فلاح ميرزا
ان مايثير الدهشة والعجب هوكون البعض مستمرا فى تصديق التلفيق والنفاق السياسى والاعلامى والمخابراتى المستمر منذ تسعينيات القرن الماضى فى شن حروب هنا وهناك تحت غطاء وحجج واهية وخداعة مثل حماية حقوق الانسان وفرض الديمقراطية
ان الدوافع الحقيقية فى تاريخ وقوع الحروب الكبرى فى التاريخ تعود اسبابها بالدرجة الاولى االى تلك الحالة التى تسمى بنقطة اللاعودة فى انهيار النظم المالية لطبقة النخبة المالية التى تسيطر على النظم السياسية والايدلوجية والاعلامية دوليا حينها تبدأ شرارة الحرب عادة بحادث نوعى ارهابى مصطنع او تلفيق مفبرك سياسيا وعسكريا لخلق الصدمة النفسية في الوقت الذى تكون فيه ماكنة الاخطبوط السياسى والاعلامى وادواتها فى الحرب النفسية تعمل دون كلل او ملل وتهيئة الارضية الخصبة فى تعبئة وشحن الانفس وغسل الادمغة والترهيب النفسى للشعوب وحكوماتها وصولا الى حالة العمى المنطقى والتجرد من الطبع الانساني والسير مع التيار السائد جينها لاجدوى من الشكوى والتذمر هذا مايحصل دوما عندما يفشل الانسان فى تسنم دورة الحقيقى مع الحياة والوقوف بوجه الشذوذ الفكرى والايدلوجى الذى يصاحب البشرية منذ البدء لان مايلفت النظر هى تلك الحقيقة التى تغطيها ستارات مصطنعة تشير الى اننا ولاول مرة فى التاريخ من خيث الضخامة امام مسأله حياة او موت من مفارقات القدر هو ماجرى فى العقود الخمس الاخيرة من تكتيل النظاام السياسى والاعلامى الغربى بقيود تناقض ادبياتها وقيمها ودساتيرها التى تغطيها ستارات مصطنعة والسيطرة على تلك الامم من قبل قلة قليلة وبذا اصبح الغرب الذى هو على وشك السقوط ليس الا اداة لترهيب الامم تحت لافتتات تبدو براقة للعقول السطحية للحد الذى يبدو عالمنا اليوم متجها نحو نقطة التصادم بين القوى العالمية ومذبحة قد لاننجو منها من اجل اعطاء اموضوع حقه لابد من ذكر حقيقة تاريخية راسخة لكى لانقع ضحية القوى التى تهيمن وتوجه مايطفوا على السطح من احداث تقع امام الاعين لصرف الانظار نحو اعداء وهميين ليسوا الا ادوات للعقل المدبر والعدوالحقيقى للانسانية القابع فى عليائه متلذذا بالدماء البشرية منذ قرون حول دورالمؤسسة البريطانية التى هى فى منتهى الحذق والمهارة فى خلق الازمات الاستراتيجية والتكتيكية واستخدام مواطن الضعف فى الثقافات والاديان لخلق بقع ساخنة وقنابل موقوته ومن ثم فرض الحلول التى تخدم اجندتهم للامد الطويل شعار فرق تسد هذه الؤسسة وبعد الحرب الكونية الثانية مباشرة بعد وفاة الرئيس الامريكى روفلت المفاجئة الذى قال لونستون تشرشل فى مؤتمر يالطا 1944 لن يكون مكان للامبراطوريات بديلا للنظام الائتمانى الامريكي واخيرا جاء تحذير ديمترى مدفيدف رئيس وزراء روسيا الاخير من خطورة نشوب حرب عالمية جديدة فى حال وقوع هجوم برى على سوريا حذر في مقابلة تنشرها صحيفة "هاندل سراد" الالمانية يوم الجمعة. وأشار إلى أن العملية البرية ستقحم جميع المشاركين فيها في الحرب، وعلى الأمريكيين أن يزنوا الأمور. فهل يريد رئيس الولايات المتحدة وشركاؤنا العرب حربا دائمة؟ هل يعتقدون أنهم سينتصرون بسرعة؟ ذلك لن يحدث، خاصة في العالم العربي، حيث الجميع يقاتلون ضد بعضهم. وشدد على انه "يجدر بالاميركيين وشركائنا العرب التفكير مليا: هل يريدون حربا دائمة، وهل يعتقدون ان بوسعهم تحقيق انتصار سريع في مثل هذه الحرب وهكذا تناول الاحداث احد الخبراء والباحثين يوجنا الامور
تعلمنا من التاريخ ان المواقف تتخذ وتقاس وفق ضروراتها الموضوعية وسياقها الزمنى وحاجة الشعوب لها ومن يراجع صفحات التاريج يجد ان كثير من الامبراطوريات انهارت بسبب قصر فهم للمواقف وسوء تقدير لها والتى تطلب اتخاذ قرارات ساهمت فى اسقاطها امام قوى اقل منها قوة ومقدرة فالحروب التاريخية التى شهدها العالم فى القرون الاولى والقرون الاخيرة وبداية القرن الحالى كانت خير مثال على مااصاب البشرية من ظلم وشقاء وقتل وتهديم لحضارات كبيرة وانسانية عظيمة كانت فى مرحلة النمو بعد ما اصابها من الامراض الفتاكة والويلات ولعل اقربها الحربين العالمتين الاولى والثانية وما تفرع عنها من حروب صغيره هنا وهناك وخصوصا فى منطقة الشرق الاوسط فحرب 1948 بين العرب واليهود التى اثمرت عن تاسيس الدولة العبرية على ارض فلسطين العربية لم يحسن الزعماء والملوك العرب تقدير نتائجها المستقبلية وحرب السويس كانت اضعاف لقدرات مصر على الاستمرار فى بناء مصر ودعمها لبقية الامم والشعوب وحرب حزيران اصابة الامة العربية بنكسة لازال التاريخ يذكرها بسوء ويحمل قادة مصر مسؤلية ماجرى بعدها من اثار اقتصادية على مصربصورة خاصة والدول المجاورة لها بصورة عامة ومع ذلك لم يتعض القادة منها بل ازدادوا فى رؤيتهم الظلامية لها واظهروا مقاومتهم لتطلعات شعوبهم نحو البناء والعلم والثقافة والحياة المرفهة فنتج عن ذلك قيام انقلابات عسكرية وثورات فى العراق وسوريا واليمن والجزائر وليبيا وايران وتركيا وبدلا ان يعمل قادتها بتوازن وفهم لمتطلبات العالم الذى كان تتزعمة ثلاثة كتل الولايات المتحدة واوربا ذات النظام الراسمالى والاتحاد السوفيتى وحلفاءه ذات النظام الاشتراكى , عملوا على ابراز عضلاتهم بعضهم على بعض لاظهار قوتهم ومقدرتهم على حل مشاكلهم بالقوة بدلا من الوسائل للاخرى الاكثر قبولا وتاثيرا ولعل ابرز هؤلاء هما النظام فى العراق الذى سيطر عليه حزب البعث العربى الاشتراكى الذى اخذ من شعاراته القومية منطلقا للتبشير بها لبيقة الدول والشعوب , والنظام الجديد فى ايران الذى سيطر عليه رجال الدين(الملالي) واطلقوا لحاهم للتبشير بعقيدتهم التى تدعو العالم العربى والاسلامى الى تطبيق مبادى ثورتهم على نظام الشاه التاريخي والموروث عن الاجداد لعقود من الزمن, ومن الاشهر الاولى لسيطرتهم على السلطة فى ايران اظهروا عدائهم للنظام فى العراق ليس على اساس الكراهيه للنظام وانما للشعارات العربية التى ينادى بها واستبدالها بالشعارات الاسلامية التى تؤمن بها غالبية شعوب المنطقة بمفاهيم جديدة تم صناعتها مختبرات وعقول رجال الدين اليهود والكنيسة الانجيلية تجت غطاء ايهما احق بولاية المسلمين ومن هنا كان يجب على قادة العراق ادراك بحقيقة نوايا هؤلاء الملالى الذين صنعتهم دوائر المخابرات الاجنبية , واعدتهم لقيادة ايران بعد القضاء على الشاه الذى حكمت عليه تلك الدوائر بالزوال بمجرد اتخاذه قرارا بانشاء منظمة اوبك التى تدير شؤون وتنظيم تصدير وبيع النفط للعالم اولا واشتراط استخدام سلة االعملات بعمليات البيع وتلك القشة التى قسمت ظهر لبعير لان الولايات المتحدة كانت تبتاع النفط بالدولار الورقى الغير مغطى بالذهب حسب اتفاقية (برتن وود) التى تشترط معادلة العملة بالذهب , ورغم ان القضاء على نظام الشاه ليس من السهولة بمكان لما له من اتباع لجنرلات الجيش ورجال السفاك (المخابرات) الا انها وجدت الوسيلة التى تسهل تلك المهمة وهى الدخول فى صراع مع نظام البعث فى العراق لتشغل بذلك الجيش الايرانى للدفاع عن اراضى ايران واعطاء الفرصة من خلال ذلك لتصفية القوى الحقيقية المناؤة لنظام الشاه بحجة انهم ضد عملية التغيير وثانيا لابراز شعاراتها الدينية لبقية الدول على اعتبار ان النظام فى العراق لايؤمن بها واستخدمت بذلك اسلوب المناوشات الحدودية بطريقة استفزازية وتهيئة الاجواء الداخلية من خلال الاحزاب الدينية المؤيد لها لاحداث بلبله فى الاوساط الشعبية وخصوصا فى المناطق الجنوبية الامر الذى اجبرفيه حزب البعث اتخاذ مواقف متشدده تجاهها حفاظا على وحدة العراق ونسيجه الوطني ورغم ان كلا الموقفين فى كلا النظامين بحاجة الى تحليل الا ان الذى يهمنا من الامر هو موقف النظام فى العراق الذى كان له من القادة والمفكرين مايحول دون المخاطرة فى الدخول فى مجابهة وبهذا المستوى لما تتركه من اثار سلبيه على مستقبله ووحدته ونسيجه الوطنى الى جانب ذلك الاثار الاقتصادية التى سيتحملها من جراء الديون التى ستترتب عليه من جراء دخوله لنزاع طويل مع ايران في حين دفعت الولايات المتحدة اصدقائها من العرب على تشجيع العراق وتأييده فى صراعه مع نظام الملالي لذلك فان النظامين فى العراق وايران ولتغطية نفقات الحرب بينهما لجأوا الى زيادة انتاج النفط وبيعه الى الشركات النفطية التى تسيطر عليها الولايات المتحدة باقل الاسعارالى جانب اللجوء الى الاستدانة من الدول لسد حاجتها من الاسلحة لذلك ارجع واقول كان المفروض من السياسيين والمفكرين معرفة تلك النوايا المغرضة للشركات المالية والنفطية الاحتكارية التى تتزعم الادارات فى الدول الغربية وعلى راسهم الولايات المتحدة منذ ان اعدت مشاريعها لانهاء العراق ونظامه على اثر تأميمه للنفط فى عام 1972 وتحت غطاء شيطنتها واغرااءتها مارس حكام الكويت الوسائل التى اجبرت زعماء العراق على المطالبة بحقوقه التى سلبت من قبلهم من الاراضى وكميات النفط المستخرجة من الابار العراقية بصورة غير شرعية ولما لم تستجب الكويت لتلك المطالب حصل الذى حصل ووقع الاسد فى الفخ المعد له وهكذا تحقق لقول الرئيس الامريكى روزفلت بان لامريكا الارض والمال فى منطقة الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثانية وما نمر به الان جعلنا نعض اصابع ايدينا وخسرنا كل ما انجزناه من مكاسب للعراق والعراقيين واصبح العراقيون مشردين فى الداخل ومهجرين فى الخارج ولكن تبقى الحقيقة ان ما بني على باطل فهو باطل التى اجبرت العدو قبل الصديق ان يعترف بها وان الحقيقة لايمكن ان تحجبها بغربال وسيعيد التاريخ مجد العراق وحضارته وعظمته انشالله
886 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع