفاق من يعتبر نفسه الحاكم وإنسجامه مع ماخطط له المحتل : ( عدم عودة الدولة والاستقرار للعراق ) ليس حديث العراقيين فقط ‘ بل يتحدث عنه الغربيين علناً حيث نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا عن الغضب الشعبي في العراق، وحنين البعض إلى زمن حكم الاستبداد ، بعد 13 عاما من العنف الطائفي ‘ وتضيف الصحيفة ، إن هذا الحنين بدأ ينتشر بين الشيعة والسنة والأكراد، على حد سواء، وترى مراسلة الصحيفة أن العراق الغني بنفطه يوشك على الانهيار اقتصاديا بسبب طغمة سياسية فاسدة تستغل الطائفية للسيطرة على الحكم، وملئ جيوبها بدل تحسين الخدمات العامة مثل : الصحة والكهرباء والماء. فبعض العراقيين أصبحوا، حسب المراسلة، يلمحون إلى رغبتهم في العودة إلى عصر صدام ، وهذا حتى في إقليم كردستان الذي تعرض إلى هجمات كيماوية أسفرت عن مقتل 5 آلاف شخص عام 1988، فهم يرون أن أيام صدام كانت أفضل، مقارنة بحال العراق اليوم. ...!
ان الوضع الذي يعيشه العراقيين هو ضمن مخطط جهنمي للغربيين الاشرار من خلال خلق الفوضى والمشاكل على مستوى منطقة الشرق الاوسط ‘ فقط من اجل ادامة الامن والامان للكيان المسخ الذي صنعوه في قلب المنطقة و هي ( الدولة العبرية ) ‘ ومع الاسف يستغل هذه الوضعية من قبل القوى الاقليمية الطامعة في المشاركه على الهيمنه وبدل ان يعاون الشعوب المنطقة ‘ يشارك الغرب والامريكان في تعميق المشاكل وكل ما يؤدي الى تعميق التفرقة ‘ ومن هنا مثلاً يدخل الوضع الفلسطيني المؤسف ضمن هذا المخطط ا لجهنمي ( يشارك في ماساتهم من متحالف مع الغرب ومن يتاجر بماساتهم ...!!) بحيث ان قضية هذا الشعب المشرد بدل من العمل الى اعادة حقوقية انشغلوا بتقسيم الضفة وغزة .
ان ظاهرة الفساد الذي ينحر في جسد شعوب هذه المنطقة نتيجة فقدان الاراده الوطنية منتمية الى شعوب المنطقة ‘ ليس الا افراز لذلك المخطط .
رايت قبل فترة لقاءا تلفزيونياً مع احد القادة الفلسطينين التاريخيين تحدث عن ظهور ازمة مالية للسلطة الفلسطنييه كيف دفع مسؤوليهم الى التسول من بعض البلدان العربية من اجل دفع رواتب العامليين في السلطة ‘ قال هذا القائد:
( ان هذا العمل شيء مهين للفلسطينين ‘ ان ما تملكه منظمة التحرير من الشركات والمؤسسات التجارية وارباح تلك الشركات يكفي لرواتب كل العامليين في السلطة ...!!! فإذا قادة منظمة الشعب مشرد وهو يملك هكذا امكانية بحيث لاتحتاج لاي مساعدة فقد اعتبر احد قادتها تسول المال لرواتب العاملين اهانه لهم ‘ فكيف بمن يحكم العراق ( واقليم كوردستان من ضمنه ) تحت سيطرته مليارات من الثروات النفطيه وهم سراق تلك الاموال يتسولون البنوك الدولية لمعالجة مشاكلهم المالية ؟
من هنا ‘ فأن الحديث عن الاصلاح في العراق ومن قبل كل الاطراف المشاركة في العملية السياسية ليس الا ادعاء او صراع من اجل كسب اكثر من قبل تلك الاطراف وهم لايريدون ان يخسروا شيء‘ اما الكلام عن فتح ملفات الفساد والجرائم بحق الناس و محاسبة الاطراف الطائفية و الحيتان والمافيات ليس الا عمل منظم من قبل تلك الاطراف لكسب الوقت ‘ اما بالنسبة ( المنقذ الامريكي ) في تصور بعيدي النظر في تقييم كل ما يجري في العراق : ان مايحدث في العراق وعموم المنطقة هوالمطلوب امريكياً وفي اقل التقدير لعشرة سنوات القادمة ... والله اعلم
618 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع