توليف: الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
الحلقة 4/ حقبة حكم الملك غازي الأول في العراق:
تولى الملك غازي الأول الحكم بعد وفاة والده الملك فيصل الأول في الثامن من سـبتمبر(أيلول), 1933 وهو مازال قليل الخبرة في فهم عقلية المجتمع العراقي,..ولا يستطيع تأدية دورالملك فيصل الأول في التعامل مع رؤسـاء العشائر!,...ولذا أستعان بالســفيرالبريطاني( فرانسيس همفريز) والذي قام على الفوربالأتصال بالسيد ياسـين الهاشمي, ونصحه بتطبيق الدستور,وأعلان ولي العهد (غازي) ملكاً في اليوم نفسه!,
أجتمع مجلس الوزراء وقررتتويج الأميربأسم "غازي الأول ملك العراق",..بعد أن أدى اليمين القانونية والتي تنص كالآتي :
“المحافظة على احكام القانون الاســاســي واستقلال البلاد والاخلاص للوطن والأمة" وفي المساء سلم رئيـس الوزراء السيد "رشيد عالي الكيلاني” ,استقالته الى الملك , و من ثـَمَ ,.. َطلب منه الملك أعادة تأليف الوزارة من جديدة.
** توجه الملك يوم 11/ ايلول سبتمبر(أيلول) ,لأداء اليمين مرة اخرى امام اعضاء مجلس الامة لاستكمال الشروط الدستورية لتتويجه.
**استمرحكم الملك غازي(خمس سنوات وخمسة اشهروست وعشرين يوما) ,وشهدت فترة حكمه الكثيرمن الاحداث اهمها,الأنقلاب بقيادة الفريق (بكر صدقي), في التاسع والعشرين من تشرين الاول 1936 ضد وزارة “ياسين الهاشمي”.
*** تميزت سـياسـة الملك الشاب بالدعوة القومية ومواقفه من الانكليز, حيث أظهر بغضه لهم لعدم وفائهم بوعودهم التي قطعوها الى جده الشــريف حســين وتقـسيمهم للوطن العربي!,.. ولعبت اذاعة قصرالزهوردورا في تأجيج الشباب والتفافهم بجانب سـياسـة الملك,.. مما أغاض بعض رؤساء الوزارات ,..فحاولوا تحجيم دوره وســلب سـلطاته,.. حتى ان "ياســين الهاشـمي" اصدراوامره بعدم السماح للملك بالاقلاع في الطائرة للتنزه, ومن ثم وضع الجواسيس لمراقبته, ومَنع الضباط من الالتقاء معه, الا بعد تقديم طلب حسب المراجع الرسمية , كما لعب الملك غازي دورا بتقريب وجهات النظربين السعوديين واليمنيين,وتجاوزالخلاف بين عائلتهم وعائلة آل ســعود,واثمرت زياراته الى بعض المناطق في البلاد, التفاف الشعب حول قيادته,فهوالذي أفتتح سـدة البدعة (تبعد بكيلومترين عن مركز قضاء الشطرة,محافظة المنتفك "ذي قار حالياً",.. لتنظيم توزيع مياه نهرالغراف المتفرع من نهر دجلة قرب الكوت "محافظة واسط",.. وبين نهرالشطرة , ومجرى النهرالرئيس الذي ينتهي بهورالحمار).
*** وبالرغم من محاولة خصومه أستغلال حادث شـقيقته "الاميرة عـزت ",.. التي تزوجت من عامل فندق في اليونان,أضافة لأنزعاج الأنكليزمن سياسته,..ودارت في كواليس وزارة الخارجية البريطانية مشاورات لغرض ايجاد البديل عنه,لأزاحته من العرش,..ولكن جميع الاسماء التي طرحت لم يتفق عليها, سواءاً كانت من آل سعود أومن العائلة الهاشمية,وأستقرالرأي على عبدالآله" شقيق زوجته الملكة عاليه" ليكون الرجل المؤهل لتولي عرش العراق عندما تتم ازاحتة!
وفي ليلة 3/4 نيسان عام1939 حدث ما لم يكن بالحسبان,حيث اصطدمت سيارة الملك غازي الأول بعمود الكهرباء وسقط العمود على رأسـه, فوافاه الاجل بعد وقوع الحادث بساعة تقريبا, وذكرت التقاريرالرسمية تفاصيل الحادث على أساس أن الملك ترك مقـراذاعته الملاصق لقصرالزهوروتوجه الى دارا سـتراحته "قصر الحارثية ", الذي يبعد مسافة كيلومترعن قصرالزهور, ومعه خادمه الخاص(عبد سعيد) وملاحظ اذاعته(علي بن عبدالله),فقد استلم نداءاً تلفونيا في ساعة متأخرة من ليلة 3/4 , نيسان 1939,..وكان يسوق بسرعة, ثم عند الاستدارة,.. انحرفت السيارة عن خط سيرها,.. واصطدمت في عمود الكهرباء الموجود على الجانب الايمن فسقط العمود على رأسه وتسبب عن ذلك التصادم عن وفاته بعد ان نقل الى (قصر الحارثية), الذي كان اقرب مكان لوقوع الحادث واصطدامه في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف , ...وتوفى في الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة من ليلة 3/4 نيسان(أبريل) 1939,... بعد ان يئــس الأطباء من علاجه!
***أهم الروايات المكتوبة والمسموعة عن أسباب وفاة الملك غازي :
فمن المعروف وفق علم الفيزياء ان السيارة التي تصدم عمودا كهذا,اما أن تزحف الى اليمين اوالى الشمال اوترجع من شدة الصدمة الى الخلف في بعض الاحيان!,الا ان أحد الشهود,أقربمشاهدة السيارة يوم وقوع الحادث,..وكانت متجهة بجانب العامود نفسه بخط مستقيم والعمود كان مضطجعا خلف السيارة وقد اختفى جزء منه, وعندما رأى الوضعية قال: “سبحان الله : كأن العمود قد اقتلع من موقعه اقتلاعا ثم وضع في حالته قصد التضليل والتمويه”!
*** كما أن "الدكتور ناجي شوكت" بَين في مقابلة مع "الدكتورلطفي جعفر فرج",.. في 12 مايس 1979, واستند على الاراء المدونة بكتابة الموسوم بـ ”الملك غازي” وهو من منشورات مكتبة اليقظة العربية / بغداد 1987”,..ويضيف الدكتور ناجي شوكت وفقاً لما ورد في مذكراته : " ان غازي مسكين ولا يمكن أن أقول لكم أكثر من أن غازي مات مقتولا!", وانا كوزيرداخلية,.. لـَفـلـَفـتُ القضية في حينها!
الأميرعبدالآله:
*** مهما اختلف الناس في الحكم على بعض الأوضاع ، ومهما تجنّت الأغلبية أم الأقلية على زعيم أو زعماء مرحلة ، ومهما غالى الساسة والمؤرخون في تقييم أي تاريخ ، ومهما كثر القيل والقال في الضد ، فان الحقائق هي التي تفرض نفسها في نهاية المطاف,لأن الإنسان قد يخطئ ويصيب ,.... فقد كانت الصفحة التاريخية للأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق 1939-,1952 متشحة بالسواد الداكن والكراهية عند الغالبية العظمى من الناس , ومن عادات أولئك الناس انهم إن سمعوا شيئا صدقوه ولذا بقيت صورة الاميرعبد الإله, في المخيلة العراقية والعربية منذ الاربعينيات وحتى الخمسينيات من القرن العشرين, صورة في غاية البشاعة, وكانت النهاية التي انتظرت عبد الإله في شوارع بغداد مأساوية وتراجيدية مؤلمة,.. بكل المقاييس والمعاني عندما سقطت الملكية فجر يوم 14 تموز(يوليو) 1958.
*** مضت عقود من السنين على ذلك الحدث، وسمعنا أصواتاً من هنا أو هناك تنصف هذا الرجل الأمير الذي كان يمتلك حدسا واضحا في قراءة نهايته البشعة التي كان يتوقعها من خصومه من العراقيين,فقد صرح لاكثر من مرة :
" نحن نقتل .. لا أريد ذرية .. نحن نقتل .. ولكن الهاشميون سيبقون .. "!
كما نشرالأستاذ عطا عبد الوهاب مؤخرا عن الأميرعبد الإله, فقد كان قريبا جدا منه ابان الخمسينيات بحكم وظيفته في الديوان الملكي بالعراق, ودون كتيباً بعنوان :
" الأميرعبد الإله" ( نشرته المؤسسة العربية للدراسات ببيروت وعمّان 2001 ), وعرض حقائقاً عن الرجل الذي حكم العراق لسنوات طويلة, واظهرما له وما عليه.
*** كتب الكثيرمن الساسة والمثقفين العراقيين في مذكراتهم وكتبهم عن الأميرعبد الإله, واختلفوا في شأنه وتقييمه اختلافا كبيرا ،.. وعلى أية حال, فأن أول من كتب بأنصاف تاريخ عبد الإله هو شاعرالعرب الأكبر محمد مهدي الجواهري!
*** قد يتساءل البعض : هل كان الاميرعبد الإله يستحق فعلا تلك النهاية المأساوية في صباح الرابع عشرمن تموز / يوليو 1958 عندما قتل شر قتلة وسحلت جثته في شوارع بغداد الملتهبة ومثّل بها وشنع بأوصالها وعلقت في اكثر من مكان بعد أن نالتها السكاكين وقطعتها إربا إربا ؟ وهل يستحق ذلك الإنسان أن تقطع أعضاؤه وترسل إبهامه لتعرض على الرئيس جمال عبد الناصر فيشمئز الرجل من منظرها ؟ إن الصورة العراقية القلمية ومن قبلها مذكرات واستشهادات أخرى تكشف عن هوية زعيم من نوع خاص ، وتكشف أيضا عن طبيعة إنسان لم يكن أبدا بالحجم الذي صور من البشاعة والخيانة والإسفاف ! ويجمع المنصفون انه كان حاكما دستوريا يحب بلاده وليس دكتاتورا انفراديا يقدّس ذاته !
الملك فيصل الثاني وخاله الأمير عبد الإله :
*** كان عبد الإله إنسانا كئيبا منذ نعومة أظفاره وكان يحب العزلة والانفراد والانطواء .. وبدا انه يحب ابن أخته الملك الطفل حبا جما وتولّى تربيته كأب حنون ليؤهله للملك بعد ان تيتم فيصل وهو ابن اربع سنين.. معنى ذلك : ان عبد الاله لم يكن طامعا البتة في العرش وكان زاهدا في حكم العراق اثناء وصايته التي استمرت قرابة 13 سنة,إذ كان يفتخربفيصل كابن له يسعى لتزويجه بعد أن ينتقل إلى قصره الجديد.
*** كان عبدالآلة قوي الملاحظة, كثير السؤال, محبا للنقاش, فلم تكن ترضيه أجوبة المحيطين به من الكبار, وكان ذكياً ذكاء البداوة الخارق,..فلقد صقلته الحياة العصرية ، محب للخدمة ، مرهف الحواس ، خبير بأوزان الناس ، مشجع للرأي المخالف النزيه وقد يأخذ به إذا اقتنع, ويحس انه أدى الأمانة على احسن وجه,. وانه يشرف على نهاية الشوط, وكان يذكردوما أيام طفولته بالحجاز ويؤمن بالقدر خيره وشره ، وكان حساسا تترقرق الدموع في عينيه كلما ذكرأخته الملكة عالية التي توفيت في شبابها,.. وتركت ابنها فيصل امانة بيد اخيها .
أما ابن أخته الملك فيصل الثاني فيكتب عنه صاحب المذكرات قائلا : " لم يكن الاختبار صعبا بالنسبة للملك ، فقد كشفته شابا متعلما ، ذكيا ، دمثا ، بسيطا ، سريع البديهة ، متفتح الذهن ، وممتلئا بآمال الخدمة العامة دون جعجعة ،.. مع هوايات متعددة كالرياضة بأنواعها والمطالعة في فروع معينة وغيرهما. انه باختصار فتى يدخل القلب رأسا ، وقد عجبت من نفسي كيف أن حقيقته البيّنة للعيان تخالف تماما ما تلوكه الإشاعات عنه فترميه بالغباء وانعدام الشخصية!
***وأخيرا, فهذه كلمة للتاريخ عن سيرة زعيم حكم العراق واسمه الأمير عبد الإله, أضعها أمام الناس من اجل مقاربة حقائق التاريخ والكــشف عن المزيد من معلوماته التي خفيت عن أعينهم زمنا طويلا, ومن الأخطاء التي أرتكبها رجال ذلك العهد ذلك انهم لم يؤسسوا لهم أجهزة دعاية كافية تلهج بذكرهم ليل نهار!,... وكان على عبد الإله أن يترك ابن اخته الملك يعتمد على أبناء جيله الجديد في الممارسات السياسية, اما علائقه بالغرب, فلم تكن اكبرمن علائق غيره من الحكام العرب في القرن العشرين كما توضح جليا اليوم لكل ذي عينين .. ولم يتوقف امر تحرير فلسطين عليه ، اذ لم يحررها غيره من الزعماء العرب الذين ناصبوه العداء, ليومنا هذا !
الوثبه!
في مارت ( مارس), 1947 م., اصـبح الـسـيد صـالح جبراول رئيــساً للوزراء,.. وبدأ عمله بألغاء معاهدة 1930 م.,وكان الحديث بتلك المسألة ســرياً, بـسـبب الخوف من الجماهير عند الأعلان عن الألغاء والتفاوض في آن واحد,لأن ذلك سـيفجرالوضــع في الشارع العراقي وسيحرك مواضـيعاً سـياسية اخرى, مثل المطالبة بأنهاء النفوذ البريطاني!,..وفي بداية يناير (كانون الثاني) 1948 م., علم معظم العراقيون, بالمفاوضــات حول تلك المعاهدة,.. وقد تم التوقيع عليها في الميناء البريطاني ( بورت سـموث), في كانون الثاني(يناير), 194 م., وصـارت مفرداتها بصــورة عامة معروفة, ومنها :
1- وعدت المعاهدة بســحب القوى العســكرية من العراق.
2- اعادة القاعدتين في الحبانية والشــعيبه, الى القوة العســكرية العراقية.
3- ربط امورالدفاع بين بريطانيا والعراق لمراقبة الخطط العــسكرية.
4- الــسماح بعودة بريطانيا العظمى الى قواعدها الحربية الــسابقة وقـت الحـرب.
5- ســيبقى العراق مرتبطا ببريطانيا لتكون له ســندا, وتدرب قواته العســكرية.
6- تســتمر المعاهدة لغاية 1970 م., اي لمدة عشــرين ســنة.
كان رئيــس الوزراء( صالح جبر) , في ذلك الوقت في الميناء البريطاني (بورت ســميث), بالقرب من لندن,عاصـمة المملكة البريطانية, لأنهاء المعاهدة القديمة والتوقيع على المعاهدة الجديدة, كما أن تلك المعاهدة قد سـببت في هياج كافة جماهيربغداد, وطالبت جميع الأحزاب المعارضــة من الجماهير بالوقوف ضــد المعاهدة,... وبدأت المسـيرات والمظاهرات, طيلة الأســبوع مطالبة بألغاء المعاهدة, وقد اســاءت تلك الحالة لمركزالســيد صالح جبر.
***وفي احد الأيام, وبعد عودة الــسيد صالح جبر الى بغداد, حدثت اكبرمسـيرة لتظاهراتة في شــوارع بغداد, وقد تصـدت لها الشـرطة العراقية, واطلق اســم( الوثبة),على تلك المســيرات والتظاهرات, وبدأت الوثبة عندما حرض حزب الأسـتقلال طلبة الكليات والثانويات في بغداد,
ووجهوا لهم النداء الى التوجه لكلية الحقوق في الأعظمية , للأعتصام هناك,وقد كنت شـخصيا احد المشاركين في الأعتصام , عندما كنت طالبا قي ثانوية الكرخ , في الأول متوسط!
**عرف العراقيون للمرة الأولى التصــدي لمشــاكلهم بعيدا عن الطائفية والحزبية, وان ابرز تلك الأحداث, كانت قد اندلعت في 27 كانون الثاني( ديــسمبر), 1948, حينما زحفت جموع غفيرة مـن اهالي الكرخ, وتوجهت عبرالجســر القديم, (ســمي فيما بعد, بجســر الشـهداء),.. الى الجانب الثاني من نهر دجلة ,(صوب الرصـافة),وقامت الشــرطة المتمركزة على المنارة بالقرب من الجســر بجانب الرصافة بالرمي بالرصاص الحي على المتظاهرين, وهم مازالوا في منتصــف الجســر, بشــكل عشــوائي , مما ادى الى ســقوط ضحايا وقتلى , بقصــد منع التظاهرة من عبورالجســر, والوصـول الى محلــس الوززراء في جانب الرصافة!, ونتيجة لذلك الغدر من الســلطة, ســقط العشــرات بين قتيل وجريح, الا ان تلك الأصــابات لم تثني عزيمة الأهالي واســتأنفوا مســيرتهم, وكان من بينهم فتاة في مقتبل العمر, وآية في الجمال, حفزت الطلبة و الجماهير بأهازيجها الشــعبية, والجماهير تردد كلماتها بغضـب شــديد غير مبالين لأصـوات الرصاص, حتى وصلوا الى جانب الرصافة,واجبرت تلك الجموع الغاضبة الشــرطة على الهروب,... وقد اطلقت ادبيات تلك الفترةعلى تلك الصــبية البطلة التي قادت آلاف المتظاهربن,اســــم ( فتاة الجـســر).
** شعرت الحكومة القائمة آنذاك بســيطرة المعارضــة على كافة شــوارع يغداد, ولذا فكر بعضــهم بأســتدعاء الجيــش العراقي, الا ان احد المســؤلين تنبه لخطورة تلك الفكرة , لأن جميع افراد الجيــش العراقي ,هم مـن افراد الشــعب العراقي وآرائهم تتطابق مع المعارضــة في رفض معاهدة بورت ســموث, وسيتظامنون مع الجموع الشعبية المحتلة لشـوارع بغداد.
*** تظاهرات الطلبة في الوثبة, كانت البذرة الأولى التي نبت منها تنظيم الضباط الأحرار, (الذي فجر ثورة الرابع عشــر من تموز1958 م.), كما ان نكبة فلــسطين , في نفــس تلك الســنة(1948), التي ادت الى هزيمة خمســة دول عربية امام اســرائيل, قد زادت من نقمة الشــعب العراقي على حكامه.
تنصــل الوصــي عبدالآله عن معاهدة بورت ســموث, في اليوم التالي لعودة الــسيد صــالح جبر الى بغداد, و قد ســارت في ذلك اليوم, اكبرمظاهرات جماهير مرددة لأناشــيد حماســية, الا ان الشــرطة العراقية اطلقت النيران عليها, مســبة لكارثة مفجعة. ولهذا قدم الــسيد صــالح جبر اســتقالته من رآســة مجلــس الوزراء, واســتدعى الوصــي على عرش العراق , الســيد محمد الصــدر, وهو من رجال الســياســة المحنكين, لتشــكيل وزارة تضــم معظم الوزراء في وزارة السـيد صالح جبر المسـتقيلة.
*** كان الوصـي عبدالآلة في غاية الحساسـية من المــسألة الطائفية, واراد بهذا التعيين ان يطوق اية فتنة من هذا النوع خلال المظاهرات التي كانت تجوب شــوارع بغداد, وعلى اية حال, فأن المظاهرات الهائجة ضد الحكومة, قد ســاعدت في احتمال ازاحة الســيد صــالح جبر, حتى من قبل عودته الى بغداد, وقد اطلق عليه لقب عميل بريطاني.
*** ان غضــب الجماهير قد اتاح الفرصـة الى الأحزاب الوطنية المعارضـة,..للفت نظر الســــلطة لتحقيق العدالة في العديد من المظالم , مثل , الغاء العديد من الدعاوي الحكومية, وفســاد الحكم الملكي, وضعف الحكومة, وتدهور الوضـع الأقتصـادجي لمعظم العراقيين.
يتبع في الحلقة/ 5 ,...مع محبتي
955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع