عباس العلوي
السفارات العراقية !
سفارات دولة البطيخ في زمن الانحطاط / بامتياز هي سفارات ذوي القربى من حيتان احزاب السلطة / لاعهد ولا وصل لها بالعمل الدبلوماسي / او حماية شرف العراق ورعاية مصالحه / بقدر الانتفاع من < بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا > لتخمة بطون من كان في امسه القريب مهتوكاَ جائعاً يعتاش على اعطيات الخمس والزكاة والمساعدة البلدية في اوربا !
لم تخجل احزاب العار التي فرخت < بيضتها الفاسدة > سفراء إمّعات حملة شهادات مُزوّرة / من ذلك الزمن الذي تميّزالعراق بأكبر مدرسة دبلوماسية في الشرق الاوسط نالت احترام العالم / تأسست اركانها في عهديه الملكي والجمهوري الاول برجال عمالقة مثل : فاضل الجمالي وأمين المميّز وهاشم جواد وعبد الرحمن البزاز ونجدة فتحي صفوت وعصمت كتاني الكردي العراقي البارز الذي تبوءَ عرش الجمعية العامة للأمم المتحدة وعشرات غيرهم / واذا انت اتفقت او اختلفت مع صدام حسين / فهو الآخر استعان ايضا بنفر من السفراء المتمكنين في العواصم العالمية الكبرى التي تصنع القرار السياسي / كمحمد المشاط وهشام الشاوي ونزار حمدون وعبد الامير الانباري/ لايُشك احد في مهنيتهم او خبرتهم / يحدثنا الدبلوسي سرور ميزا محمد المستشار العلمي الاسبق في السفارة العراقية في فينا ومسؤول العلاقات الدولية في الطاقه الذرية كشاهد عيان عن سر هذا التفوق :
< كان الدبلوماسي سواء السفير اومن يليه في السلم يمتلك الكياسة والحجة والمنطق والأتكيت ومطبقاً لقواعد العمل القائمة بين الدول أو المنظمات الأقليمية والدولية / ويسهر على رعاية حقوق وكرامة وطنه / ويرعى بشكل جيد جاليات بلده في المهجر/ لقد وضع السفراء مصلحة العراق فوق كل أعتبار/ وبذلك أكتسبت سمعة العراق في المحافل الثنائية والأقليمية والدولية ثقلاً مناسباً يتناسب مع موقعه وأهميته في المنطقة عربياً ودوليا > انتهى
لكن الحال انقلب رأسا على عقب في زمن < السختجية > التي اوقعت الدبلوماسية العراقية بمستنقع الحضيض وصارت لاتعني بحال من الاحوال غير اللصوصية والفضائح الاخلاقية ومنفعة ذوي القربى من حرافيش السلطة التي تكحل عيوننا كل يوم بشعارات كذب ودجل مكشوف !
لااريد في هذه العجالة ان اتطرق الى اسم من يشغل الآن مناصب مهمة في السفارات والقنصليات والملحقيات من القطيع الذي تربطهم قرابة الدرجة الاولى مع اصحاب القرار في بغداد < كالآبن والبنت والزوجة والاخ الى آخره > او عن الفضائح الجنسية التي ازكمت الانوف مع العشيقات او لطش المال العام تحت عناوين ومسمّيات شتى / كل هذا ليس مكانه هنا ويمكن الرجوع الى تفاصيلة بالشبكة العنكبوتية !
بعد عام 2003 ترأس الدبلوماسية العراقية بطريقة الفرهود المعروفة حزبيا / اثنان لاعلاقة لهما اصلا بالعمل الدبلوماسي هما / السيد هوشيار زيباري والسيد ابراهيم الجعفري / فالاول كما اشيع مرارا في وسائل الاعلام قام بتكريد السفارات العراقية / وبغض النظر عن صحة هذا الرأي اوخلافه / فالثابت عندي ان سفارات دولة البطيخ الآن / عبارة سفارتين داخل مبنى واحد < عربية وكردية > ربما لايعلم احدهما بمجرى عمل الآخر الا القليل / وهي حالة فريدة لم تحصل في بلد آخر/ لم يُقدّم الوزير زيباري بمدى عقد من الزمن اي منجز وطني يُحسب له / حتى اخراج العراق من الفصل السابع كان بأرارة امريكية وليست عراقية / عشعش في سفارته ايتام البعث / عملوا جهاراً ضد البلد المنكوب / فلو استثنينا الشأن السياسي المضطرب دبلوماسيا / بقى المواطن العراقي في حسرة الحصول على فيزا دخول هذه الدولة او تلك / بينما عجزت وزارة زيباري عن حمايته من التعسف الطائفي والاهانة المتعمّدة عند دخوله دول الجوار او غيرها !
اما السيد الجعفري الذي لطش وزارة الخارجية < في نص الليل > بمساومة مكشوفة مع الدكتور العبادي كي يكون رئيسا للوزارة / لم يتَلَقَّنْ من العمل الدبلوماسي شيئا غير طربكَة الفلسفة الكونفوشيوسية والهيرودوتية التي لايفهم عليها غير اهل اسبرطة وجوارين سوق الغزل !
وكي لانبخس حقه فهو بارع أيضا في شؤون الحَملدارية ومواعظ النصح والارشاد التي لايفقه مقصودها حتى ائمة المساجد كقوله : [[ شهداء جسر الائمة شكلوا معبرا استباقيا لمعنى ان يكون الانسان شهيدا حتى في لحظة انغماسه الوجودي / وان ابواب السماء مشرعة لاولئك الذين يقدرون الشهادة على انها الفعل المؤكد للحياة ! ]] وأضاف [[سنعمل بطريقة تجميد المختلف وتحريك المتفق / وعندما يتهدد مصيرنا سيخرج المارد المعنوي من القمقم ويهشم الزجاجة ]] عَقّبَ احد الشعراء على سفسطة صاحب القمقم بسفسطة مماثلة :
ابن المُعْتِفتكِ
** بعتِكِ مِعتَكِ / قلْ للقمْقمَةِ ** قمِ اعتدِلِي !
الجعفري طبيب لاعهد له بالمهنة / شاغله الاول خروج المارد من القمقم / لم يستنشق غير الهواء الخانق في سراديب حزبه / قضى نصف حياته او اكثر في بريطانيا وفشل في تعلم اللغة الانجليزية / قفز الى رئاسة الوزراء دون معرفة بالعمل الحكومي بضربة حظٍ حزبية / لم نحصد من ورائها غير مجزرة جسر الائمة وتفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء والقتل اليومي في شوارع بغداد والمحافظات والثرثرة اليومية في اجهزة الاعلام / خرابيطه في وزارة الخارجية عديدة / في الوقت الذي تكفي بعض السفارات خمسة اشخاص لأدارة شؤونها / اتخمت بعشرات من فروخ الاحزاب / رحلاته المكوكية العقيمة ارهقت كاهل الدولة ماليا / شعوره بالدونية امام السعودية فيه اكثر من علامة استفهام / يتعامل مع الحدث السياسي الساخن بعقل الحشاشين/ طقطقة لسانه حينما يكون مسطولا / اوقعتنا في طربكَة كتلك التي طالب فيها العراق بالانفتاح على داعش بينما تحيّرت موسوعة غينتس العالمية اين تضع تخريفاته الأخرى/ كدجلة والفرات ينبعان من ايران !
تناشدنيْ عَليكِ الناسْ *** واتحيّرْ شجاوبْههْ
شهالفتنهْ ألليْ ماتنقاسْ *** كُلّي مِنينْ جايبههْ
حتى لا نكون قساة / سفاراتنا الجامعة لشمل ذوي القربى احلى من العسل / حميرها من الفصيل النادر/ وزيرها < ابو عيون الفراتية واللفتات الغزالية > نباهي به معشر العرب والعجم !
اختم بالقول :أما والله لو ان شيخ الدبلوماسية العراقية الراحل الدكتور فاضل الجمالي الذي شارك في كتابة ميثاق الامم المتحدة / قام من قبره الآن لبصق في وجه وزراء خارجية الصدفه وحرامية الأحزاب الذين تقاسموا أوكار الخنا والعار !
وللحديث بقية
السويد في : 5 / 3 / 2016
1064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع